أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت جميل - الثورة الفرنسية في عيون مصرية














المزيد.....

الثورة الفرنسية في عيون مصرية


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"عيش..حرية..عدالة اجتماعية"كان هذا شعارها،أما العدالة الاجتماعية، فسل عنها هؤلاء الذين لا يتبقى لهم الفتات مما ينتجون،و أولاء الذين لا يبقون على فتاتٍ مما لا ينتجون،أما الحرية فسل عنها رموزها و أيقوناتها و هم وراء القضبان،و أعداءها و هم ينعمون بها كأن شيئا لم يكن!..نعم هكذا يبدو الأمر، و لكن من الحصافة ألا يصدق الإنسان كل ما يراه كما يقولون؛فلربما تكون النار على دخنٍ حيث لا يقدر الغافل.


(الثورة تأكل أبناءها) كلمات نطق بها أحد زعماء الثورة الفرنسية"دانتون"،كلمات قد لا تعجب البعض،أما أنا فأصدقه ؛لا يملك المرء إلّا أن يصدق رجلاً بينه وبين الموت لحيظات،و إخاله قالها وهو مشدود الوثاق،يخطو إلى المقصلة،بإيعاز وتأليب من زعيم آخر"روبسيبر"الذي ما لبث هو الآخر أن لحق بصاحبه،وأُعدم على المقصلة بأيدي زعماءٍ آخرين للثورة،وهي المقصلة التي أُعدم عليها ملك فرنسا(لويس السادس عشر) ،و معه أُعدمت الملكية التي في وجهها هبَّا الزعيمان المقصولان معاً ،و حدث ما حدث من اقتتال داخلي وحربٍ أهلية واغتيالات سياسية،وأكلت القوى الثورية بعضها البعض؛وأُعدمت طائفة من خيرة رجالات فرنسا ومفكريها،ومنهم المتعاطف مع الثورة ومنهم الداعي لها! فتمكنت شخصية عسكرية مثل(نابليون)من السيطرة على المشهد،،وقضى على ما يعرف بالجمهورية الفرنسية الوليدة،ومن ثم أقام نظاماً استبدادياً دكتاتورياً توسعياً.ونصب نفسه لا ملكاً بل إمبراطورا!

هكذا يبدو المشهد،غير أني لست من هواة رسم الصور القاتمة...والحق لقد كان للثورة الفرنسية شأنٌ آخر،كما يعلم الجميع،ولم يقتصر الأمر بالطبع على ما ذكرنا، إذ لم يكن الاقتتال سوى عذابات مخاضٍ عظيم ،فقد أصابت الثورة، فيما بعد، مرماها خير إصابة ،وحققت فرنسا ما أملته من ثورتها،وفوق ما أملته؛و غدت ملهمة للأمم غربها وشرقها،إذ عرف الناس أن لهم حقوقاً،ثم عرف الناس كيف يطالبون بحقوقهم تلك،وعلموا حق العلم أنهم ليسوا عبيداً،وأنهم يستطيعون إزاحة القيود عن أعناقهم متى شاءوا و كيف شاءوا،نعم.. كسروا حاجز الخوف والخنوع ،يوم اقتحموا حواجز الباستيل وحصونه،وهو عندي أجل ما في الثورة و إن أكلت أبناءها أو أكلها الأبناء.

زخم الثورات ينير الشعوب ويكسبها في شهورٍ وعياً وخبرةً ،يتطلبان عقوداً طويلة في ظروفها الراكدة ،كان الأمر إذن مسائلة وقت،طال أم قصر، ليس إلّا ،ليجني الشعب ثمار ثورته،إنما طوله أو قصره رهن بالشعوب،ورهن بسهر هذه الشعوب على ثورتها،والمضي قدماً بنفسٍ طويل،وعيون مفتوحة تراقب لصوص الثورات.

يقولون:(الثورة يخطط لها المفكرون ويقوم بها الشجعان ،و يجني ثمارها الانتهازيون)،ولا أرى أنها مناسبة لوصف الثورة الفرنسية سوى على المدى القصير،ففي نهاية الأمر جنى الشعب الفرنسي وغير الشعب الفرنسي ثمار ثورتهم.وغنى عن البيان أنها كانت نقلةً كبيرةً للإنسانية في طريق الحريات وحقوق الإنسان، ولسبب وجيه إذن، يسميها القوم أم الثورات حتى و إن أكلت بعض الأبناء في طريقها ، بيد أني لم أجد أوقع من هذه العبارة السابقة، لتوصيف حال ما يسمونه ثورات الربيع العربي في حالتها الراهنة؛ ففي كل يوم تتساقط قوى ثورية..و أقنعة ثورية..و ما زلنا في مرحلة المخاض و مازال الطريق أمامنا جد طويل.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدعه مسافراً
- سد النهضة إلى أين؟
- ماذا لو عاد المسيح اليوم؟
- دعوة الواجب
- البؤساء تعيد نفسها في مصر،عبد المسيح مثالاً
- كادر مشيدي الحضارة يا محلب
- لمسة حياة
- لهتلر نوبل للسلام و للغنوشي جائزة ابن رشد
- مخطوطات العهد الجديد_دراسة نقدية_
- إرحلْ!
- ثورة البعير
- المنهزم
- نزاهة النقد الديني و توزيع الصفعات بالتساوي!
- الذبيح:إسحاق أم إسماعيل؟!
- الخِراف
- أنا الشرقي
- فطرة الذئاب
- هيَ و الصاعق
- صاحب الكَرْم
- عاشَ حماراً و مضى حمارا(2)


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت جميل - الثورة الفرنسية في عيون مصرية