أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - وترجل قائد وفارس















المزيد.....

وترجل قائد وفارس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة ألف سؤال وسؤال دار في خلدي، أثناء ذهابي للمشاركة في جنازة هذا القائد التاريخي والوطني، هل ستكون المشاركة في وداع هذا القائد بحجم تجربته ونضالاته وتضحياته؟؟ أم ستقتصر على الرعيل الأول ومن هم على صلة وتواصل معه؟؟وحاولت جاهداً قبل الوصول الى بيته، أن أجزم بأن وداعه سيكون بحجم نضالاته وتضحياته وتاريخه، حيث ستأتي لوداعه جماهير غفيرة ، ولكن اتخيل حجم الصدمة والذهول اللذان اصاباني عندما وصلت،ولكن لماذا أصابني ذهول؟، فرحت أتسأل من هو المسؤول عن التقصير بحق هذا الرفيق والقائد التاريخي؟؟، هل هم رفاقه ام رداءة المرحلة وتعاستها؟أم هما معاً؟؟ فقائد بهذا الحجم شاهد على العصر، وعلى معظم محطات ثورتنا وقضيتنا والحزب الذي انتمى إليه، إذن لماذا كل هذا القصور بحقه؟؟ من هو المسؤول عن نقل تجربته والتعريف به لشعبنا ولرفاق حزبه وأبناء الثورة الفلسطينية؟؟؟أسئلة ليست صعبة ولا جبرية او من باب الترف أو لمجرد اللوم،إنها بحاجة إلى إجابات شافية ومعللة، وليس الى إنشاء وخطابات وتبرير وشعارات...

لقد كان أبو مثقال رمزاً وعنواناً حظي باحترام المجموع الوطني، ليس في منطقة بيت لحم، بل على المستوى الوطني... لا يهمه رتب ولا ألقاب أو نياشين....كان مسكوناً بهموم الوطن.... لم يفقد اتجاه البوصلة أبداً....في وقت فقد فيه الكثيرون البوصلة وأضاعوا الإتجاه.
عرف طريقه إلى السجون منذ كان عمره ستة عشر عاماً، حيث اعتقله النظام الأردني عام 1958 لمدة عام بسبب نشاطه في حركة القوميين العرب، ومنذ ذلك الوقت توالت عمليات اعتقاله في سجون أكثر من نظام عربي، وكذلك في سجون الإحتلال حيث قضى فيها الفترة الأطول، محكوماً ومسجوناً أو موقوفا على ذمة الإعتقال الإداري...
كان ابو مثقال شديد الحزن والألم لما وصلت اليه الحالة الوطنية بعد اتفاق أوسلو،وكذلك ما آلت إليه اوضاع قوى اليسار الفلسطيني الذي من المفروض أن يشكل البديل على كل المستويات.. ولكن يبدو أن التخوم والفواصل قد ضاعت ما بين الوطني والمرتزق والمتسلق والمنتفع...وما بين الشريف والجاسوس..
لقد شكل رحيل أبي مثقال خسارة كبيرة للكل الوطني ولكل المناضلين المخلصين الذين تربوا على الصدق والمبادئ ...أولئك الذين صنعوا تاريخهم واحتلوا مواقعهم العالية بنضالاتهم وتضحياتهم..
أيها الرفيق الصديق أبا مثقال إن الوطن يفتقد لأمثالك ...من لا يزال يحمل الراية ويسير على الهدي والنهج والخيار..كثيرون من الرفاق الذين عاصروك وعايشوك من اكثر من جيل، ممن عملوا معك او كانوا ضمن مسؤولياتك، كانوا يشعرون بالراحة والاطمئنان والثقة،فقد كنت سيد الشارع والمثال والقدوة للقائد في الميدان، تقف على همومهم وإحتياجاتهم ومشاكلهم، لا تتذمر من العمل حتى مع الرفاق الأشبال، او من هم بعمر اولاد اولادك.
أبا مثقال لقد كنت شاهد على العصر في اكثر من مرحلة ومحطة في تاريخ الحزب الذي إنتميت إليه، وفي تاريخ ومسيرة وكفاح شعبنا الفلسطيني في أغلب محطاته، كنت تتألم كما يتألم الكثير من المناضلين الأحرار، والأوفياء الذين لم يلتفتوا الى مصالح خاصة او شخصية، ولم تكن يوماً مرتزقا أو منتفعاً او مناضلاً من اجل منصب او جاه أو مرتبة.

كنت الحضن الدافىء للجميع، عندما تعصف الخلافات بهيئة أو تتوتر او تتشنج العلاقات الوطنية بين أطراف الحركة الوطنية، بسبب خلاف على نهج او موقف سياسي أو بسبب ضيق الأفق، كان الجميع يثق بقدرتك على الحل وتجاوز الأزمة والخلاف من اجل مصلحة الحركة الوطنية والوطن، ومبدئيتك ومواقفك الصادقة والمخلصة، جعلتك اكثر من مرة عرضة للهجوم والنقد بغير حق.
قلائل من هم في سنك وعمرك لم يبرحوا الجبل، ولم يغادروا مواقع الثورة والنضال والكفاح، فحتى لحظة توقف قلبك عن النبض، كنت تسأل عن الوطن وهمومه، كنت تقول لقد هزمنا، لأننا لا نمتلك قيادة بحجم تضحيات هذا الشعب، هزمنا لأننا عبدة أفراد ومناصب، هزمنا لأننا "عهرنا" الثورة ، وافرغنا المناضلين من محتواهم الثوري، فالثورة لم تعد ثورة، وكذلك هم الثوار، فجل الإهتمام عند عدد لا بأس به من المناضلين والثوار،اصبح الراتب والترقية والرتبة والمرتبة والأوسمة والنياشين.
هزمنا يا أبا مثقال لأننا نتعامل مع المناضلين والثوار، بطريقة الاستخدام والاستزلام، هزمنا لأننا لا نقف على هموم أبناء وشعبنا وقضاياهم، ولا نلتفت لأسرهم وعائلاتهم وإحتياجاتهم،لهذا لم يعد الكثير من المناضلين الذين تحرروا من الأكياس الحجرية لساحات النضال، ولسان الكثيرين منهم يقول:-هل المطلوب مني ان أضحي، لكي يستثمر ويتسلق على نضالاتي وتضحياتي فلان أو علان..؟؟.
هزمنا يا أبا مثقال، لأن الكثيرين منا يلوكون الشعارات والجمل الثورية، عن العلاقة بالجماهير والناس،وهم يمارسون السياسة من أبراجهم العاجية، ويتفنون في الوصف والتصنيف وكيل التهم واللغو الفارغ والمزايدات، وفي أرض الواقع لا تجد لهم لا أثرا ولا حضوراً.

أبا مثقال،هزمنا لأننا كثورة وكحركة وطنية بمجموعها ويسارها قبل يمينها، ما زلنا نتوهم أن المحافظة على استمرار القيادات – حتى ولو أصبحت عاجزة – هو نوع من الوفاء، الأمر الذي جعلها تتجمد، وتتحنط، وتقتات على تاريخها وتاريخ غيرها من القادة المبدعين.
هزمنا لأننا أمام جبرية فرعونية في الأحزاب والسلطة، فها هي قضيتنا وثورتنا ومشروعنا الوطني، يمران في اخطر مراحلهما، فيما الذي يقرر بشأنهما ليس حتى "العواجيز" أو "العكاكيز" كاللجنة التنفيذية، اعلى هيئة في المنظمة، ولا حتى أعضاء اللجنة المركزية في فتح ، او الهيئتين معاً، بل من يقرر بذلك مؤسسة الرئاسة، وبعدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، حتى أن المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن الدولي للتصويت عليه من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام /1967، لم يطلع عليه البعض إلا من خلال الصحف او مواقع التواصل الإجتماعي او الفضائيات غير الفلسطينية، أو لربما همس له به من هو على إطلاع.
أبا مثقال والشهداء مثلك من حقكم أن تسألوا وتحاكموا وتقولوا: ماذا قدمتم للثورة والشعب والتنظيمات، انا بكل تواضع هذا هو كشف حسابي فسنوات العمر الاجمل أمضيتها سجيناً وطريداً، من البدايات للنهايات لم اكفر لم اتبرأ لم اتململ لم اتذمر كنت دائم العطاء ابا للفقراء وصديق ورفيق لكل من يستحق ومن لا يستحق حتى يستحق على هذا ولدت وعلى هذا ترعرعت وعلى هذ شخت وعلى هذا مت.

فكم انت يا أبا مثقال فريد وعنيد وصديق لطريق الحق وأنيس في الوحشة للسائرين عليه على قلتهم أو على كثرتهم من أبناء شعبنا.
ابا مثقال انك حي باقي فينا لكل هذا، أما غيرك فهم متوحدون مع الطبيعه منذ زمن رغم أرصدتهم وشهاداتهم واوسمتهم ورتبهم والقابهم ونياشينهم، إنهم كعيون مبصرة ولكنهم عمي البصيرة، ورغم كل هذا سيأتي يا أبا مثقال ممن ربيتهم وغرست فيهم قيم لا تموت ليحمل الراية وهذا حتمي .

القدس المحتلة – فلسطين
21/12/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وقف للتنسيق الأمني والمطروح دوليا المشروع الفرنسي
- القدس عاصمة كل شيء ولا شيء
- حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران
- مرحلة -التخبيص- و-التهجيص- السياسي
- من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة...؟؟
- فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع الأدوار
- في القدس....هبات جماهيرية ....أم إرهاصات إنتفاضة شعبية..؟؟
- لماذا يهودية الدولة الان...؟؟
- القدس ....وسياسة العقاب الجماعي
- لقاء عمان كلام بدون فعل
- تفجيرات غزة وتداعياتها على المشروع الوطني
- تفجيرات غزة معاني ودلالات خطيرة
- قراءة تحليلية القدس....وأحكام -قراقوش- الإسرائيلية
- نعم الصراع سياسي بإمتياز يا شيخ المقاومة
- الشهداء يعودون للقدس يا معتز
- قراءة في إنتكاسة -الإسلام- السياسي في تونس
- لمصلحة من الإعتداءات على الجيش المصري ...؟؟
- مشهد مقدسي متكرر
- سلوان ...وجعنا وألمنا
- هل ستتحول اسرائيل الى دولة دينية...؟؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - وترجل قائد وفارس