أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد عزيز - المحبة.. اسلاميا














المزيد.....

المحبة.. اسلاميا


اسعد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مراجعة في مفهوم المحبة في الفكر الإسلامي

من اساسيات اي عقيدة دينية ان تدعو الى المحبة , ورغم ان الدعوة الى المحبة لاتحتاج بالضرورة الى نبي ودين فللابد لاي فكر ديني ولكي يكون منطقيا من ان يكون دعوة للمحبة . لست اعلم عن الاديان الاخرى وموقفها حيال هذ الموضوع ولذا فلن اخوض فيه بل اكتفي بالبحث في التناول الاسلامي لهذه النقطة . اجد ان الموقف الذي ورد في الدين الاسلامي موقف غامض بشدة وكالاتي , الفهم الاسلامي ان الدين الحق والدين الذي يرتضيه الخالق هو الدين الاسلامي وماعداه كله من انواع الكفر والشرك . هنا ومازلنا في اول مرحلة من مراحل التناول الاسلامي للدعوة الى المحبة -هنا سنجد انفسنا كمسلمين عزلنا انفسنا في خندق والاخرين كلهم في خندق مقابل وهذا التخندق والتقسيم وفي اكثر حالته ميوعة ومرونة هو اقرب للتباغض منه للمحبة .
في المرحلة الثانية يرسم لنا الدين الاسلامي تصورا عن كيف نتعامل مع الخندق الاخر والتصور هو ان ندعو الاخرين للدخول في الاسلام (ولنا ان نتخيل حجم الكره الذي نكنه لمن يأتي ليدعونا الى غير ديننا وما نوع العقاب الذي نوقعه عليه وفي نفس الوقت نتأمل ان يتلقفنا الاخرون بالمحبة ونحن ندعوهم الى غير دينهم ) وفي الاسلام فالدعوة الى الدين اما بحروب الفتوحات او دعوة سلمية بالمبشرين ونحن نعلم ان معظم الدعوة تمت بالحرب والسيف - امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وكذلك حديث انما انتشر الاسلام بسيف على والخ ولقد فتحت مكة بالحرب على سبيل المثال- ولكننا لانعلم عن تفاصيل واضحة للدعوة السلمية اذ يبدو من التاريخ ان الدعوة السلمية قد تكون رسالة ترسل الى الحاكم الفلاني تدعوه الى الإسلام فان رفض انتهت مرحلة الدعوة السلمية ودخلت مرحلة الحرب فاذن الدعوة السلمية في مجملها قد تكون ساعة او يوم فهل علمنا عن احد يعتنق الدين بعد ساعة اويوم فأن قال قائل ان الدعوة السلمية هي من خلال مايسمعه الناس عن الإسلام عبر الوقت فهذا الطرح كان صحيحا في بعض الأحيان كحال دخول بعض البلدان الاسيوية عن طريق دعوة التجار المسلمين لهم ولكنه غير متحقق في اكثر الحلات والدليل على ذلك حديث الرسول ( انما نصرت بالرعب مسيره شهر ) بمعني ان الناس على بعد مسيرة شهر كانت تصلهم اخبار مرعبة عن جيش الرسول وليس هذا تصور عقلاني لدعوة سلمية ( وليس هذ الحديث شائنا بالفهم عن المعنى الوارد في العديد من المواضع كآيات الغلظة وإرهاب العدو والخ ) . في المرحلة الثانية من مراحل التعامل الاسلامي مع فكرة المحبة وهي مرحلة الدعوة التي اوردنها اعلاه ننتقل من حالة التخندق المتقابل الى مرحلة الاشتباك وهي مرحلة عداء سافر وبغضاء سافرة وكراهية وحقد . المرحلة الثانية في التصور الاسلامي والتي نحن في صددها الان مرحلة طويلة وغير واضحة المعالم اطلاقا اذ يستمر المسلمون بخوض حروب الدعوة الى امد هائل من الزمن يستمر نضريا حتى فتح كل بلاد العالم -ومن المنطقي ان هذا الامر يحتاج الى الاف من السنين اذ انقضت الف وأربعمئة سنة حتى الان ولم نتمكن من فتح الا جزء من الكرة الارضية .اذن سنستمر في حالة الكره والعداء للأمم الاخرى الى حين دخولهم في الاسلام وسيستمر مشروع القتال والموت الى ذلك الحين ولنفترض اننا وصلنا بكيفية ما الى المرحلة الثالثة وهي دخول كل الامم في رقعة الاسلام فعندها نصل الى مرحلة ثالثة ( وهذ المرحلة الثالثة ممتدة اصلا فوق أجزاء كبيرة من المرحلة الثانية مسبقا ) المرحلة الثالثة هي حالة انقسام امة الاسلام الى ثلاث وسبيعين قسم حسب نبوءة الرسول المعروفة (ومن الجلي اننا الان منقسمون اصلا الى اضعاف اضعاف هذا العدد) والرسول يخبرنا ان كل هؤلاء الأقسام الثلاث وسبعون ماعدا واحدة هم على ضلالة وهم في النار .و يخبرنا ايضا ان الفرقة الوحيدة الناجية هي اقلية ضئيلة جدا وهذ الفهم نجده في الآيات التي تشير الى ان الداخلين الى الجنة هم ثلة من الاولين وقليل من الاخرين وكذلك الاحاديث التي تشير الى قلة عدد الناجين –مثل الاحاديث عن المسيح الدجال والذي يذكر نجاة سبعة الاف فقط من فتنة الدجال . ولو تصورنا عالم فيه هذا الاقلية من ممن هم على الحق ومحاطين بكل هؤلاء الذين هم على باطل فكيف يكون حديثنا عن المحبة بين هؤلاء البشر ؟ طبعا المشاعر المتصورة هي مشاعر حقد شديد بل لعل المحبة في جلها هي بين قلوب من هم على باطل ونحو بعضهم البعض اما الذين هم على الحق و المؤمنين فقلوبهم عامرة بالكراهية للسواد الاعظم من البشر (وهذا تماما ما يحصل الان اذ ان اكثر المتدينين قد انغمسوا في كره الطوائف والاديان والملل الأخرى) وهنا أتوجه بالسوائل للأخوة المتدينين او معتنقي هكذا خط من التدين فأقول انكم تبنيتم الدين بدعوى انه نداء للخير والعدل والمحبة القيم السامية ثم خضتم في الدين فسار بكم وقادكم الى ان تتعبء جنباتكم بمقدار ربما هائل من الكره والبغضاء لمن حولكم افلا تستشعرون التناقض؟ او لا تدركون ان في الامر خطاء ما ؟ او يكون المتدين كارها ومبغضا وغير المتدين أوسع صدرا واكثر تقبلا ؟ اوليس هذا سبب لكم لتواجهوا فكركم وتتجرؤ على المراجعة القائمة على المقارنة الحيادية والعقلانية ؟ ام هل يجوز ان ان نتحدث عن اله رحيم محب يوصلنا الى كل هذا الكم من الكره .

للايجاز اقول ان الرسالة الاسلامية بعثت وهي مرتكزة على فكرة ان قلة قليلة من البشر ستتمكن من تحقيق شروط النجاح في الاختبار الالهي , وان لهذه القلة ان تتحابب في مابينها وربما يجب عليها ان تبغض غيرها .وهي في ذا ت الوقت مكلفة بدعوة الاخرين للدخول في منهجها , وان الدعوة للدين قد تكون وغالبا ما كانت بالعنف والذي هو مجسم الكراهية . كل هذا الكم من التناقضات يجيب ان يثير في الانسان الذي يعتنق الدين بداعي المحبة تساول عن صحة موقفه اوليس كذلك ؟



#اسعد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن يحملني .. الا احمله
- التقسيم هو الحل - العراق
- شيوعيون شيعة او علمانيون سنة ...صلصة وبقلاوة
- هل هذا المقال ساخر ؟
- انت عميل
- الربيع العربي ..والاحتباس الحراري الديني
- نيزك يضرب الارض


المزيد.....




- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...
- 40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
- بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
- غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال ...
- “نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسعد عزيز - المحبة.. اسلاميا