أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحمادى أحمد - حديث الناس















المزيد.....

حديث الناس


محمد الحمادى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


(دراسة ميدانية فى كيفية انتشار القصص والاساطير )
اسلفت فى مقالات عدة بان لكل رواية اصل ولكل حكاية منبع وافاضت واضافت على هذه الايام بجودها بأكثر مما كنت اتمنى فأنا مسقط رأسى وانتمائى صعيدى حتى النخاع وبالطبع تعد قريتى ارضا خصبة للحكايات والروايات التى تتناقلها العامة , ما اثارنى هذه المرة اصل الاسطورة وكيف تتحول القصة الحقيقية –هذا ان كانت – الى اسطورة خرافية وكما ذكرت فى البداية اكرمتنى الايام بأحداثها المتلاحقة وقصصها التى عاصرتها بمد حقيقى فى تحول القصة الحقيقية الى اسطورة مغايرة للاصل تماما.
فالقصة الاولى تتلخص انه فى صباح يوم ما استيقظت على خبر روع البلدة جميعها من اصغرها الى اكبرها سنا ومن عذراواتها الى نسائها وما كان ينقصها الا ان يروع جمادها وحيواناتها فكان هذا الخبر بمثابة انفجار مدوى ذاع صيته فى ارجاء البلدة سريعا فكان عن هروب امراءة مسعورة بعد ولادتها لابنها مباشرة ولجوئها الى بلدتنا التعيسة التى تتلقى كل الشرور مأوى لها, لم يكن مضمون القصة ذلك الذى اثارنى انما اردت فعليا ان اتحقق من انتشار الحكاية وتحولها الى اسطورة فبعد ان نادى مؤذن فى المسجد القريب بان هناك امراه مسعورة بالبلدة –هذا ما سمعته- دب الخوف فى البلده من ادناها الى اقصاها وفرت النساء الى بيتوهن تغلقها وهرعت الرجال الى اطفالها التى فى المدارس تطمئن عليهم وتجمهر من تجمهر وخاف من خاف وتجولت انا قاصدا هذه المسعورة لرؤيتها حقا وبينما انا فى تجوالى الخفى اذ كان لى الحظ فى التقاط خيط الاسطورة فكل مجموعة من اوناس القريه لهم قصة ملصقه بالقصةالحقيقية –هذا ان كانت- وقبل ان اسرد الافتراضات التى التقطتها اذنى من هنا وهناك كنت اطرح سؤال لا غيره على كل من يسرد لى اسطورة المسعورة :هل رايتها حقا ..؟؟ بالطبع والذى بات يقينا الجواب كان بالنفى ومن يعلل بأنه كان منهمكا فى العمل ومنهم من رأها ولكن من بعيد ولا احد حاول ان يقرب لى الحقيقة ولو بدليل ضعيف.
عرفت ساعتها انها سوف تتحول من قصة المراءة المسعورة الى اسطورة المسعورة مثل ما روى لى ايضا بين ثنايا الاحداث عن قصة رجل له مقام وضريح فى بلدتى يدعى :الشيخ مجاهد: كان مسعورا وكان يعض الماره فقرروا قتله الا ان بركته لم تغادر بلدتنا وبنى له ضريح ..!!! وبدأت جولتى بعد ان عرفت اصل الحكاية فكان لكل مجلس طابعه الخاص فى سردها فمجلس المتعلمين كان يحكى القصة باسلوب يبتعد عن الجهل شبرا فمجالسهم دائرة بين امراءة مسعورة خرجت من بيتها بعد ولادتها وفرت الى اراضى الفلاحين الزراعية وهى مختبئه بها الان ويتطرق المجلس قبل ان ينفض الى اسباب هذا المرض ولكل مشترك فى المجلس رؤيته الخاص به فى اسباب المرض وكيفية علاجه-هذا فى المجالس المتقدمه فى الجهل- ولا ينسى كل منهم ان يضع بصمته العقلية فى كيفية ايجاد هذه المسعورة وكيفيه القضاء عليها ومنهم من يستزيد بحلين او حلول عدة ... الا ان المجالس النسائيه لها طابع مختلف تماما فهن لم يكفن منذ الابد عن ابتداع القصص وتحوير الحقيقة الواضحة وضوح الشمس الى خرافة متقنة فكانت هذه القصة فرصةعلى طبق من ذهب فكانت مجمل المجالس النسائيه تتلخص فى ان امراءة مسعورة اكلت ابنها –وفى مجالس اخرى نصفه – بعد ولاتها ولازت بالفرارتاركه بقايا الوليد على الفراش وعندما دخل زوجها المسكين وشاهد هذا المنظر البشع لم يدرك نفسه الا ساقطا من اعلى شرفه منزله ليلقى حدفه.
الا ان المميز والمشترك فى كل هذه المجالس افتراضات السارد للقصة التى تصبح فى مجلس اخر جزء اساسى لا ينفصل عن القصة وهذه بداية الاسطورة الخرافية فيحكى السارد للمجلس باسلوبه الفريد فى سرد الحكاية وقبل ان ينهى قصته يضع وجهة نظره بين ثنايا القصة فمثلا يقول قائل" الان اتوقع ان اهلها يبحثون عنها فى كل مكان" الا ان فرد من هذا المجلس اتسع صدره ليأخذ هذا الافتراض ليدلى به فى مجلس اخر على انه حقيقة فتبدأ القصة بأن اهلها يبحثون عن ابنتهم المسعورة التى اكلت ابنها ومات زوجها ولا اعتقد انه انتحر بل هى من قتلته ويكمل قصته ... التى تجد من يأخذ افتراضه على انه حقيقة ليدلف به فى مجلس اخر قائلا مثلا" بعد ان قتلت رضيعها دخل زوجها عليها وهى ملطخة الايدى بدماء ابنها فوثبت عليه كألاسد الجائع ولم تتركه الا مفارق للحياه ورمت به من شرفةالمنزل ظنا منها بأنها تتخلص من جريمتها" وهكذا دواليك ,وعندما تصل الافتراضات التى باتت اثقل من القصة نفسها الى عقول النساء تغلف بالحبكة الفنية الرائعة فيترحمون على الزوج المسكين الذى انتحر خوفا منها-المسعورة- ومن بشاعتها بعد قتلها ابنها وابن القريه المجاورة وفرارها فى الاراضى الزراعية بحثا عن جريمة جديدة وتنتهى بقصة الشيخ المبروك"مجاهد" وذكر محاسنه
ومن الطريف –كما روى لى – ان امراءة من اهل بلدتى شكوا فى امرها بانها تلك المسعورة وطاردوها فى الاراضى الزراعة فحيائها اخرس لسانها عن النطق وهرولت الى ان وجدت مجموعة من النساء واحتمت بهم
واصبحت القصة عالقة فى ذهنى وبمحض الصدفة التقيت بصديق لى من القرية المجارة والتى تعتبرمنشأ اسطورتنا وحيئذ سألته متلهفا عن المراءة المسعورة التى اتت من بلدته الى بلدتنا... فروى لى ان مؤذن اذن فى قريته ان هناك امراءة مسعورة اكلت رضيعها وهى قادمة من قرية ما .... وبعد حساب المسافة التى تبعد بها قريتنا عن قرية المسعورة(حسب رواية صديقى) تبلغ المسافة بين 60 الى 65 كليومترا... فمن له القدرة على اجتياز هذة المسافة بين عشية وضحاها ..؟؟
انتهت جولتى واكتفى عقلى بخرافات التى الصقت بالخرافة الاصلية واصبحت اسطورة جديدة جديرة بالذكر بكل تفاصيلها وبدأت انا ونفسى حوار حول ماهية الخرافة الاصلية وكيفية تحولها الى خرافة اكبر وسألت نفسى سؤال ماذا لو استمرت هذه القصة فى التداول على مر خمس سنوات مثلا بالطبع وبدون ادنى شك ستتحول الى قصة تصلح لتكون فلم سنيمائيا رائع من امراءة مسعورة حولت بلد بأكملها-الحمد لله لم تكن بلدتنا- الى مسعورين مثلها فقط فهى بدأت بعض طفل صغير الذى هو بدوره عض ابويه وما كان منهم الا ان نشروا المرض فى الارجاء
وفى نهاية القصة لم اجد احدا رأها فكل واحد ناقل عن غيره ولا يعلم عن حقيقة القصة شيئا يذكر وجالت اسئلة عدة بخاطرى كيف لامراءة حامل على وشك الولادة ان يعضها كلب فكل علمى ان الحوامل قابعات فى بيوتهن حتى يلدن ولنفترض ان كلب عضها وانتشر المرض فى جسدها لماذا لم تأكل-او تعض زوجها- ..؟؟ او احد من اهل البيت ..؟؟ هل كان المرض خاملا حتى الولادة ونشط بعدها ..؟؟ كيف لحامل منهكه القوى من ألالام الولادة الفظيعة من طلق وغيره ان تأكل فور ولادتها اصلا..؟؟وان اكلت تبدأعلى الفور بوليدها..!! فأن كانت مسعورة فليست بأكله لحوم البشر او حتى فاقده للعقل ولنفترض هذا الا يجدر بأهل زوجها ان يعرفوا مرضها قبل الولادة ويتجنبوها او يبعدوا وليدهم عنها فور الولادة..؟؟ كيف لهم ان يتركوها حتى ينتشر المرض بها.؟؟
كل هذا واكثر جال بخاطرى وبحبكة فنية وجدت من يروى لى قصه ملصقة بالقصة الاصلية ليرد عنى جهلى مثلا لم يعطوها دواء خوفا على وليدهم وانهم غفلوا عنها ساعة اكلها لابنها وقوتها ساعدتها على الفرار ويكمل قصته فى انشراح تام ليقضى على اسألتى ويأتى بجوبا قاطعا شكوكى بيقين قصته
فهروب المسعورة فى الصباح بين اراضى الفلاحين الزراعية وبالطبع فأن عمل الفلاحين فى الارض لايكون الا صباحا وتقريبا بلدتى برمتها تذهب كل صباح الى عملها الزراعى الايجدر بهم ان يجدوها ...؟؟ وعندما سالت هذا السؤال رد متحزلق قائلا من الممكن ان تعض احدهم فيتحول مسعورا مثلها .... فكيف لهم والمفترض انهم خائفين منها ان يطاردوا المراءة التى شكوا بانها هذه المسعورة ..؟؟ فلا اعلم اهم خائفين ام لديهم من الشجاعه لكى يخيفوا المسعورة نفسها ..؟؟
فتحدثت الى بعض منهم قاصدا ان اوقظ فيهم ابشع صور الغضب وهو الغضب الصعيدى الذى يلغى العقل والتفكير ومصورا لهم شجاعتهم فى القتل والسفك وتسالت مستنكرا وهازئا لماذا لم يقتلها احد بعيار نارى ويخلصنا منها ويفوز هو بالبطولة ويحفر اسمه بأحرف من نور على صفحات من ذهب وتروى فى شجاعته واقدامه الاساطير وربما يتغير اسم القرية وتعرف بأسمه..؟؟
فكان الجواب يجب ان يكون ذلك على علم من اهلها الذين لم يعثروا عليها اصلا!
وفى يوم اتصلت بصديق لى واخبرته ما حدث من قصة المسعورة وجولتى فعمد الى بكتابة ما حدث ووضعه تحت الدراسه وحكى لى ان الدكتور "على الوردى" استاذ علم الاجتماع وله مؤلفات عدة كان يأخذ طلابه فى جولة فى الريف-مثل قريتى- بعد ان يحكى لهم عن ظروفه وقصصه المنتشرة بين ارجاءه وكيفية تحول قصصه من خرافة صغيرة الى اسطورة خرافية ليكون درسا عمليا ودراسة ميدانية حقيقية.
وقبل ان ننهى حديثنا سألنى اسئلة جلعتنى اجوبتها افسر اصل الخرافة الصغيرة من اساسها فكانت هذه الاسئله كيف تبدأ قصة خرافية كهذة ..؟؟
لابد طبعا من بداية لكل خرافة وان الخرافات تنتقل بين ابناء الجيل الواحد المتقاربين فى السن الى الاكبر منهم سنا ولا تحتاج الى وقت طويل لتنتهى الى البلدة كلها وايضا تؤثر بعض عوامل على انتشار القصة من قوتها فمثلا قصه عن جريمة قتل سوف تنتشر اسرع وبصوره اقوى وتصبح اسطورة كبيرة اكثر من جريمة سرقة مثلا او مشاجرة
كذلك التعددية فى القصص فأنتشار اكثر من قصة بنفس الدرجة من القوة يجعل من اثرها ضعيفا ومن اسطورتها الخرافية ما يصيبه الهرم سريعا ولا تبقى فى اذهان الناس بالوقت الكثير ذلك لان الجموع سوف تنقسم قسمين ,فقسم يسرد القصة الاولى ويضع لها اسطورتها وخارفاتها وقسما يعمد الى الثانيه فيضعف انتشار القصتين
ما يؤثر ايضا فى انتشار القصه( خاصة فى مسقط رأسى) وقت حدوثها فقصص الصيف تختلف عن قصص الشتاء –وللقدر احكام – ذلك لان الصيف وقت الاجازات ومرتع للقصص والروايات فيبقى اثر القصة واضح فى اسطورتها الخرافية اما فى الشتاء فينام الناس مبكرا كما انه وقت العمل لدى الجميع فيقلل من اثر القصة ويصيب اسطورتها الخرافيه بالركاكة والضعف.
واخيرا ما يحدد انتشار القصة ومدى حبكه اسطورتها الخرافية هو قوة القصة ذاتها وكذلك الاحداث الخرافية التى تليها فمثلا فى الاوقات الحالية من قصة المسعورة واسطورتها الخرافية لو وقع حدث مفجع كجريمة زنى مثلا بالطبع ستترك العامة المسعورة بقصتها الخرافية –سيبدا العامة بافتعال الاسباب ما يبطل مفعول قصة المسعورة- وبنجرون نحو الجريمة الجديدة يسوقون لها اساطيرها المدوية وسيذهبون الى اسباب ونتائج وقوع هذا الحدث.
فى النهاية يحيى الانسان فى بعدين لا ينفصلان ابدا هما الزمان والمكان كما ان تاريخ المكان اقدم من الزمان فوجد المكان قبل الزمان الا ان الزمان متغير والمكان ثابت لا يتغير وتعد الروايه تجسيدا حقيقيا للعلاقة بين الزمان والمكان فهى الرابط بينهم والدليل على تغير الزمان فى مكان ما. و تبقى القصة دليلا على ثقافة الامة وحضارتها ومدى رسوخ العلم بين ابنائها وفاعليته ,فتعد تصويرا حقيقا لحياة المجتمع ومقياس لتطوره . فالحكايات التى حدثت جعلتنى انا شخصيا التفت الى مثل هذه الدراسة الميدانية فى الاسطورة والخرافة .



#محمد_الحمادى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراقصة والعسكرى


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحمادى أحمد - حديث الناس