عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 11:15
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في يوم بعيد من أيام الثورة الفرنسية هاج الثوار الغاضبون وعلّقوا على المقصلة جسدَ أنطوان لافوازييه أحد أهم مؤسسي علم الكيمياء الحديث , واليوم على ذات الأرض بعد مئتي سنة من ثورة الحرية يقطّع فرنسيون غاضبون أجسادَ صحفيي جريدة "شارلي هيبدو ".......
بعد حين اعتذر أحفادُ القتلة الفرنسيون للافوازييه , وأقاموا لجسده نصبا تذكاريا بعد أن ضاع جثمانه بين الضحايا المعدومين فلم يعثر له على ضريح ......أما اليوم فلن ينتظر أحدٌ اعتذارا من القتلة للضحايا , فالقتلة ليسوا أحفادا شرعيين للثورة الفرنسية ولا يحملون قيمها , انهم أحفاد فكريون وعقائديون لابن تيمية , ولهؤلاء أيضا ثورتهم وقيمهم ...
فرنسا أرض الثورة .
فأي سر في فرنسا يجذب الثوار إليها ؟!
كانت فرنسا في القرن السابع عشر أرضا لثورة الحرية , ثم معقلا لاحتجاجات الطلاب في عام 1968 التي عمّت اوروبا كلها وأثرَت العالم كله , وكانت _وما زالت _جسدا خصبا لجدل الحجاب في الألفية الثالثة , واليوم فرنسا هي بجدارة أرض الكلمة الذبيحة ....
على أرض فرنسا قبل قرنين خلع الفرنسيون كهنةَ الكنيسة من جسد الانسان , وقلعوهم من كلمته , فأَلزمَتْ الأديان معابدها , وأخرجتْ العقول لمختبراتها , وأطلقتْ الأجساد للطبيعة ولأحضانها , ......واليوم عاد الكهنة بلباس آخر ليحتلوا الجسد والشارع والكلمة , .لقد خرجوا هذه المرة من الجامع ..........
فهل ينطلق من فرنسا مشعل جديدلثورة على كهنة المعابد الجدد الذين يحترفون الآن مواجهة مشاعل الحرية بمدافع جهاد يشهرونها بوجه العالم كله ....... ؟
هل يمكن لفرنسا أن تلمّ مرة أخرى توق الانسان لحرية هاربة مواربة , فتمنحه إقامة كريمة مؤقتة في تاريخ وجغرافيا جدليين .....؟
وهل يمكن لنا ولفرنسا أن نتجاوز إرث المستعمِر والمستعمَر ؟!
عموما , يصعب على المستعمََر سيكولوجيا أن يتجاوز مخياله مهما دجّج نفسه بالحاضر, سيبقى رهين الماضي تفترسه صورُ جلاده , ولن يستطيع أبدا أن يرى في يد جلاده وردة , لقد اعتاد على رؤية السوط .
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟