أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمادى أحمد - الراقصة والعسكرى














المزيد.....

الراقصة والعسكرى


محمد الحمادى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"خير الكلام ما قل ودل" فحين يقرأ العنوان يتبادر الى الذهن حال بلدنا "مصر " ... مصر العسكرية ... مصر الاستعراضية ... مصر التى قال عنها رئيسها " اد الدنيا " ونحصل على %89 من جنيهنا ديون ومعونات وننتج فقط ب %11 فلنكن "اد الدنيا" هذا ان كانت الدنيا هى ال11 بالمائة فقط!
للعنوان قصة وللمقال موضوع فقصة العنوان مختصرة" كنت اتحدث عن حال مصر الحقيقى وما وصلنا اليه –لا يسعنى الوقت ولا المجال ان احدد المستويات فى مختلف المجالات التى وصلنا اليها فالكل يعرف - فحين كنت متجولا انا وصديقيا وبينما نجوب شوارع بلدى اذ رأيت احد الباعة المتسولين (وهذا هو حال مصر الحقيقى فقط تبدل من التجول الى التسول فمن سوء لاسوأ) يعرض بضاعته الصينية الصنع فى الشارع ومما كان ملفت لنظر دوميتان بلاستيك احدها لراقصة وامامها العسكرى ... سخرت من المنظر بضحكة معقبا بجملة "هذة رموز بلدنا "!
واشفقت علىً الكلمات وابحت بالسر ,,, سر بلد راقصيها وعسكريها هما محوراها الاساسيان ونقطتا ارتكازها وصفحتها التى ترى من الخارج وقبل البوح بالمكتوم وقبل الخروج عن النص المنصوص تذكرت للحظة رواية حولت فلما سنيمائيا اسمها "الراقصة والسياسي " ولكن ما عنه تغافل المغفَلون المغفِلون ان السياسى هو العسكرى ! فمن هى الراقصة وما علاقتها بالعسكسياسى ؟ ومن اين اتت تلك العلاقة ؟ وللتوضيح نبدأ بتاريخ الرقص وعلاقته المتينة بمتون الدولة.
ففى مستعرض ومستهل المقال ننوه بأنه لايوجد حد فاصل فى العلاقة بين رجل السياسة ورجل الدين فكلا يخدم الوطن ! ذلك ان رجل الدين يفرض الدين المسيس من الحاكم والحاكم يصبغ السياسة بالطابع الدينى وهنا لست بصدد توضيح معالم وجذور العلاقة بينهم –ربما فى مقال اخر- وعلى نفس الشاكلة ونفس المسلك اتخذ الرقص طريقه للمد فى جذور الدولة.
ففى الزمن الماضى وجدت رسوم ونقوش للفراعنة فى بلاد وادى النيل والاشوريين فى بلاد الرافدين على جدران معابدهم تمثل بعض الحركات الراقصة كشعائر دينية للدلالة الواضحة على ان تلك المجتمعات كانت تنظر للرقص بعين مختلفة بل وصل الحد الى اعتباره جزءا من العلاج النفسى انذاك فالرقص والموسيقى لهم الافضلية فى الترويح عن النفس وما ارتبط بهم من الممارسة العامة فالكل يعرف يرقص على طريقته غنيا كان او فقيرا رجلا او امراءه عبدا او سيدا وظلت بعض هذه الحركات الراقصة نوع من الرقص الدينى الى عصرنا هذا فنجد الصوفيين يقومون فيما يسمى بالمديح او الذكر فى حلقات يتمايلون فيها يمنة ويسرة حيث يغيبون عن العالم المادى للتحليق بالروح فى سموات الله بفعل هذة الحركات التى تعتبر نوع من التنويم المغناطيسى وبتقدم الزمن ومروره تحول الرقص من بعض حركات دينية لوسيلة للتكفير عن الخطايا والذنوب فيقدم قربا للالهة –وهنا تجلى دور رجل الدين واضح وارتباطه بالرقص المرتبط بالحاكم- فكان يتعبد به فى المعابد التى شيدها الحالكم واسكنها للكهنة كرجال دين ومن هنا تجلى الرقص واضحا فى كيان الدولة مرتبطا مربوطا بها من الناحية الدينية اما عن حيثية ارتباطه بالسياسة وكذلك ارتباط السياسة بالعسكر فهذا ما سيكون فى السطور اللاحقة.
ان تاريخ مصرنا الغالية العطاءة حافل بالمحافل والجحافل من العسكريين وهذا ليس فى الفترة الحديثة فقط بل على مر العصور والازمان فشجرة مصرالان ماهى الا ارتباط وامتداد جذور العسكر فى ارض الوطن الخصبة ... فمنذ قديم الازل ولا تزال "مصر عسكرية" فحين حكم "اخناتون " البلاد عاشت مصر خلال فترة حكمه ضعف عام وتدهور للاحول وتقلص للحدود وكان وقتها "حور محب " وزيرا للدفاع والانتاج الحربى الفرعونى وأرتفعت قيمته –حور محب- عندما اعتلى العرش الملك الصغير "توت عنخ امون " وتولى حكم البلاد واستولى على الحكم بعد وفاة الملك الصغير وأرسى قواعد الحكم فى البلاد فغير الدستورمضيفا اليه بعض التشريعات والقوانين واعاد الامن للشارع المصرى وامن سيناء واقام بعض دور العبادة ولم تنتهى فترته الانتقالية الا بتولى زميل له عسكرى ايضا حكم البلاد وهو الملك "رعمسيس" (لم يتبقى فى هذا الهزل المتكرر من الازل الا ترشح حمدين الفرعونى للانتخابات), واستكمال للمد السرطانى العسكرى ظل الرجل العسكرى يعتلى الحكم واحدا تلو الاخر فهذا القائد العسكرى الارمنى الاصل "هرقل" تولى الحكم فى الزمن البيزنطى المسيحى بعد ان اصبح بقاء العسكرى على الكرسى هى الصفة السائدة والقاعدة الشرعية ولم يتوقف الحال عند هذا الحد "فعمرو بن العاص" قائد عسكريا حكم مصر ومنه الى "جوهر الصقلى" العسكرى وبعدهما "صلاح الدين" العسكرى العراقى يعتلى حكم مصر وهاهما قطز وبيبرس ولنا وقفة هنا مع اللعين قطز صاحب مقولة الدمارو الخراب حيث كان يقول : الحكم لمن غلب " ولكن الله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ثم غلب العثمانيون العسكريون المماليك بالقوة العسكرية وانتزعوا مصر العسكرية حتى جاءت فترة الضباط الاحرار تلك الفترة الضبابية الضباطية العسكرية التى عانت منها مصر الحديثة من ويلات العسكر حتى الان متمثلا فى رئيسها العسكرى. والمثير للشفقة المدمى للقلوب اننا رغم كل العسكريين الذين تناوبوا على حكم البلاد نظل متأخرين عسكريا!
فهذا ما كان وما هو كائن وما سيكون فهو فعل العسكر فى كل زمان ومكان وما الشعب –شعب مصر- الا لقمة سائغة يمضغها عسكرى ليلتقطها الاخر ... فالعسكر هم العسكر!

وبالعودة الى الرقص مرة اخرى وفى خلال كل هذة الفترات مد الرقص جذوره بقوة ومتانة متحولا متخذا شكل جديد فمن الطابع الدينى فى عهد الفراعنة و الاشوريين الرافديين الى بطون تهتزحول الامام والخليفة والزعيم والقائد والرئيس ... فعلت مكانته ولمع اسمه حتى جعل له وزارة تهتم لشئون وترعى مصالحه وتحل مشاكلة وتتسابق به فى المحافل والمسابقات.
وبين بطن ملتو وخطبة على منبر التحم الرقص بالحاكم فكلا موجه الشعب فى ناحيته حتى صار الحاكم العسكرى راقصا على منبر وصارت الراقصة حاكمة وكانت العلاقة بينهم "عسكساسية راقصة " ومصر صارت بين الراقصة والعسكرى.





#محمد_الحمادى_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مهلة -الأسبوعين- التي حددها ترامب بشأن روسيا أصبحت الآن في ا ...
- نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة
- مصر.. أول تعليق رسمي على تغيير اسم شارع -قاتل السادات- خالد ...
- نتنياهو: الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته القومية العر ...
- باريس تحترق.. القنوات المائية ومرشات التبريد هما الملاذ الوح ...
- أين اختفى الفهد الأسود؟ القضية تتفاعل في بلغاريا وتكهّنات بع ...
- بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. هل تتوقف الحرب في غ ...
- -نزع سلاح حزب الله-.. هل ما زال لبنان يمتلك هامشا للتفاوض؟
- إغلاق جزئي لبرج إيفل ومنع وسائل النقل الملوثة... حالة تأهب ق ...
- صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911 ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمادى أحمد - الراقصة والعسكرى