أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ذرائعية الخصوصية لتشكيل فديرالية الجنوب والوسط؟!!















المزيد.....

ذرائعية الخصوصية لتشكيل فديرالية الجنوب والوسط؟!!


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 09:02
المحور: المجتمع المدني
    


لم تنطلق مشاريع "فدرلة" المحافظات العراقية إلا مؤخرا حيث اعتقدت بعض "قوى سياسية" أنها أخضعت إقليم "العراق" وسَطـَتْ عليه بالمطلق وصار يمكنها أن تمضي في مخططاتها كما يحلو لها وأن تتقدم بمسيرة استكمال إحكام قبضتها الميليشياوية على الوضع العام...
وإذا كان من الصحيح الإشارة إلى كون الفديرالية من جهة المبدأ سياسة صحية صائبة، فإنه من الصائب أيضا أن وضع كل مفتاح في بابه المناسب ليفتحه ولا يمكن أن يكون أيّ مفتاح بقادر على فتح أيِّ باب.. وعليه فإنَّ الفديرالية التي أردناها تفعيلا لأوضاعنا ولتوجهاتنا الديموقراطية في عراقنا الجديد عندما توافق العراقيون عليه حلا في كردستان العراق، صارت بخلطة القوى الميليشياوية في مأزق حقيقي؟!
ولعل تلك القوى تقصدت التقدم بمطلب الفديرالية للجنوب العراقي في هذه اللحظة التاريخية. فإنْ لم تستطِعْ الحصول عليها فعلى أقل تقدير تتصدى لتناولها فديرالية كردستان فتشوِّش عليها لأمور تضمرها أو تجهل نتائجها لضعف أدائها السياسي.. نقرأ هذا فضلا عمّا نقرأه في تشويشها على إمكانات اتخاذ الفديرالية حلا ديموقراطيا في ظروف زمنية مناسبة لاحقة..
وهكذا فإنَّ أداء بعض القوى بعرضها مبدأ الفديرالية لتسع محافظات جنوب العراق ووسطه إنَّما تبحث اليوم عن وسائل لكسب الأصوات هنا حيث لا معقل انتخابي لها حتى في هذا الوسط بعد أن بدأت تتكشف حقائق دور الميليشيا المسلحة في تحقيق النتائج السابقة إلى جانب دور التضليل والمخادعة في الحملة الانتخابية كما حصل في اعتماد زعم مساندة مرجعية دينية بالخصوص..
اليوم تبدأ تلك القوى حملتها بالزعم في أنها لم تفِ بوعودها بسبب من كونها لم تحقق كامل السلطة بيدها وأن ما بيدها هو أن تستكمل الاستحواذ على حكم المنطقة بطريقة منفصلة على أساس خدعة ذهاب النفط والثروة [الجنوبية] لمناطق أخرى من البلاد وليست تلك المزايدة الرخيصة إلا حيث يٌقال لأخ من عائلة سُرِقت ثرواتها أن الحل يكمن في تقاسم اللص تلك الثروة مع واحد من الأخوة وهذا الحل هو مقدمة لمواصلة تثبيت السرقة وحتى منع الأخ الثاني من حصة ولو هامشية في السرقة.. والحالة كما ترون تجري بالحديث عن ثروة تغطي بناء عمارة في محافظة عراقية لا غير، وقد يسمحوا بالتصدق على بقية المحافظات بقليل من البترودينار المتبقي!!!
وكيف بعد ذاك يمكن لبلاد كالعراق أن تمضي في عمليات البناء وإعادة الإعمار والبدء بحركة التغيير والتطور في ظلال خطط تضليلية جديدة لمواصلة السرقة بل ومواصلة جريمة اغتيال العراقي نفسه؟!!
إنَّ مشكلتنا في الحديث عن سرقة العراق والعراقيين تكمن في سذاجة الذي يتحدث عن وجوب أن نتجنب الاتهام وهو أمر صحيح حين يكون في موضعه ولكن في الصراع السياسي وفي موضع الدفاع عن حقوق العراقي لابد من فضح الجرائم المرتكبة بحقه ولا يوجد من ينكر وجود ما نشير إليه من جريمة وهو ما يساعدنا على أمر تحديدها وليس دخولنا في اتهامات مرَضية موهومة ودليلنا هنا في الوسط الشعبي نفسه..
إنَّ حكاية مطلب الفديرالية يؤسسها بعضهم على جملة ادعاءات وبعض آخر على بحثه عن اسباب ولكنه يقع في خطأ التقدير على الرغم من مصداقية بحثه وتطلعه البعيد عن مساوئ [البعض القليل الأول] ومن تلك الادعاءات أو الذرائع مسألة إعادة توزيع الثروة وهو أمر يمكنه أن يكون عادلا في ظل حكومة ديمقراطية تحترم القانون وتضع البرامج التي تسنها الجمعية الوطنية المنتخبة وبموافقة شعبية على برامج تلك الجمعية وحكومتها... ويكون هذا السبب الذريعة قد سقط بخاصة والحكومة الحالية هي التي تقدمت ببرامجها في رعاية المناطق المنكوبة ولكنها في الحقيقة لم تقدم شيئا جديا ملموسا لتلك المناطق لظروف شتى...
وذريعة أخرى يقدمونها لتقديم مطلب الفديرالية تكمن في زعم الشعور بالتهديد الموجه من طائفة السنة للطائفة الشيعية وهم هنا أولا يؤكدون طائفية الذريعة وليس كما يقرّ بعضهم عن حسن نية بالتركيبة المختلطة لكل محافظة من سنة وشيعة مع شئ من التعمية على حقيقة الأغلبية الشيعية في المنطقتين الجنوبية والوسطى بقصد إخفاء أو تجنب الوقوع في مطب الذريعة الطائفية..
إن التخوف لا يأتي من الطرف الرافض للفديرالية الجنوبية بل من الزاعم مطالبته بها.. حيث التخويف التضليلي من جهة توهّم تهديد من مكون عراقي لمكوِّن عراقي آخر.. واختلاق أو افتعال هذا التهديد المرضي إنما يعود إلى حقيقة الروح الطائفي المرضي الذي تحمله بعض القوى السياسية الطائفية بالتحديد من جهة كونها لا يمكن أن تنتمي إلى الطائفة التي تزعم تمثيلها ولا أن تمثلها بمصداقية وأمان..
إذ أن كل جهة حزبية طائفية لا يمكن أن تأتي إلا بمزيد من المتاعب من جهة إثارة نعرات الخلاف لا الاختلاف الطبيعي ولا الخصوصية التي تشكل حقا لكل طرف..
أما موضوع الخصوصية هذا الذي يأتي في ذيل القائمة فهو موجود ومحترم ويمكن تعميده ومنحه كامل الحق في ممارسة الطقوس والأنشطة التي يكفلها الدستور وتكفلها القوانين ومرجعية الحكم الديموقراطي من غير حاجة لتقسيمات مضافة زائدة عن الحاجة فالعالم لم يعد يميل إلى مراكمة هياكل إدارية تثخنه ببيروقراطيتها ومزيد مشكلات تلك السمة المقيتة التي تشكل عبئها اليوم حتى على أعرق التجاريب الديموقراطية في بلدان العالم المتحضرة..
ويمكن ضمان كل حقوق الخصوصيات الأثنية الدينية والمذهبية بنظام لامركزية الإدارة ونظام المجالس البلدية المنتخبة وصلاحياتها الواسعة؛ فيما الفديرالية نظاما لإدارة البلاد ليست الحل الوحيد لموضوع الخصوصية وليست حلا مناسبا في الظرف التاريخي القائم لهذه الخصوصية وما تتطلبه من رعاية ومع ذلك فالفديرالية يمكنها أن تكون وجودا وليس مطلبا بناء على قراءات موضوعية وأسباب صحية صحيحة وليس العكس أي ليس بفرضها بسلطة استغلال الظروف المتاحة كما جرى لتمرير مسودة الدستور حين تم اختزاله في استحقاق انتخابي بحت وليس بمبدأ التوافق الشعبي..
إنَّ موضوع الخصوصية بهذا التوصيف ستكون مجرد ذريعة مفترضة مزعومة يتعكز عليها طرف لا يدري نتائج معالجتها بطريقة فدرلة عراق ممزق أشلاء تتشظى على محاصصة بغيضة صارت تغرقنا بأزمات بدلا من إخراجنا مما نحن فيه.. وعليه فالفديرالية ليست الاستجابة الأنسب حاليا حيث أصابع التدخل وقوى إقليمية تمد بضع عصابات بالأسلحة والأموال وبتقوية أرضيتها لمرحلة تالية تخطط لها. وهذا ليس افتراضا بل واقع حال تعرفه الحكومة والناس...
الفديرالية أيها السادة مبدأ يستكمل شروط بناء الديموقراطية فقط حينما نضعه في مكانه وفي زمانه المناسبين وكل شئ صائب يوضع في غير زمانه أو في غير مكانه يكون غلطا ويمكن أن يتحول خطأ فيكون كارثة على صاحبه بدلا من تحقيق المنافع المرتجاة من ورائه..
الخطر اليوم يكمن في ضرورة توعية الناس بمصالحها والبرامج المناسبة حلا لأوضاعها المعقدة وعليه سيكون لزاما على كل مواطن يعي دوره ومسؤوليته ألا يفرِّط بحق الاطلاع على برامج القوى جميعا ويحتكم في صواب رأي كل قوة بمحاكمتها بالاستناد إلى رؤى القوى السياسية الأخرى ويطلب المناظرات واللقاءات كي يتبين المنطق الأصوب ويختار الأفضل..
ولا يمكن ممارسة لعبة التصويت بطريقة الاختزال بإرادة مرجعية سياسية أو غير سياسية أو بالتخفي وراء أعمال وشعارات تضليلية ومخادعات سياسية بطرق التمرير ..
وكل مواطن ينبغي أن يتحمل دوره في تقرير مصالحه ومصالح أخوته من أبناء فئته المهنية الوظيفية وطبقته أو من أبناء بلدته ومحافظته والجهة الدينية أو المذهبية التي ينتسب لها.. ومن الطبيعي أن يحظى الأمر باهتمام أكاديميينا ومتخصصينا بمعالجته وتناوله بما يخدم حوارا جديا مسؤولا للوصول إلى الأصوب في اتخاذ القرار..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركتنا من أجل انتصار أهداف الحوار الوطني وبعض العراقيل المت ...
- ما الذي جرى ويجري وما المطلوب للخطوة التالية من مسيرة كتابة ...
- من بعض مستلزمات الحوار الوطني العراقي المسؤول؟
- هل للحوار إمكان الاستمرار في ظل الأوضاع المحتقنة؟
- الأذن وثقافة الحوار؟
- العراق وهيمنة -البازار- على السلطة؟
- فديراليات تنفيذ مخططات إقليمية لا مصلحة للشعب العراقي فيها
- لا تصنعوا طاغية جديدا آخر؟!! أدعياء التسيّد على رقاب الشعب ه ...
- حول تقاسم الثروة الوطنية؟!!
- المثقف العراقي و الدستور؟
- أولويات الخدمات الحياتية الأهم للعراقي؟
- الوضع العراقي الراهن والبديل المنتظر؟
- بين ما يُنسَب للبصرة العراقية، وما ينتسب لأطماع خبيثة!؟حكاية ...
- ثورة الرابع عشر من تموز العيد الوطني العراقي
- ثورة الرابع عشر من تموز بين أهدافها ووسائلها
- العراق وعلاقاته بين الشعوب العربية و النظم العربية
- حول إرهاب الدبلوماسيين العرب والأجانب ومواقف بعض المسؤولين و ...
- المرأة العراقية في الحياة العامة
- الشعب مصدر التشريع وكاتب الدستور الأول
- ندوة الحوار الديموقراطي الوطني


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ذرائعية الخصوصية لتشكيل فديرالية الجنوب والوسط؟!!