أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!















المزيد.....

ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


التي ..

مصفَّفٌ صوتها المثقف مثل تسريحة حرة تنساب علي جبهة الوطن المتخلف، و سوف يواصل تخلفه حتي ينظر إلي الحرية كأنه يقف أمام باب هام ..

و التي ..

صاحبة الصوت المائيِّ مثل ثقافة لبنان المائية، و جغرافيتها أيضاً..

و لذلك الماء وحده يرجع الفضل في جمال لبنان، فإن عظمة هذا البلد الصغير، لا تتجلي أبداً فيما يمثله الآن، إنما في تاريخه المائيِّ الممتاز، لا أحب وظيفة المؤرخ، غير أني سوف أكون انعكاساً لما قال المؤرخون عن "لبنان"، قليلاً ..

لقد باح البحارة الفينيقيون قديماً بكل ألوان الرياح في أشرعة سفنهم ولم يبخلوا بشئ، و داروا، انطلاقاً من "لبنان"، في رحلة بتمويل فرعونيٍّ، حول أفريقيا من طرفيها، لأول مرة!

خلال هذه الرحلة، اكتشفوا "قرطاج"، تاج "تونس الحالية، و هي تحريف للمفردة فينيقية الجذور " قرْت حَدَشْتْ" وتعني "المدينة الجديدة"، الغريب، أن اسم "حدشيتي" ما زال نابضاً في "لبنان" حتي يومنا هذا!

و اكتشفوا مدينة "طنجة" الحالية، و اكتشفوا جزر "ماديرا" و جزر " الكناري"، و وصلوا "الكاميرون"،

كما توغلوا في "اسبانيا" الحالية، و أنشأوا مدينة "قرطاج الجديدة"، وهي مدينة ساحلية في منطقة "مرسية" الحالية، "نوفا كارثاج"، فوق كل هذا، عبروا مضيق "جبل طارق"!

من الجدير بالذكر أنهم كانوا يبنون مستوطناتهم دائماً علي الماء ..

أصبحت "قرطاج" بعد عقود قليلة من هبوط الفينيقيين عليها، تاج العالم القديم، مزرعة حبوب الكون،

و أصبحت أيضاً، أكبر لطمة وجهت إلي اقتصاد "روما"، سيدة العالم القديم في ذلك الوقت ..

و في ذلك الوقت، كانت هذه هي الذريعة الشائعة لنشوب الحروب، و كانت الحروب بين القوتين سجالاً، لكن ظهور "هانيبال"، اللبنانيِّ الجذور، غير قواعد اللعبة، إذ كان ظهوره آخر وثبات الشرق الحيوية!

لقد وقف هذا القائد الشرقيُّ بجنوده، لأول و آخر مرة، علي مرمي البصر من أسوار "روما"، حتي جمع الرومان أمتعتهم ومهدوا قلوبهم للفرار، لولا أنهم عثروا بين جوقة الشيوخ في "مجلس شيوخ روما"، علي عدة أصوات تغرد خارج سرب المتشائمين الذين كانوا يرون ضرورة التخلي عن المدينة والفرار من وجه الهول القادم، كانوا يفضلون الانتظار قليلاً، كأنهم كانوا يعرفون كيف تسير الأمور في الشرق السياسيِّ!

لم يخذل مجلس شيوخ "قرطاج" ظنون هؤلاء المتفائلين، و تخلي عن "هانيبال" في لحظة حاسمة، ففك الحصار ورجع كسيراً ومكتئباً!

ليُهزم بعد ذلك، حول أسوار بلده، في مواجهة طاحنة مع قائد روما العظيم "سكيبيو الأفريقي"، و يفر إلي "تركيا الحالية"، و تضع "روما" المحراث في أرض "قرطاج" وتزرعها بالقمح، كان هذا تقليداً تعارف عليه القدماء يؤكدون به زوال خصمهم إلي الأبد!

انتحر، في النهاية، "هانيبال" بالسم، علي بعد مئات الموجات من مسقط رأس أجداده، "لبنان"!

مسقط صوت "ماجدة الرومي" أيضاً ..

تلك القطعة من المعني في قلوبنا، من الماء إلي الماء، السامقة كالأرز، بتصرفات مرتفعة، حتي أنها تندلع في أي وقت كالعطر الجارح من جميع الجهات ..

بصفة شخصية، لم يدر في بالي يوماً أني سوف أقف يوماً من "ماجدة الرومي" موقف عتاب، قد لا يصلها إطلاقاً، لكن الدفاع عن الحرية قيمة دونها كل قيمة أخري ..

ذلك أن، ماجدة الرومي ..

بسبب الضوء الذي يعشش في اسمها، و القلوب التي تلتف من حولها، و بسبب النجمة التي تسكنها قبل كل شئ، تم استخدامها في الأسبوع الماضي للترويج للمشهد المقدس، شديد الهشاشة في الوقت نفسه، و المعروف بغريزة الديكتاتورية، في برنامج تليفزيوني أدارته (حرباء)، استطاعت أن تستدرج لسانها إلي شرخ الحديث عن "الإخوان المسلمين"، و "مصر" التي توشك علي السقوط، و ضرورة تكريس المشهد الذي ولد عند نهاية منتصف العام الماضي!

وهذه بالإساس هي ذريعة استضافتها ..

سيدتي، يؤلمني والله أن أراك تؤدين، و إن بحسن نية، دور "سما المصري"، و هذا ليس اسماً بقدر ما هو وظيفة، بل الوظيفة الوحيدة الشاغرة في غابات يونيو ..

سيدتي، المعركة ليست، كما تتصورين، معركة "الإخوان المسلمين" وحدهم، إنها معركة كل الراغبين في الحرية، و لا يمكن أن يقترب من القلوب أي شخص يقرأ الحرية بعين مظلمة ..

و أن يكون الإنسان حراً لابد له من أن يعيش الحرية لا أن يعيش انعكاسها ..

سيدتي، المشهد المصري أكثر تعقيداً من المشهد في "لبنان"، لذلك، يجب أن يكون انعكاسه في مرايا الزائرين مضللاً، من حيث إدراك أبعاده أولاً، و من حيث الإسقاطات قبل كل شئ، بمعني أكثر دقة، ثمة فارق رحب بين "الإخوان المسلمين"، و "حزب الله" ..

سيدتي، إن كل المناهضين للمشهد السخيف الحالي قد اختاروا الحرية بمحض مشيئتهم، و عليه فقد اختاروا بالتحديد القيمة التي حرموا، لسنين طويلة، من تذوقها باسم المعايير السخيفة لصوت المعركة ..

سيدتي، إن اندلاع الإحساس بالغربة في الوطن احساس أليف لقلوب كل المصريين، الجديد في الأمر، هو تفاقم الوعي بهذا الإحساس، و تفاقم التوتر الناجم عنه في القلوب بين ما كان في عام "د. مرسي" من حرية، و بين ما هو كائن الآن من انحسارها، فضلاً عن الدم الذي أفرط في النزيف مجاناً!

سيدتي، إن للإرهابيِّ حتي منطقاً، و للظلاميِّ منطقاً، فكل أمراض الماضي حقائقٌ يتمسك بها المنبوذون، و أفكارٌ راسخة يؤمنون بها كملجأ، يظنونه أميناً، يربطهم بأي أرض تهدئ قلب مخاوفهم ..

سيدتي، "الإخوان المسلمون"، و لستُ منهم، أغبياء فقط، ليسوا إرهابيين، و ليسوا ظلاميين، و كل ما نسب إليهم في هذا السياق، مثل الرغبة في استئناف دولة الخلافة، و هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، صدر عن آخرين، بالأمر المباشر بصدوره من أربابهم الضالعين في سماء مظلمة، و كل هؤلاء الآن، يا سيدتي، من ألمع أشجار غابة يونيو ..

ما يومُ حليمةٍ بسرّْ!

سيدتي، تذكري دائماً أن التمرد علي الواقع الرأسيِّ، هو ما دفع أجدادك للتمدد علي زنود الماء أفقياً، فاكتشفوا "تونس"، و اكتشفوا "الغوريلا" في الطريق إلي هناك، لأول مرة أيضاً،

لذلك السبب أيضاً يثور المصريون الراغبون في الحرية، إنهم يرحلون من نطاق أنفسهم، لكن إلي الداخل، بحثاً عن منطق أجمل للحياة، عن وطن للجميع، أبيض، يتساوي فيه النخبة و الناطقين بالعامية من بسطاء القوم، و تكون قوة الإبداع الفرديِّ فيه هي معيار النجاح ..

سيدتي، دام الذهب مواظباً علي حراسة صوتك، و دام عطرُك مؤلماً، و رحباً ..



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناذر إسكتلندا
- داعش = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي!
- أحمد رجب .. أوراق الغرفة (53)
- نوستالجيا .. برائحة البخور و صخب القداس
- تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل!
- مؤخرة ميريام فارس .. مقدمة ابن خلدون !
- وليٌّ بلا جنود
- الشيف (شفيق) في دار الندوة!
- غزة .. جمرة العرب الخامسة!
- كلُّ عام ٍ و أنت ِ أطولُ عمرا
- حقيقة السيد (أحمد البدوي) .. و مَحَليِّاتُ المتعة العميقة !
- جهادُ الأصابع الوسطي !
- عرافة ( مارتينيك ) .. كلتا الطفلتين أصبحت ملكة !
- أبرهة القرمطي .. و خرافة الطير الأبابيل!
- خاين بك!
- نحو مؤرخ الشعب الموازي لمؤرخ السلطان !
- هيكل .. طربوش الغراب !
- محاكمة دنشطاي
- حكاية مرعبة، من أغرب ما سمعت !
- جابو، صهرنا الذي جعل الملائكة تنتظر!


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - ماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا!