العصفورة الصوفية

نضال مشكور

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 08:43
المحور: الادب والفن
    

هي العصفورة الصوفية
التي عافت نفسها
كل مفاتن الحياة..
هجرت قصرها اعلى الجبل
وقطنت في عش صغير بنته بمنقارها
بين أغصان الشجرِ
كيلا تجرح احساس البؤساء والمشردين في الشوارعِ
حين يمرون متسولين في الطرقات القريبةِ منها
ويشاهدوا قصرها الباذخ في الثراءْ ...
وهي التي استبدلت قلادة الذهب الخالص بخيط من القداح والياسمين
كيلا تتألم صديقاتها المحرومات من ترف الحياةْ..،
وهي التي ان جاعت
لا ترتاد الا اصغر أكشاك الطعام
ولاتاكل الا مايسد رمقها
وتوزع المقسوم على الجياع
من البشر والقطط والكلاب ..
وهي التي حين تدير المذياع في مرة
تحرص كل الحرص الا ترفع صوته
كيلا تزعج عصافير الجيران الهاجعة في أعشاشها ..
وكذا تتفادى توقيتّ ساعة المنبه
لئلا تفزًّ هلعا ضفادع النهر حين يرن جرسه في الفجر..
اما ان مشت في الحقل
تمشي الهوينا وتنظر أسفلها
خشية ان تدهس نملة عابرة في طريقها..
وان زحفت على الارض
تبطيء من خطواتها
حتى لاتزاحم الزواحف البرمائية المتسارعه
الراحلة لتستحم في جدول النهر أسفل الوادي..
وان طارت في الهواء
تحلّق بأجنحتهاالصغيرة
قريبا بمحاذاة سطح النهر
تخشى ان تصدم فراشة محلقة في اجواء السماء.....
وهي التي حين تصلي
لاترفع صوتها للإله
بل تتمتم فيما بينها وبين نفسها
بهمس لايسمعه انسان
أو حيطان
بعكس اترابها الذين يدقون الطبول وينفخون
في الأبواق..،
ومع كل هذا وذاك
حاربوها
شردوها
نفوها الى ابعد ديار
وفرضوا على أجنحتها
حظرالتجوّل والرجوع لموطنها
ولماذا ..!!!؟؟
بحجة ان صوتها عالٍ..،
وضجيجها
ازعج
السلطات..!!

#نضال_مشكور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل