أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - رقصة














المزيد.....

رقصة


حنان فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


الرقصة مازالت في بدايتها ..هكذا أشعر وأنا أرسم التانجو لأول مرة..أبتعد قليلا ثم بكاميرا الموبايل ألتقط صورة وأرسلها..
-(ساقا الراقص ووقفته مضبوطة جدا..انحناؤه على راقصته أكثر من رائع ربما فقط ذراعه ويده اللتان تحتضنان ذراعها ويدها اليمنى ترتفع أكثر من اللازم ..وقفتها أيضا...لا لا..وقفتها غير مضبوطة مطلقا..ساقها ليست فى المكان الصحيح وحميميتها غير موجودة بالمرة كأنها تتدرب..حتى لو كان تدريبا..ساقاها ليس في وضع صحيح...وانحناؤها واقترابها يحتاجان مراجعة)
-سأفعل
-ستكون لوحة رائعة..أظن ذلك
-شكرا لاهتمامك
-شكرا لاهتمامي؟
ماشي :)
تحاول أن تبدو مختلفة..تتخفى وراء اهتمام مقنن واتزان مصطنع..أعرف أنها ليست كذلك..حساسيتها لا تشبه أبدا ماتبديه هي من حكمة وعدم اندفاع..ربما كرامتها مثلا هي التي تدفعها لهذا السلوك الظاهري الهاديء؟.. غبية..فقط لو تطاوعني..أنا لا أريد شيئا بالمرة.. أو..أريد ولكن بلا ضغوط..عمري لم يعد يحتمل المشاعر المتقدة والبكاء والفراق والحزن و....هي تريد حبا..وغراما ونيرانا وفرحا ودموعا ولوعة وأنا قلبي لم يعد يحتمل كل هذا..أريد صحبة هادئة..وشيئا من السعادة..ومتعة..من منا لايريد المتعة..لو فقط تتخلى عن غباء الأنثى..لكنه حقها ربما....لا.. ليس كذلك..عندما عرفتني كانت تعرف جيدا أني أقترب من الخمسين ..لم أكذب عليها..لقد ظنتني أكبر..ربما لهذا الانطفاء الذي أعرفه في عيني منذ زمن بعيد..أعرف أن سنين عدة تفصلنا..فهي في بداية الثلاثينات مازال العمر أمامها وإن حاولت أن تبدو أكبر لتجلس بجانبي..بجانبي؟..ولم أنا بالذات..ربما هي تبحث عن رجل والسلام..رجل يهدهد أنوثتها ويفرغ جنونها بعد أن مات زوجها ولم يعد باستطاعتها الزواج من آخر حتى لا تسلبها عائلة زوجها حضانة أولادها الذين لاتستطيع العيش بدونهم..لكن أليس أمامها عروض أكثر إثارة مني؟لماذا أنا؟ إنها جميلة..وحية..وراقية..تقول أنها تحبني..وأعرف أنها ربما تبالغ..وربما تريد فقط أن تعيش الحالة...
ألتفت إلى اللوحة ثانية..
ماكل هذا الغرور..أتظن نفسها فنانة..لماذا تتكلم بهذا الصلف كأنها مدرسة أوأستاذة..ماالذي حشر أنفها في الفن أصلا..هي ليست أكثر من ربة بيت مثقفة بعض الشيء..تقرأ كثيرا ربما.. تلتقط كلمة من هنا وكلمة من هناك وتوهم الجميع بأنها...لا لا..هي مثقفة بالفعل..هي محترمة جدا..
أبتعد عن اللوحة بعض الشيء أنظر لها من بعيد:
أحرك رأسي لأراها من زوايا مختلفة..
(يبدو أن لديها حق)..ساقا الراقصة بالفعل ليستا كما أريد..خطوة التانجو لديها ميتة..فضلا عن الوضع الخاطيء أصلا لوقفتها..انحناؤها أيضا بارد...ليس كانحناء شريكها..هو أقرب..أكثر حنانا...
أمسك بريشتي وأبدأ التعديل..أمحو ساقي المرأة وأحاول أن أجعلهما أقرب..أكثر تناغما والتحاما مع ساقي شريكها..
أبتعد قليلا
لا لا..سأعيد اللوحة ككل
لكن الرجل رائع....خسارة..
يدق الماسنجر..أجد علامة استفهام..ونقطتين..
أكره الألغاز..لماذا لانعيش حياتنا ببساطة دون تعقيد..لماذا نحاول ان نضع عناوين صعبة لأحداث سهلة؟...
أحب صحبتها..أحب دلالها وغنجها حين أشاكس مشاعرها.. و نظرة عينيها حين أبحث فيهما عما يرضيني ..أحب هروبهما حينما أطالبها بالمزيد..تسعدني اشتعالة النار في دمي حين أمس يديها..وجهها..حين أطوقها بذراعي..لكن كل هذا لايعني أني أحبها..لماذا لا نكتفي بهذا؟ لماذا؟
يدق الماسنجر ثانية..
-هل انتهيت؟
-كلا..لن أكملها
-لم؟
-أحب رسم الطبيعة أكثر..تفتنني..
-لكنها..........
عموما براحتك..(دي حاجة ترجع لك)
-سأنزل الآن..لدي عمل..
أرى (seen) .. دون رد..
أبتعد عن اللوحة ثانية ..أتأملها بلا رضا..أنزعها عن الحامل في ضجر ..ألتقط أخرى بيضاء تماما.. وأبدأ من جديد..



#حنان_فاروق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسني..
- الفردوس على الناصية الأخرى.. فتنة يوسا
- نساء الكرنتينا .. رواية نائل الطوخي بين العالم الموازي والوا ...
- (سرور) لطلال فيصل..رواية أم أسواط تعرية؟
- نداهة المحار الحزينة
- مصابيح (من مجموعتي القصصية ثقوب تتسع قليلاً)
- بلا قدمين
- سيجارة
- وريد
- إعدام
- أمي :أنا..........!!!
- عفواً مستغانمي..ليس على حسابنا
- كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
- هل قلت لكم؟
- مقهى
- التهام
- العقرب
- مساء عنكبوتي
- من هذه؟
- صداع


المزيد.....




- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - رقصة