أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وئام البدعيش/ سوريا - عندما يتحول العبث إلى جحيم/ - قراءة في المسرح العبثي, وتطبيقه على أرض الواقع -














المزيد.....

عندما يتحول العبث إلى جحيم/ - قراءة في المسرح العبثي, وتطبيقه على أرض الواقع -


وئام البدعيش/ سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 01:27
المحور: الادب والفن
    





- لو عاد صموئيل بيكت اليوم, لاعتذر عن المسرح العبثي, ولكتب في " مسرح الجحيم الإنساني " ...
في انتظار غودو ..
" الانتظار خلق المحطة، وشوق السفر, جاب (الترين) " ...هكذا كانت مقولة مسرحية المحطة, للأخوين رحباني...
وهكذا تكون مقولة المسرح العبثي .." الانتظار لا يولد إلا الانتظار.. والأمل شعاع بسيط, يركض أمامنا دون توقف " ...
- أنا هنا سأتكلم عن المسرح العبثي. اشكاليته التاريخية. والإدراك الجمالي له, ولماذا يجب أن يقدم الآن. أو ما هي الغاية من تقديم هذا المسرح اليوم...

- النص وما يحمله من معاني...
" في انتظار غودو " للكاتب صموئيل بيكيت, والذي حصل على جائزة نوبل عام 1969, ولم يذهب لاستلامها ...
- تعتبر مسرحية في انتظار غودو من المسرح العبثي, والذي نضُجت ورُسمت ملامحه الأساسية بعد الحرب العالمية الثانية, بعد الأهوال التي حصلت في هذه الحرب, بعد التهدم الإنساني الذي حصل, فاختل التوازن الإنساني, واختلت الرؤى الإنسانية, فظهرت المفاهيم السلبية والسلبية جداً عن عدم جدوى الفعل الإنساني, وعدم وجود معنى للحياة في الأساس, واضمحلال الأمل. وبما أن الفن كان وما زال مرآة للشعوب كان لا بد من ظهور هذا النوع من المسرح غير المتزن والباحث عن الأمل, كما الإنسان....
معنى كلمة العبث في اللغة العربية تتمحور حول معاني هي : لا فائدة منه, اللعب والهزل, والاستهزاء...
وإن كانت كلمة العبث في المفهوم الغربي.. تعطينا فهم أدق للمقصود من الكلمة مثل : ضد العقل, وضد التصور المشترك, والمخالف للصواب...
إذاً مسرح العبث لا يقترب من المسرح الواقعي, بل على العكس يختلف معه بشكل شديد..فهذا النوع من المسرح:

1. يتجه بدائرة منحنية نحو البداية من دون جدوى, فيعيد الكرّة من جديد, دون جديد...
2. لا يحمل حكاية واضحة محددة الملامح, فلا يحمل حبكة أو صراع أو حتى نهاية واضحة, مع أن الشخصيات تؤدي دورها باهتياج شديد في اللحظة التي لا تتطلب اهتياج, وتتعامل بكل بساطة مع الأمور الهامة ..

3. لا يحمل منطقية أو اتزان وإنما عشوائية...
4. الحوار في هذا النوع من المسرح يكون غير محكم بشكل واضح, وغير متسلسل, وإنما متقطع, وصحيح أن الجمل غير منساقة في بناء هيكلي واحد للمسرحية, ولكنها جمل مفتاحية تحمل خلفية كبيرة, وكلام أكبر, ولها ظل ثقيل على الواقع, وهذا ما ميّز ويميز هذا النوع من المسرح بشكل خاص, وهذا النوع من الفن بشكل عام...
5. الشخصيات : معدمة, ومهمشة وعدم متزنة, تصعد ثم تهبط في نفس اللحظة, لا يوجد للفرح معنى ( فنحن ممنوعون من الضحك ) ...
6. اخيراً, ارتباط كل الكركبة والتوتر وعدم الاتزان الداخلي والخارجي, برجوع الأمل " غودو " الذي سيصحح المسار ويرتب الأمور, ولكن في النهاية نعود إلى البداية, وبداية الدائرة والأنحناء...


لماذا تكلمت عن الخلفية بشكل سريع؟..
" لكي نستطيع إدراك الجمال, يجب على المشاهِد معرفة خلفية العمل المشاهَد " قبل مشاهدة هذا العمل .. فهذا يعزز الفهم وبالتالي يستطيع المُشاهد ادارك الجمال في هذا العمل الفني بناء على معرفة مسبقة لهذا العمل ..... "
وهنا يجب أن نفرق بين الإنجذاب للجمال, وهذا شرط إنساني وموجود في كل الناس, مثل الإنجذاب للفتاة جميلة أو صورة بديعة أو صوت شجي..
و بين إدراك الجمال وخصوصاً في الفن, يحتاج إلى فهم وإدراك لهذا النوع من الفن ولمدارس الفن. وهناك مناهج تقول لإدراك الجمال أيضاً ...
- يجب تكرار المثول, أي تكرار المشاهدة والمشاهدة العميقة, فتجعلك تعي الأمور الجمالية, لم تكن تعيها من قبل, وهنا سأتكلم عن الموضع ولكن بشكل معاكس في الفقرة اللاحقة .....
وأخيراً, النقد وخصوصاً في المسرح, وهو القراءة الثانية والثالثة للعرض, وإظهار للجماليات العرض المسرحي وما خفي منها ...
- هذه الأمور الثلاثة تساعد على ادراك الجمال بشكل فعلي وجدي وخصوصاً في الفنون الجدلية, والتي تحمل كثيراً من الجدل والأخذ والعطاء...

وأخيراً ... لماذا الآن ...؟
لماذا الآن؟؟. لماذا نتطرق للموضوع الآن.. لأننا وصلنا إلى الحضيض الإنساني...
"إنّ الخسارات الّتي ألمّت بحياتنا، هي خسارات أكبر من الهزائم العسكريّة أو السياسيّة... إنّه نزيفنا الإنسانيّ المستمر، والّذي يُحيوننا أو يُجنّنا. "ممدوح عدوان "
لأننا وصلنا بعد هذه الحرب الهوجاء إلى حالة عدم اتزان, إلى الانعدام والتهميش, إلى حالة من عدم وعي, إلى حالة ركام إنساني ينصهر يوم بعد يوم ..
" إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هي ما يموت فينا ونحن أحياء." " محمد الماغوط "
خلال الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك يوتيوب, لم يكن هناك قنوات إعلامية, لم يكن هناك تصوير, لم يكن هناك ذبح بدم بارد , وخرجنا بعد الحرب العالمية الثانية ببقايا مجتمع فاقد الأمل أخرج لنا مسرح العبث ...
- فماذا سيخرج لنا مجتمعنا الحالي, الذي تعود مع كل رشفة من فنجان القهوة, عشرات القتلى والشهداء, مع كل رشة عطر, رشة كيماوي . مع كل جرة للسكين في المطبخ, يُجرّ السكين على آلاف الرؤوس. مع كل نقطة مازوت تنزل يموت إنسان من البرد, وهذا كله يحصل على مرآة من كل العالم ...
لنعود إلى فقرة ادارك الجمال, وبتكرار المثول والمشاهدة للعمل الفني, نستطيع أن ندرك الجمال الخفي ...
وتكرار المُشاهدة للدم والقتل والتعذيب والإغتصاب, تجعلنا انقاض انسان, تظهر فينا الحيوان البدائي, تظهر فينا حب القتل والتعذيب, التي حاولت أن تنتزعه كل فلسفات وأدبيات وفنون التاريخ اللإنساني, كل ذلك يسقط في لحظة واحد, لحظة اللامعقول واللاجدوى التي تجعلنا في حالة من عدم الأتزان وعدم الوعي. تجعلنا عبيثيين كما المسرح العبثي ...
فهذا التدمير الإنساني سيخرج لنا يا سيدي, " بمسرح الحجيم الإنساني " وليس فقط بمسرح العبث ...






#وئام_البدعيش/_سوريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تجار الأزمات, إلى سماسرة الأرواح
- إثبات وجود الرقوق والمذكرات في رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدا ...
- ..شرقي بامتياز..
- تدني الإنسانية
- في فن الكتابة
- بقايا إنسان


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وئام البدعيش/ سوريا - عندما يتحول العبث إلى جحيم/ - قراءة في المسرح العبثي, وتطبيقه على أرض الواقع -