أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - جُزُر البحَّار -حمد-!















المزيد.....

جُزُر البحَّار -حمد-!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غريبٌ أن يبلغ العاشرة طفلٌ ولد في "إنجلترا" قبل أن يحفظ كأنما يحفظ نصاً من الإنجيل أسطورة البحَّار "جون"، ذلك البحَّار الذي انطلق من سواحل الجزر البريطانية ليوزع المدنية علي كل الشعوب الهمجية في الأرض!

من الصحِّيِّ أن يلتف كل تجمع بشري يعيش داخل إطار جغرافي معين حول أساطيره الخاصة، من الصحِّيِّ أيضاً، وبنفس القدر، أن يسخر الآخرون من سخافة بعض تلك الأساطير، كأسطورة البحار "جون"!

فهو رمزٌ صناعيٌّ يرمي إلي خلق دلالة تضخم في ذاكرة الإنجليز فقط دور وطنهم في مسيرة الإنسانية نحو الرقيِّ!

والحقيقة، أن الإنجليز، بشكل خاص، لم يوزعوا علي الآخرين سوي القبح!

مع ذلك، هذه الأسطورة تقوم علي أطلال قوية لشخصية البحَّار الإيطالي "جون كابوت"!

كان قد استوطن مدينة "بريستول" الإنجليزية، وكان يعيش هناك عندما اكتشف "كولومبوس" عام "1492" العالم الجديد!

في "مايو" العام "1497"، قام "جون" بأول رحلة بحرية من "بريستول" إلي "أمريكا الشمالية"، وهو، ربما، عندما رأي اليابسة في نهاية "يونيو"، كان قد اكتشف جزيرة "نيو فاوند لاند" في "كندا"، أو، اكتشف جزيرة "كيب بريتون" ربما، واستولي على الأرض لصالح "إنجلترا"!

عندما عاد في أغسطس أعلن خطأ أنه وصل إلى "آسيا" فلقبه الإنجليز بـ "الأميرال العظيم"!

وهو، بتلك الرحلة، ورحلة أخري في العام التالي، لم يعد منها أبداً، منح "بريطانيا" صكاً قانونياً بملكية مساحات شاسعة من الأراضي الجديدة!

لقد ضاع في البحر، وصار مصيره من أشهر نقاط الاختلاف التاريخية، لذلك، كان ضياعه رحماً صالحاً لولادة أسطورة، لقد أصبح الشخص الذي لا يطاله الموت ولا يطويه الزمن، تماماً، كـ " الخضر" في تراث المسلمين!

ليس من الصعب أن يصنع بلدٌ من حدثٍ صغير رمزاً..

ومن الفراغ أحياناً!

لكن، أن يصنع حدثٌ صغيرٌ بلداً فهذا تماماً ما حدث من "شبكة الجزيرة" مع "قطر"!

لقد كانت ولادة "الجزيرة" حدثاً أخذ "قطر" إلي مرتفعات لم تبلغها قط، كما جعل "حمد بن خليفة" المحور الذي تدور حوله سياسة المنطقة!

أكره الذين لا يضعون عواطفهم جانباً أثناء الكتابة، لذلك، أختلف مع الذين يروجون لأن عمر "قطر" لا يتجاوز "44" عاماً، المقاس الشعبي لأحذية العرب، وأن أقدم ما في متحفها هو هاتف "نوكيا 82"، فإن لها في التاريخ نبض، حتي أن "هيرودوت" لمس اسمها في كتاباته، وفي التاريخ الحديث عوض!

عام "1850" أحكم "محمد آل ثاني" السيطرة علي الأراضي التي الآن "قطر"، وأسس لعرش أسرته الذي يسكنه الآن "تميم"!

لنسب "آل ثاني" صدي في اسم "تميم"، فهم من "بني تميم"، وهؤلاء كانوا شوكة العرب وكاهلهم، حتي دفع الغرور بشاعرهم الكبير "جرير" إلي أن قال:

إذا غضبت عليك بنو تميم ٍ/ حسبتَ الناسَ كلَّهم غضابا

من الثابت أيضاً أنهم في الجاهلية انتهكوا الكعبة وسرقوا محتوياتها فطرودوا من "مكة"!

كما كانوا يضربون المثل في الوفاء بسيد هذه القبيلة في زمانه، "حاجب بن زرارة"!

كان قد ذهب بعدما ضربت القبيلة مجاعةٌ إلي"خسرو" - لا "كسري"، فهو خطأ شائع - وسأله الإذن بأن يسكنوا بلاده، خشي "خسرو" من غدر العرب برعيته فطلب منه ضماناً بأن يغادروا عندما ينتهي القحط فأعطاه قوسه، وأوفي بوعده، ولقد أفرط الشعراء في الضغط علي تلك الحادثة، لعل بيت "المطراني" كان أجمل ما قيل فيها:

تزهى علينا بـ "قوس حاجبها" / زهوَ تميم ٍ بـ "قوس ِ حاجبها"..

وربما كان انتشار المجوسية في قبيلة "بني تميم" هو ذكري لتلك المرحلة!

والآن..

ما هي أوسمة دولة في حجم قرص الأسبرين مثل "قطر" لتلعب ذاك الدور المفصليَّ الذي الآن ينحسر؟

ليس المال فقط، ذلك أن "الكويت"، مع الأخذ في الاعتبار ذاك الفارق الرحب بين عدد سكان البلدين من الوافدين والمقيمين معاً، أشد ثراءً!

كذلك، ليس، إيمان "قطر" بالحرية كقيمة، فهي واحدة من دول القبيلة بكل تجلياتها، كما أن "الكويت" أكثر منها تبجيلاً للديمقراطية، وبكثير، وأزعم أن شاعراً مثل "محمد بن الذيب" ما كان ليسجن لو كان كويتياً، أو، لما مرَّ سجنه دون أن ينبه نظرية لدي كويتيين كثر!

وليس وجود "قاعدة السيلية" هناك، فالدول العربية مزدحمة بالقواعد الأمريكية!

لكن، الإجابة هي، بالإضافة إلي كل ما سبق، وإلي تلك العلاقة الوطيدة بين حكام "قطر" وبين "البنائين الأحرار": شبكة "الجزيرة"!

لقد كان إطلاق "الجزيرة" حجراً كبيراً ألقي في المياه الآسنة فهيَّج بعد شهور قليلة كل سواحل الوطن الراكدة!

كانت كالبحار "جون"!

ولقد لعبت دوراً لا ينكره منصفٌ في تغيير الخريطة السياسية!

تلك النغمة المنعزلة، واللهجة التي مستحيلٌ مواكبتها بالنسبة لحناجر الإعلام المسكونة بصوت أبينا الذي في المخابرات، جعل منها هدفاً مشروعاً للكراهية، كراهية حقيقية لا ذهنية!

بين كل ما قرأت لا أجد كلاماً يعكس سبب نقمة إعلام البلاط علي "الجزيرة" سوي مسرحية روسية بعيدة في الذاكرة، اقتبسها حرفياً الكاتب "رؤوف حلمي":

لقد مرَّ جيشٌ بقرية في غيبة رجالها، فاغتصب العسكر كل نساء القرية إلا واحدة، هذه قاومت بالقدر الذي كان كافياً جداً ليغادر الجيش القرية وهي ما زالت عذراء، وهذا كان كافياً أيضاً ليتآمر عليها كل نساء القرية ويمزقن بأصابعهن غشاء بكارتها!

"شبكة الجزيرة" أيضاً، بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، فقدت عذريتها!

لقد ارتكبت "قطر" أكبر حماقاتها علي الإطلاق بذلك القرار!

وهو قرار أفقدها أهم أوراق اتزانها القديم في قلب اللعبة السياسية وانزلقت في الشرخ الذي يلائم جغرافيتها..

المشكلة أن ذلك القرار قد اتخذ في لحظة سياسية شديدة الحرج، وهذا لا ينم عن وفاء!

المشكلة الأكبر أن ذلك القرار سوف يتجاوز لاحقاً مضمونه!

فسوف لا يصدق الآن أحد استقلالية الشبكة عن القرار السياسي، وهذه ذريعة لائقة لإغلاق حدود أخري في وجهها..

ولأن الخطأ الناقص هو أكبر الأخطاء علي الإطلاق، أتمني أن تغلق "قطر" كل نوافذ "الجزيرة" إلي الأبد!

أو..

أن تتراجع عن قرارها المأساويِّ استراتيجياً، وأن ترمِّم ما نجم عنه من شروخ تنمو الآن بصوت مسموع في امتنان الكثيرين لـ "قطر"!

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائلة / الجناح السري ل (فرسان مالطا) في مصر .. أو .. غزال ...
- محمد الجوادي - كونت فلاندرز!
- الحسّونة - صباح.. من وادي شحرور إلي الخلود!
- تونس .. ابعدي عني هذه الكأس!
- سوداء العروس!
- بيت النتَّاش
- ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!
- تناذر إسكتلندا
- داعش = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي!
- أحمد رجب .. أوراق الغرفة (53)
- نوستالجيا .. برائحة البخور و صخب القداس
- تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل!
- مؤخرة ميريام فارس .. مقدمة ابن خلدون !
- وليٌّ بلا جنود
- الشيف (شفيق) في دار الندوة!
- غزة .. جمرة العرب الخامسة!
- كلُّ عام ٍ و أنت ِ أطولُ عمرا
- حقيقة السيد (أحمد البدوي) .. و مَحَليِّاتُ المتعة العميقة !
- جهادُ الأصابع الوسطي !
- عرافة ( مارتينيك ) .. كلتا الطفلتين أصبحت ملكة !


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - جُزُر البحَّار -حمد-!