المتأسلمين ... بين طموح السلطة... ومغازلة المال!

مالك العراب

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أفكارها علمانية لا اخاطبها ،، لانها اختصرت الطريق على نفسها وتخلت عن الفكر الديني ورفعت الشعارات الدينية المبطنة واختارت لنفسها المسلك العلماني امام الجمهور ... لذا كان اداؤها يمثل ردة فعل تجاه خيبة الامل في من رفعوا شعار الدين وافسدوا سمعة اديانهم واعطوا اكثر من سببٍ لرفضهم من قبل الشارع العادي .
الاحزاب الدينية قفزت الى السلطة على حين غفلة من الزمن لتجد نفسها مذممةً بدماء واموال المسلمين خاصة وابناء الشعب عامة... فالمتعارف لدى هذه الاحزاب ان الحاكمية هي تكليف الهي يجري في الارض عن طريق الولي المعصوم المستخلف من الله تعالى على مقادير هذه الارض!.
فأذا كان الامر كذلك فمن اين لمن يعتلي سدة الحكم حالياً التكليف الالهي الشرعي لولاية امور الناس أيجرؤا احدهم بالكذب على الامة في حصوله على التكليف من الولي المعصوم او من يتصل به او يدعي التسديد الالهي من القوى الغيبية لينال مشروعية الحاكمية بالمعنى العقائدي الاسلامي الذي لايمكن ان يغيب عن ادبياتهم ... لكنه طموح السلطة الذي اوقعهم في احرج مواطن محاسبة النفس والرجوع الى الله او الضمير على الاقل وبين تشبثهم بكراسي الحكم التي ركبوها عن طريق لعبة الديمقراطية حيث الادنى والمتهم بالنقص هو الذي ينصب الحاكم بدلاً من ان يكون مصدر تنصيبهِ هو الله الذي يعرف اين يجعل ولايتهِ .
لِذا ترى الساسة الحكام في كل عقدةٍ من عقد الحكمِ (كالدستور والانتخابات وتشكيل الحكومات والازمات والاتفاقيات وغيرهم ) لذا اصبح الجميع يتراكض حسب ولاته الازلية ويترك المبادئ والقيم وينتزع لحيته لمسك بعصا المال التي افسدت النفوس واقرت له مكان في دائرة متخمة بالميزانيات .

اما عامة الناس التي لاتؤمن الا بما يستعطفهم فلأجل استقطابهم لابد من مغازلة العلمانية ليوحوا اليهم بأنهم منفتحين على كافة الاطياف وانهم يعتنقون العلمانية الاسلامية التي ابتدعوها على اخر الزمن علهم يكسبون رضاهم غايةً في اطالة امد حكمهم .
اذا الغزل الدائر بين هذا وذاك ما هو الا من اجل استقطاب المال السحت ... انها الازدواجية او الفصامية بين صميم المعتقد الديني والسلوك السياسي لدى الاحزاب الدينية الذي يبقيهم في السلطة اطول فترة ممكنة. انها عقدة المال وطموح السلطة وغزل الشارع ..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل