أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - المعتدلون يقصفون دمشق














المزيد.....

المعتدلون يقصفون دمشق


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساعات مرت بعد القصف الأخير لميلشيات .."زهران علوش"..أحياء دمشق وقتل عشرات المدنيين ، ولمن لا يعلم طبيعة هذه الميلشيات كانت هي نواة الجيش الحر منذ سنوات، ثم اتحدت جميعها في تنظيم يسمى.."جيش الإسلام"..الذي تحول بعد ذلك إلى ما يُسمى.."الجبهة الإسلامية"..وهي المدعومة عسكرياً من الولايات المتحدة ودول الخليج، وتُسيطر على مناطق في الغوطة الشرقية وحلب وبعض أرياف المحافظات إضافة إلى تشكيلها جبهة موحدة مع النصرة القاعدية في الساحل السوري.

هذه الميلشيات الجهادية هي التي أعلنت عن دعمها أمريكا وكشفت قُرب إقامة معسكرات تدريب لها داخل سوريا وخارجها، في محاولة يائسة للولايات المتحدة للضغط على الأسد وإطالة أمد الحرب، ثم أطلقت عليها لفظاً ترويجياً دعائياً وهو.."المعارضة المعتدلة"..ويستغرب البعض كيف تكون معتدلة في العُرف الأمريكي وهي ترفع شارة الجهاد الديني ؟!

هذا يدل على أن الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط صنيعة أمريكية ، وبالعودة إلى ذكريات الجهاد الأفغاني نستدعي خطب جنرالات البنتاجون الحماسية التي كانت تُلهب حماس الأفغان وتعدهم بالجنة، في سلوك طفولي إجرامي يهدف لتأجيج الأصولية الدينية وتوظيفها لحرب الروس، وقد ارتد ذلك على أمريكا في أحداث سبتمبر وقتل السفراء وجرائم مدريد ولندن وفرنسا وغيرها، لأن دعم التطرف ليس له نتيجة إلا الهدم دون تمييز، حتى لو طال ذلك الداعمين..والتاريخ يشهد أن كل من دعم التطرف الديني أو هادنه سيكتوي بناره في الأخير.

أمريكا لا تدعم فقط الجماعات الدينية بل تدعم أيضاً الجماعات العلمانية كحركة.."حزم"..العلمانية المقاتلة في حلب، وهي إحدى التنظيمات المسلحة التي أنشأها لواء سوري منشق وهو .."سليم إدريس"..بهدف تنويع الحواضن الشعبية للمعارضة ، وحزم تخوض حرب ضارية مع جبهة النصرة خصوصاً في ريف حلب، وعليه يظهر لدينا معارضة.."معتدلة"..أمريكية تقاتل بعضها على النفوذ، وتظهر معها أزمة أمريكية بشأن الدعم وجدواه، في ظل حرب زهران علوش وحزم ضد داعش ،والأخيرة حصلت على السلاح الأمريكي القادم ضمن خطط الدعم.

وفي تطور كبير أعلنت حركة حزم منذ أيام انضمامها للجبهة الشامية الإسلامية، وهو تطور أيدولوجي يخدم الرؤى الدينية في سوريا وسير العمليات نحو تشكيل خلافة مستقبلية، وهو تطور غريب ..كيف لجماعة علمانية أن تخلع عبائتها بهذه السرعة، في تقديري أنها تخص أزمة اليسار والفكر الليبرالي ، على أن الليبراليون واليسار لم يعودوا يهتمون بفصل الدين عن الدولة كما هو شائع، بل طغت نزعاتهم المعادية للدولة في الآونة الأخيرة، وهو الطغيان الذي ساهم بشكلٍ كبير في ظهور التيار الفوضوي الأناركي الذي اجتاح سوريا والعراق مصر منذ سنوات.

لكن المعادلة المصرية لا زالت تحتفظ بمكوناتها المختلفة عن المعادلتين السورية والعراقية من حيث التكوين الطائفي والبعد المصري الخليجي الذي استعاد قوته بعد ثورة يونيو في مصر على جماعة الإخوان، وهذا يعني أن التيار الفوضوي في مصر أصبح أقل شوكة مما هو في سوريا والعراق بفضل ثورة يونيو، وظهور شخصية كاريزمية مؤثرة على المصريين كالرئيس السيسي.

والتيار الفوضوي يستمد قوته من فكرتي.."الحرية والحقوق"..المعلن عنها ضمن مبادئ العقد الاجتماعي..بحيث تُقدم حرية الفرد على حقوق الجماعة، وحقوق الفرد على حرية الجماعة ، ويرفضون فيه أي تدخل للدولة في توجيه حياة الفرد الأخلاقية والمعرفية، وعند اليسار يكتفون بضرورة تدخل الدولة في إقرار العدالة الاجتماعية، على أن الفرد في طبيعته هو القانون ولا سلطان لأحدٍ عليه، وهي القاعدة الجذرية للأناركية والشريان الدائم لهذا الفكر الهدام..مما حمل أكثرهم على رفض أي سلطة وأي نظام تُنتجه الدولة.

غالباً ما يكون العنصر الرئيسي في ميلشيات زهران علوش أو حركة حزم أو الجبهة الشامية أـو حتى جبهتي النصرة وداعش يتبنون هذا الفكر الفوضوي، بحيث كل فريق يرى أن برنامجه للإصلاح لن يأتي إلا بهدم كل ما هو كائن والشروع في تأسيس ما سيكون، وهو المطلب الذي حملهم للتحريض على انشقاق الجيشين السوري والعراقي وطالبوا به في مصر لكن الوعي المصري كان أكثر وتماسك الدولة والشعب كان أكبر.

إن القصف.."المعتدل"..لبيوت الآمنين في دمشق وتلك الأحياء المؤيدة لبشار الأسد مقصود به المساومة والضغط ليس أكثر، فالجيش السوري لا زال يفرض سيطرته على دمشق وريفها، ولديه مرونة تكتيكية لحصار الأحياء المعارضة –كجوبر- والتوسع لحصار الغوطة الشرقية بعدما قاب قوسين أو أدنى لإحكام سيطرته على محيط حلب وبالتالي حصارها على غرار حصار حمص الناجح الذي أدى إلى استسلام المعارضة والخروج باتفاق سلمي.

وبالتالي لا هدف استراتيجي من وراء قصف جيش الإسلام للمدنيين، فالنصر العسكري لا يتحقق بقتل المدنيين بل بقتال الكتائب وحصار مواقعها، قد تكون لهم الحجة المعنوية كرد على قصف الجيش السوري لهم أو لمواقعهم، ولكن في المحصلة جماعة زهران علوش في موقف ضعف، وهي محاصرة من أغلب الجهات، ولولا مئات الآلاف من المدنيين الذين اتخذوهم دروعاً بشرية لتم اجتياح مناطقهم بمعركة عسكرية تكاد تكون هي الأضخم منذ إعلان الحرب الأهلية في البلاد.

وقد يكون المقصود من عمليات القصف خلق تمرد شعبي على الحكومة السورية سواء بإحداث فوضى تؤهلهم لتخفيف الضغط أو استثمار هذا .."التقدم العسكري"..في مفاوضات روسيا أو القاهرة، ولا يهم من سقط من الشهداء فكل هذه الدماء ثمن رخيص للسياسة القذرة، وكأن الأبرياء والضعفاء في سوريا هم وحدهم من يدفعون ثمن الحماقة وخفة العقول وأدران القلوب.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الشباب في معرض القاهرة الدولي للكتاب
- أبنائي والدومينو
- إنها القرية ياعزيزي
- ذكريات في عالم المنتديات
- أسطورة الختان عند شعب دوجون الأفريقي
- عشرة أدلة تنفي حد الحرابة عن الإسلام
- وقفات مع الفكر الأزهري(2)
- وقفات مع الفكر الأزهري
- صفحات من تاريخ التنوير(5)
- صفحات من تاريخ التنوير (4)
- صفحات من تاريخ التنوير (3)
- صفحات من تاريخ التنوير (2)
- صفحات من تاريخ التنوير (1)
- وحشية الثورة السورية الملعونة
- الهوية والطبيعة
- من هم المؤلفة قلوبهم؟
- ماذا يعني تحكيم الشريعة؟
- تهافت البخاري وتحريفه لحديث الرسول
- عشرة أدلة تثبت اختلاق قصة رجم الغامدية
- بدعة ليلة النصف من شعبان


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - المعتدلون يقصفون دمشق