أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - إنها أشد فتكاً من قنابل المسامير














المزيد.....

إنها أشد فتكاً من قنابل المسامير


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


تمر مصر بفترة لا تُحسد عليها، لم تشهد لها مثيلاً منذ سنوات خارج الحصر، يتهدد فيها وجودها وكيانها من الأعماق؛ الطامعون يتلهفون اللحظة، وصغار العابثون غير مدركين لواقع مرير ومستقبل مظلم. العابثون ليسوا فقط من فجروا القنابل، هناك أيضاً من يجلسون علي كراسي المسئولية متعامين عن ضرورة تغيير مناخ أصابه الركود والتعطن.
عندما يسود اليأس ويُسَير دولة فمن المؤكد أن العواقب تكون خارج التصورات المنطقية. إذا قدم النظام القدوة في التسويف والمماطلة والملاوعة فأين يجد العامة نموذجاً آخر؟ البديل عند جماعات لا تتواني عن استغلال أدني فرصة للظهور والانقضاض، بلا حلول حقيقية، إنما بفتن وبغضاء وقهر. اليأس لا يورث إلا الإحباط والثورة علي الأوضاع كلها، يصبح كل فرد قنبلة موقوتة تنتظر الزمان والمكان، تنفجر لأي سبب، في أي ضحية، تتفتت علاقات الجيرة والعمل، تنهار بقايا القواعد والسلوكيات في المرور والمحليات والبيع والشراء؛ إنها قنابل أشد فتكاً من قنابل المسامير.
اليأس يزداد كلما فقدت الصحافة والإعلام كل مصداقية، عندما تتحول من وظيفتها المقدسة كمرآة للرأي العام إلي مجرد بوق للجالسين علي الكراسي ولمروجي مفردات العنف. لم تعد الصحافة والإعلام وسيلة تكوين وتشكيل وصياغة، لقد أصبح الرأي العام يتجه عكس توجهاتها، إلي استعداء كل ما تنادي له. صحافة وإعلام بلا موضوعية وحيادية لا خير فيها ولا رجاء، إنها إحدى وسائل صنع القنابل الموقوتة المعبأة بالمسامير والكراهية والرفض.
عندما تعم البطالة الكبير قبل الصغير كيف يقوم المجتمع؟ عندما تقتصر الفرص علي أهل الحظوة أين تكون القدوة؟ عندما يعلو صوت المنافقين والمنتفعين والمتشنجين أين توجد المصداقية؟ مجتمع لا مكان فيه لصوت العقل والحق لا يصمد لأي هبة ريح، كيان هش مهما بدا كبيراً، ينفجر من الداخل، بسرعة تفوق التخيل.
عندما تعجز السياسات عن اللحاق بالطموحات العامة، داخلياً وخارجياً، تسقط مبرراتها مهما علا صوتها، يفقد النظام أساس وجوده، لا غرابة في أن يتكاثر عليه الطامعون من كل حدب وأن يتفقوا عليه ولو كانت قلوبهم شتي، قلوب تُتخمها رغبة ملتهبة في التدمير، في التفجير.
قنابل المسامير تقتل العشرات والمئات، هناك قنابل أشد منها فتكاً، تدمر مجتمعاً بأكمله، تَهِدُ دولة وتُفتتها، أين المخلصون بِحَق؟



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي في مصر
- لحظة صدق واجبة .. من الجميع
- الدعوة والوعظ.. ليسا من اللُعب
- الزيف في حياتنا
- هل نفكر؟
- قيمة الوطن وكرامة المواطن


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - إنها أشد فتكاً من قنابل المسامير