عبدالله أوجلان رسول الأمة

شورش خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البشرية خلقت الكثير من الرجال، ولكن القليل يتركون أثرا وينحتون مجداً، هم صناع التاريخ ورموزه، وهم عباقرة الأرض والقديسين عليها، لانهم منارة للإنسانية ورسلها بدون أن تكون بأيديهم أديان سماوية.
القديس والقائد عبدالله أوجلان نبي هذا العصر ومخلص الشعوب من الرأسمالية المهيمنة والمسيطرة المتحكمة بحق الشعوب في كافة أصقاع الأرض، عاش حياته بالتحدي والانتصار على الذات، فاكتسب فراسة في الحياة وعزز على الدوام إرادة الأيمان، التي كانت عميقة في صدره، فاعتركته الحياة، كما كان صلبا لا ينكسر أمام أهوالها، وجعلت منه كالقديسين في ممارساته وسلوكياته، فعافت نفسه كل رذيلة تحط من قدر الأنسان، كيف لا وهو القائد القدوة والرمز لرفاقه، اكتسب محبتهم وتفانيهم وإخلاصهم في القبض على جمر المبادئ، فتسابقوا على حمايته، من خلال إعلان الولاء والإخلاص لما آمن به من مبادئ أخلاقية واجتماعية تسعى بشكل مباشر التخلص من السلطة واعتماد المجتمع الأخلاقي في مسيرته. فاستوت أمامه الحياة مع التضحية بها، فلم يأبه لا للسجن ولا لصنوف المطاردة.
في ذكرى اليوم الأسود المشؤوم 15 فبراير/شباط 1999 نوطن النفس على أن تكون ذليلة أمام مغريات الدنيا، ومتطلبات الحياة الإنسانية الزائلة، لان البقاء للمبادئ التي تشكل بوصلة الطريق لنهوض الأمة، التي تسعى أن تنهض من كبوتها، من اجل تحقيق وحدتها وحريتها واستقلالها الفكري، وحياة حرة كريمة لجميع أبنائها.
عند التحدث عن السيرة الذاتية لقائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان نجد التمرد الواضح في شخصه العظيم، وقد يكون لمكان ولادته دور في ذلك "أورفا" مدينة الأنبياء ومهد الإنسانية وكاسرة الأصنام والمتمردة على النماردة الطغى.
بتاريخ 4ابريل/نيسان 1948 من قلب المعاناة، معاناة الأمة ولد قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان
درس الابتدائية في أرمنية و اصلها(جبين) وهي احد القرى التي أبيدت بيد الدولة التركية في مجزرة الأرمن المعرفة بمحرقة الأرمن، عاش القائد في كنف عائلة بعيدة عن علاقات المجتمع الأبوي، كما كان له تناقضات كبيرة مع والدته التي كانت لها ادعاءات بامتلاكه، وابتعاده الأول عن القرية كان بمثابة تمرد داخل الأسرة ولإثبات ذاته دون الاعتماد على الأسرة و القرية، وبدأت حينها الدراسة الإعدادية وكانت لهذه المرحلة الأثر الأكبر على قائد الشعب الكردي حيث وقف في مفترق الطريق بين التوجه الإسلامي واليساري وكان الاختيار التوجه اليساري لينتقل بعد ذلك إلى الجامعة لدراسة العلوم السياسية ويعمل في التيار السياسي اليساري وقد اعتقل في 7نيسان 1973 بدعوة حضوره اجتماع معارضة ليقضي أثرها 7 اشهر في سجن ماماك وعند اطلاق سراح القائد سكن مع كمال بير وشرع في تأسيس حزب لدفاع عن حقوق الشعب الكردي بشكل أساسي حيث توصل مع رفاقه إلى أن كردستان هي الأمة الوحيدة التي استهدفت في جوهرها وهي مستعمرة. علماً أن الحركة الكردية المرتبطة باليسار، والقضية الكردية الوطنية في تركيا، لم تتجاوز بعد النزعة اليسارية والقومية الكلاسيكية. أي أنها كانت متخلفة عن ركب العالم بمسافة ملحوظة. فبينما كان اليسار التركي يقتات من التيار الشيوعي، كان اليسار الكردي يعاني تشوشاً واختلاطاً فكرياً بيِّناً بين نزعتَي القوموية الكردية البدائية واليسارية التركية. وكانت قد نالت الثورات العشائرية القائمة باستمرار في جنوب كردستان الهزيمة، لهذه الأسباب وغيرها كانت مهمة القائد صعبة أو مستحيلة في نظر البعض، ولكن إعلان تأسس حزب العمال الكردستاني في عام 1978 كانت خطوة لاجتياز المستحيل، لتنتقل بعدها الحركة إلى لبنان وسورية حيث أنضم الكثير من الشباب والشابات الذين كانت تعنيهم الحرية والخلاص من الظلم و الاستبداد.
في نوفمبر تشرين الثاني عام 1998 تم أبعاد القائد من سورية تحت الضغوط التركية كما أن انقرة اتهمت دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني، مما حمل سوريا على أن تطالب قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان بالرحيل.
لتبدأ المؤامرة الدولية البشعة التي استهدفت في مضمونها شعباً وتاريخاً وثقافتاً في شخص قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، على الرغم من ألاعيب والمخططات الدنيئة من قبل قوى الحداثة الرأسمالية إلا أنها لم تستطع الوقوف أمام الحقيقة، الحقيقة التي تحولت اليوم إلى قوة مذهلة لا يمكن إفناءها أو إنكارها.

#شورش_خليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل