السيسي: -محتاجين ثورة دينية -

عندليب الحسبان

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لن تستطيعَ اليوم أن تقرأ المسلمين ودورَهم في خريطة الحضارة المعاصرة الا عبر نظرية واحدة لا غير وهي النظرية الاحصائية , فالمسلمون الآن ليسوا الا أرقاما و أكواما تقلهم مركبة عقلية عمرها ألف سنة اسمها الفقه الاسلامي .
طوال القرن الماضي عبثا حاول المسلمون أن يزجوا بأنفسهم في خضم العراك العالمي , وأن يجدوا موقعا في خريطة العالم الحديث , ومع تفجر العلوم الحديثة خاصة العلوم الطبيعية أصبح العلم وحده بصمةَ الدخول والخروج من وإلى بوابات هذا العالم ,..فباب المصنع لا يفتح الا بعلوم الكيمياء والحاسوب والهندسة والطب , وكذلك باب الدبابة , والصاروخ , ومركبة الفضاء , وباب المدرسة , والمزرعة , والمختبر ,وباب السينما , والمسرح وحتى باب البيت لا يستجيب الا لطرقة العلم والمعرفة ....كل أبواب الانتاج والحضور في الحفل العالمي لا تفتح الا بما يقدم العضو من علم ومعرفة . فهل وعى المسلمون أخيرا أن الأبواب لم تعد تفتح لسمسم .؟..ولكن حتى لو وعوا , ماذا كان بامكانهم أن يفعلوا وليس في جعبتهم غير سمسم و الفقه ؟
لقد أسموا الفقه علماً , والفقهاءَ علماء , ولكن بضاعتهم ردّت اليهم لأن العالم كان قد غادر المقولات الكلامية البلاغية غير القابلة للقياس مخبريا , وصار يؤسس صفقاته وعلاقاته على معادلات رياضية تجريبية قابلة للقياس والفحص لمعاينة المنتج الحضاري وتقييمه , ..فالنزعة العلمية طغتْ حتى سيطرتْ وتسيّدت بلا رحمة ولا رأفة بمتخلّف عنها .
فماذا فعل المسلمون المتخلفون ؟
أتوا هرولة ببضاعة اسموها "الاعجاز العلمي "....ملأوا الشاشات الأرضية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بموجة اعلامية مدججة ماليا بدأت بمصطفى محمود ,ومرت بزغلول النجار , وتمر الآن فضائيا بعدنان ابراهيم وغيرهم , هؤلاء الشراح يفصّلون النظرية العلمية كاملةّ بمفاهيمها وعلاقاتها ومعادلاتها الأصلية المنسوبة إلى علمائها الغربيين , وفي نهاية الحصة ينسبونها إلى القرآن الكريم عبر تأويلات كلامية على طريقة المفسرين والشيوخ والفقهاء القدماء والحديثين ,..
ونكتشف أخيرا أن ما يفعله هؤلاء المسلمون بالنظريات والمكتشفات العلمية يشبه ما يفعله مزورو الماركات التجارية , فالنسبية مثلا منتج القرن العشرين في ألمانيا لاينشتاين في كتابه ".النظرية النسبية .....",ينسبونها للقرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية , ولله تعالى في كتابه " القرآن الكريم ".....
اليوم لم تعد الماركات المزورة من نوع الاعجاز العلمي تجدي نفعا لتغطية خيبة المسلمين وتخلفهم الحضاري , فمكونات السلعة الاسلامية الأصلية افتضح أمرَها داعشُ والنصرة وغيرهما من عصائب وعصابات فقه ابن تيمية ورواة السنة ...اليوم المركبة تقودها داعش .فالثورة اذن لا بد أن تكون دينية ......

#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات