عناد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 14:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أولا أنا ضد إحراق الإنسان حيا وتعذيبه حتى الموت ؛
هذه جريمة بشعة بحق أي نفس بشرية كانت أو حتى من الحيوانات وغيرها ؛
بل وأنا ضد كثير مما هو موجود في التراث الإسلامي وما هو موجود أيضا من نصوص في الكتاب المقدس ؛
في القرآن الكريم وردت عقوبة الحرق بالنار في نصوص كثيرة تحذر غير المؤمن وعلى سياق بيان مصيره الأبدي يوم القيامة والحياة الأخرى ؛
وأيضا نصوص قرآنية تحدثت عما فعله قوم النبي الكريم إبراهيم به من قذف في النار ؛ وكذلك قصة أصحاب الأخدود كحكم جائر من ملكهم تجاه إيمانهم بالله وكفرهم بأوثان الملك ؛
إذن القرآن الكريم لم يين أو يشرع أو يشرعن لعقوبة الحرق ضمن تشريعات الحدود التي شرعها ؛
وبالتالي ما ورد في بعض التراث الإسلامي إنما هو اجتهاد لعقوبة تعزيرية وليست حدودا وقصاصا ؛
والاجتهاد ليس ملزما كنص مقدس واجب التنفيذ كل حين وعصر ؛ بل ويعارض تماما عموم حديث لا يحرق بالنار إلا رب النار ؛
بل عقوبات الله وفق القرآن الكريم للكافرين والظالمين والطغاة كانت أغلبها الغرق وليس الحرق ؛
أو جعل أعلى القرية أسفل والعكس بالعكس ثم تدميرها بالخسف والحجارة ؛
في الكتاب المقدس الحرق عقوبة إلهية بالنص ؛
بل قرية سدوم تم حرقها بسكانها كعقاب إلهي ؛ والحرق تشريع من إله الكتاب المقدس كعقوبة كما في الأسفار التالية :
الملوك الأولى والثانية وكذلك سفر التثنية ؛
وهذا الفرق بين القرآن الكريم والكتاب المقدس ؛
ولهذا أمعنت بوحشية ودموية الكنيسة في العصور الوسطى حرقا للعلماء والمفكرين وحرق مؤلفاتهم وكتبهم كعقوبة منصوص عليها ؛
فقد كانوا يحرقون العلماء والمفكرين وهم أحياء على مشهد من العامة وبميدان عام ؛
وكذلك الحال بالنسبة للنساء بتهمة السحر والشعوذة ؛
والواقع أن الكنيسة فعلت ذلك لأنها تعادي العلم وكانت تراه يتعارض تماما مع إيمانها .
#عناد_الشمري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟