أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الفجح - الذكرى الرابعة للثورة المصرية: مناسبة للتقييم و النقد الذاتي















المزيد.....

الذكرى الرابعة للثورة المصرية: مناسبة للتقييم و النقد الذاتي


حسن الفجح

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير بمصر ومن خلال رصد المظاهرات التي أحيتها، لا بد أن نسجل بعض نقاط التلاقي والتقاطع بين الثورة وذكراها الرابعة؛ فهناك نظام عسكري قمعي بقبضة أمنية ممعنة في البطش أمام مدنيين غاضبين من سوء الأوضاع على كافة المستويات، رافضين للنهج السياسي ومنددين بالحكم العسكري. وكالعادة في ظل إصرار شعبي على كسر طوق الاستبداد والتوق إلى الحرية والتطلع إلى غذ أفضل، لم يجد النظام العسكري بدا من استعمال القبضة الأمنية المشددة والإفراط في البطش والتنكيل بالنشطاء، الشيء الذي خلف قتلى فاقوا تعداد العشرين ومعتقلين بالعشرات. وهو أمر لا يختلف في شيء، إن لم يفق، ما حدث سنة 2011 أيام مواجهة نظام مبارك، بجحافل القوات الأمنية بمختلف تلويناتها، للشباب الثائر الرافع شعار إسقاط النظام؛ والغريب هنا أن الذكرى الرابعة تصادف حكما بالإفراج عن نجلي مبارك بعدما تمت تبرئتهما وهو أمر ذو أكثر من دلالة.
لكن إلى جانب ذلك لا بد أن يسجل المتتبع والمواكب للأحداث بعض نقاط الإختلاف أيضا؛ فبعد مرور حوالي عام ونصف على الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب بعد الثورة، لم يخفت زخم المظاهرات المناهضة للحكم العسكري بأغلب محافظات مصر، لم يتوان نظام السيسي عن قمع هذا الحراك بشتى الأساليب الأمنية، الأمر الذي غذى الكراهية الشعبية _ المتزايدة أصلا _ للحكم العسكري وتوابعه؛ لذلك فإن أولى نقاط الاختلاف بين ثورة يناير 2011 وذكراها الرابعة نلمسها أساسا في شمول مظاهرات الذكرى الرابعة لجل المحافظات المصرية على عكس مظاهرات ثورة 2011 التي تركزت أساس في نقط محددة ومحدودة لعل أهمها القاهرة والإسكندرية و الإسماعيلية و السويس ... وهذا مؤشر على عمق الهوة بين الشعب ونظام السيسي وقدر الكراهية والسأم اللذان يكنهما الأول للثاني.
هذه النقطة تمثل مؤشرا إيجابيا بالنسبة لثورة 25 يناير ولمستقبل مصر، سيحتم لا محالة عودة مصر إلى سكة الإصلاح والسير قدما نحو تحقيق حلم مصر الديمقراطية. لكن إلى جانب هذه النقطة المضيئة ثمة نقطة تبدو سوداء _ بما يمكن أن يترتب عنها في المستقبل القريب _ انفردت بها مظاهرات الذكرى الرابعة للثورة، وهي النقطة التي تمثلت في ظهور حركة أطلقت على نفسها "العقاب الثوري" والتي بدت من خلال تغريداتها على "تويتر" أنها عازمة على معاقبة الانقلاب باللجوء إلى وسائل وطرق تتعدى مجرد الدفاع عن النفس سلميا إلى إلحاق العقاب وذلك بالتصدي للبطش العسكري بقوة السلاح.
هذا وإن كنا إلى حد الآن لا نعلم الكثير عن الحركة خصوصا فيما يتعلق بأجندتها: هل هي من النوع الأصيل أم المفبرك؟ فإن الحركة بنهجها ذاك تتقاطع مع تصريح "لمجلس دعم الشرعية" ورد فيه ضرورة "ردع" الانقلاب، ولفظ ردع يستعملها المجلس لأول مرة، وهي سابقة ربما نقرأ فيها إرهاصات تغير في التكتيك المعتمد والدخول في طور جديد من التصعيد ولم لا اللجوء إلى وسائل تفيد على وجه الحقيقة والتعين معنى الردع، وليس بالمستبعد هنا اللجوء إلى السلاح. ولنا هنا أن نسجل أن هذا الاحتمال سيشكل منعطفا خطيرا سيجر البلاد إلى المجهول، ورب قائل يقول أن من حق المتظاهرين الدفاع عن أنفسهم في وجه نظام وحشي، لكن اعتراضنا يأتي ليبين اختلاف وضع مصر عن الوضع في سوريا مثلا والتي أجبرت فيها الثورة المدنية السلمية على تسليح نفسها تصديا لخطر الإبادة أمام قيادة مجنونة تحرق الأخضر واليابس، كما أن وضع مصر يختلف عن الوضع في ليبيا والتي بدورها أرغمت فيها الثورة على العمل المسلح ثم أجبرت في شوط ثان على الدفاع عن مكتسباتها وتحصينها من مؤامرات الداخل والخارج بقوة السلاح؛ وقد أبانت الأحداث هناك أن الديمقراطية الفتية أحيانا لا بد لها أن تعول على وسائل ترفضها بطبيعتها وذلك قصد تحصين المكتسبات والتأسيس لأرضية سياسية صلبة، وهو الأمر الذي لم يكذبه قرار المحكمة الدستورية الذي قضى بعدم شرعية برلمان طبرق، هذا الأخير اتهم المحكمة بكون قرارها جاء تحت طائلة التهديد بالسلاح من طرف قوات فجر ليبيا. غير أن الوضع في مصر كما سبقت الإشارة مختلف، وتتجلى نقطة الاختلاف فيه في كون المصريين لا تزال أمامهم الفرصة سانحة لاسترداد ثورتهم بالطرق السلمية فقط والقضاء على حكم العسكر وإنهاء الانقلاب لا سيما وأن النظام المنبثق عنه نظام هش.
لكن لن يتسنى للشعب المصري الدفاع عن نفسه واسترجاع ثورته المسروقة والإطاحة بالانقلاب بالطرق السلمية إلا باتخاذ إجراءات لا بد منها، لعل أهمها:
1. ضرورة مراجعة جماعة الإخوان المسلمين لمجموعة من أوراقها والكف عن لعب دور الضحية الوحيدة، وتجنب اختزال الصراع الدائر في مصر فقط في طرفين لا ثالث لهما: نظام السيسي الانقلابي من جهة والإخوان المسلمون من جهة أخرى. لا بد للجماعة إذن أن تعي كونها مكون مهم، لكن ليس الوحيد، من مكونات الشعب المصري الذي تكالب عليه الداني والقاصي والذي تجمع كل مكوناته تلك غاية ومصير مشتركين.
2. على جماعة الإخوان المسلمين أن تهتم أكثر بالحرب بدل الانشغال بالمعارك الجزئية والجانبية؛ فحربها هي حرب الشعب المصري ضد الاستبداد، لذلك وجب عليها الانسلاخ من خصوصية رابعة والنهضة وعودة الشرعية إلى العمل على بناء مصر الجديدة من خلال إفشال مخططات السيسي ونظامه المبنية أساسا على استغلال إصرار الجماعة على التمسك بمطالب خصوصية؛ كالقصاص لشهداء النهضة ورابعة وكذا إصرارهم على ضرورة عودة الشرعية بعودة محمد مرسي إلى منصب رئاسة الجمهورية.
3. على جماعة الإخوان المسلمين التنبه إلى الوتر الذي يلعب عليه نظام السيسي والذي سبقت الإشارة إليه، وذلك لتفويت الفرصة عليه في تصوير كل المظاهرات والحراك المناوئ له على أنه مجرد تحريض إخواني يهدف المس باستقرار البلاد وزعزعة أمنها.
4. عمل الجماعة على تحسين سمعتها وإظهار صورتها الحقيقية كمكون أصيل من مكونات الشعب المصري، وذلك بالعمل على كسب تعاطف الشارع المصري وتعرية كل الشائعات المغرضة التي ألحقت بها، ولن يتم ذلك إلا بتغيير خطابها وتقنياتها في التظاهر وتجنب تضخيم ذاتها.
إن العناية بهذه النقاط المثارة هنا، ونقاط أخرى لم نشر إليها، ستكون كفيلة برص صفوف الشعب المصري لمواجهة الانقلاب، لا سيما أن مظاهرات الذكرى الرابعة حملت معها بعض الجوانب المضيئة _ رغم أنها جاءت بعنوان الدم _ نسفت إدعاءات وأكاذيب نظام السيسي التي تقول بأن المظاهرات مجرد تحريض إخواني إرهابي، هذه الجوانب المضيئة تمثلت في استشهاد الناشطة المحسوبة على اليسار "شيماء الصباغ" ، وهو أمر له دلالته يشي بامتعاض الشعب المصري بكل مكوناته من السيسي ونظامه، وهي نقطة وجب على جماعة الإخوان المسلمين أن تستغلها بالشكل الأمثل من خلال تهذيب خطابها والنظر إلى نفسها _ كما سبقت الإشارة _ كمكون من مكونات الشعب المصري التي تجمعها غاية واحدة هي استئصال الاستبداد والتوافق من أجل بناء مصر كما يحلم بها أبناؤها.
إن هذا التحول الذي يعد ملحا وضروريا في البراديغم الذي يوجه عمل الجماعة ليس كافيا لوحده بل لا بد أيضا من تحصين الحركة الاحتجاجية من المنزلقات التي تتهددها والمتمثلة في نهج المقاومة المسلحة. إن خيارا كهذا من شأنه أن يخرج البلاد برمتها عن جادة الصواب ويقودها إلى حرب أهلية لا يعرف أحد تفاصيل مآلاتها التي ستكون بكل تأكيد كارثية ومأساوية. لكل ذلك لا بد على الحراك الشعبي أن يستمر في نضالاته البطولية للقضاء على التسلط والتأسيس لأرضية سياسية صلبة يمكن التنافس فوقها بكل إطمئنان وأمان، وفي سبيل ذلك لا مفر من تحصين مكتسب السلمية والاستمرار في المقاومة اللاعنفية حتى يتحقق النصر، ونحن على يقين أن النصر آت لا محالة.



#حسن_الفجح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن يكون الرسول محمد عليه السلام آخر الرسل؟؟
- الخمر بين التحليل و التحريم، بين القرآن و كتب التراث.
- -الخبز المقدس-
- هستيريا الفتوى
- كلام في الحب
- المئذنة مجرد بئر مقلوبة
- الإسلام شفويا
- مجرد أسئلة
- هل خانوك؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الفجح - الذكرى الرابعة للثورة المصرية: مناسبة للتقييم و النقد الذاتي