أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - الخروج من مستنقع -المتفنقهين-..














المزيد.....

الخروج من مستنقع -المتفنقهين-..


ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخروج من مستنقع "المتفنقهين"..

حكمة الأقدمين وتفقههم في الدين كان ماءا طهورا .. فلقد كان!! ، ماء أبيض بلون الصفاء.. ربما!! .. رائق بطعم الحياة.. أحيانا !! .. نقيا نقاء القيثارة ساعة السَّحر، لعاشق اليل والسهر.. نعم ونعم ثم نعم!!.... أفيقوا وقولوا : ثم بعد!!.. ماذا فعل الزمن؟؟
الزمن أكل على صفحة الماء وبال على ما كان رائقا فصار صُنان ... فما عاد زلالا بل مع مخلفات السنين تحول زُوبلا ... فتبدل الحال، وما كان لم يعد على ما كان في نقاءه بل صار ذو طحلبا، ولا عاد بياضه أبيضا بل شؤما....
صارت البحيرة برمتها بعض من روثا قد اختمر .. وأنفض عشاق الحُلم من حولها، فقد صارت مقبرة لا نبع حياة، وانعدام تدفق الماء سلسبيلا ، وشل جريانه حرا طليقا ... صار بهذا الركود الأكيد كارثة بيئية تميت النسل وتزهق الأنفس، وتخنق الأنفاس، وتمزق صوت العندليب فمات السمر.. وبكى القمر..
فاصمتوا قليلا رحمتا بذوي الأرحام من البشر.. فأنكر الأصوات صوت الجاهل عندما "يتفنقه" على قفى الأموات والسلف ليفسد الزرع والخير والخلف.. فيحرق بجهله سيل المطر...
قفلنا باب الاجتهاد .. منعنا الدم عن القلب .. أقمنا السد خلف السد لا يدخل ماء جديدا فلا تخرج منه حياة بل اشباحا وعفاريت وأكاذيب ... زرعنا الطريق شوكا فلا يدخل المدينة غير الجرذان، ولا يخرج منها غير الطاعون ورائحة الخرافة والعفن..
فالموت في الشوارع صارت سنة الله في الخلق وقدرة القدير في الخلائق، وفق فقه القدر ... العقم في المزارع هو القاعدة والأصل والإجماع .. فكل ما نحبه يموت .. وفي الموت قال الورع الممقوت : يموت الميت برحمة الرحمان وله في خلقه حكم!!...
فأصيب الجسد بالتيبس، وتلوثت الفطرة بالعته، والعين بكل ما لا يسر من قبح وبله.. والعقل في كل الأحوال صار نبع الفسق، ومصدر الزيغ، وأصل الكفر .. كما يراه أصحاب التقوى والتنطع.. الناصحين الرعاع من الرعية : اقتلوا العقل وما أبدع ، وتربصوا بالفكر وما أثمر ، واقعدوا له كل مرصد لألا يخرج علينا حُرا وحَرا ، فيحق فينا العذاب والشي بالنار..
فهل تسمعون قول الفقهاء .. أهل الدين العديمي الإيمان .. عبده السلف، صالحه وطالحه، وعلى الهوى يتقلب طمعا في لباس يزينه أو قصعة لحم طري تلهي شبقه أو صورة بجانب محافظ تشفي غليل شعوره بالنقص والدونية فتتحقق ذاته بتدنيه ، أو سيارة يركبها بعد طول زهدا لم ينفعه، واستراحة "يبرطع" فيها وقت خلوته... بهذه التوافه تحقق المراد عنده .. ولكنه يكذب ويقول : خرجنا إعلاء لكلمة الله، وخدمة للرعية...
فهل لمن عقل، ولو أوتي من العقل ذرة أن يقول : نقيس الحاضر على ماضي القبيلة وصحراء الخديعة، وخيمة الخنوع .. نكيف الحاضر ليلبس ثوب من أثواب حريم السلطان أو خصي من مخصي رجل الدين أو ليسير سير العراة الحفاة سكان الخيام برفقة الإبل ودفئ البعير وجهل السيف بأبجديات الحرف... نجمع الماء للوضوء ونستسقي بول الإبل للاستشفاء ويصير شرفنا كله في غشاء.. ونفخر بالعروبة ونتهم العالم كله بالغباء!!..
أو نلهث في أتباع أهل الخرف من المولعين بسكنا المغاير والجبال بصحبة شياطين عقلهم الباطن المريض وغرائزهم المكبوتة .. وشهوتهم التي غلبت شهوة البغال في نزقها لا في حب الجمال .. وكأن الله سادي يُلبس أكليل مجده لمن قهر الحياة وهو خالق كل نسمة من حياة .. هل الله بسادي يفجر بماذوشية النفس المريضة التي تظن في نفسها عروس التلذذ بالألم؟!! .. فهل صدق مَن جعل الموت مطلبه وأنتحر بعلة أصابت خصيته أو لوثة أصابت عقله، فنتبع نهجه؟!!..
يا صاحب العمامة والعمة أو الطيلسان .. يا مَن جعلت من نفسك وخرافات التقليد السلفي الآبائي ميزان العقل والعقيدة .. دعني أقل لك سيدي ، وبكل احترام:
أنت مخرف، أنت مخرب، أنت سر تخلف البشرية لأكثر من الف عام... فهل نسيت؟!!
كم من عصور ضيعت ومن أجيال كفنت.. وعلى الدم الكريم ردمت وبنيت هيكلك..
طلبت من الله الشفاء مع كل صلاة، ومنعت العلم والطب وحرمت الكيمياء، وكفرت التشريح..
قلت الحرية هي العبادة والعبودية لله ، وحرقت مَن ثاروا على البشر حبا في الحياة..
فقأت عين الحكيم وقلت بخبث أنظروا ما اجمل ما صنع الإله.. الخليقة كلها تسبح لأسم الله..
قلت العلم نور، وحرقت القلم .. حرقت "الهراطوقي" و"الزنديق" وكل مَن لا يصلي على ولاة الأمر..
قلت في الله الشعر والمدح والترانيم و"الفشر" طقسا ونفاق .. وحسبتم أن الله غافل عن القلوب..
فما أقبح صوت اللئيم عند التسبيح والتكبير، وهو على مؤخرته يدندن المزامير على نغمِ، وترتيلا يرتل القرآن!!..
أحسبت بكلامك تبرر وبكلامك تدان ، ولو كان قلبك أشد قسوة من الصوان؟!!..
خدعوك ، وخدعت نفسك .. فالله رب قلوب لا رب منافقي السلطان..
فأن لم يكن هذا هو زمان التحرر من نير كل أفاق سقيم ، يسبح الله بالفم ووجهه كله ملطخ بحمأة من مخلفات الأقدمين .. وهو المدعي الوضوء والعماد وهو السابح في بحيرة السلف التي صارت آسنة بفعل السنين، وما تسرب لها من كل خبيثة قيلت فعلا أو نسبت بهتانا للسلف عن السلف عن النبيين عن الله عن الخرافة عن الحرب عن خداع الحرف وما يسطرون ، فأن لم يكن هذا هو الزمن فلا أمل ولا يحزنون ، قبل مضاعفة السنين!!
فالنجاة النجاة من مستنقع عبودية "المتفنقهين"... لرحاب الإيمان بحرية النور القابعة في قلب الإنسان والتي دفنها رجل الدين.. أنظروا بعد أن تغتسلوا من قيد المدعين .. ما أجمل وجه الجمال وأرحب صدر الرحمان صدر الاب الحاني المطبوع على الوجدان المحفور في خلجات النفس وفي كل ذرة من وجود وكل طرفة من كيان.....
فالنجاة النجاة يا أصحاب العقول من مستنقع عقولهم المريضة حتى الجنون ..
النجاة النجاة يا أصحاب الغد الإنساني الذي لا يقهر شخصا، ولا يحرق إنسان ، ولا يصلب بشرا ليتمجد بإرهابه صاحب الدين...



#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر والوسطية الداعشية .... حتى أنت يا -طيب-..!!
- هرطقات إيمانية // تقيؤنا يرحمكم الله .. تقيؤنا تصحوا .. !!
- هرطقات إيمانية // إما السعادة .. إما الموت !!
- هرطقات إيمانية // مصر المولد والميلاد
- على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟
- اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!
- عندما أخطأ البابا.. وأصابت امرأة !!
- هل يذوب الورق في الماء، ويحترق بالنار ؟!!
- بالضحكة أنتصر المصري على القهر ، وبالنكتة سيهزم الحنبلي
- في فقه -اللوع-
- وسطية الأزهر ، نكته مصريه !!
- دواعش، -بذيل قصير-
- الهرطوقي الشهيد،


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - الخروج من مستنقع -المتفنقهين-..