أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - نتنياهو نتاج تراكم مديد للعنصرية.. والآن يتقدم ب«يهودية الدولة»















المزيد.....


نتنياهو نتاج تراكم مديد للعنصرية.. والآن يتقدم ب«يهودية الدولة»


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 17:34
المحور: مقابلات و حوارات
    



• نتنياهو نتاج تراكم مديد للعنصرية.. والآن يتقدم بـ«يهودية الدولة» بذرائع مدعاة... ويسعى إلى «قوننتها».. لمزيد من نقل التطرف والعدوان إلى الشارع الإسرائيلي.. وقطعان المستوطنين... لمزيد من الجرائم باعتبارها جوهر النظام «القانوني»..
• لن يستطيع عالم اليوم بقيمه أن يتحمل إعادة تأصيل وانتاج العنصرية... حيث تفوح رائحة الاضطهاد والتمييز والمجازر والحروب والعدوان بشعبٍ تحت الاحتلال.. وخاصةً في أوروبا التي ترفع رايات الديمقراطية والحرية وحماية حقوق الإنسان..
• اسقاط الانقسام والعودة للوحدة الوطنية.. ليست ترفاً.. بمقدار ما هي ضرورة مصيرية للخلاص من الاحتلال .
• تحالفات الحرب الباردة، وقمع أنظمة الاستبداد والفساد للشعوب انتجت منظمات الاسلام السياسي التكفيري في البلاد العربية والمسلمة.

■-;- نرحب بالأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حول انفلات «إسرائيل» في عدوانها في سوريا وتهويدها في القدس واستيطانها، المبكرة؟ والضفة.؟ كيف ترى المشهد العام لها؟ وأسباب الانتخابات المبكرة...!
■-;- نتنياهو ذاته هو نتاج تراكم مديد للعنصرية «الإسرائيلية»، لأن المجتمع الإسرائيلي ذاته يتطرف نحو أصولية استعمارية متطرفة، ممثلةً في الاستيطان واغتصاب الأرض الفلسطينية، وأراضي عربية، ومن الآن وحتى آذار مارس القادم، ستفلت جرائمه من عقالها ضد الفلسطينيين والعرب ويرتفع منسوبها، في مسعى منه لاستقطاب الأصوات، ومراكمة سياسة داخلية يستثمرها في معركته الانتخابية ضد الخصوم، ومنهم من هو من ذات التيار أمثال «ليبرمان» و«نفتالي بينيت»، في «بازار» تصاعد الاتجاهات المتطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي، كي يتمكن من حصد الأصوات والعودة إلى رئاسة الحكومة، أي استثمار كل ما أمكنه من ذلك، بإعلاء مفهوم «يهودية الدولة» نحو إلغاء الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، بذرائع مدعاة.
نحن نقبل على أربعة أشهر ستكون أكثر عنفاً ودماً فلسطينياً باعتبارهم "فائض" وقد عبر بذلك مسبقاً في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، تحت ذريعة «الأمن»، وأن ذراع «إسرائيل» طويلة لتنفيذ أهداف عسكرية في كل مكان. إذن السياسية التي تتبعها إسرائيل القائمة على التهويد والأسرلة للقدس المحتلة 67، وعلى زحف الاستيطان الاستعماري على الضفة الفلسطينية بكثافة هائلة، لها أهداف خطيرة تتعلق بمجموع المصير الفلسطيني والعربي، الانتخابات المبكرة تدفع لتحديد زعامة نتنياهو على رأس تحالف يميني متطرف لسياسته التوسعية الصهيونية "لتهويد وأسرلة القدس، وتكثيف الاستيطان في الضفة الفلسطينية وحويلها إلى حزر منفصلة مطوقة بالمستوطنات لقطع الطريق على اقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة"، وإغراق الضفة بأكثر من مليون مستوطن خلال الثلاث – اربع سنوات تجديد زعامة تحالف اليمين التوسعي الاسرائيلي، تدخل في حالة ما في الشرق الأوسط، البلاد المسلمة تحت مظلة السياسة الأمريكية، الجارية منذ احتلال يونيو 67؛ وباتت تهدد المجموع الوطني الفلسطيني لأنها تقوم على التهويد للقدس العربية والاستيطان، وكل هذا يتناقض مع الشرعية الدولية.
ونوضح من جديد أن المعضلة إسرائيلية صهيونية لأنها لا تريد السلام، ونتنياهو وحكومته أثبتت خلال سنوات أنها بعيدة عن ذلك ولا تريد السلام.
■-;- بشكل عام منذ أن بدأت هذه العمليات ضد صهاينة ومستوطنين سواء بالدهس أو الطعن كيف تقرأ هذا التحول بالعمليات ضد الاحتلال الصهيوني؟
■-;- ■-;- الجميع لاحظ أن مخاطر التهويد والأسرلة للقدس تضخمت بشكل كبير، هناك 350 ألف مستعمر إسرائيلي ينهبون معظم أراضي القدس المحتلة، وهو ما ولد الأزمة الطاحنة التي يحس بها أبناء القدس، وهو ما ولد انتفاضة خاصة بهم ضمن الظروف المقدسية، وهنا أقول أن الانتفاضة المقدسية لا يقف وراءها أي فصيل فلسطيني على الإطلاق وهي عفوية، قامت ضمن ظروفهم وحصار مفروض عليهم، قاموا بها للتمسك بالأرض ودفاعاً عن حقهم بالوجود على أرضهم، بالحياة والعيش، وبالتالي ما يستطيعون القيام به، وهي طبيعية كل تحرك شعبي له طبيعة عفوية ولا يقف وراءها قوى منظمة، وفي القدس أقول من المحزن أنه لا يوجد قوى مقدسية موحدة، مرجعية موحدة بل يوجد 7 مرجعيات، لذلك دعوت أبو مازن وأدعو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى توحيد هذه المرجعيات بمرجعية واحدة تبني علاقتها مع الشعب في القدس، ضمن الخصائص والحالة المقدسية المهددة بأرضها ومصيرها، فهي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة وشعبها لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
■-;- استاذ نايف قلت أن الحالة العربية والدولية لم تستطع أن تتحمل السياسة الإسرائيلية القائمة على الاستيطان والتوسع في فلسطين المحتلة، كيف ذلك وأي حالة عربية تقصد بهذا الكلام وأي حالة دولية وما هي تداعيات عدم الاحتلال وردود الفعل؟
■-;-■-;- الحالة العربية التي أقصدها هي حالة الشعوب العربية التي لم تعد تحتمل العربدة الإسرائيلية التوسعية الاستيطانية، والتي تمس حقوق ومصير الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وبناء دولته على حدود حزيران/ يونيو 67 عاصمتها القدس العربية، وحق اللاجئين بالعودة، وحق قرارات الأمم المتحدة والتي تم تتويجها "باعتراف الجمعية العامة بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس"، هذا القرار بالتحديد يحل 3 قضايا كبرى لم تحلها المفاوضات طيلة 21 عاماً مفاوضات عقيمة على الجانب الفلسطيني مفتوحة الأبواب على الجانب الاسرائيلي بالتهويد والاستيطان كما أكدنا وناضلنا "لا مفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان، دون مرجعية قرارات الشرعية الدولية، وكما عبر عنها أبو مازن لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة «إنها عقيمة»، طالما أنها كذلك إذاً عليك وعلى السلطة الفلسطينية الفتحاوية في الضفة الفلسطينية أن تراجع نفسها وسياستها وتستجيب للإرادة الفلسطينية الموحدة، والتي انجزناها في 4 برامج، برنامج 2005 في آذار بالقاهرة، وبرنامج «وثيقة الوفاق الوطني» 2006 بغزة، التي وقفنا عليها بالإجماع 13 فصيلاً فلسطينياً والأمناء العامين لها، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسات المجتمع الأهلي والشخصيات المستقلة، والبرنامج الثالث بالحوار الوطني بالقاهرة نوفمبر 2009، والبرنامج الرابع بالقاهرة بعد ثورة 25 يناير في مايو 2011، ثم في فبراير 2013، هذا الحوار الشامل أجاز المشروع الوطني الفلسطيني الموحد الذي لا يُعمل به من جانب السلطة الفتحاوية، ولم تنفذ هذه البرامج لاعتبارات خاصة فتحاوية وحمساوية، ومحاور إقليمية تتصارع فيما بينها، كل منها تمد يدها الطويلة في المعدّة الفلسطينية، وكل هذا عطل برامج الوحدة الوطنية لإسقاط الانقسام والعودة للمشروع الوطني الموحد، لذا الشعوب العربية جميعاً تنتفض ضد العربدة التوسعية الاسرائيلية - كما علينا أن نلاحظ - ضد أنظمة الاستبداد والفساد وفق أجندة بناء أنظمة تؤمن بالعدالة والمساواة الوطنية والعدالة الاجتماعية والعقدية حتى تتمكن الشعوب العربية من التعبير الجاد عن الوحدة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الفلسطينية الموحدة، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية.
العالم كله يتحرك الآن لأنه على درجة عالية من القرف من السياسة الصهيونية التوسعية الاستيطانية من الدلائل الكبيرة البارزة على ذلك، علينا أن نلاحظ أن الدول الأوروبية (28 دولة أوروبية ما عدا تشيكيا فقط) جميعاً صوتت إلى جانبنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين ثاني (نوفمبر) 2012، بدولة فلسطين تحت الاحتلال تم حل مشكلة الحدود ـ أنها حدود 4 حزيران (يونيو) 67، حل مشكلة العاصمة بأنها القدس الشرقية المحتلة حل مشكلة اللاجئين بحقوقهم وفق القرار 194، كذلك الحال المقاطعات الأوروبية الكبرى الجارية، كل المنتجات الزراعية والصناعية والتكنولوجية وجامعة (آرييل) على كتف نابلس، والمعاهد الإسرائيلية الاستيطانية الاستعمارية في الضفة الفلسطينية ومقاطعة كل منتجاتها الحيوانية والحليب ومشتقاته، وضد أعمال هذا الاستيطان في القدس المحتلة عام 67 والضفة الفلسطينية كذلك.
كما علينا أن نلحظ سلسلة الاعترافات التصويتات في البرلمانات الأوروبية (بريطانيا ـــ فرنسا ــ السويد - ايرلندا ــ أسبانيا وبلجيكا، على ثقة ومعرفة بأن البرلمان الأوروبي الموحد الذي يشمل جميع التيارات في أوروبا سيصوت قريباً أيضا طالباً من كل الدول الأوروبية أن تعترف بدولة فلسطين، على هذه الحدود وهذه العاصمة، والحقوق للاجئين كما قررت بالقرار الاستراتيجي التاريخي، الذي وضع الإطار السياسي والقانوني لحل سياسي متوازن يقوم على قرار الأمم المتحدة التي ذكرنا قبل لحظة.
لا تستطيع أوروبا تحمل «دولة الآبارتهيد» في عالم قيّم اليوم، حيث تفوح رائحة العنصرية والاضطهاد لشعب تحت الاحتلال، رائحة ومشهد الاضطهاد والتمييز والعدوان، مشاريع «قانونية» بالكنيست تنقل التطرف والعدوان إلى الشارع الإسرائيلي، وهذا من جوهر النظام القانوني بهذه الدولة، فكيف لعالم غربي يدعي الديمقراطية والحرية وحماية حقوق الإنسان أن لا يقف في مواجهة إعادة تأصيل انتاج العنصرية! وأن يتحمل ذلك وهو يرى بأم عينه المجازر اليومية والحروب الشاملة على شعبنا في الضفة وقطاع غزة...، هذا هو التغيير المقبل على العالم...!
■-;- في نقطتين أحب الاستيضاح بهما أولا: حضرتك تعول على تحركات الشعوب العربية على أنظمتها تعول على ما أطلق عليه «الربيع العربي» في سبيل تحقيق تحرير فلسطين ودعم الوطنية الفلسطينية
■-;-■-;- علينا أن نقول بوضوح أن يجري في بعض الدول العربية هي ثورات وانتفاضات أبعد بكثير من ربيع، نحن بلدان صحراوية ومناخات صحراوية وثقافات صحراوية وبالتالي ربيعنا قصير في البلدان العربية، الذي يحدث هو ثورات وانتفاضات عنونة نفسها بلغة واضحة «الشعب يريد».. الشعب يريد الخبز والحرية، والديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية، التنمية المستدامة، المواطنة والدولة الديمقراطية المدنية.
■-;- بعد أن تحركت الثورات وانحرفت بحسب تعبيرها ثورات الربيع العربي كما لقبت وقيل بعدها أنها انحرفت، أن هناك بعض الأحزاب والقيادات قد ركبت الموجة وسيطرت عليها، ما زلت عند رأيك وتعول على هذه التحركات الشعبية هل هي تحمل نتيجة؟ في كثير من دول العالم العربي هنالك تداعيات كيف تقرأها سواء في ليبيا في مصر في سوريا، اليمن، العراق، السودان وغيرها...
■-;-■-;- نعم الانتفاضات والثورات العربية هي انتفاضات وثورات شعبية هائلة تقوم بها قوى هائلة (الطبقة الوسطى المتدهورة الحال، الجامعات والمرأة والشباب، الطبقة العاملة في المدينة والريف والعشوائيات، وكل هذا يأخذ مدىً زمني، علينا أن نلاحظ أن هنالك انتفاضة وثورات أخذت طريقها لسكة السلامة، كما جرى ويجري بتونس والمغرب الأقصى، المشرق العربي يحوي انسدادات واستعصاءات الأنظمة الاستبدادية والفاسدة، التي صادرت حريات الشعوب على امتداد الـ40 سنة أو 50 سنة الأخيرة، مرتبطة بتراث تاريخي يسود على امتداد استبداد أسود، نهب المال العام وافقار الشعوب وفساد تاريخي، هذه ستأخذ وقتها، لكني على ثقة كاملة أن هذه الثورات ستأخذ طريقها إلى النجاح مهما طال الزمن، القيادات الحكيمة هي التي توحد طاقاتها وطاقات التيارات المتعددة من أجل تقصير الزمن على عذابات الشعوب، لكن الشعوب انتفضت وثارت الآن بعد طول مرارة.
■-;- كيف تقيم ظهور ووصول أمثال «جبهة النصرة أو داعش» وما إلى ذلك من شبيهاتها... وقفت بجانبها من حركات إرهابية تعمل بالذبح والسيف وما إلى ذلك... من حركات تعتمر الإسلام وهي بعيدة عنه كما يقال، كيف تقيم وصول هذه الثورات إلى هذه النتيجة؟!.
■-;-■-;- التساؤل مشروع وصحيح وهنالك عوامل تاريخية وعوامل مباشرة.
العوامل التاريخية: إن تيارات الإسلام السياسي ذات الطبائع المتزمتة المتشددة والانغلاقية على العالم والتطورات الهائلة الحادثة في هذا العالم كانت على صلة وعلى تحالفات مع أنظمة الاستبداد والفساد العربية والإدارات الأمريكية والغربية، على امتداد أكثر من 40 ـــ 50 سنة، من الحرب العالمية الباردة انضمت إلى معسكر الدول الغربية برئاسة الإدارة الأمريكية وتتحالف مع الأنظمة العربية الاستبدادية والفاسدة على امتداد الحرب الباردة، والقمع المنظم والدموي واحكام الطوارئ ضد ارادة الشعوب والقوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية، وقوى التغيير والحداثة في البلدان العربية خاصةً والمسلمة عامةً ابتداءً من افغانستان انتهاءً بالمغرب الأقصى، هنا أقوال علم اليقين عن الاتفاقات التي وقعت منذ بداية السبعينات من القرن الماضي من هذه القوى وبين القوى الثلاث، على امتداد الحرب الباردة وفي الراهن على امتداد سواد ومصادرة حقوق الشعوب بتقرير المصير والحرية والديمقراطية التعددية والعدالة الاجتماعية والتنمية، وقع شيء جديد يجب كشفه وفضحه علنا: أن هذه التيارات الاسلامية السياسية الدموية، تيارات تسييس الدين وتديين السياسة، التي قاتلت بجانب الأنظمة الاستبدادية الفاسدة والرعاية الغربية وخاصةً الأمريكية من افغانستان، الباكستان، البوسنة والهرسك، كوسوفو، البلدان العربية.. إلى... هذه كلها عندما سقطت انظمة استبداد وفساد في بلدان عربية، كانت هذه القوى جاهزة ومجهزة للعب دورها الخاص بعد عودتها من افغانستان وباكستان وكوسوفو إلى البلاد العربية والمسلمة وبلدان أخرى، وحاربت تحت الرايات الاميركية والاستبدادية تريد أن تأخذ دورها السياسي وفي السلطة والسلطان، وهذا ما حدث ويحدث، ولكني كلي ثقة بأن هذه الحركات والقوى لن تستطيع أن تخدع شعوبنا العربية، فشعوبنا على درجة من الوعي، ولن تمكن لهذه القوى مهما كان حجم العنف الدموي.
■-;- بعد الاستماع لأقوال وعناوين الصحف أي من هذه العناوين العربية والدولية التي لفت نظرك وتريد أن تتحدث عنها؟
■-;-■-;- الحالة العربية كما ورد بالعديد من العناوين أنها على درجة عالية من التناقضات ومصدر ذلك هو المدى الذي وصلت له كل من الثورات العربية وكل انتفاضة من الانتفاضات العربية تم المدى الذي وصلت له الاستعصاءات والانسدادات في المشرق العربي، ما يجري بالعراق وسوريا واليمن، ليبيا والسودان... أمثلة صاخبة على ذلك، وما يجري في مصر والمغرب العربي مثال آخر على ذلك، الكل يحمل هموم متداخلة متناقضة بسبب حالات الانسداد التاريخية التي ذكرنا، وخاصةً على امتداد الـ 40 ــ 50 سنة الأخيرة، من مصادرة حقوق الشعوب بالحريات والديمقراطية، التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بالخبز والحرية والمساواة والمواطنة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، الاصلاح الديني ومناهج التربية والتعليم، أقول هذه العناوين جميعاً تشير أن لا مخرج لأي نظام من الأنظمة العربية إلا بالاستجابة لمطالب الشعوب، «الشعب يريد»، ما يريد كل شعب من الشعوب بالانتفاضات والثورات.
■-;- نعم في هذا بالتحديد قلتم بالسابق مع الشعوب، ولكن هذه الجماعات التي اعتبرتها نتيجة تعاون بين الغرب وبين بعض الأنظمة عادت وانقلبت على الناس، هؤلاء كما نقرأ من الصحف أو كما يصلنا هم من أبناء الشعوب العربية التي تعول عليها حضرتك في أن تستمر، هل هذا ما تعول عليه ثورات من هذا النوع أن تتحول إلى جماعات إرهابية؟
■-;-■-;- الثورات لن تتحول إلى جماعات إرهابية، ثورات الشعوب تحددت بدقة بعشرات عشرات الملايين في ميادين البلدان العربية، أنت تتكلمين عن تيار في صفوف الشعوب، تيار الإسلام السياسي المتزمت، التيار المنغلق على نفسه كداعش والنصرة والقاعدة وعشرات الجماعات الأخرى التي ليست بقوة داعش والنصرة، بالعراق 22 مجموعة، بسوريا أكثر من 50 مجموعة وكل هذه الجماعات نتاج مرحلة على امتداد الحرب الباردة، وقمع ومصادرة حقوق الشعب بالحرية والديمقراطية التعددية، التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والاصلاح الديني والثقافي والتعليمي وبالمواطنة والمساواة، بناء الدولة المدنية الديمقراطية، لا دولة القمع واجهزة الأمن السلطوية، ونتاج الصراعات العربية والإقليمية والدولية وتصديراتها.
هذه تيارات موجودة في صفوف الشعوب العربية منذ عشرينيات القرن الماضي، ولكن لم تذهب بالاتجاهات التي ذهبت بها التيارات الأخرى التي جاءت من تحت عباءة تلك التيارات، التي توالدت منذ عشرينيات القرن الماضي، هذه خرجت عن تلك الاتجاهات نحو اتجاهات أكثر تطرفاً وتكفيراً للمجتمع والدولة والأنظمة، وبيدها خبرة ليست موجودة لدى تيارات الإسلام السياسي، التي تقوم على «تديين السياسة وتسييس الدين»، وهذا الذي يدفع نحو التطرف أكثر فأكثر، قوى جديدة توالدت أثناء الحرب البادرة، وفي المعارك والصراعات التي نسيت بإطار الحرب لباردة والبؤر الإقليمية المتوترة، بأفغانستان وباكستان والهند وإيران والعراق واليمن والسعودية، وبلدان أخرى كثيرة بالمغرب العربي، هؤلاء قاتلوا تحت الراية الأمريكية وبالتحالف مع أنظمة الاستبداد والقمع والفساد التي استجابت لتحالفاتها مع أمريكا، ودخلت «إسرائيل» على هذا الخط، وعلى الأقل ما كشفه الأمين العام للأمم المتحدة بحديثه عن معلومات تنسيق وتسليح ودعم لوجستي، تكشف دونما تفاصيل أن الاحتلال الاسرائيلي يلعب دوراً فيما تتعرض له ودول العربية من عمليات تخريب، من خلال «مسميات إسلامية» تعبث في الأرض العربية تكفيراً وإرهاباً وسفك دماء، لأنها تصب في الهدف نفسه الذي يريد، ومن بينها دور «جيش لبنان الجنوبي» المدحور معها، ويهمها ما يبرز أيضاً التفتيت وتبرير «دولة يهودية»..
■-;- توجه السلطة إلى لاهاي قد يكون سيفاً ذا حدين من السلطة في رام الله وما يمكن أن تقوم به من دعاوي على الشخصيات الإسرائيلية التي ساهمت في قتل وذبح واحتلال فلسطين قد يكون هناك دعاوي مضادة أيضاً؟
■-;-■-;- بالتأكيد وهو ما حاولت اسرائيل بالضغط على أبو مازن حتى يتراجع عن التوقيع على ميثاق روما البوابة لدخول «محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية» و«مجلس حقوق الإنسان» و63 مؤسسة، رئيس المخابرات الاسرائيلية يورام كوهين قال لأبو مازن إذا توجهتم للمحاكم الدولية لمحاكمتنا، سنعمل نفس الشيء معكم، هذه التهديدات نعرفها، نحن المظلومين، نحن تحت الاحتلال لذلك دعوت وأدعو باستمرار إلى دخول جميع المؤسسات الدولية بدون الخضوع للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، كان مجموع المستوطنين قبل أوسلو 97 ألف لكن خطيئة المفاوض الفلسطيني الكبرى أنه لم يربط وقف الاستيطان مع الاتفاقيات الموقعة، والآن 750 الف في القدس والضفة تضاعف سبع مرات.
■-;- ما الحل تحديداً في موضوع المحكمة الدولية؟
■-;-■-;- يجب أن نذهب فوراً للمحكمة الدولية وتوقيع ميثاق روما، ولا نربطهما بنتائج مشروع القرار العربي الذي سيقدم لمجلس الأمن ويدعو إلى وضع جدول لإنهاء الاحتلال بمدى لا يتجاوز سنتين إلى 3سنوات، لأن نتائج تصويت مجلس الأمن يعترضها جدارين، 9 أصوات حتى يمر هذا المشروع للتصويت عليه، وإذا تم ذلك نصطدم بالفيتو الأميركي، لذلك يجب عدم الربط بين ذهابنا لروما بالمشروع العربي، لأن الاحتلال والاستيطان هو الإجرام الأكبر وهم من سيكونون تحت سيف المحاكم الدولية والعزلة السياسية والقانونية والاجرائية وما يترتب عليها إلى أن يرحل الاستيطان والاحتلال.
■-;- بالعودة للوضع الفلسطيني الداخلي، حضرتك تحدثت عن الشعوب وراهنت على الشعوب لكن هناك معضلة فلسطينية- فلسطينية وهي موضوع المصالحة، كيف تقرأ هذا الموضوع وكيف يمكن أن يكون هناك محاكمات في لاهاي وكيف يمكن أن تذهب السلطة لتوقيع ميثاق روما وأيضاً هناك الانقسام بين فتح وحماس تحديداً؟!
■-;-■-;- يجب أن لا تؤثر الانقسامات الداخلية على تدويل الحقوق الوطنية، يجب استكمال هذه العملية التي بدأناها في نوفمبر 2012، مَنْ زرع الانقسام هو من عليه أن يوقفه، نحن أنجزنا بالحوار الوطني الشامل 4 برامج وحدوية ديمقراطية كما أشرت لإنهاء الانقسام والمصالحة، لكن لم ينفذ ذلك: أولاً لمصالح شخصية فئوية وفردية انانية داخل حماس وداخل فتح مستغلين الانقسام، وتستفيد منه اسرائيل تقول لعباس أنت ضعيف لأن لا سلطة لك على غزة، الوحدة الوطنية هي مصدر قوه حين تكون ممثلة لعموم الشعب.
■-;- أيضاً هناك عوامل دخيلة على هذا الموضوع وهناك قوى عربية وإقليمية، تتدخل بالموضوع الفلسطيني، كيف ترى هذه الأدوار عربياً وداخلياً فلسطينياً؟
■-;-■-;- ذكرت أن هناك عاملين أشرت إلى الأول وأقول أن العامل الثاني هو محاور إقليمية لا تريد لنا أن نسقط الانقسام، لأن لها مصالح تمديد نفوذها في دول الشرق الأوسط، وبعدد من البلدان غير بلدها وتتدخل بشؤون ومصائر الشعوب داخل بلدان غير بلدانها، لذلك تعمق الانقسام بتمويل مئات الملايين من الدولارات تنصب على هذا الطريق وعلى ذاك..
■-;- ما مستقبل ملف المصالحة، هل من تطورات نقرأها ستحصل، قد يكون هناك شخص آخر غير أبو مازن ليعقد الصلح مع حماس؟
■-;-■-;- آمل أن يكون هذا اليوم قريباً، لكن لأكون شفافاً هناك استعصاءات كبيرة بفعل المصالح الفئوية التي ذكرت إضافةً إلى التدخلات الاقليمية والدولية، لذلك أقول الطريق الوحيد هو الالتزام بالبرامج الأربعة الموقع عليها، المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، أعلم هذه التعقيدات وبالرغم من ذلك إعادة الوحدة الوطنية لطرد الاحتلال واستعمار الاستيطان.
■-;- هذا الحوار الذي نتحدث عنه بحاجة لرعاية عربية أو دولية، هل هذه الدول مستعدة حالياً لرعاية مثل هذا الحوار؟
■-;-■-;- الدول العربية حملت الرعاية إلى مصر أيام مبارك والسيسي والقمم العربية حملت المسؤولية لمصر بمساندة من الدول العربية، الدول الأجنبية كل منها لها سياسته تضغط باتجاهها، تريد لنا سلطة ضعيفة بالضفة، وسلطة حمساوية بغزة محاصرة ولها أجندتها، وبالتالي يلعبون على ذلك لخدمة مصالحهم.
■-;- هل ترى أن لحماس مصلحة في أن يتغير الطرف الآخر لإنجاز المصالحة، تحديداً الرئيس أبو مازن، البعض يتحدث عن مساعي لحماس وعقدها لصفقات ربما مع آخرين وكان هناك وعود لحماس أن تدخل منظمة التحرير وربما رئاستها؟
■-;-■-;- صراحةً أقول، إن فتح عملت على احتكار السلطة لسنوات، وأن تصادر حقوق الفصائل الفلسطينية الأخرى وكذلك الأمر حاولت حماس التي طالبت بدور موازٍ، ثم قالت قيادة بديلة، ثم قالت قيادة تحالفية عندما ترأست تحالف القوى الفلسطينية، ثم الآن بمحاصصة احتكارية ثنائية مع فتح... وهذا كله فشل...
■-;- السؤال الختامي كيف تنظر لزيارة حماس إلى طهران؟
■-;-■-;- حماس لها علاقة ليست قصيرة الأمد مع طهران، وطهران لها سياسات إقليمية باتت معروفة بعدد من البلدان، نحن مع علاقة تحالفية مع أي دولة بالعالم تحترم أو تلتزم بالمشروع الوطني الفلسطيني، وتقدم الدعم للقضية الفلسطينية، ولسنا مع أي سياسة إقليمية تقرر الانقسام... هذه الزيارة غرضها إنعاش العلاقات بين حماس وطهران، نقول الملايين التي تقدم سنوياً لتذهب إلى الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والاجتماعية والجامعية والصحية، ومقاومة الفقر والبطالة، وسحب اليد العاملة الفلسطينية من بناء المستوطنات تحت ضغط الجوع والبطالة.
■-;- شكراً لهذه المشاركة أستاذ حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين...



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاغ السياسي عن أعمال الدورة السادسة للجنة المركزية للجبهة ...
- تفاصيل تنشر لأول مرة عن تطورات القضية الفلسطينية
- نايف حواتمة: نتطلع لدور مصر التاريخي لحل القضية الفلسطينية
- حواتمة في حوار مع فضائية -سكاي نيوز-
- المطار، الممر الآمن، الميناء وتحرير الأسرى.. هي حقوق مشروعة ...
- نايف حواتمة مع قناة -الميادين-
- وحدة الشعب والمقاومة لدحر العدوان
- نحو سياسة جديدة تردع العدوان وتقرب ساعة النصر
- نايف حواتمة: مع إذاعة -الوطن- في غزة يخاطب الشعب والمقاومة
- كل البلاد العربية ورثت موروثاً تاريخياً من الفساد والاستبداد ...
- حواتمة: الشعب الفلسطيني يريد ان يتخلص من عذابات الانقسام
- إسرائيل تستهتر بالقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية وحقو ...
- نايف حواتمة: حكومة التوافق نعتبرها خطوة أولية
- كلمة في مؤتمر حزب مؤتمر حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي
- حواتمة في حوار القضايا الفلسطينية والعربية الكبرى مع فضائية ...
- حواتمة: لن نقبل بتمديد المفاوضات إلا في إطار مرجعية قرارات ا ...
- مبادرات غير مسبوقة بديلاً عن مفاوضات تفاهمات كيري
- حواتمة في حوار مع مركز -واصل- لتنمية الشباب- محافظة سلفيت- ف ...
- حواتمة في حوار المبادرات والحلول الجديدة مع -فضائية عودة- ال ...
- حواتمة:- رسالة إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتاتبمناسبة ا ...


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - نتنياهو نتاج تراكم مديد للعنصرية.. والآن يتقدم ب«يهودية الدولة»