أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المقدسيون والعام الجديد















المزيد.....

المقدسيون والعام الجديد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدسيون والعام الجديد

بقلم :- راسم عبيدات
يدخل المقدسيون العام الجديد والجسد المقدسي يئن تحت وطأة ثقل الهموم والمشاكل،فالمحتل يتوعدهم بالمزيد من القمع والبطش والحرب الشاملة،حيث يخطط المحتل لزيادة وجوده العسكري الدائم في المدينة،بزيادة (400) عنصر شرطي وحرس حدود،وكذلك افتتاح مراكز شرطية جديدة في سلوان والعيسوية والبلدة القديمة وغيرها من البلدات الفلسطينية المقدسية،ومع اول يوم من العام الجديد أعطت ما يسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية،وفي إطار تشريع العقوبات الجماعية وقوننتها الضوء الأخضر لحكومة الإحتلال وأجهزتها الأمنية لهدم بيوت اهالي الشهداء غسان وعدي ابو جمل ومحمد جعابيص وابراهيم العكاري،في خطوة يشتم منها ان الإحتلال مصمم على تسخين الوضع وتصعيده في مدينة القدس،حيث سياسة هدم المنازل متواصلة،وقوات الإحتلال وأجهزتها الشرطية والبلدية إرتكبت مجزرة بحق الحجر في آخر يومين من العام الماضي في قرية جبل المكبر،والتي واضح بان الإحتلال يستهدفها على وجه الخصوص،وكل الكتل البرلمانية الصهيونية وأحزابها في برامجها ودعايتها الانتخابية للإنتخابات الإسرائيلية القادمة في 17/آذار القادم، تتبارز وتتصارع في كيل الوعيد والتهديد للفلسطينيين العرب في القدس بالمزيد من الإجراءات القمعية والعقوبات الرادعة من هدم بيوت ورفع وتيرة وسقف العقوبات والتضييق على الوجود والمزيد من الاعتقالات وخنق الحريات،ومحاكمة نشطاء "الفيسبوك" المقدسيين السبعة مقدمة لهجمة اوسع وأشمل،وكذلك هي العقوبات الجماعية الأخرى من إبعاد للنشطاء المقدسيين ونفي لهم عن القدس والأقصى،حيث نفي ستة شبان مقدسيين الى خارج مدينتهم لمدة خمسة شهور،وأبعد العشرات عن المسجد الأقصى ومكان سكنهم لمدد مختلفة،وهذا يترافق مع "تغول" و"توحش" للإستيطان في القدس،لكي يلتهم كل أراضي المقدسيين،ويحولهم الى جزر معزولة في محيط إسرائيلي واسع،وطبعاً عمليات الإقتحام للأقصى تسير بوتائر أعلى وأسرع وبشكل جماعي،والحفريات تتواصل حوله وأسفله،وأكثر من إنهيار حصل أسفله،بحيث أصبحت الأساسات الجنوبية للمسجد الأقصى مهددة بالإنهيار،بسبب سحب الأتربة من تحتها،وهدف تلك الإنهيارات المقصودة واضح،طمس المعالم التراثية والأثرية والحضارية العربية – الإسلامية وتغيير ملامح المدينة،وتوسيع منطقة حائط البراق- القسم الغربي من المسجد الأقصى،ما يطلقون عليه "الكوتيل"،والعديد من الأنفاق الواصلة من منطقة عين سلوان بإتجاه باب المغاربة فحائط البراق تم إنجازها.
واضح بأن العام الجديد يحمل الكثير الكثير للمقدسيين،على صعيد تهديد وجودهم وبقائهم في المدينة،فسياسة التطهير العرقي ستزداد حدة وعنفاً،وستسن المزيد من القوانين والتشريعات العنصرية،وستتخذ الكثير من القرارات التي تسهل طرد المقدسيين وتهجيرهم القسري عن مدينتهم.
المقدسيون الوحش الصهيوني المنفلت من عقاله،أكبر من طاقاتهم وقدراتهم على المجابهة والتصدي،ولكنهم قادرين إذا ما طورا وبنوا إستراتيجية جديدة موحدة،وبنوا وأبدعوا في إيجاد البرامج والخطط،ونوعوا وزاوجوا في أشكال المقاومة والمجابهة،من أن يوجهوا ضربات مؤلمة لهذا الوحش،وان يدموا جسده ويفشلوا خططه وبرامجه،وهذا رهن بحالة الوعي والنضج عند القيادات المقدسية على مختلف مسمياتها،بان ذلك غير ممكن بدون العمل الجدي على إيجاد قيادة مقدسية موحدة تمثيلية للمقدسيين، تحظى بثقتهم وإحترامهم،وتعبر عن إرادتهم وهمومهم ومشاكلهم،وتنبع منهم،فشرط الإنتصار المقدسي في هباتهم الجماهيرية وتحويلها لإنتفاضة شعبية،يتطلب أولاً القيادة والتنظيم والهدف،وخلق القناعة عند الجماهير المقدسية بالمشاركة الشعبية الواسعة،ولكي نغادر خانة الهبات الجماهيرية العفوية أو ردات الفعل الفردية،والتي هي نتاج لغياب العمل التنظيمي والقائد والموجهة لتلك الأنشطة والفعاليات والهبات الجماهيرية.

وحتى تنجح الإنتفاضة الشعبية وتكون إنتفاضة أمل وليس إنتفاضة يأس،فلا يمكن تنظيمها وقيادتها بالأدوات القديمة أو من خلال القيادات المتكلسة والمتنمطة وغير المنتجة،او عبر أحزاب تقتات بتاريخها وإرث قياداتها التاريخية،أو قوى وأحزاب تميل الى تخليد فكر الأزمة.
فكما الطبيعة لا تحتمل الفراغ،فكذلك هي الحياة الإجتماعية،وذلك المطلوب هنا قيادات مبدعة وخلاقة،تحمل رؤيا وفكر تقود وتوجه الجماهير،وتعبر عن نبضها وألمها وتعايش همومها فعلاً لا قولاً،قيادات تطلق العنان للعقل والفكر والإبداع،ولا تضع صيغ وبرامج العمل في قوالب جامدة،بل تتغير مع تغير حركة الواقع وطبيعة الهجمة والمشروع المضاد.
الأشكال التنظيمية السائدة،وحتى أحزابها المعبرة عن برامجها التنظيمية والفكرية والسياسية،ليست ب"التابو" او "الأيقونات المقدسة" التي يجب ان لا تمس،بل يمكن هدمها كلياً او جزئيا،وإعادة البناء من جديد،فالأحزاب الصهيونية تجربتها واسعة وغنية في هذا الجانب.

فنحن نجد أنفسنا أمام العديد من المقولات المفاهيم والأفكار والنظريات قد شاخت بفعل حركة الواقع والتاريخ،أو حتى طرق وأشكال النضال والعمل الحزبي والتنظيمي،فالأحزاب والقوى والتنظيمات غير القادرة على تغيير نفسها،لن تستطيع أن تخطو خطوة واحدة تجاه تغيير المجتمع.
المقدسيون أمام خصوصية ظرف وواقع معقد ومركب،ولذلك هم بحاجة الى قيادة من طراز خاص،قيادة نابعة من رحم هذا الواقع،ملتحمة مع جماهيرية،قادرة على أن تشكل هيئة أركان حربه،تجمع اوسع تمثيل له في صفوفها من مختلف شرائحه وفئاته المجتمعية،ومن قادته السياسيين والمفكرين والمثقفين،قيادة جسمها الرئيسي علني يجابه ويقارع ويتصدي للإحتلال في كل الميادين والمجالات،وأقرب الى صيغة لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني،ودون ان يكون منسلخاً عن الجسم الوطني الفلسطيني ولكن ليس كصدى او بوق له.

العام الحالي سيكون صعباً على المقدسيين،فالإحتلال عاقد العزم على كسر إرادة المقدسيين وإخضاعهم بكل الطرق والوسائل القمعية،ويستعد لإقرار ما يسمى بيهودية الدولة،وعشرات القوانين والتشريعات والعقوبات الجماعية،بما فيها سحب الإقامة والطرد والإبعاد عن المدينة وهدم المنازل،وغيرها الكثير الكثير،فهل يتداعى المقدسيون من اجل ان يوحدوا صفوفهم وعناوينهم،ويسهروا جهودهم وطاقاتهم في بوتقة واحدة ،لكي يستطيعوا ان يحموا وجودهم وبقاءهم في المدينة،ام سيستمر مسلسل الفرقة والشقاق،وتعدد العناوين والمرجعيات،ملقي بظله على الحالة المقدسية...؟
القدس المحتلة – فلسطين

5/1/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الفشل..؟؟
- لماذا يستهدف جبل المكبر...؟؟
- حصاد عام مضى
- حماس....والمصالحة المصرية -القطرية
- القدس تغيب عن القرار الفلسطيني- العربي في مجلس الأمن
- وترجل قائد وفارس
- لا وقف للتنسيق الأمني والمطروح دوليا المشروع الفرنسي
- القدس عاصمة كل شيء ولا شيء
- حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران
- مرحلة -التخبيص- و-التهجيص- السياسي
- من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة...؟؟
- فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع الأدوار
- في القدس....هبات جماهيرية ....أم إرهاصات إنتفاضة شعبية..؟؟
- لماذا يهودية الدولة الان...؟؟
- القدس ....وسياسة العقاب الجماعي
- لقاء عمان كلام بدون فعل
- تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني
- تفجيرات غزة معاني ودلالات خطيرة
- قراءة تحليلية القدس....وأحكام -قراقوش- الإسرائيلية
- نعم الصراع سياسي بإمتياز يا شيخ المقاومة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المقدسيون والعام الجديد