أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بوشعيب لزرق - العنف الرمزي و المادي ضد المرأة














المزيد.....

العنف الرمزي و المادي ضد المرأة


بوشعيب لزرق

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 03:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحقيقة أن العنف ضد النساء واقع بالفعل . و من ينكره ما عليه إلا أن يزور طبيبا مختصا في العيون من أجل العلاج ، ليرى كم هو فظيع ذاك الواقع . أما أولئك الذين يقولون بأن هناك أيضا عنف ضد الرجال من قبل النساء فمن المرجح أنهم شاهدوا هذا النوع من العنف في كوكب غير الأرض . و أما الذين يقولون بأن العنف ضد النساء ما هو إلا بلبلة ينشرها بعض العلمانيين بين صفوف أبناء الأمة فليعلموا بأن هذا النوع من العنف يكتسح كل بلدان العالم العلمانية منها و الغير علمانية .
و عندما تقوم نساء العالم للتعبير عن استيائهن من العنف ضدهن بالوسائل المعقولة و المتاحة التي من بينها الاحتجاج و التظاهر و غيرهما ، في المغرب و في كل بقاع العالم ، ينهض بعض الشيوخ ، عبر خطبهم و فتاواهم ، ليدعوا أمام المواطنين البسطاء بأن هؤلاء النساء يحاربن الدين و يطالبن بالمساواة المطلقة .
فمعظم النساء يخضعن للشتم و الإهانة و الضرب و القتل ، و الأرقام المحلية و العالمية الصادمة في هذا الشأن لا زالت تقض مضجع المهتمين بحقوق الإنسان عبر العالم . إلا أن شيوخنا يتملكهم الرعب أثناء سماعهم هذا الكلام و يزعمون بأن النساء يسعين لإلغاء التعدد و نشر الدعارة.
فالدعارة، ليعلم الشيوخ، لا علاقة لها لا بالعلمانية و لا بالأديان و لا بالطوائف و إنما هي مرتبطة بالفقر. أي أن الدعارة منتشرة في المغرب أكثر من السويد و في تونس أكثر من الدانمرك و في الكامرون أكثر من بريطانيا. فالحاجة و البطالة المتفشية و عدم تكافؤ الفرص و توزيع الثروة بشكل غير متكافئ في الدول الفقيرة هي التي تسهل انتشار الدعارة. إن الفتيات اللواتي يشتغلن بالجنس في سويسرا مثلا لسن سويسريات بل أجنبيات أتين من دول فقيرة. إنها حرفة الفقراء منذ مئات السنين إن لم نقل الآلاف، في زمن لم يكن للعلمانية وجود.
أما بالنسبة للتعدد، فيدعي الشيوخ بأن الدول العلمانية ألغت تعدد الزوجات و فسحت السبيل للخليلات . إلا أن المتدينين جدا من أصحاب البترودولار يأتون إلى بلادنا منذ عشرات السنين للبحث عن الخليلات . و لنا مادة دسمة عن أخبار هؤلاء الباحثين عن اللذة العرب في كل أرجاء العالم . و بما أن الدعارة منتشرة في الدول العربية الفقيرة فالخليلات سيساوين منطقيا عاملات الجنس و لو بالتقريب . أما المرأة في الدول العلمانية الغنية فلا تقبل الزوج ذي الخليلات ، و السبب معروف . فاستقلالها المادي و الجسدي يمنعها من ذلك بكل بساطة .
إن الشيوخ ، بقدر ما يسكتون عن العنف الذي تتعرض له المرأة ، يعملون على التمييز ضدها و هو تمييز عنصري كما يقول الكاتب السعودي عبد الله العلمي في مقال ذي العنوان الموحي " ممنوع دخول الكلاب و النساء" مشيرا فيه بأن الكاتبة موضى الزهراني منعت من دخول مكتبة مكة ، و متسائلا " من يصدق أن في عام 2014 توجد لوحة معلقة أمام واجهة المكتبة تتضمن عبارة " ممنوع دخول النساء "؟
و المثال الآخر هو للطبيبة السعودية التي " لم يسمح لها بمغادرة المطار بجدة لتلبية دعوة من جامعة هارفارد للمشاركة في مؤتمر طبي دون ولي أمرها ، الذي هو ابنها الذي تنفق عليه ! هنا فقط تلد المرأة ولي أمرها " .
و في بلد عربي أيضا ، و فقط في أبريل 2014 ، صدر قانون يوصي بتغريم كل من قام بفعل الضرب ضد النساء . و حتى هذه اللحظة لا زال يعتقد الناس بأن ضرب النساء شأنا عائليا و أحد أدوات القوامة . و سن قانون بهذا الشأن في دولة من دول العالم و في هذا الوقت بالذات له دلالات عميقة : فالقانون صدر بعد تأخير كبير حيث أن الإعلان عن تجريم العنف ضد المرأة من قبل الأمم المتحدة مر على إصداره قرابة عشرين سنة حيث أن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة كانت قد صدرت في يونيو 1993 ، بالإضافة إلى أن القانون ينص على التغريم و السجن أو إحدى العقوبتين أي أن المعتدي يمكن أن يفلت من عقوبة السجن .
و إذا كان الشيوخ يقودون حملات العنف الرمزي أي الثقافي ضد النساء فإن الحكومات تقوم بنفس الدور على المستوى الدبلوماسي في الكثير من الحالات . فإيران كانت قد تحفظت في 2004 على فقرة ب" الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة " تحث الدول على إدانة العنف ضد المرأة حيث لا يجب الاستشهاد بأي عادات أو تقاليد دينية " ، التي من بينها ختان الفتيات الذي يؤدي إلى تشويه الأعضاء وإلى القتل في بعض الحالات . و تتساءل في هذا الباب الكاتبة رجاء بن سلامة " هل سيكون العرب و المسلمون ، بحبهم للعنف و رفضهم إدانته ، هل سيكونون همج العالم في القرن الحادي و العشرين ؟ ".
إن التمييز هوالأب الروحي للعنف ، أي أن التمييز يولد العنف و الشيوخ يستغلون القوامة للتمادي في نشر المزيد من التمييز ضد النساء و الخالق لا يميز بين خلقه البشر رجالا و نساءا .
إن ثقافة العنف هي كل الأفكار و الأفعال التي تدافع عن العنف ضد النساء و تجعل المرأة نفسها تعيد إنتاج خطاب العنف . وتقول رجاء بن سلامة : " إن ثقافة العنف ضد هي التي تجعل الناس يعتقدون أن العنف ليس عنفا و إنما هو حماية للمرأة و تهذيبها ، و هذه الثقافة هي التي تنتج احتقارا منظما للمرأة و لجسدها ." إن هذه الثقافة الجاهلية المتجذرة في الفكر و الوجدان تميز الذكر على الأنثى و تؤدي إلى تصغير المرأة و جعلها أقل آدمية من الرجل .
هوامش :
ـ ثقافة العنف في المجتمع العربي / سمير التقي
ـ أبحاث في المذكر و المؤنث / رجاء بن سلامة 2005



#بوشعيب_لزرق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوخ و العنف ضد المرأة
- هل الإنسان أصله قرد ؟!


المزيد.....




- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بوشعيب لزرق - العنف الرمزي و المادي ضد المرأة