أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان عيسى الليموني - مونتاج لشريط طويل:














المزيد.....

مونتاج لشريط طويل:


رمضان عيسى الليموني

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


كانت الثالثة إلا ثلث عندما توقفت ساعته عن الحركة في سيرورة الزمن عندما رأها بعد ثلاثة أيامٍ في مرةٍ نادرة من نوعها، لأنها كانت من تلك الماركات التي لا تحتاج في عملها سوى إلى نبضٍ قوي.
مشهد(2)
كان مطلع العام 1995 المرة الأولى التي انتهى وداعه له قبل أن يستقل طائرته بدموعٍ مفاجئة تماماً وقد اختفت كثيراً بعد تلك اللحظة.
مشهد(4)
في منتصف ليلة صيف قد اعتزم أن يشعل أول سيجارة له في غرفته بعد عدة سجائر اختلسها خارج المنزل، ربما دفعه شعور بالتمرد أو رغبة في أن يشعر بردود أفعالٍ صاخبة توقفه على هذا الفعل الذي لم يكن قد اعتاده، لكنّه صادف فقط نفوراً يقطن في صمتٍ مشفوعٍ بالخوف على من تلك الآثار التي ينالها المدخنين.
مشهد(3)
نهرته عيناه بعنفٍ رافضةً طلبه الغريب في أن يرتبط بزميلته قبل أن يتخرجا من الجامعة بعامٍ، حتى أن تلك المناقشة القصيرة التي انتهت بالموافقة لم ينالها انفعالٍ صاخب، وفي تلك اللحظات التي كان يسير معه إلى منزلها، لم تفارقه ابتسامات ملغزةٍ. لكن بعد إنتهاء ذلك العام وقد افترقا بعد تخرجهما من الجامعة، ربما قد تكشّف لغز تلك الابتسامة المغموسة في هدوءها الغريب.
مشهد(5)
كاد أن يفعلها في مرةٍ نادرةٍ، لكنه لم يفعلها، فقد أن اشتعل صوّته بغضبٍ صاخب وتحركت يده ثم تغّير مسارها ملّوحةً بالتأنيب بعد أن رجع وقد تعهد أمام ضابط القسم بألا يقترب من تلك الفتاة التي امتدت علاقاتهما لسنواتٍ المراهقة الطويلة ثم فاجأته بردّها على إحدى خطاباته أمام الضابط بأنها قد انتوت أخيراً ألا تربط مصيرها به.
مشهد(6)
لم يعبأ كثيراً عندما واجهه والد إحدى الفتيات بأن ابنه قد غازلها في طريق عودتها من المدرسة، ربمّا خيّل للجالسين أنه لم يسمع شكواه باهتمامٍ من الأساس، لكنّه قد انتفض عندما جاء من الجامعة وإصبع يده اليمنى قد أصابه احتراق في مسيرةٍ للانتفاضة مع زملاءه، فظلّ يسأله كل يوم عن حالة يده حتى بعدما قد أزال الرباط الذي ألتفّ على الإصبع ربما رغب في أن يُشعره بوجعِ الضمير لأنه قد تسبب لنفسه وله بإيذاء غير مبرر.
مشهد(7)
في كل مرةٍ كان يلقاه فيها كان يبادر بمّد يده ليصافحه بحميميةٍ تفجّرت كل مضمونها المتراكم عندما توّقفت يده عن الحركة للأبد.
مشهد(8)
ظلّ لسنواتٍ يرواغه شعورٌ شيطاني تجاهه بأنه لم يفعل ما كان ينبغي أن يفعله، لكنّه وبعد سنواتٍ قد فطن تماماً بأن يحبه كما هو، أن يحبّ فيه تلك البراءة التي لم يعد إنسان يتمتع بها في هذا الزمن، أو لم يكن إنسان ليقوى على الاحتفاظ بسمتها الطبيعي أمام شراسة الحياة.
مشهد(9)
برغم أنه لم يكن يتحدثا كثيراً، لكنّه ظلّ لسنواتٍ يتمنى ذلك الحوار الذي لم يأت أبداً، حتى برغم المحادثات القصيرة حول الأحداث التي كان يتابعها باهتمام على شاشات التلفاز لأنه لم يكن ليتسنى له أن يستطع قراءتها في الصحف، حيث لم تتجاوز قدرته في القراءة سوى في تقليب صفحات المصحف فقط.
مشهد(10)
بعد تلك اللحظة لم تكن الدموع معبراً لانفجار الحزن، بل كانت مرفأ لتراكم حطام الروح



#رمضان_عيسى_الليموني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصور القاتلة كيف تستخدم الصور في صناعة الحروب
- التبصر الأعمق
- أطفالنا يُسرقون منّا
- الحياة التي يجب أن نعيشها


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان عيسى الليموني - مونتاج لشريط طويل: