أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالنتينا حسين زيدين - ثورة ضد أبي !














المزيد.....

ثورة ضد أبي !


فالنتينا حسين زيدين

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


ثورة ضد أبي
ومرةً ناصبتُ لك العداء يا أبي , ورحت أنبش في سيرة الخوارج كيف فعلوها بعلي بن أبي طالب !
قلت: وجدتها!
حين تمضي لصلاتك انقض عليك كما فعل ابن ملجم, وكانت صلاتك يا أبي هي انكبابك للكتابة عن هموم الوطن وهمومك...
في تلك اللحظة .. لحظة اخلاصك التامة للقلم , جئتك من الخلف أحمل خنجري , فإذا بك تنده :
بابا اعمليلي قهوة حلوة متلك!
ذهلت ! تراجعتُ للخلف ... وشتمتُ القهوة , فقد كانت لكَ بمثابة المنقذ !
قلتُ لا بأس , سأغير الخطة!
لماذا لا ألجأ للسم !؟ , في التاريخ قصص عظيمة المفعول .. أي نوعٍ مناسب لهكذا رجل..
الزرنيخ! .. ألم يسمم نابليون بالزرنيخ!
ووضعتُ مكري في كأس من الشاي .. وضعتها على طاولتك ..هممتُ أرحل وأنا أضحك في سري لانتصاري حتماً هذي المرة .
ابتسمتَ في وجهي : اشربيه بابا ... أنتِ من يعشق الشاي!
أحضري لي سجائري وأكون لكِ ممتناً.
للمرة الثانية أخسر!
مضيتُ أشتم السجائر .. وأشتم الشاي
كان عليَ أن أضعه في مشروبك المفضل لا في مشروبي المفضل !
ولم يبقَ لي سوى المخدة
لا يا بنتي .. خذيها لأمك .. لا أستعمل المخدات .. رقبتي تؤلمني .. كما تعلمين .. لكن بإمكانك أن تحضري لي دوائي!
بعد كل تلك المحاولات الفاشلة يا أبي
لجأتُ إلى التشهير ... وكتبتُ عنك بالسوء .. وحرضتُ عليك القوم .. واستأجرتُ عصاباتٍ لتنهال عليك بالضرب... كانوا يعودون وهم متيمون بك !
ومضى عمرُ انقضاضاتي يا أبي
وانتهى عصر صراع الثيران يا أبي
وأدركتُ أنك منقذي يا أبي .. ومهلكي
وحين أخفيتَ ذلك المبرد في جيبك الخلفي يا أبي لتلاقي الزعران وتنتقم لكرامتي ..
حسمتُ أمري يا أبي
وأعلنتُ ولائي وطاعتي
وأعلنتُ جدوى الأحكام العسكرية .. نفذ ثم اعترض ! يا أبي
لم تخف يا أبي
مضيت إليهم كما لو أنك حيش كامل الألوية ..
وتحسباً لهجومٍ دموي .. رأيتك وأنت تضع خلسة على عجل ذلك السلاح في جيبك الخلفي
وهزمتهم يا أبي .. كما هي عادتك دوماً
كانت الكلمات التي تلقيها حنجرتك أقوى من كل سلاح... وتجرد كل مسلح من أسلحته!
أدركتُ حينها .. أن الآباء يتحولون لأنبياء إن أصاب أولادهم مكروه ..
فرغم ضعفهم وهزلهم .. يصنعون المعجزات .. ويتحدون المستحيل.
وهدأت العاصفة يا أبي ..
وأدركتُ أنها لم تقتلعك من جذوري
وانتهت الحرب يا أبي ..
وخرج كلانا أحياءً يا أبي
بعض الجروح الخفيفة ..ليست بمشكلة يا أبي .. وكذلك العميقة .. ما دمنا خرجنا أحياء
هكذا يقول ابني يا أبي
إنه يعالج كل الجروح وكل الآلام بوضع لاصق طبي صغير !
ويقول: لا تقلق .. ستشفى الآن !
كان منطقه الطفولي وابتسامته وهو ينظر مباشرة إلى عينيك .. كافية لتنسيك كل جرح.
لكني يا أبي لا أستطيع أن أنسى .. رغم محاولاتي .. أنني حين كنتُ صغيرة
لم أستطع أن أنقذك من الأعداء حين حاصروك وصلوبك يوماً دون وجه حق يا أبي
وأخشى ما اخشاه يا أبي
أن يهاجمك الأعداء بعدما كبرت .. وأبقى كما السابق يا أبي مقيدة اليدين
لا لأني صغيرة ..
بل لأنني بعيدة هذه المرة يا أبي
!
والحقُ أقول لك يا أبي.. أنك لا تحتلُ قلبي .. فنحن النساء عادةً ما نمنح قلبنا لرجلٍ واحدٍ يا أبي
وقد نصيب وقد نخيب..
لن أسرد عليكَ الآن قصة النساء الخائبات يا أبي ..
لكنك يا أبي ... تجري في دمي .



#فالنتينا_حسين_زيدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل يثير شهية الحب ..
- وأد البنات .. رصاصة الرحمة التي وئدت!
- كيف تصبح هتلراً !
- إهانة الله بتدريس كتابه ومهن مهترئة لم يعد لها لزوم !


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالنتينا حسين زيدين - ثورة ضد أبي !