أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رشا خميس - الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه















المزيد.....

الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه


رشا خميس

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 02:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يُعد سلوك التخريب من قِبل بعض الأطفال السلوك الأكثر انزعاجاً لدى أغلب الأمهات , فالكثير منا يعتقد أن التعامل مع الطفل المخرب بالشيء الهين , وأن العلاج سيكون رادعاً حال الصراخ في وجهه مثلا أو التشدد بالعقاب , ولكن هذا سلوك خاطئ .
ولكي نتعرف على كيفية التعامل مع الطفل المخرب وردعه عما يقوم به , لابد لنا في بادئ الأمر من التعرف على مُسببات هذا السلوك التخريبي التي تكمن خلف تخريبه ، بحيث تمتص الأم غضبها وغضب طفلها وتعالج هذه المشكلة دون أضرار وتتمكن من وضع أسس علاجيه تقويميه له , فعلى أساس معرفة الدافع والسبب تكون المعالجة .

أولاً : لابد لنا من أن نفرق بين سلوك التخريب العمدي وحب الاستطلاع " فالفرق شاسع بينهما " فقد يكون السلوك التخريبي لدى هذا الطفل ليس سلوكاً مقصوداً لذاته , ولكنه نابع من الفضول وحب الاستطلاع الزائد عن الحد عند الطفل لاستكشاف محتويات الأشياء من حوله - أطلق عليهم العلماء "الأطفال الخرقاء الاستكشافيون" - وهنا يكمن الفرق ؛ لأنَّ السلوك التخريبي العمدي غالبا ما يكون نابع من عدائية متعددة الأسباب .
ثانياً : قد يكون هذا السلوك التخريبي نابعاً من حالة مرضية غير معتادة ( كفرط الانتباه أو النشاط الزائد ) والتي تُسببها خلل الغدد الصماء كالغدة الدرقية أو النخامية .
ثالثاً : يكتسب الأطفال دائماً توازنهم النفسي من الأسرة التي ينشئون في أحضانها , وهذا السبب يكمن وراء هذا التخريب في الأغلب وهذا ما تجهله بعض الأمهات ولا يلقون له بالاً .
رابعاً : عندما يشعر الطفل بالفراغ , ولا يجد ما يشغله فيهدف إلى التعبير عن استقلاليته عن الأسرة مثل تخريب ألعابهم حتى يجد ما يشغله حسب تفكيرهم .
خامساً : قد تُسبب فقدان المكانة الأسرية للطفل من رعاية واهتمام الأسرة له من زيادة شعوره بأنه مهمل , ومن ثمَّ يُترجم الطفل هذه المشاعر في صورة تخريب في أغراضه أو أغراض الأم أو الأب حسب تفكيره .
سادساً : قد تُسبب غيرة الطفل من أشقائه حال مولود جديد في العائلة مثلا عدائية زائدة , وهنا قد يكون التخريب للفت انتباه الوالدين له بسبب إهماله وتفضيل أخا له عليه .
سابعاً : شعور الطفل بالظلم والكراهية من أحد أطرف العائلة خصوصاً الأبوين يدفع الطفل للمزيد من حب الانتقام والمزيد من التخريب والمزيد من العند والغضب .

وبعد الاطلاع على أسباب الطفل المخرب التي دفعت الطفل للقيام بالعمل التخريبي , يُمكننا طرح أساليب علمية للتعامل معه وتفادي تفاقم المشكل لديه ، من خلال النصائح التالية:
1. التعامل بشكل هادئ حنون مع الطفل دون اللجوء إلى الصراخ والتوبيخ والعقاب واللوم والتأنيب في البداية حتى لا يزيد في العناد وتأتى بنتيجة عكسية , فمعاقبته ستدعم شعوره بمشاعر الحقد والغيرة .
2. الكشف عن سلامة صحة الطفل وخصوصاً سلامة الغدد الصماء لديه .
3. يتعلم الطفل أولا بالتقليد ؛ لذا يجب أن يكون الوالدان قدوة ومثالاً جيداً يُحتذي به الأطفال في كل الأمور , وخاصة في التصرفات والسلوكيات السليمة حتى يتعلم الطفل منهم حسن التصرف ويطبقه , ففي الأغلب تكون المشاكل الزوجية احد تخريب الطفل للأشياء لشعوره بالإحباط , وان أكثر اثنين يحبهما الأم والأب يتشاجرا دائما بصوت عالي أو تحدث المشاكل أمامه فيشعر انه يريد تخريب كل شيء , ولذا يجب أن يكون مجرد النقاش بين الزوجين بصوت لا يسمعه الطفل حتى لا يؤثر على حالته النفسية .
4. التعليم بالموقف هو أفضل وسيلة عملية لتوصيل القيم وتربية الطفل تربية صحيحة وابتعاده عن السلوك المخرب ، حيث تستغل الأم موقف معين للخروج منه بقيمة مثالية بالتحدث عن الموقف واستخراج العبرة والقيمة منه ومناقشة الطفل في القيمة ، وأن تطلب من الطفل المشاركة في وضع طرق لتطبيق القيمة التي تعلمها مما يُشغل ذهن الطفل بتعزيز القيمة أكثر من انشغاله بالتخريب .
5. لغة الحوار والمناقشة بين الآباء والأطفال يبنيان جسرا من الثقة بين الطرفين ، ويدعمان شخصية الطفل بأسس الثقة بالنفس والاحترام المقرون بالحب الأمر الذي ينعكس على شخصية الطفل في معاملة الوالدين والآخرين .
6. متابعة أطفالنا عن كثب لكل ما يقدم لهم من أفكار متدفقة نحو عقولهم وتنقيتها بكل حزم دون أن يشعر الأطفال أنهم مراقبون , فمثلاً يوجد ببعض المواقع الإلكترونية أمور لا تُناسب سن وثقافة الأطفال ويكون لها التأثير الأكبر على عقولهم , كما يوجد في التليفزيون بعض البرامج وأفلام الكرتون التي تحث الطفل على التخريب عن طريق مواقف مضحكة يقلدها الطفل .
7. محاولة العدل بين الأبناء في الأسرة وعدم التمييز بينهم إذا كان لدى العائلة أكثر من طفل .
8. تعزيز شعور الطفل بأهميته في الأسرة فهو أهم من كل شيء , وهو كبير وان الأطفال الغير مسؤلون هم من يفعلون ذلك , وأنكم تثقون به , وأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى , وأثناء الحوار يجب أن يكون حوارك معه بصوت منخفض وليس بطريقة التهديد , وكلمه بمناداته باسمه فالطفل الذي يتحدث معه الأهل وهم ينظروا لعينه ويقولون اسمه يستجيب بنسبة اكبر من تتجاهل شخصيته .
9. تغليف التأديب بالحب والتفاهم للحصول على نتائج أفضل في تربية الطفل , فعادة ما ينظر الأطفال للتأديب على أنه عقاب ومعاداة من جانب الآباء لهم ؛ لأن التأديب دائماً ما يأتي في صورة أوامر يصدرها الآباء للطفل دون تفاهم , ويعتمد تأديب وتربية الطفل على وضع حدود يلتزم بها الطفل كي لا يخرج عن سيطرة الوالدين مع شرح للطفل خطأه فور قيام الطفل به , مع إفهام الطفل بأن العقاب الذي يناله هو نتيجة الخطأ الذي ارتكبه وليس بسبب كراهية الأب أو الأم له , ووضع عقوبة مناسبة للخطأ الذي يرتكبه الطفل ، فإذا كان كبيرا فيُحرم من مصروفه أو يختار عقاب مناسب لسنه حتى يعرف أن الهرج لا يأتي بتخريب الأشياء , ويجب أن يدخر من مصروفه لتعويض ذلك أو للتبرع للفقراء ثمن خطأه مثلاً .
10. تشجيع الطفل عن طريق المكافأة لها تأثيراً سحرياً في تعزيز السلوكيات الإيجابية في نفوس الأطفال , ويجب أن تقترن المكافأة بتشجيع السلوك الإيجابي للطفل بدلاً من التركيز على السلوك السلبي وعقابه عليه .
11. ترسيخ مفهوم روح الجماعة عند الطفل - وهي الميزة الفطرية التي فطر الله الطفل عليها - فالنواة الأولى لروح الجماعة تنشأ داخل الأسرة عن طريق مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية ، وشكر الطفل وإبداء السرور عند مبادرته بعرض المساعدة على الوالدين أو الإخوة .
12. شراء الألعاب التي تناسب مستوى الطفل العقلي , ويفضل الألعاب التي يسهل فكها وتركيبها .
وتعدّ هذه الطرق من أفضل طرق التعامل مع الطفل المخرب والأكثر فعالية بحيث تعود بشكل إيجابي على الطفل والوالدين.



#رشا_خميس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية و الاغتصاب الجنسي


المزيد.....




- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...
- عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية ...
- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...
- ماكرون يعلن عن خطة لتسريع الإنفاق العسكري في فرنسا
- تحطم طائرة في مطار ساوثند شرقي لندن وإغلاق المطار حتى إشعار ...
- المستشار الألماني يرفض خطة إسرائيل لإنشاء -مدينة إنسانية- بر ...
- الإعلام الإسباني يرفض رواية إسرائيل ويكشف جرائمها بغزة
- سوريا.. عشرات القتلى جراء اشتباكات بين مقاتلين بدو ودروز في ...
- الإيطالي يانيك سينر يتوج بأول ألقابه في ويمبلدون بعد الفوز ع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رشا خميس - الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه