أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد لاشين - البنية المؤسسة لسلطة النص المقدس محاولة لفهم أساطير الفقهاء (السنة والشعية)















المزيد.....



البنية المؤسسة لسلطة النص المقدس محاولة لفهم أساطير الفقهاء (السنة والشعية)


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" لا تخاصمهم بالقرآن فإنه حمال أوجه"
قول منسوب إلى علي بن أبي طالب.

"ما يقوله هؤلاء لا يعبر عن صحيح الإسلام"، هكذا تنتهي أغلب النقاشات حول القضايا الدينية ـ المذهبية،أو الخلافية إن شئنا الدقة،فيصل الطرفان المختلفان إلى نتيجة مفادها أن كليهما لا يعبر عن صحيح الدين،وطريق الإسلام القويم.وبالتالي يصح نفيه وتبعيده وعدم الاعتراف بما يعتبره الحق، ثم تتطور الأحداث لنصل إلى مرحلة التكفير،ثم الفتنة، وصولاً للقتل والإرهاب.هكذا نبدأ، ولكننا لا نعلم كيف تكون النهاية.

السؤال الملح في هذه الحال، هو كيفية ظهور كل هذا التباين والاختلاف،رغم الاتفاق المسبق،على وحدانية الله، وتفرد النص القرآني!.هل نحن أمام إسلامات متعددة بالفعل،ناتجة عن فهم مختلف للقرآن حسب الظرف التاريخي،وممارسة آليات الانتقائية والتعسفية،في فهم النص؟.أم أن الفكرة قد تكون أكثر تعقيداً،أن كل المذاهب والأفكار على اختلافها،تعبر مجتمعة على الفهم الصحيح للقرآن ،أو الإسلام بشكل عام،على غرار حكاية "العميان والفيل"،فإذا أمسكنا بالتشيع على مذاهبة،والسنة على تباينها،والتصوف وطرقه،فهل نصل في النهاية إلى فهم كامل للدين الإسلامي؟!.أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة ،خاصة ونحن دائماً ما تفرقنا سبل المذاهب والمعتقدات التي نراها جميعاً أنها الحق حسب كل معتقَد ومعتقِد.

التساؤل الأخطر،والأهم،والذي سنحاول الإجابة عليه ـ بحذر شديد ـ في سياق هذا البحث،هو:هل نكون قد تجاوزنا القرآن وسلطانه،لصالح فهمنا التعسفي للقرآن وسلطته!.بمعنى أكثر دقه ،هل شكلت ركام التفاسير التي ظهرت على مدار التاريخ الإسلامي،مجتمعة،نصاً موازياً أصبح أكثر سلطة وسلطاناً على نفوس العباد،من القرآن ذاته.وبالتالي،هل خضع فهم الفقهاء والمفسرين للظرف التاريخي الذي كان سبباً في حدوث النص الموزاي وخلقه؟.وإلى أي مدى أثرت الأحداث والرؤى السياسية المتناحرة،في صياغة النصوص المفسره للنص الأول؟،وبالتأكيد صنعت نفس الأحداث،حالة من القداسة،لذاك الفقيه،وذلك العالم،لنصل في النهاية إلى عالم من الفقهاء المقدسين،والعلماء ذوي اللحوم المسمومة، فلا يجوز نقدهم،أو حتى مناقشة أفكارهم.حالة من التابوهية،غلفت الفقهاء على مدار التاريخ الإسلامي،أوصلتنا إلى ما نحن فيه من صراع وتفتت ومذهبية.

ما سنحاول طرحة في هذا البحث،هو مناقشة آليات الفهم (التفسير ـ التأويل) الشيعي والسني للقرآن الكريم، وما نتج عنه من تقديس لأفراد ( خلفاء ـ أئمة) ، وتنزيه لطائفة الفقهاء ( شيوخ ـ آيات الله) من كل تعسف فكري أو غرض وهوى سياسي ، وتأثير ذلك على المعاصر في حياتنا، من نشأة الدولة الدينية في إيران(دولة الإمام)،أو دعاة الخلافة في العالم السني من أخوان أو جهاديين(دولة الخلافة). ومن الجدير أن نشير أننا لسنا بصدد طرح قضايا فقهية أو مذهبية بمناقشتها في حد ذاتها،وإنما محاولة التوصل إلى البنية الحاكمة لآليات الفهم،أو بمعنى أدق،أسطرة نصوص ما بعد القرآني.

أ) بنية الجماعة الدينية:

لكي ندرك طبيعة الجماعات الدينية،علينا أن نرصد في البداية الشروط الواجب توافرها ،في جماعة ما ، حتى يصح تمسيتها جماعة دينية:

1ـ فكرة القيادة أو الرمز(البطل الديني) ، 2ـ تأويل أو فهم خاص للنص المقدس،
العنصران مجتمعان يتجهان في النهاية لصالح تصور أخروي،عن النجاة والخلاص،والأهم صنع عالم يوطوبي متفرد يضم أعضاء تلك الجماعة فقط دون غيرها.

أولاً: البطل الديني ومفهوم الخلاص(عصمة الفرد).

أزمة الفكر الديني عامة،والإسلامي بشكل خاص، أنه لم يتمكن من تجاوز مرحلة البدايات في كل دين،وعمد دائماً إلى إعادة صياغتها على مدار تاريخ الديانة، فالبداية دائماً محملة بأفكار نموذجية مثالية،عن النقاء والعدل والصراع المقدس.فتظل مثلاً المرحلة النبوية،ودولة المدينة هي المثال المؤسطر في ذهنية كل الفرق والمذاهب الإسلامية،الجميع يسعى إلى استعادة تلك اللحظة التاريخية المقدسة،وما حُمّلت به من شخصيات إنسانية منمذجة.وبالتالي مثلت شخصية النبي (صلى الله عليه وسلم)، التجسيد للبطل الأول في السياق الإسلامي،ليس فقط بوصفه نبي يوحى إليه،ولكن الأهم كتجسيد تاريخي لمفهوم الدولة السياسية،القادرة على التغير وتحقيق الذات.خاصة بعد ما لحق بدولة المدينة من تطور مفصلي بعد وفاة النبي، في عهد الخلافة الراشدة الأولى،قبل عهد الفتنة الكبرى،وما تبعها من مقتل الخليفة عثمان بن عفان،ومعارك علي مع معاوية، وصولاً لمقتل الحسين بن علي في كربلاء.فدائماً نموذج المدينة الأول يتم استحضاره بشكل دائم بوصفه الأكثر نقاءً وصدقاً.

تكوين شخصية البطل الديني في الفكر الإسلامي تتطورت بشكل كبير بعد وفاة النبي، فعمد العقل الإسلامي لكل فرقة إلى خلق شكل خاص لبطله ومخلصه الديني،خاصة في ظل العديد من الأزمات السياسية التي مر بها التاريخ الإسلامي.فأصبح الإمام ،هو البطل / المخلص لدى الفكر الشيعي، وبالمثل أصبح الخليفة الذي يحكم وكأنه ظل لله على أرضه،هو البطل لدى الفرق السنية،على اختلاف رؤيتهم لشخص الخليفة وحدوده الشرعية.

يمثل الإمام في المذهب الشيعي (الإثنا عشري تحديداً) صاحب الحق الإلهي الوحيد في حكم العالم،لأنه صاحب الإرث النبوي الأول،والمجسد لشخصية البطل الديني.بداية من شخصية الإمام الأول (علي بن أبي طالب)،ثم الحسن بن علي ،تلاه الشهيد الحسين ،وصولاً إلى الإمام الغائب (محمد المهدي) أو الإمام الثاني عشر.وهنا تحديداً وبعد مرحلة الغيبة الكبرى ـ كما يطلق عليها المذهب الشيعي ـ وهي المرحلة التي غاب فيها الإمام غيبته الكاملة ليظهر في نهاية الزمان،حتى يخلص الأرض من كل مظالمها،ويخلق عالمه المثالي الخاص،الخالي من كل أتباع المذاهب والديانات الأخرى،إلا من شيعة آل البيت.حدث تطور تاريخي خطير في الفكر الشيعي، فزوال الإمام أو غيبته تعني نهاية مباشرة للمذهب الشيعي،ـوالذي نشأ كفكر ديني / سياسي معارض للسلطة السنية الحاكمة،والمتمثلة في الدولة الأموية،ثم العباسية.وبالتالي ونتيجة لحب البقاء،ظهرت طائفة الفقهاء التي عملت على إعادة خلق لمفهوم الإمامة،بما يتناسب مع وجودهم ومصالحهم.

فقد ورد في كتاب (الكافي) لـ "محمد بن يعقوب الكليني" أحد أهم فقهاء الشيعة في بدايات القرن الرابع الهجري،فيما نسبه إلى الإمام (علي الرضا) ـ الإمام الثامن ـ :"إن الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً،وأعلى مكانة،من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم". فالإمامة حق إلهي صرف،اجبتي به بعضاً من عبادة المصطفين،كاصطفاء الأنبياء.وكذلك أورد الكليني عن الحسين ـ الإمام الثالث ـ أنه قال: " أن الأرض لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض "، مما يعني أن الإمامة شرط أساسي لبقاء الكون على حاله،وإلا لانهارت.وبالتالي استنبط فقهاء الشيعة ، أن الإمامة شرط وجود،وإيمان لكل مسلم،وإلا خرج من الملة،فالقاعدة الفقية الشيعية التي تنص على أن : " من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة الجاهلية"، هي القاعدة الأكثر رسوخاً في الوجدان الشيعي،والتي دعى إليها وعززها الفقهاء على مدار القرون.

بل أن الأمر تجاوز مرحلة الحق الإلهي للأئمة،إلى مرحلة أكثر تعقيداً في مدونات الفقهاء الشيعة ، فالكون بأكمله يدور في فلك الآئمة،بل أنهم سبب خلق الخلق،فكزومولجية الخلق التي أسسها الفقهاء،تدور حولهم ، فالعالم بأكمله مخلوق من نورهم خاصة الخمسة المعصومين (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين).

الإشكالية الوجودية،التي تسبب فيها زوال الإمام الأخير في المذهب الشيعي (محمد المهدي)،جعل من الفقهاء أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في تطور المذهب أو تكلسه،وبالتالي حولهم لدى عموم المسلمين من الشيعة إلى كائن مقدس كقداسة الإمام،فالإمام غائب،وبالتالي لعب الفقيه الشيعي دور المخلص والمرشد،صاحب المعرفة والعلم والهداية،يأتيه العلم من الإمام مباشرة،فاستبدلوا الإمام بالفقيه.

وبالتدريج تمكن الفقهاء من خلق الأساطير والأوهام المذهبية التي تحولت بعد ذلك إلى عقائد ثابتة لا تتغير في الفكر الشيعي،فقد ورد مثلاً في (بحار الأنوار) لـ "محمد باقر المجلسي"، أحد أهم فقهاء الشيعة في القرن العاشر الهجري،والمؤسس للعديد من الأفكار التي اعتمدت عليها الدولة الصفوية في إيران،أن المهدي المنتظر سوف يعود في نهاية الزمان، لا فقط ليخلص العالم من الظلم،ولكن لينتقم من كل الظالمين من الحكام الذين مارسوا سلطانهم الظالم على الأئمة،أو الشيعة بشكل عام، فسيُخرج الحكام الظالمين من قبورهم ،ويُحيهم،ويُعذبهم ثم يعودوا ثانية إلى القبور،بعد تحقق العدل الإلهي فيهم.ففكرة الخلاص الأخروي،واليوطوبيا الدنيوية، لن تتحقق إلا بقدوم المهدي المنتظر،وبناء دولته، كما شكل ذلك الفقهاء في كتبهم ومجالسهم.خاصة أن الفقهاء في المذهب الشيعي،كان لهم الدور الأهم ،ليس فقط في تشكيل الوعي المذهبي على شقيه الشعبي والرسمي المدون،ولكن كذلك في بناء شخصية السلطان،بل وتحولوا هم في مرحلة لاحقة إلى سلاطين،يحكمون باسم الإمام،ولناعودة إلى هذه النقطة في مرحلة تالية من البحث.

كان ظهور الفقهاء في الفكر السني في مرحلة تسبق فقهاء الشيعة، فشخصية الخليفة،التي بدأت بكبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)، ثم من تلاهم من خلفاء ، جعل من الصعب في بداية الأمر أن تظهر شخصية الفقيه أمام شخصية الخليفة الذي يستمد سلطانه ليس فقط لكونه سلطان يحكم، ولكن لكونه صحابي له مكانته وأهميته الدينية.لكن سرعان ما انتهت فكرة الصحابي /الخليفة، لتبقى فكرة الخليفة / السلطان ،الذي يحكم ببيعة ، ويخرج عليه من يخرج،ويعارضه من يعارض، خاصة بعد أحداث الفتنة الكبرى ومقتل عثمان وعلي،ثم تولي معاوية بن أبي سفيان،ثم يزيد بن معاوية،كل ذلك ولم نتجاوز القرن الأول للهجرة،وبالتالي زالت قدسية الخليفة تدريجياً،فاحتاج إلى من يؤسس لوجوده المقدس أو على الأقل من يمنحه شرعية دينية للحكم،ففي النهاية هو خليفة رسول الله،أي يُجسد الدورين السياسي والديني، فإن زال أحدهما زال الأخر،وبالتالي ظهرت طائفة الفقهاء السنة،الذين عمدوا وبكل قوة إلى التقرب من السلاطين،وتكفير من عارضهم من مذاهب وفرق مختلفة،كالشيعة والخوارج،وظهرت حملات التكفير والمذابح السياسية التي أخدت الطابع الديني. بل أن بعضهم منح للخلفاء حق إلهي في الحكم على عقائد الناس وأفكارهم.

وأوضح مثال على ذلك ما وقع من الخليفة العباسي "المأمون" ، حين أرسل لصاحب شرطته في بغداد،رسالة مطولة،يأمره فيها أن يمتحن القضاة في قضية خلق القرآن ـ والتي تبنى فيها موقف المعتزله ـ وأن يوقع العقاب على كل من يخالفه،والأخطر من ذلك،أنه أورد في نص رسالته تلك،الواردة في تاريخ الرسل والملوك للطبري،أن للخليفة وحده حق الاجتهاد في إقامة دين الله،وأن العامة والرعية أهل جهالة وعمى عن حقيقة الدين،فلا نظر ولهم ولا روية إذا أجمعوا أن القرآن غير مخلوق.
فللخليفة الحق الديني المطلق في محاكمة كل من يخالفه فكرياً أو عقائدياً.فضلاً عن موقفه الشهير من أحمد بن حنبل،في نفس القضية.وذلك تماهياً مع فكر علماء المعتزلة الذي فرضوا سطوتهم على نظم الدولة في عهد المأمون ،و عمدوا إلى نفي من خالفهم.كل ذلك تم في عهد نصنفه تاريخياً بعصر التنوير الإسلامي،فما بالنا بالسابق والآتي من العصور.

يتجلي موقف فقهاء الخلفاء في العديد من الأزمات الذي مرت على تاريخ الفكر الإسلامي،خاصة في موقفهم من الأخر، ولنا في مقتل الصوفي الأشهر "الحلاج" في القرن الرابع الهجري،وبفتوى من أحد فقهاء مجلس الخليفة المقتدر بالله العباسي،وبمباركة الخليفة آنذاك،دليل أخر على سطوة فقهاء السلطان.بل أن قضية الحلاج ظلت صانعة للعديد من الأزمات وصولاً إلى عهد الفقيه "ابن تيميه"،في القرن السابع الهجري،الذي أعلن صراحة أن كل من وافق على فكر الحلاج،لهو كافر مرتد باتفاق المسلمين. ولنا في مصطلح "اتفاق المسلمين" وقفة أخرى.

منتهى القول،أن فقهاء السنة لم يختلف دورهم بشكل كبير عن فقهاء الشيعة،بل وأشد قسوة،بوصفهم أصحاب السلاطين،والمقربون من حظوة العرش.وحتى تكتمل السطوة الكاملة للفقهاء،كان لابد من تأويل ما للنص القرآني يتسق مع أزمنتهم على اختلافها،فالفقيه دائماً يحتاج إلى نص لكي يحقق له المصلحة،فهو يكتسب مشروعيته من النص،أو بمفهوم أدق،من احتكاره لفهم النص وتأويله.وهذا يدخلنا إلى النقطة الثانية من البحث.

ثانياً:الفقهاء واحتكار التأويل (عصمة النص وهيستريا الفهم):

تعتبر مرحلة عصمة النص هي التتمة المركزية لعصمة الفرد،فالنص والفرد كلاهما وجهان لعملة واحدة،فلا يمكن منح قداسة أو عصمة ما،لشخصية تاريخية إلا بالاعتماد على تأويل فقهي للنص المقدس،ولكي يظل هذا التأويل هو الصالح دائماً،لابد أن يتحول هو في ذاته إلى نص مقدس أخر،يُمنع معه الاقتراب أو المناقشة، وبالتالي تنتقل القداسة من الإمام إلى الفقيه،ومن القرآن إلى النص الشارح .

يتناول الفكر الشيعي العلاقة بين القرآن والإمام،بشكل شرطي،فكما ذكر "الكليني" في كتابه ،أن وجود الإمام ضرورة أساسية لفهم القرآن ،وليكون فهمه حجة على كل من يخطئ في تفسيره،فالقرآن والإمام كلاهما يفسر الأخر،فباطن القرآن هو الإمام،والإمام هو ظاهر النص القرآني.بل قد ورد كذلك أن أحدهم سأل النبي عن قوله في السماء أثناء رحلة المعراج فأجاب :"كنت أتحدث بحديث علي بن أبي طالب".أي أن الإمامة لا تعبر فقط عن باطن القرآن،وإنما هي باطن النبوة كذلك.فالمكانة المقدسة التي منحها الفقهاء والمفسرين لشخصية الإمام،تجعله محور لكل تأويل أو فهم ممكن للنص.

فمثلا في التأويل الشيعي لقوله تعالى ﴿-;---;--فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾-;---;-- (الأعراف: 69)،نجده في قول نسبه الفقهاء إلى الإمام السادس (جعفر الصادق)،أن المقصود بآلاء الله هم الأئمة.وكذلك في قوله ﴿-;---;--إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ-;---;-- آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾-;---;-- (آل عمران :33/34)،ذهب علماء الشيعة الإمامية ،أن المقصود هنا هم نسل إبراهيم من أئمة آل البيت،فانحرف فهم النص عن مباشرته بالحديث عن آل عمران،وأصبح المقصود بالذرية هنا هم الأئمة المعصومين،وبعض التفاسير تقصرهم في النبي وعلي والحسن والحسين.وفي قوله تعالى:﴿-;---;--وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ-;---;-- بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾-;---;-- (الأنفال 75)، فالمفسر الشيعي،قرر في هذه الآية أن يتجاوز كذلك ظاهر النص،الذي يتحدث عن المهاجرين والأنصار،في بداية الآية،ليصل إلى أن المقصود بأولي الأرحام،هما النبي وعلي،وكذلك الأئمة من نسل الإمام الأول علي،فهم الأولى بفهم كتاب الله، ولا ينازعهم في ذلك منازع. وكذلك الآية الواردة في سورة (المائدة 3) : ﴿-;---;-- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾-;---;-- ورد في أغلب التفاسير الشيعية مثل (الكافي للكليني) و(الدعائم للقاضي النعمان) و(مجمع البيان للطبرسي) على تباعدهم الزمني، قول منسوب إلى الإمام " محمد الباقر" (الإمام الخماس) أن سبب نزول الآية كان بمناسبة تعيين علي إماماً في غدير خم،أي أن كمال الدين وتمام النعمة كان ولاية علي.

ثم نأتي إلى الآية المثيرة للجدل على مدار التاريخ الإسلامي،و التي تُستخدم في كلا المذهبين بما يخدم مصالح كل فرقة أو جماعة وهي : ﴿-;---;-- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾-;---;-- (النساء 59)، يرى المفسرون الشيعة إجمالاً، أن االمقصود بالآية هنا هو الإمام علي بن أبي طالب،لأنه هو ولي أمر المؤمنين، وهو المشار إلى إمامته صراحة بحديث غدير خم (من كنت مولاه فعلي مولاه) ـ وهو من الأحاديث المتواترة،والتي أوردها شمس الدين الذهبي ـ السني الحنبلي المتعصب ـ فالإمام علي هو إمام الزمان وبالتالي هو المشار إليه بولي الأمر في الآية السابقة.بل ذهب البعض وهذا هو الأخطر في مجال تأويل الآية،أن ولي الأمر كذلك هو الإمام (محمد المهدي) ـ الغائب المنتظر،ـ فهو من نأخذ عنه الأحكام وله الطاعة.ومكمن الخطورة أن الإمام غائب ،فممن نستقي الهداية والعلم،تأتي الإجابة هنا في نواب الإمام،ثم في الفقهاء العالمين،مما يعني أن الآية قد تم تأويلها في السياق الشيعي لتصب في المنتهى لصالح الفقهاء ذوي السلطة الدينية،وكذلك السياسية في الحاضر.

ولنفس هذه الآية تفسيرها في السياق السني ،وفأغلب المفسرين السنة (مثل ابن كثير) ساقوا المعنى لصالح ولي الأمر في كل زمان ومكان،طالما لم يخالف شرع الله في شيئ،ومخالفة شرع الله يتم تأويلها هي الأخرى لصالح السلطان حسب المصالح،وقد أضاف الشافعي إلى التفسير الأشهر للآية،أن المقصود كذلك هم العلماء،"من يعلمون الأمر"،فأضاف قدسية ليست فقط على أمراء العصر أو حكامه،بل وكذلك على العلماء أو الفقهاء.

الحقيقة أن المذهب السني الذي قد أسس سياقاً مقدساً لشخص الخليفة،قد أسس في سياق مواز تقديس للفقهاء، بناء على نظرية الاجماع،ففقهاء السنة عمدوا إلى خلق فكرة اجماع الأمة لنفي كل معارض أو من يحاول مناقشة السلطان الكهانوتي للفقهاء.فرغم اختلافهم فيما بينهم وتنوع أفكارهم ومذاهبهم،إلا أنهم حاولوا في كل مرحلة تاريخية أن يصنعوا اجماع ما لجماعة بيعنها،وغالباً كانت تحدد بالقرب من السلطان،ففي عهد الخلفاء،كان الاجماع للصحابة،ثم تطورت الفكرة تاريخياً ليكون الاجماع لأهل المدينة دون سواهم،ومع ظهور الصراعات المذهبية أصبحت فكرة الاجماع تخص جماعة من العلماء السنة ذوي الحظوة السلطانية ،والمعادين بشكل واضح للمذهب الشيعي.وبالتالي أصبح للفقيه قدسية تنسحب على تأويله وفهمه للنص القرآني الأول.ورغم أن الشيعة عارضوا فكرة الاجماع من جذورها،بوصف أنه من المستحيل ألا تخطئ الجماعة،وأنه لا عصمة للأمة في مجموعها،إلا أنهم منحوا العصمة كاملة للإمام،فهو المنوط به التأويل والتفسير والفهم والإفهام،والقيادة والولاية والقداسة.

منتهى القول أن النص القرآني،لم يعد هو النص الوحيد المقدس على مدار التاريخ الإسلامي،وإنما ظهر جملة من الشروح والتفاسير في مختلف المذاهب الإسلامية،اكتسبت هي الأخرى قداسة تراكمية ومكتسبة من سلطان الفقهاء ،فأصبحت لها نفس سلطان النص الأول،وبالتالي انعكس ذلك تاريخياً وسياسياً على مختلف أوجه التاريخ الحديث،فما الدولة الإسلامية في إيران،والجماعات الدينية كجماعة الأخوان وكذلك الجماعات الجهادية إلا استمرار لتقديس نصوص الفقهاء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وآلية فهمهم للنص الأول.فلكي تكتمل الجماعة الدينية لابد لها من شخص ونص،كلاهما يستمد قداسته من الأخر،وهذا ما سنحاول استكماله فيما يلي من الدراسة.

ب) سلطان الفقهاء(الدولة الإيرانية نموذجاً):

ينص الدستور الإيراني المعدل عام (1989(:( في زمن غيبة الإمام المهدي تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية،بيد الفقيه العادل،...القادر على الإدارة)

رغم أن النص القرآني لم يعمل ولم يساهم مطلقاً في تقديس شخص بعينه،حتى النبي الذي وصفه أنه مجرد بشر مثلكم يوحى إليه،إلا أن العقل البشري حال تعاطيه مع الفكر الديني،قرر أن يُلبس عباءة التقديس لجملة من الأشخاص،سواء أئمة الشيعة من جانب،أو الصحابة والخلفاء من أخر،ومع زوال الأئمة أو غيابهم،وهدم دولة الخلافة بشكلها التاريخي الشهير،كان لزاماً أن تستمر نفس البنية هي المتحكمة في آليات التفكير الإسلامي،فأصبح الفقيه هو المقدس الجديد.وكانت أجلى صورة لتلك التراتبية الفكرية،دولة الفقيه في إيران، المكتملة سياسياً بعد الثورة الإيرانية عام 1979،التي جنى ثمارها آية الله الخميني،ورجاله.

الحقيقة أن المشهد النهائي لدولة الفقيه في إيران ،لم يهبط على التاريخ الحديث فجأة،وإنما هو نتاج تراكمات عديد من التجارب والمراحل التي مر بها الفقهاء على مدار التاريخ الإسلامي،خاصة بعد عصر الغيبة والتي تؤرخ تقريباً بعام 329هـ .فمنذ ذلك الحين والفقهاء في حالة جدل لا ينتهي،وهم أمام إشكالية معقدة مفادها،أنه لا دولة طالما الإمام غائب،وبالتالي لن يتحقق العدل إلا بعودته،مما يحتم أن تعاني الجماعة الشيعية،من اضطهادات النظم السنية الحاكمة(الأموية والعباسية..) دون أن تحاول التغيير،في انتظار عودة الإمام،وتدريجياُ قد يفني دور الفقيه بل والجماعة ككل،مما حتم أن يخرج الفكر الشيعي من إطار التقية الذي ألزموا بها أنفسهم بعد فترة الغيبة،إلا مرحلة الحركة والمشاركة في بناء المجتمع الإسلامي (الشيعي)، مع الحفاظ على قيمة الانتظار ،كمُشكل للهوية الشيعية.

طوال قرون خاض فقهاء الشيعة تجارب عديدة، في العلاقة بين الفقيه والسلطان،مرت تلك التجارب بمراحل متعددة،أهمها ثلاث مراحل رئيسية،مرحلة السماح للعمل مع السلطان حتى وإن خالف المذهب،ثم مرحلة الشراكة المباشرة، فظهرت مثلاً الدولة الصفوية في إيران في القرن العاشر الهجري،والتي اعتمدت على سلاطين يتخذون من المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة، بمعاونة الفقهاء.وصولاً لمرحلة ولاية الفقيه أي يتحول الفقيه في حد ذاته إلى سلطان،أي يحق للفقيه أن يحقق العدل حتى في غياب الإمام،وبالتدريج امتلك الفقيه مختلف الأدوات ـ النظرية على الأقل ـ ليتحين الفرص حتى يحقق دولته أو عالمه اليوطوبي / المثالي الخاص.فولاية الفقيه في حد ذاتها مرت بالعديد من المراجعات والاختلافات،استمرت من أواسط القرن الخماس الهجري تقريباً وصولاً إلى مرحلتنا المعاصرة،فانقسمت إلى أكثر من تيار،منهم من رأي أن تكون ولاية الفقيه إرشادية،يعني لا تتعدى سوى الإرشاد والتوجيه،وأخرون اعتبروا أن ولاية الفقيه تكون مطلقة،بمعنى أن الفقيه يملك حق السلطان في الحكم،بشكل مطلق.
هذا الجدل انسحب إلى العصر الحديث،فالخميني انتمى إلى فكرة الولاية المطلقة،وخرج بها من أروقة الحوزات الدينية،إلى الفعل السياسي المباشر،واستخدم الثورة الإيرانية لتطبيق الفكرة،بحيث منح الفقيه مكانة نائب الإمام،يحكم باسمه ويؤسس دولته إلى حين عودته، وبناء على ذلك أسس دولته الحديثة في إيران،التي اعتمد فيها في البداية على مختلف التيارات السياسية والفكرية من يسارين وليبراليين،واتخذ لنفسه موقع "مرشد الثورة الإيرانية"،ولكنه تدريجياً عمد إلى نفي كل من خالفه ،واستقل بالحكم المطلق،مع من وافقه على فكره من رجال الحوزة الدينية في مدينة "قم"،فحتى من عارضه من رجال الدين قرر نفيهم من الساحة تماماً، مثل "آية الله حسين منتظري" الذي عارضه في فكرة الولاية المطلقة للفقيه،فقرر وضعه تحت الإقامة الجبرية،إلا أن توفي عام (2010).

شرعية الخميني الفقيه / السلطان،استمدها مباشرة من التأويلات الفقية السابقة عليه،فنجده يكتب في كتاب "كشف الأسرار" ما يلي : " إن الله أمر ببناء كيان الدولة الإسلامية،ولما كان الأمر شاملاً لكافة الأمة الإسلامية بأن تطيع تلك الحكومة المعبر عنها بـ (أولي الأمر) فلابد من وجود حكومة واحدة لاغير". فالخميني تعمد استخدام تأويل آية (أولي الأمر منكم) التي استخدمها فقهاء الشيعة في مدوناتهم أنها تقصد الإمام،ثم نواب الإمام ثم الفقهاء. كما ذكر الخميني : " نحن لا نريد حكومة باسم الفقيه،إنما نطالب بحكومة تتماشى مع قوانين الله،وهذا لا يتحقق إلا بوجود العلماء وأهل الدين".فالخميني هنا يؤسس لسلطة مطلقة لرجل الدين فهو من يُكسب الحكومة أو الدولة بأكملها هويتها الإسلامية،وليس العكس.

الحقيقة أن الخميني هو التعبير الواضح عن مفهوم سلطان الفقيه،ليس فقط في كتاباته التنظيرية،وإنما في الممارسة السياسية ككل،فهو لم يتوان لحظة في تحقيق هذا السلطان لرجال الدين،بعد التخلص من كل خصومه في بدايات نجاح الثورة الإيرانية،بل وأسس كيان دولة دينية (ثيوقراطية)،فأنشأ ما يُعرف بالحرس الثوري أو قوات التعبئة الإسلامية،التي شغلت كل المناصب العسكرية داخل الدولة،وأصبح لها حضوراً اجتماعياً طاغياً في كل التفاصيل اليومية.ومنح رجال الدين هيمنة كاملة على كل مفاصل الدولة،حتى بعد وفاته (1989)،استمرت نفس حالة الهيمنة بل وأشد ضرواة.فلا يوجد منصب هام في إيران،بداية بمرشد الثورة،وصولاً إلى رئيس الجمهورية ـ باستثناء أحمدي نجاد ـ مروراً بالمجالس الحاكمة مثل مجلس الخبراء،ومجلس تشخيص مصلحة النظام،وأحياناً كثيرة البرلمان،ورؤساء الصحف القومية،واتحاد الإذاعة والتليفزيون،وغيرهم الكثير،لا يشغله رجل من رجال الدين.فالدولة بأكملها تحولت إلى حوزة دينية كبيرة.

فإيران بشكلها الحالي، هي تحقق كامل لمفهوم دولة الفقيه،التي اعتمدت على تقديس الفرد بداية بالإمام وصولاً إلى الفقيه،و ذوبان الجماعة في شخص الفرد،معتمدة على أساطير العصر الذهبي المتجسدة في الدولة النبوية الأولى،أو الدولة في ظل خلافة الإمام علي بن ابي طالب،وكذلك أساطير الدولة المثالية القادمة على يد المهدي المنتظر،حاولت أن تنسج بين الفكرتين ،مستغلة سيكولوجية الإيمان،لدى جماهير عريضة تنتظر الخلاص.

قد يختلف الوضع نسبياً في السياق السني،فكما يؤمن الشيعة بعصمة الإمام،يؤمن السنة بعصمة الجماعة المختارة،أو فكرة الفرقة الناجية،فالنجاة السنية تعتمد على مفهوم جماعة منزهة خالصة من العيوب تكون هي النواة الأولى في بناء الدولة الإسلامية،كنتيجة بديهية لفكرة الاجماع التي سنها المذهب السني،واعتبرها من ركائز الدين الأساسية،أمام الاجتهاد الشيعي.فجماعة الأخوان المسلمين أو الجماعات الجهادية أو غيرهما تكونت في الأساس نتيجة نظرية الجماعة المنتظرة،وليس الفرد المنتظر،ثم تطورت الفكرة،لتصبح الجماعة الأفضل عن سائر عموم المسلمين،ثم اقنتعت بأحقيتها في حكم العالم فبدأت مرحلة الصراعات المسلح منها والسياسي.

فرغم النتائج المختلفة بين ما انتجه المذهبين من تطبيقات سياسية،إلا أن المقدمات أتت متشابهة إلى حد بعيد، بداية بتأويل خاص وفهم محدود للنص القرآني حسب كل ظرف تاريخي،ثم محاولة سحب تلك التأويلات من سياقها الزمني المنتج لها،لتتحول إلى نصوص تابوهية مقدسة بشكل مستقل،ثم خلق مجموعة من حماة لتلك النصوص/ الأفكار لتنتج في النهاية فقهاء معصومين،يملكون الحق منفردين.ليبتعد النص الأصلي تدريجياً تاركاً المساحة لنصوص موازية،وسلطة جماعات وأفراد يتحدثون باسم الله.

ـ أهم المراجع:
1ـ ميجد محمدي:دين عليه ايمان،مباحثى در جامعه شناسي دين،انتشارات كوير ،تهران،چاپ اول 1378ه.ش
2ـ آية الله الخميني:كشف الاسرار،انتشارات كتاب فروشي علميه اسلامية،تهران،1323 ه.ش.
3ـ محمد بن يعقوب الكليني:أصول الكافي،بيروت ، دار التعارف 1998.
4ـ توفيق سيف:نظرية السلطة في الفقه الشيعي،المركز الثقافي العربي،بيروت،ط1، 2002.
5ـ عبدالله جنوف:عقائد الشيعة الإثناعشرية،دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2013.
6ـ الرزينه ر . لالاني:الفكر الشيعي المبكر،ت:سيف الدين القصير،دار الساقي، بيروت ،ط1 ،2004
7ـ عبد الهادي عبد الرحمن:سلطة النص،دار الانتشار العربي،ط1 ، 1998.
8 ـ حمادي ذويب:سلطة الاجماع،دار رؤية للنشر ، القاهرة، ط1 ، 2014.
9 ـ هنري كوربان:في الإسلام الإيراني،ت:ذوقان قرقوط،مكتبة مدبولي،القاهرة،ط1 ، 1993.
10 ـ أحمد لاشين: كربلاء بين الأسطورة والتاريخ(دراسة في الوعي الشعبي الإيراني)، دار رؤية ،القاهرة، ط1 ، 2009.



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران ورقصة خامنئي الأخيرة
- الصراع على الله في مصر
- الجبهة السلفية وخيانة الشرعية
- الإرهاب فلاش باك
- إلى -هند- اللحظة الأخيرة قبل إحباط كامل
- سوريا ليست رقعة الشطرنج الأخيرة بين طهران وأنقرة
- كيف تصنع عزبة أخوانية في أقل من عام
- تجليات ..قديمة جداً
- طهران تريدها دينية..غزل فاضح بين ملالي إيران وقيادات الأخوان
- مولد سيدي الرئيس
- الشاطر خيرت وأبو إسماعيل صاحب الكرامات
- دير الملاك.. مشاهد قديمة لفتنة طائفية
- ثورة وأخوان وعسكر..نقطة ومن أول السطر
- مصر شعب بلا مجلس ومجلس بلا شعب
- برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان
- السلفيون وديمقراطية الكفار!
- تونس ومصر وليبيا وتأسيس الديكتاتوريات المقدسة
- عباءة خامنئي و نهاية الجمهورية الإيرانية
- مصر الفتنة..لعبة الدين والدم
- أقباط وأحزاب وعسكر


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد لاشين - البنية المؤسسة لسلطة النص المقدس محاولة لفهم أساطير الفقهاء (السنة والشعية)