أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم الراوى - محاكمة المعلم ساطور















المزيد.....

محاكمة المعلم ساطور


محمد عبد المنعم الراوى

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 16:45
المحور: الادب والفن
    


عقدت المحكمة الدولية جلستها للنظر فى الدعوى المرفوعة من إحدى الدول المصدرة للحيوان ضد المعلم ساطور بحضور كل من الجمل والحمار والبقرة والخروف والدجاجة
كشهود إثبات وممثلين لبقية الحيوانات أصحاب الدعوى المقامة والمطالبين بالحق الحيوانى.
عقدت المحكمة جلستها الأولى للاستماع لمرافعة النيابة والشهود فى الدعوى المقامة..وقد كان المعلم ساطور ماثلا فى قفص الاتهام.
ـ محكمة.
دخل القضاة وجلسوا على المنصة..افتتح القاضى الجلسة..ثم أذن للنيابة بتقديم مرافعتها.
ـ ممثل النيابة يتفضل.
وقف ممثل النيابة الديك " أبو العرّيف "
الديك أبو العريّف: كوكوكووووووووووو
القاضى: أنا بقول نخش فى الموضوع على طول.
الديك " أبو العريّف " : لا مؤاخذة يا فندم أصل ده عرف أنا متعود عليه من زمان..وسيادتك عارف إنى بصحى كل يوم مع الفجر..ودى عادة عندى..نفسى أبطلها بس مش قادر..مش عارف ليه.
المهم لما حبيت أحقق فى القضية المنظورة أمام حضراتكم..قلت لازم أصحى المرة دى قبل الفجر عشان كنت شاكك فى حاجة كده..وفعلا كان ظنى فى محله وشفت بعينى محدش قالى..شفت يا فندم حاجات خلت عرفى ده شاب..أنا ذاكرها هنا بالتفصيل.
واختصاراً للوقت وبناءً على كل ما ورد فى التقرير المقدم لسيادتكم أنا بطالب بأقصى العقوبة على المعلم ساطور.
أولاً: يتم ذبحه بسكينة تلمة وسلخه..ثانياً: تعليقه فى أكبر سوبر ماركت..ثالثاً: ينقل الحدث لجميع الأسواق وجزارين وفرارجية العالم على الماء المغلى مباشرةً ليكون عبرة لأمثاله..وأخيراً أشكر سيادة القاضى على سعة قفصه الصدرى.
القاضى: شكراً..اتفضل ارقد..ودلوقت نبدأ فى الاستماع لشهود الاثبات..
ـ ماء..ماء..ماء
القاضى: إيه الحكاية يا خروف..بتعيط ليه.
يتقدم الخروف نحو القاضى والدموع تتساقط من عينيه: أنا حزين قوى.
القاضى: يا ساتر..ليه كده.
الخروف: كل ما يبقالى عيلة..وأقول حتونس بيها..مرة واحدة ما بلقاهمش.
القاضى: ليه بيروحوا فين.
الخروف: فى اليوم اللى بيسموه عيد الأضحى..ألاقى الكل يا ولداه ادّبح..والشوارع غرقت دم..والبنى الآدم اللى فى القفص ده رافع الساطور وفرحان..والناس بترقص.. والستات بتزغرط..همّا ايه..كانوا انتصروا على التتار..معقول الكلام ده.
ويا ريت كده وبس..دول يفضلوا يمثلوا بالجثث..راس تتقطع..وفروة تتسلخ..وعضم يتشفى..وفى الآخر يجى البنى آدم ده وبعزم ما عنده يكسر الجمجمة..قال ايه عاوز المخ..مخ!..بقى بالذمة ده كلام ناس عاقلين..والراس تفضل متعلقة..اللى رايح واللى جاى يتفرج ومبسوط قوى..دا احنا يا راجل لو كفرة ما كنوش يعملوا فينا كده.
قال ايه: ويفضلوا يرددوا ويقولوا: لبيك اللهم لبيك..بقى بالذمة ربنا قال كده.
القاضى: شكراً..الجمل..يتفضل
وقف الجمل وأخذ يمط شفتيه ويمضغ كعادته.
القاضى: شيل اللبانة اللى فى بوقك يا افندى..عيب انت واقف فى محكمة.
الجمل: يا افندم دى مش لبانة.
القاضى: أمّال ايه؟!
الجمل: دا قات.
القاضى: قات!..ايه القات ده؟!
الجمل: ده يا افندم نوع من أنواع المخدرات واخد عليه من زمان.
القاضى: مخدرات..وفى المحكمة..دا انت نهار أبوك اسود!
الجمل: يا افندم..أنا وابوى وجدى كلنا متعودين على كده من زمان..ولولا العادة دى ما كنتوش اكتشفتوا البنج..يعنى احنا لينا الفضل برضو..وبدل ما تشتم أبويا المفروض تشكره.
القاضى: والله عندك حق..أنا آسف..اتفضل.
الجمل: طب ممكن سيادتك تخلينى للآخر.
القاضى: ليه بقى يا سيدى.
الجمل: أصلى بخزن دلوقت.
القاضى: خزن يا سيدى براحتك..أمرى لله..الحمار يتفضل.
وقف المعلم ساطور ليتكلم: بسم الله..الله أكبر..
فقاطعه القاضى: انت يا بنى آدم..بتتكلم ليه..هوّ انت الحمار
المعلم ساطور: ما عرفش..أهو مراتى تملّى تقولى يا حمار..لحد ما نستنى اسمى البعيدة.
الديك " أبو العرّيف ": سجل عندك يا سيادة القاضى الاعتراف الخطير ده..دا دليل اتهام جديد يدين المتهم.
القاضى: وايه وجه الاتهام فى اللى قاله.
الديك " أبو العرّيف ": يا افندم انا أعرف إن الواحدة لمّا بتدلع جوزها بتقوله..يا مشمش..يا لولو..يا منيل..يا مدهول على عينك..إنما يا حمار..دى جديدة!..بتثبت مدى علاقة المتهم الصريحة اللى ما فيهاش أدنى شك بالحمير.
القاضى: معقول برضو..الحمار يتفضل.
وقف المعلم ساطور مرة أخرى..فتعصب القاضى: يا بنى آدم مش انت..دا ايه الغباء ده.
تقدم الحمار وهو يبكى.
القاضى: بطّل عياط عشان أعرف أسمعك.
الحمار وهو لا يزال يبكى: حا حا حا..حاضر.
القاضى: وبعدين معاك.
الحمار: حا حا حا .. ححاول
وبعد أن جفف دموعه..
القاضى: ها إيه اللى عندك؟!
الحمار: الراجل اللى واقف قدام سيادتك فى القفص ده فى يوم من الأيام لقيته بيستحمرنى
ـ ازاى يعنى؟!
لقيته ركب المدام على أساس إنها حتوديه مشوار.
القاضى: المدام..مدام مين؟!
الحمار: مراتى.
القاضى: آآآه..وايه المشكلة..ما كلنا بنعمل كده.
الحمار: أنا قلت زى سيادتك كده برضو..وضغطت عليها لحد ما وقفت..أتاريها يا روحى كان ديلها حاسس.( وظل الحمار يبكى )
القاضى: ها وبعدين يا سيدى ايه اللى حصل؟!
الحمار: العفو يا سيادة القاضى..انت اللى سيدى.
ضجت قاعة المحكمة بالضحك..فأخذ القاضى يدق بالشاكوش الخشبى حتى عاد الصمت للمحكمة.
القاضى: ادخل فى الموضوع يا بنى آدم..قصدى يا حمار.
الحمار: المهم سيادتك..البنى آدم ده طلعت نيته وحشة..أتاريه أخدها لحتة مقطوعة..واتلم عليها هو كذا واحد..وبعدين!
القاضى: وبعدين إيه..كمّل.
الحمار وهو يبكى بشدة: وبعدين..مش قادر أحكى..يا جماعة قدروا مشاعرى..أنا حمار برضو!
القاضى: إحنا مقدرين ده..بس لازم تتكلم وتقول كل حاجة تعرفها..لأن ده حيفدنا فى القضية كتير.
الحمار: المهم فى الآخر دبحوها.
القاضى: دبحوها!..دبحوها ازاى؟!..طب والجثة..الجثة عملوا فيها ايه؟!
الحمار وهو يصرخ: دول مش بنى آدمين..دول وحوش..الجثة عملوها كفتة.
القاضى: كفتة!..ويعملوها كفتة ليه؟!
الحمار: أكيد علشان يطمثوا معالم الجريمة.
القاضى: قصدك جريمة دبحها.
الحمار: لا طبعاً..الجريمة اللى ارتكبوها معاها قبل ما يدبحوها..دى اتلم عليها كذا واحد المسكينة.
القاضى: عاوز تفهمنى إن كان فيه جريمة تحرش.
الحمار: يا ريت؟
القاضى: يا ريت!..أوعى يكون قصدك...
الحمار: ايوه هوّ ده اللى أقصده يا سعادة القاضى.
القاضى: اغتصبوها؟!
الحمار: للأسف..أيوه..هوّ ده اللى حصل.
القاضى: انت اتجننت..يغتصبوها إزاى؟!
الحمار: إزاى؟!..انت بتسألنى أنا..اسألهم همّا..أمّال تفسرها بإيه لمّا يخدوها فى حتة مقطوعة.
وكل واحد يركبها ويخدها لفة لآخر الشارع ويرجع تانى..قال ايه اللفة بخمسين قرش
القاضى: يعنى انت ما كنتش بتعيط علشان دبحوها..ولا علشان عملوها كفتة.
الحمار: الشرف عندى أغلى من ده كله..عشان كده أنا بطالب بتحليل الدى إن ايه.
القاضى: عندك حق برضو..اللى بعده.
الدجاجة: كاك..كاك..كاك
القاضى: ايوه يا ست فرخة..شكلك كده عندك حاجة عاوزة تقوليها.
الدجاجة: وانت الصادق عندى حاجة عاوزة أبضها..مزنوقة..ومكسوفة أوى..ومش عارفة أعملها فين..
القاضى: طب وأنا أعملك ايه دلوقتى يا ست..دى محكمة مش عشة.
الدجاجة: استر علىّ الله يستر عليك..مش اللى واقف فيه اللى ما يتسمى ده اسمه قفص برضه.
القاضى: وبعدين..يا ست خلينا فى موضوعنا..انتى دلوقتى مشكلتك ايه مع اللى فى القفص ده؟!
الدجاجة: ده..دا مش بنى آدم دا حيوان..لا مؤاخذة يا جماعة.
القاضى: عاملك ايه؟
الدجاجة: كتير..أحكيلك ايه ولاّ ايه..انت عارف إن الواحدة فينا لمّا بتحب تبيض..تحب تقعد مع نفسها..لحد ما ربنا يسهل.
القاضى: أكيد.
الدجاحة: صاحبنا ده ما كنش بيصبر..الاقيه مرة واحدة شدنى ورفعنى من جناحى..وقلبنى لفوق..ويقوم مدخل صابعه فى...
القاضى: مدخل صابعه فى ايه؟!
الدجاجة: فى..فى..مش قادرة أفسر أكتر من كده.
القاضى: آآآه..فهمت.
الدجاجة: قال ايه..بيشوف علىّ البيضة ولاّ لأ!..يرضى هوّ حد يعمل فى مراته كده!..ولاّ عشان احنا ولايا وجناحنا مكسور..وبعدين عمرى ما بضت مرة وشفت فيها ابنى..ولا فرحت بيه.
يتوجه القاضى للمعلم ساطور: بتاخد ولادها وتوديهم فين يا معلم ساطور.
المعلم ساطور: حكون بوديهم فين يعنى..ببعهم فى السوق طبعاً
وهنا تصرخ الدجاجة: أنا عاوزة أعرف فين ولادى..نفسى أشوفهم ولو مرة واحدة قبل ما ادّبح واموت..هوّ مش من حقى؟
ويبكى وكيل النيابة الديك أبو العرّيف بشدة حيث تذكر أمه التى لم يرها أبداً فى حياته.
ويعيد القاضى المحكمة للهدوء مرة أخرى وهو يمسح دموعه: كملى يا ست..كملى كلامك.
الدجاجة: اخواتى ادبحوا قدّام عنيىّ..وكتمت حسرتى فى قلبى وسكت.
قوم كمان يجى الحيوان ده ويقول لمراته خليلى الورك عشان بحبه..ورك ايه اللى بيحبه.
القاضى: فى حاجة تانية عاوزة تقوليها.
الدجاجة: أيوه..آخر حاجة حقولهالك..وعوزاك انت اللى تحكم بنفسك..أنا لما اتجوزت الديك عرّاف..
ويحدّث وكيل النيابة الديك أبو العرّيف نفسه: الديك عرّاف!
وكان عن حب بجد..وبقيت حامل منه..كان طاير من الفرح..وكان مستنى بفارغ الصبر اليوم اللى حيشوف فيه ابنه..وفى نفس اليوم اللى كنت ببيض فيه..جه المفترى ده ودبحه..مستناش حتّى لما أقوم من رقدتى..ولا جوزى شاف ابنه ولا أنا شفته..عاوزة أعرف ابنى فين..نفسى أشوفه وأضمه بين جناحى ولو مرة واحدة بس.
ولم يستطع وكيل النيابة الديك أبو العرّيف أن يحبس دموعه أكثر من ذلك فصرخ: ماما..ماما..وانطلق نحو أمه..
فصرخت الدجاحة غير مصدقة نفسها..وانطلقت هى نحوه: ابنى..حبيبى..حكمتك يا رب
وسادت المحكمة حالة من الضجيج والبكاء..فرفع القاضى الجلسة مؤقتاً..على أن تعقد مرة أخرى للمزاولة..



#محمد_عبد_المنعم_الراوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: -بلوتوث-
- قصة قصيرة: -كلاكيت آخر مرّة-
- طاقية فى العِب
- رهين المحبسين
- -تحيا الوِحدة العربيّة-
- قصة فصيرة
- قصة قصيرة: كل حاجة قديمة للبيع


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم الراوى - محاكمة المعلم ساطور