القيم والاخلاق داخل المجتمع المصرى -1-

البدراوى ثروت عبدالنبى

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 00:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من هم الشخصيات التى يمكن  الاعتماد عليهم  فى مصر لكى يعطوا تعريفا للأخلاق مرة اخرى ؟


بين الحين و الأخر نكتشف أن هناك قصور فى الأخلاق داخل المجتمع المصرى فى بعض المفاهيم للأخلاق ، ولكن ما السبب فى هذا ؟  هل هو القناع الذى ننسبه لأنفسنا أننا شعب متدين ، و أن الشعب المصرى شعب محافظ ؟

فقبل طرح الأسباب:
 
 فى السينما والتى  تكون معبرة عن أخلاقيات المجتمع و هذا المثل السينمائى القادم مكرر   فى الواقع بكثرة وبأشياء أبشع.

يقف الوالد و الإبن فى تحدى و موسيقى فى الخلفية يبرر الإبن رفضه لقرار والده "أى كان هو " و يرد الوالد بشدة وصرامة الى أقولك عليه هو الصح ....

و فى حالة الإصرار من الأبن على رأيه  تزداد الموسيقى و الوالد يصفع الإبن على وجهه، و فى لحظة محاولة تملص الإبن من الضربة أو تفاديها بيده كشئ طبيعى يكون هذا هو الإثم الأكبر متهم بالعقوق  ....

_ هل هنا موقف الأب أخلاقى فى فكرة الضرب ؟ هل الإبن فى رفضه لقرار والده  شئ غير أخلاقى ؟ هل محاولة الإبن هنا للتملص من الضربة شئ غير أخلاقى ؟

 ما طرحته مجرد أسئلة قد يكون جوابك عليها على حسب عقيدتك أو تربيتك ، عادات وتقاليد  لك بها الحرية الكاملة وقبل إجاباتك نكمل طرح الفكرة ....


_أولا فى البداية طرحت ان هناك قصور فى فهم ماهية الأخلاق و لكن اردت توضيح الأمر بشئ يساعدنا على  أن هناك أمور مرتبطة بالعادات والتقاليد الموروثة و لم يجرأ أحد على نقدها و لكن ما السبب فى ذلك ؟

_الكثير فى المجتمع المصرى والعربى يستند فى مبادئه الأخلاقية للعقيدة التى يؤمن بها ففى مجموعة مقالات مجمعة  للدكتور حازم الببلاوى وجدت إجابة قد تكون شافية مؤقتا لهذا التساؤل :

"أن تجميد الأخلاق و المبادئ السامية فى نصوص يحول دون التطور و التقدم "
 
_ فعندما نضع الأخلاق فى قالب معين سواء دينى أو موروث فهو يعطى نوع من

 الحصانة لعدم الإقتراب منه ، ومن يقترب منه ينبذ من المجتمع تقديسا لموروثات

و عادات و كأنه تكفيرا عن الأخطاء و لكن بمرور الوقت نشعر بالضيق و نشعر بعدم

 القدرة على التعامل مع المشاكل التى تظهر و تتراكم ، لأن هناك نوع من التصادم

 بين الواجبات والقيم فعجز القيم البالية فى التوافق مع المشكلات الجديدة التى قد

 تظهر طوال الوقت والطبيعى بأى مجتمع يريد التجديد ينشأ البحث لإعادة البناء ،

 و لكن ما نفعله نحن هو أن نهب دفاعا عن عاداتنا وقيمنا لمجرد نقد فنحن نهرب من

 الحرية و العقل وهذا أمرا شائع للأرواح الخائفة أو غير القادرة على الإختيار وهذا

 ما يطلق عليه " الدفئ الخادع " لبول كيرتز   .


_  البعد عن الحداثة والتطوير هو جزء من السمات الأساسية داخل الشرق الأوسط ، وهذا من النتائج  ، فبدايته هو التمسك بالأصولية و ينتهى الى ما نحن عليه من إطلاق أن كل ما يحدث من تطور فهو بدعة و أن لا أحد صعد إلى القمر و أن التلفاز هو أداة الشيطان..الخ

_ و أيضا أحب أن انوه هل هناك قيم أخلاقية متفق عليها فى هذا العالم ؟

بنظرة سريعة لا يوجد قيم متفق عليها فنجد هناك من يطالب بعدم إلغاء عقوبة الإعدام لأنها جريمة فى تنفيذها و نوع من الهمجية  فى التعامل البشرى يجب أن ينتهى ، وهناك من يؤمن بضرورة عقوبة الإعدام لأنها رادع قوى وأيضا استنادا لنصوص دينية
"العين بالعين والسن بالسن ..." أو  القصاص  فى "اليهودية والمسيحية والاسلام "

_ ما نريده فقط ان نعترف أن هناك اختلاف فى القيم و لها نسبيتها و ما نريده أن نحاول أن نصلح التابوهات الأخلاقية ونعطى فرصة للنقاش فى معنى القيم و الأن نحن بمصر بعد دخول الإسلام بظهور أى نوع مفكرين أو مجددين أو فلاسفة دائما ما يحدث بهم إما اتهامهم بالكفر و الزندقة  و هى ليست "بتهم" ولكن الحقيقة هم الأحرس على أن نعيش بروح الحداثة و التجديد بروح قيم و اخلاقيات هذا العصر ....

_أيضا مع التقدم العلمى و التقدم للتكنولوجيا والطب صارت تواجهنا الكثير من المشاكل التى لم يكن لها وجود من قبل منها الهندسة الوراثية و تعديل الجينات والموت الرحيم ......الخ وهذه امثلة القرن الحادى والعشرين و عندنا مشاكل من قرون و قرون ....


_فكفانا محاكم التفتيش و نلجأ للحداثة و نكشف الستار على القصور الذى أصابنا ،

و لا يوجد هناك أخلاقيات و قيم مطلقة  ولا يوجد هناك المدينة الفاضلة و لا دولة الرخاء لأننا بشر وهناك عقل وتفكير و رغبات وطموح وأطماع و صراع للبقاء .

 رجاء نعطى أمر المعالجة للفلاسفة فهم ينبهوننا  أن المآسى التى بالحياة هو نوعا من العملية الفكرية التأملية بمعنى أنهم يجعلون نختبر نظامنا الأخلاقى فى كثير من الأوقات للتعديل ...

نكمل فى الجزء الثانى

#البدراوى_ثروت_عبدالنبى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل