أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - إنها القرية ياعزيزي














المزيد.....

إنها القرية ياعزيزي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التطرف كأي حالة إنسانية تصيب مجتمع البشر، لا فرق بين عربي وأعجمي، أو بين أسود وأبيض، أو بين غني وفقير، أو بين رجل وامرأة ، حالة تعتمد في مضمونها على الغوغائيةـ.. تخفي ورائها حقائق مشوهة بعيدة عن فكر الإنسان المتحضر وأسلوب الكائن المُسالم، ترفض التروّي كأـسلوب في البحث عن الحقائق ولديها سرعة غير عادية في الأحكام والاتهامات..

ورغم وضوح التطرف في أذهان العرب ..إلا أن الصورة العامة له مشوّهة إلى حد كبير، وتعني التعامل معه كحالة مؤقتة لها ظروف بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فتعمل الحكومات على معالجة تلك الجوانب وهي تظن أنها تهزم التطرف..

هذا غير صحيح

أوروبا هي قارة غنية ونصيب الفرد فيها يتعدى ال50 دولاراً في اليوم، بينما في مصر لا يتعدى 4 دولارات، والتطرف في مصر كالتطرف في أوروبا، بل معدل المنضمين لداعش من بريطانيا –مثلاً-هو أعلى نسبياً من مصر، رغم أن بريطانيا ليست دولة مسلمة.

فالتطرف إذن ليس نتاج فقر ، ويكفي نموذج .."أسامة بن لادن"..لفهم طبيعة التطرف الغير مادية، فأسامة كان مليارديراً سعودياً اعتنق التشدد والجهاد، والرجل بحُكم منزلته المالية والاجتماعية جلب معه ألوفاً من الأنصار والمتعاطفين..

التطرف حالة مستمرة وليست مؤقتة تنتهي بمجرد مواجهة أمنية هنا أو هناك،ـ له قواعد مغذية دائمة نتكلم فيها كثيراً وهي التراث الديني، وله جوانب ينشط منها كالاستبداد أو الفراغ المجتمعي..ومعنى الفراغ المجتمعي يعني عدم وجود مجتمع يفهم معنى التطرف وأساليب علاجه، أو طاقة شبابية معطلة وغير مثقفة تدفع بنفسها في آتون الهدم كونها تجهل العواقب بجهلها طبيعة الحدث نفسه.

يوجد مشروع ناديت به منذ أكثر من عام طالبت فيه الدولة والمجتمع المدني .."بتثقيف القرية المصرية"..ولكون مصر جزءاً من العرب وتتأثر بهم فجميع القُرى العربية مُستهدفة ضمن هذا المشروع الذي أراه عماد التنوير وأصل الأصول..

النهضة ستبدأ من القرية كونها هي المؤثر الحقيقي على الشخصية العربية، وأبرز دليل أن التمدن الذي عاش فيه العرب لعقود في القرن العشرين انتهى بعد الانفتاح وهجرة القرويين للمدن، جلبوا معهم كل ثقافة القرية الرجعية والواقعة تحت تأثير المشايخ والدراويش، هذه القرية ظلت لقرون متواصلة بعيدة عن أي نهج إصلاحي للمماليك أو العثمانيين أو الاستعمار بشكل عام، وفور وجود مساحة ضيقة للحرية والهجرة انطلقوا وانقلبت معها المدن العربية لوباء متفش من التطرف وسيادة الدين الشكلي وإهمال الدين الروحي.

ليس انتقاصاً من القرويين أو الفلاحين فلديهم أصول عُرفية وأخلاقية واجتماعية أفضل كثيراً من مجتمع المدن، ولكن جوهر مشكلة التطرف يكمن فيهم باعتقادهم ولاية المشايخ وحقهم في الوكالة عن الله، وعليه شاع في القرية أن عدو الشيخ هو عدو الدين بالضرورة ...رغم أنه لا رابط بين هذا وذاك، وهو ما كان يفقهه مجتمع المدينة خصوصاً في بدايات القرن العشرين حتى زمن الانفتاح.

كان المدنيون يرون الشيخ ممثلاً لحالة من التدين وليس.."كل"..التدين، حالة في أغلب الأحوال كانت مسار سخرية من الكتاب والمثقفين، وظهر واضحاً في الأعمال السينمائية في القرن العشرين بتصوير رجل الدين كشخص انتهازي ومادي وكذاب ودرويش، عدا ما كان عليه مجتمع القرية بتصوير رجل الدين ككبير العائلة والقائم على شئون المجتمع ورياسته لأهل الحل والعقد.

هذه الصورة القروية هي التي انتقلت لمجتمع المدينة فور انتشار الدين الوهابي السلفي الذي غزا مجتمعات العرب بعد عصر الانفتاح، ولكون رجل الدين مادي في عقيدة أهل المدن رأوا لا فارق بينه وبين الحالة المادية الرأسمالية المرافقة للانفتاح، فظنوا أن الشيخ بالعموم هو حالة دينية وانتفاضة إصلاحية اكتسبت كل عناصر ثورة الانفتاح..ومن هنا جاءت شعبية رجل الدين.

ألف باء إصلاح....أنه لا إصلاح دون علم، ولا علم دون قناعة، وهذا يعني أن فرض العلم فرضاً من أعلى الهرم أسلوب لن يجدي، وعليه كان قاع الهرم وجذور المجتمع هي الحل..إنها القرية ياعزيزي



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في عالم المنتديات
- أسطورة الختان عند شعب دوجون الأفريقي
- عشرة أدلة تنفي حد الحرابة عن الإسلام
- وقفات مع الفكر الأزهري(2)
- وقفات مع الفكر الأزهري
- صفحات من تاريخ التنوير(5)
- صفحات من تاريخ التنوير (4)
- صفحات من تاريخ التنوير (3)
- صفحات من تاريخ التنوير (2)
- صفحات من تاريخ التنوير (1)
- وحشية الثورة السورية الملعونة
- الهوية والطبيعة
- من هم المؤلفة قلوبهم؟
- ماذا يعني تحكيم الشريعة؟
- تهافت البخاري وتحريفه لحديث الرسول
- عشرة أدلة تثبت اختلاق قصة رجم الغامدية
- بدعة ليلة النصف من شعبان
- عندما يكون الدين سيفاً على الإرهاب
- حوار إعلامي مع ابن تيمية
- تناسخ الأرواح عند الهندوس


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - إنها القرية ياعزيزي