أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الغريب فى القرآن الحلقة الثانية















المزيد.....



الغريب فى القرآن الحلقة الثانية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوجوه والنظائر
هذا الاصطلاح له معنيان: خاص، وعام.

المعنى الخاص من كناية " الوجوه والنظائر" : " فالوجوه: اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان، كلفظ " الأمة". والنظائر كالألفاظ المتواطئة".

"وقيل: النظائر فى اللفظ؛ والوجوه فى المعانى. "

"وهم يذكرون اللفظ الذى معناه واحد فى مواضع كثيرة. فيجعلون (الوجوه) نوعاً لأقسام، و(النظائر) نوعاً آخر حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف الى عشرين وجهاً وأكثر وأقل".

وهكذا فهم يختلفون بما يقصدون؛ وقد يفهم بعضهم بالنظائر ما هو وجوه؛ وبالوجوه ما هو نظائر. ونحن نرى النظائر فى اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان. والوجوه فى المعانى المتعدده تحت اللفظ الواحد.

أولاً: وجوه القرآن

وجوه الكلمة الواحدة أن تتصرف الى عدة معان، الى عشرين وجهاً، وأكثر وأقل. يبنون ذلك على حديث مرفوع الى النبى: " لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهاً". وقد فسره بعضهم: المراد ان يرى اللفظ الواحد يتحمل معانى متعددة فيحمله عليها اذا كانت غير متضادة، ولا يقتصر به على معنى واحد.

ورووا ان علياً بن ابى طالب أرسل ابن عباس الى الخوارج فقال: " اذهب اليهم فخاصمهم، ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة ... قال: يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم، فى بيوتنا نزل! قال: صدقت، ولكن القرآن حمال ذو وجوه ، تقول ويقولون؛ ولكن خاصمهم بالسنن فإنهم لن يجدوا منها محيصاً" .

وفى موضع آخر ينقل السيوطى: " الكراهة تحمل على من صرف الآية عن ظاهرها الى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب - ولا يكون غالباً الا فى الشعر ونحوه - ويكون المتبادر خلافها" . وينقل أيضاً : " وقال النسفى فى (عقائده): النصوص على ظاهرها، والعدول عنها الى معان يدعيها أهل الباطن الحاد. وقال التفتزانى فى (شرحه): سميت الملاحدة باطنية لادعائهم ان النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان باطنية" .

وهذا ما يجعل القرآن متشابهاً " لا يعلم تأويله إلا الله " . مع أنه على حد قوله " بلسان عربى مبين " . واللسان العربى المبين هو السهل الممتنع الذى تسابق معانيه ألفاظه الى الفهم والادراك . فإذا تعددت معانى التعبير الواحد حتى العشرين ضاع بيان الله علينا، وزال اعجازه لنا، لأننا لا نتثبت من صحة المعنى المقصود. يقول السيوطى: " وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف الى عشرين وجهاً، وأكثر وأقل؛ ولا يوجد ذلك فى كلام البشر" . فهل من الاعجاز فى فصاحة الألفاظ وبيانها ان يتعدد معناها، ونرى لها وجوهاً لا نقدر أن نقف على حقيقتها؟ ان استنباط المعانى المتعددة من تعبير واحد لا يدل على الاعجاز فيه.

ثانياً: النظائر فى القرآن

ان النظائر هو اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان. يقول السيوطى: " وهذه عيون من أمثلة هذا النوع.

1) " ومن ذلك الهدى يأتى على سبعة عشر وجهاً، بمعنى: الثبات: " اهدنا الصراط المستقيم" - والبيان: " أولئك على هدى من ربهم" - والدين: " إن الهدى هدى الله " - والايمان: " ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" - والدعاء: " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا"

وبمعنى الرسل والكتب: " ولكل قوم هاد" ، فإما يأتينكم منى هدى" - والمعرفة: " وبالنجم هم يهتدون"

وبمعنى النبى صلى الله عليه وسلم: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى" الدالة على محمد.

وبمعنى القرآن: " ولقد جاءهم من ربهم الهدى" - والتوراة: " ولقد آتينا موسى الهدى" - والاسترجاع: " وأولئك هم المهتدون" - والحجة: " لا يهدى القوم الظالمين" بعد قوله تعالى: " ألم تر الى الذى حاج ابراهيم فى ربه" - اى لا يهديهم حجة. - والتوحيد: " إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا" - والسنة: " فبهداهم اقتده"، " وإنا على آثارهم مهتدون" - والإصلاح: " ان الله لا يهدى كيد الخائنين" - والالهام: " أعطى كل شىء خلقه ثم هدى" أى ألهم المعاش. - والتوبة: " إنا هدنا اليك" - وهنا تورية فاتت الاستاذ الإمام: " هدنا" من يهود، فهم يشتقون الهدى من اسمهم، كقولهم: هاد اى اهتدى - والارشاد: " ان يهدينى سواء السبيل" . فتلك سبعة عشر وجهاً لتعبير واحد.

2) " ومن ذلك الصلاة تأتى على أوجه: - الصلوات الخمس: " يقيمون الصلاة" - وصلاة العصر: " يحبسونهما من بعد الصلاة" - وصلاة الجمعة: " إذا نودى للصلاة" - والجنازة: " ولا تصل على أحد منهم" - والدعاء: " وصل عليهم" - والدين: " أصلواتك تأمرك" - والقراءة: " ولا تجهر بصلاتك" - والرحمة والاستغفار: " إن الله وملائكته يصلون على النبى" - ومواضع الصلاة: " بيع وصلوات" - ومساجد: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" . - فتلك عشرة وجوه لتعبير واحد.

3) ومن ذلك الرحمة وردت على أوجه: - الاسلام: " يختص برحمته من يشاء" - والايمان: " وآتانى رحمة من عنده" - والجنة: " ففى رحمة الله هم فيها خالدون" - والمطر " نشراً بين يدى رحمته" - والنعمة: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته" - والنبوة: " أم عندهم خزائن رحمة ربك" ، " اهم يقسمون رحمة ربك" - والقرآن: " قل: بفضل الله وبرحمته" - والرزق: " خزائن رحمة ربى" - والنصر والفتح: " إن أراد بكم سوءاً، أو أراد بكم رحمة" - والمودة: " رأفة ورحمة" ، " رحماء بينهم" - والسعة: " تخفيف من ربكم ورحمة" - والمغفرة: " كتب على نفسه الرحمة" - والعصمة: " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" . - فتلك ثلاثة عشر وجهاً، فى لفظ واحد.

• ومن ذلك الروح ورد على أوجه: - الأمر: " وروح منه" - الوحى: " ينزل الملائكة بالروح" - هنا الروح سيد الملائكة ينزلها بوحيه. - والقرآن: " أوحينا اليك روحاً من أمرنا" - هنا روح من عالم الأمر اى ملاك مخلوق. - والرحمة: " وايدهم بروح منه" (هنا كناية عن الملائكة الحفظة). - والحياة: " فروح وريحان" . - وجبريل: " فأرسلنا اليها روحنا" ، " نزل به الروح الأمين" . - وملاك عظيم: " يوم يقوم الروح" - وجيش من الملائكة: " تنزل الملائكة والروح فيها" (هنا كناية عن الروح سيد الملائكة). - وروح البدن: " ويسألونك عن الروح" . هنا سها الإمام، ليس روح البدن. - فتلك تسعة أوجه فى لفظ واحد.

ويذكر على هذا النمط 6) السوء 7) القضاء 8) الذكر 9) الدعاء 10) الاحصان.

ونحن نتساءل، إن استخدام تعبير واحد لمعان مختلفة، هل يدل على اعجاز، ولسان مبين، فى فصاحة اللغة؟ إن فصل الوجوه والنظائر فى لغة القرآن يفتح للتأويل أبواباً يتيه فيها البيان والتبيين. فهل فى " الوجوه والنظائر" من اعجاز فى اللغة؟
الأفراد فى ألفاظ القرآن
النوع الأول يستعمل فيه القرآن لفظاً بمعنى واحد فى كل المواضع إلا فى موضع واحد. والنوع الثانى يستعمل فيه القرآن تعبيراً على غير مألوف اللغة، فكأنه من باب الكناية أو الاستعارة.

أولاً: نقل السيوطى من النوع الأول :

" كل ما فى القرآن من معنى الأسف فهو الحزن إلا " فلما آسفونا" فمعناه أغضبونا.

" وكل ما فى القرآن من ذكر البروج فهى الكواكب إلا " ولو كنتم فى بروج مشيدة" فهى القصور الطوال المحصنة.

" وكل ما فيه من ذكر البر والبحر فالمراد بالبحر الماء، وبالبر التراب اليابس إلا " ظهر الفساد فى البر والبحر" فالمراد به البرية والعمران.

" وكل ما فيه من بخس فهو النقص إلا " بثمن بخس" أى حرام.

" وكل ما فيه من البعل فهو الزوج إلا " أتدعون بعلاً" فهو الصنم.

" وكل ما فيه من البكم فالخرس عن الكلام بالأيمان إلا " عمياً وبكماً وصماً" فى (الاسراء) وأحدهما " أبكم" فى (النحل) فالمراد به عدم القدرة عن النطق مطلقاً.

" وكل ما فيه جثياً فمعناه جميعاً إلا " وترى كل أمة جاثية" فمعناه تجثو على ركبها.

" وكل ما فيه حسبان فهو العدد إلا " حسباناً من السماء" فى (الكهف) فهو العذاب.

" وكل ما فيه حسرة فالندامة إلا " ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم" فمعناه الحزن.

" وكل ما فيه من الدحض فالباطل إلا " فكان من المدحضين" فمعناه من المقروعين.

وكل ما فيه من رجز فالعذاب إلا " والرجز فاهجر" فالمراد به الصنم.

" وكل ما فيه ريب فالشك إلا " ريب المنون" يعنى حوادث الدهر.

" وكل ما فيه من الرجم فهو القتل إلا " لأرجمنك" فمعناه لأشتمنك؛ و" رجماً بالغيب" اى ظناً.

" وكل ما فيه من الزور فالكذب مع الشرك إلا " منكراً من القول وزوراً" فإنه كذب غير الشرك.

" وكل ما فيه من زكاة فهو المال إلا " وحنانا من لدنا وزكاة" اى طهرة.

" وكل ما فيه من الزيغ فهو الميل إلا " واذ زاغت الأبصار" اى شخصت.

" وكل ما فيه من سخر فالاستهزاء إلا " سخريا" فى (الزخرف) فهو من التسخير والاستخدام.

" وكل سكينة فيه طمأنينة إلا التى فى قصة طالوت فهو شىء كرأس الهرة له جناحان .

" وكل سعير فيه فهو النار والوقود إلا " فى ضلال وسعر" فهو العناء.

" وكل شيطان فيه فإبليس وجنوده إلا " واذا خلوا الى شياطينهم" .

" وكل شهيد فيه، غير القتلى، فمن يشهد فى أمور الناس إلا " وادعوا شهداءكم" فهو شركاؤكم.

" وكل ما فيه من أصحاب النار فأهلها إلا " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة" فالمراد خزنتها.

" وكل صلاة فيه عبادة ورحمة إلا " وصلوات ومساجد" فهى الأماكن.

" وكل صمم فيه ففى سماع الايمان والقرآن خاصة إلا الذى فى (الاسراء)

________________________

(1) هنا وهم القائل فى تفسيرة، ففى قصة طالوت اى شاول وتابوت العهد، إن " السكينة" نقل حرفى للتعبير اللغوى العبرى " شخينة" المراد بها سكنى الله فى التابوت كما تدل القرينة " فيه سكينة من ربكم"

______________________

" وكل عذاب فيه فللتعذيب إلا " وليشهد عذابهما" فهو الضرب.

" وكل قنوت فيه طاعة إلا " كل له قانتون" فمعناه مقرون.

" وكل كنز فيه مال إلا الذى فى (الكهف) فهو صحيفة علم.

" وكل مصباح فيه كوكب إلا الذى فى (النور) فالسراج.

" وكل نكاح فيه تزوج إلا " حتى إذا بلغوا النكاح" فهو الحلم.

" وكل نبأ فيه خبر إلا " فعميت عليهم الأنباء" فهى الحجج.

" وكل (ما ورد) فيه دخول إلا " ولما ورد ماء مدين" يعنى هجم عليه ولم يدخله.

" وكل ما فيه من " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" فالمراد منه العمل، الا التى فى (الطلاق) فالمراد منه النفقة.

" وكل يأس فيه قنوط إلا التى فى (الرعد) فمن العلم.

" وكل صبر فيه محمود إلا " لولا أن صبرنا عليها" و " اصبروا على آلهتكم - هذا آخر ما ذكره ابن فارس" .

واستدرك عليه غيرهم:

" كل صوم فيه فمن العبادة إلا " نذرت للرحمان صوماً" أى صمتاً.

" وكل ما فيه من " الظلمات والنور" فالمراد الكفر والإيمان، الا التى فى اول (الانعام) فالمراد ظلمة الليل ونور النهار.

" وكل انفاق فيه فهو الصدقة الا " فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا" فالمراد به المهر.

" ليس فى القرآن (بعد) بمعنى قبل الا حرف واحد: " ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر" . ومنه " والارض بعد ذلك دحاها" . قال أبو موسى: معناه هنا (قبل) لأنه تعالى

________________________________

(1) لقد وهم القائل فإن الذكر أى كتاب موسى نزل قبل الزبور

_________________________________

" خلق الأرض فى يومين ثم استوى الى السماء" فعلى هذا خلق الأرض قبل خلق السماء" .

" كل آية فى القرآن يذكر فيها حفظ الفرج فهو من الزنا، إلا قوله تعالى" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم" فالمراد ان لا يراها أحد.

" فى القرآن كله وراء : أمام، غير حرفين" فمن ابتغى وراء ذلك" يعنى سوى ذلك ! " وأحل لكم ما وراء ذلكم" يعنى سوى ذلكم.

" كل شىء فى القرآن فاسق فهو كاذب، إلا قليلاً.

" ما كان فى القرآن " حنيفاً" مسلماً؛ وما كان فى القرآن " حنفاء مسلمين" : حجاجاً.

وعليه نتساءل: هل هذا الاسلوب اللغوى فى تواتر المعنى باللفظ الواحد، إلا فى موضع، من الاعجاز فى فصاحة اللغة؟ أليس من التأويل الصحيح أن يُحمل معنى اللفظ فى موضع فرد على معناه المتواتر فى كل المواضع؟ وهل الشذوذ عنها فى موضع واحد من الاعجاز فى فصاحة اللغة؟ هل الأفراد فى الفاظ القرآن المضطردة المتواترة بمعنى واحد من الاعجاز فى فصاحته؟

ثانياً: ونقل السيوطى من النوع الثانى ، اى استعمال لفظ على غير وضعه اللغوى:

" كل حرف فى القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة.

" كل شىء فى القرآن أليم فهو الموجع.

" كل شىء فى القرآن قتل فهو لعن.

" كل شىء فى كتاب الله من الرجز يعنى به العذاب.

" كل تسبيح فى القرآن صلاة؛ وكل سلطان فى القرآن حجة.

" كل شىء فى القرآن؛ الدين فهو الحساب .

_________________________________________

(1) نترك هذا لعلم طلاب الفلك. وخلافهم على معنى (بعد) يأتى من تعارض الآيتين فى اولية خلق الارض على السماء

(2) هل ينطبق ذلك على قوله: " شرع لكم من الدين ما وصى به" (الشورى 13)؟

_______________________________

" كل شىء فى القرآن من الرياح فهى رحمة؛ وكل شىء فيه من الريح فهو عذاب.

" كل كأس ذكره الله فى القرآن انما عنى به الخمر.

" كل شىء فى القرآن " فاطر" فهو خالق.

" كل شىء فى القرآن إفك فهو كذب.

" كل آية فى القرآن فى " الأمر بالمعروف" فهو الاسلام؛ والنهى "عن المنكر" فهو عبادة الأوثان.

" كل شىء فى القرآن " ان الانسان كفور" انما يعنى به الكفار - (؟)

" كل شىء فى القرآن خلود فإنه لا توبة له.

" كل شىء فى القرآن يقدر فمعناه يقل

" التزكى فى القرآن كله الاسلام

" ما كان كسفاً فهو عذاب؛ وما كان كِسفاً فهو قطع السحاب

" كل شىء فى القرآن " جعل" فهو خلق.

" المباشرة فى كتاب الله الجُماع" ...

وعليه نقول: هل فى حمل اللفظ على غير معناه الوضعى فى اللغة اعجاز؟ قد يكون فى ذلك اعجاز من باب الكناية كما يكنى عن الجُماع بالمباشرة. واللفظ الفصيح هو الذى يسبق معناه لفظه الى الفهم والادراك. والألفاظ التى تتشابه معانيها ما بين اللغة والاصطلاح هل هى من الاعجاز فى الفصاحة والبيان والتبيين؟

ثالثاً: وهناك نوع ثالث يذكره السيوطى، فى الخروج عن الوضع اللغوى:

" أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: العفو فى القرآن على ثلاثة أنحاء: نحو، تجاوز عن الذنب؛ ونحو فى القصد فى النفقة (ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو)؛ ونحو، فى الاحسان فيما بين الناس (إلا أن يعفو، أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح).

" وفى الصحيح البخارى، قال سفيان بن عيينة: ما سمى الله المطر فى القرآن إلا عذاباً؛ وتسمية العرب غيثاً. (قلت) استثنى من ذلك (إن كان بكم أذى من مطر) فإن المراد به الغيث قطعاً.

" وقال أبو عبيدة: اذا كان فى العذاب فهو أمطرت ، واذا كان فى الرحمة فهو مطرت.

" عن مسروق قال: ما كان فى القرآن " على صلاتهم يحافظون" ، " حافظوا على الصلوات" فهو على مواقيتها.

وقال الراغب فى (مفرداته) قيل: كل شىء ذكره الله بقوله ( وما أدراك) فسره؛ وكل شىء ذكره بقوله ( وما يدريك) تركه، وقد ذكر: " وما أدراك ما سجين" ، " وما أدراك ما عليون" وما فسر الكتاب لا السجين والعليون؛ وفى ذلك نكتة لطيفة - ولم يذكرها " .

نقول: هل فى استخدام لفظ على معان مختلفة لم يوضع لها من الاعجاز فى اللغة؟ وانفراد القرآن بتصريف الفعل على معان مختلفة مثل " أمطرت " و " مطرت " ، ومثل " ما ادراك " ، " وما يدريك " ، ولا شىء من ذلك فى وضع الله هو من الاعجاز فيها؟

والمثل الصارخ فى خروج القرآن على أوضاع اللغة الفصيحة هو استعمال لفظ " المطر" بمعنى العذاب، " وتسميه العرب غيثاً " لأنه يغيث الأرض والحيوان والانسان. فهل فى الخروج على الوضع اللغوى الشائع المتواتر اعجازاً؟

تلك ثلاثة أنواع من " الأفراد" فى القرآن، لا عهد للفصحى وبيانها فيها. فهل انفراد القرآن بها كان من معجز القرآن أم من المتشابه فيه حتى سموها " غريب القرآن " أو " مشكل القرآن" ؟

وما كان غريباً أو مشكلاً فى اللغة هل يكون من الاعجاز فى اللغة؟
فى فواصل الآى
" الفاصلة كلمة آخر الآية، كقافية الشعر، وقرينة السجع. وقال " الدانى" : كلمة آخر الجملة، وهو خلاف المصطلح .. . وأُخذ من قوله تعالى: " كتاب فُصلت آياته " : فهى صفة لكتاب الله تعالى فلا تتعداه " الى الشعر أو السجع.

" وما يذكر من عيوب القافية، من اختلاف الحركة والاشباع والتوجيه فليس بعيب فى الفاصلة. وجاز الانتقال فى الفاصلة والقرينة وقافية الارجوزة، من نوع الى آخر، بخلاف قافية القصيدة" .

هذا، وقد خضع القرآن الى ما يغاير الحقيقة أو اللغة مراعاة للفاصلة.

والاتفاق العام على ان موسى أفضل من هارون فقدمه فى قوله: " موسى وهارون" ؛ لكن مراعاة للفاصلة قال فى موضع آخر: " هارون وموسى" لمكان السجع.

وبسبب مناسبة الفواصل نجد فى لغته ونظمه اموراً من مخالفة الفصول . ونقل السيوطى عن شمس الدين بن الصائغ فى كتابه (إحكام الرأى فى أحكام الآى) قال: " وقد تتبعت الأحكام التى وقعت فى آخر الآى مراعاة للمناسبة فعثرت منها على نيف عن الأربعين حكماً:

" احدها: تقديم المعمول ، إما على العامل نحو: " أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون" . قيل: ومنه " إياك نستعين" . أو على معمول آخر أصله التقديم نحو" لنريك من آياتنا الكبرى" مفعول نرى ، أو على الفاعل نحو " ولقد جاء آل فرعون للنذر" . ومنه تقديم خبر كان على اسمها نحو " ولم يكن له كفوءًا أحد" - وذلك مراعاة لمناسبة الفاصلة.

" الثانى: تقديم ما هو متأخر فى الزمان نحو " فلله الآخرة والأولى" . ولولا مراعاة الفواصل لقدمت الأولى كقوله: " لو الحمد فى الأولى والآخرة".

" الثالث: تقديم الفاضل على الأفضل نحو " برب هارون وموسى".

" الرابع: تقديم الضمير على ما يفسره ، نحو " فأوجس فى نفسه خيفة موسى" .

" الخامس: تقديم الصفة الجملة على الصفة المفردة نحو " ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً".

" السادس: حذف ياء المنقوص المعرّف نحو " المتعال ِ" ، " يوم التنادِ".

" السابع: حذف ياء الفعل غير المجزوم نحو " والليل اذا يَسر ِ ".

" الثامن: حذف ياء الاضافة نحو " كيف كان عذابى ونذرِ" ، " فكيف كان عقابِ " .

" التاسع: زيادة حرف المدّ نحو " الظنونا " و" الرسولا" و" السبيلا " . ومنه ابقاؤه مع الجازم نحو " لا تخاف دركًا ولا تخشى" ، " سنقِرئك فلا تنسى" - على القول بأنه نهى.

" العاشر: صرف ما لا ينصرف نحو " قواريراً قواريراً".

" الحادى عشر: ايثار تذكير اسم الجنس كقوله: " اعجاز نخل منقعر".

" الثانى عشر: ايثار تأنيثه نحو " اعجاز نخل خاوية" .

ونظير هذين قوله فى (القمر): " وكل صغير وكبير مستطر" ؛ وفى (الكهف) : لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها".

" الثالث عشر: الاقتصار على احد الوجهين الجائزين اللذين قرئ بهما فى " السبع" ، فى غير ذلك. كقوله تعالى: " فأولئك تحروا رشداً" ، ولم يجئ " رشداً " فى السبع. وكذا: " وهىء لنا من أمرنا رشداً" . لأن الفواصل فى السورتين بحركة الوسط. وقد جاء فى " وان يروا سبيل الرشد". وبذلك يبطل ترجيح الفارسى قراءَة التحريك بالاجماع عليه فيما تقدم. ونظير ذلك قراءَة " تبّت يدا أبى لهب" بفتح الهاء وسكونها. ولم يُقرأ " سيصلى ناراً ذات لهب" إلا بالفتح لمراعاة الفاصلة.

" الرابع عشر: ايراد الجملة التى ردّ بها ما قبلها على غير وجه المطابقة فى الاسمية والفعلية كقوله تعالى: " ومن الناس من يقول: آمنا بالله واليوم الآخر، وما هم بمؤمنين" - لم يطابق بين قولهم " آمنا" وبين ما ردّ به فيقول: (ولم يؤمنوا)، أو (وما آمنوا) لذلك.

" الخامس عشر: ايراد أحد القسمين غير مطابق للآخر ، كذلك نحو " وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" - ولم يقل (الذين كذبوا).

" السادس عشر: ايراد أحد جزأى الجملتين على غير الوجه الذى أورد نظيرها من الجملة الأخرى، نحو " أولئك الذين صدقوا، وأولئك هم المتقون".

" السابع عشر: ايثار أغرب اللفظين ، نحو " قسمة ضيرى" ولم يقل (جائره)؛ ونحو "لينبذنّ فى الحطمة" ولم يقل (جهنم) أو (النار) . وقال فى (المدثر): " سأصليه سَقَر " ، وفى (سأل) " إنها لظى" ، وفى (القارعة) " مأمه هاوية" - لمراعاة فواصل كل سورة.

" الثامن عشر: اختصاص كل المشتركين بموضع نحو " وليذكر أولو الألباب " ؛ وفى سورة طه " إن فى ذلك لآيات لأولى النهى" .

" التاسع عشر: حذف المفعول نحو " فأما من اعطى واتقى - ما ودّعك ربك وما قلى". ومنه حذف متعلق أفعل التفضيل نحو " يعلم السر وأخفى " ، " خير وأبقى " .

" العشرون: الاستغناء بالإفراد عن التثنية نحو " فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى".

" الحادى والعشرون: الاستغناء به عن الجمع نحو " واجعلنا للمتقين إماماً" - ولم يقل " أئمة" كما قال: " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا" ، " إن المتقين فى جنات ونهر" اى أنهار.

" الثانى والعشرون: الاستغناء بالتثنية عن الافراد نحو " ولمن خاف مقام ربه جنتان " . قال الفراء: أراد جنة كقوله: " فإن الجنة هى المأوى" - فثنّى لأجعله الفاصلة. وقال أيضاً الفراء: والقوافى (هنا الفواصل) تحتمل من الزيادة والنقصان ما لا يحتمله سائر الكلام. ونظير ذلك قول الفراء أيضاً فى قوله تعالى " إذا نبعث أشقاها" فإنهما رجلان؛ ولم يقل " أشقياها" للفاصلة.

" الثالث والعشرون: اطلاق الاثنين على الجمع لأجل الفاصلة. ثم قال: وهذا غير بعيد. قال: وانما عاد الضمير بعد ذلك بصيغة التثنية: " ذواتا أفنان " مراعاة للفظ.

" الرابع والعشرون: الاستغناء بالجمع عن الأفراد نحو " لا بيع فيه ولا خلال" اى (ولا خلة) كما فى الآية الأخرى - وجمع مراعاة للفاصلة.

" الخامس والعشرون: اجراء غير العاقل مجرى العاقل نحو" رأيتهم لى ساجدين" ، " كلُ فى فلك يسجون" - مراعاة للفاصلة.

" السادس والعشرون: إمالة ما لا يمال ، كآى طه والنجم.

" السابع والعشرون: الاتيان بصيغة المبالغة ، كقدير وعليم، مع ترك ذلك فى نحو " هو القادر" و " عالم الغيب" . ومنه " ما كان ربك نسِيّا" .

" الثامن والعشرون: إيثار بعض أوصاف المبالغة على بعض، نحو " إن هذا لشىء عجاب" أوثر على (عجيب) لذلك - مراعاة للفاصلة.

" التاسع والعشرون: الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه نحو " ولولا كلمة سبقت من اربك لكان لزاماً، وأجل مسمى" - مراعاة للفاصلة.

" الثلاثون: ايقاع الظاهر موقع المضمر نحو " والذين يمسكون بالكتاب، وأقاموا الصلاة، إنا لا نضيع أجر المصلحين" . وكذا آية (الكهف).

" الحادى والثلاثون: وقوع مفعول موقع فاعل ، كقوله: " حجاباً مستوراً" ، " كان وعده مأتيّّاً" اى (سائراً) و(آتياً).

" الثانى والثلاثون: وقوع فاعل موقع مفعول نحو " عيشة راضية" ، " ماء دافق".

" الثالث والثلاثون: الفصل بين الموصوف والصفة نحو " أخرج المرعى ، فجعله غثاء، أحوى". إن اعراب (أحوى) صفة لمرعى اى حالاً. (والأصل: أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء).

" الرابع والثلاثون: ايقاع حرف مكان غيره نحو " بأن ربك أوحى لها" ، والأصل (إليها).

" الخامس والثلاثون: تأخير الوصف غير الأبلغ عن الأبلغ . ومنه " الرحمان الرحيم" ، " رؤوف رحيم" لأن الرأفة أبلغ من الرحمة. (وزيادة البناء فى " الرحمان" تجعله ابلغ من " الرحيم").

" السادس والثلاثون: حذف الفاعل ونيابة المفعول نحو " وما لأحد عنده من نعمة تُجزى" .

" السابع والثلاثون: إثبات هاء السكت نحو " ماليه" ، " سلطانيه" ، " ماهيه" .

" الثامن والثلاثون: الجمع بين المجرورات نحو " ثم لا تجد لك به علينا تبيعاً". فإن الأحسن الفصل بينها، إلا أن مراعاة الفاصلة اقتضت عدمه وتأخير " تبيعاً".

" التاسع والثلاثون: العدول عن صيغة الماضى الى صيغة الاستقبال نحو " فريقاً كذبتم، وفريقاً تقتلون" - والأصل (قتلتم).

" الأربعون: تغيير بنية الكلمة نحو " طور سينين" والأصل سيناء؛ ونحو " سلام على الياسين" والأصل (الياس).

" تنبيه: قال ابن الصائغ: لا يمتنع فى توجيه الخروج عن الأصل، فى الآيات المذكورة امور أخرى، مع وجه المناسبة، فإن القرآن العظيم - كما جاء فى الأثر – لا تنقضى عجائبه".
فيحق لنا أن نقول إن خروج القرآن على الأصل اللغوى، فى قواعد اللغة كلها، مراعاة للفاصلة، هل هو من الاعجاز فى اللغة؟ يقولون: " ان عجائبه لا تنقضى". فهل غرائب القرآن وعجائبه التى بها يخرج عن أصول اللغة، هى من الاعجاز فى اللغة؟ وتسخير اللغة فى بنيتها، وقواعد صرفها ونحوها، ليس من الاعجاز فى فصاحة اللغة، وبلاغة بيانها. ويقولون: ان الفاصلة تحتمل ما لا يحتمله سائر الكلام. فأجازوا للقرآن ما يجوز فى الشعر، وما هو بشعر. والفاصلة فيه قد تأتى متقاربة أو متماثلة، وقليلاً ما مطابقة كما فى السجع. فهل يكون فى فواصله أدنى من السجع؟ إن مخالفة الأصول فى لغته ونظمه مراعاةً للفاصلة، هل هى من الاعجاز فى فصاحة اللغة؟



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغريب فى القرآن
- الحوار بين الأديان: ثقافته ومنطلقاته
- الشرُّ وَالخطيئَة الأصلية
- فى سبيل الحوار بين المسيحيين و المسلمين
- مفهوم الخلق في اللاهوت المسيحي
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الخامسة
- بين الإلحاد والإيمان
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الرابعة
- حقيقة الإيمَان بالإله الواحِد
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثالثة
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الخامسة
- ثلاثية أبعاد الحب
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثانية .
- دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الأولى
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الرابع
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الثالث
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟ الجزء الثانى
- ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟
- مشكلة الشر 2
- مشكلة الشر


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الغريب فى القرآن الحلقة الثانية