أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم روضان الموسوي - مؤسسات المجتمع المدني واعادة النظر في القوانين النافذة














المزيد.....

مؤسسات المجتمع المدني واعادة النظر في القوانين النافذة


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:16
المحور: المجتمع المدني
    


وجدت القاعدة القانونية من رحم حاجة الأمة أو المجتمع وذلك من اجل معالجة مشكلة أو تنظيم حالة ظهرت في المجتمع أو لغايات و أهداف أخرى حيث يوظف القانون أحيانا لتحقيق غايات غير مشروعة مثلما وظفته الأنظمة الدكتاتورية بجعله وسيلة من وسائل القمع، واللجوء إلى إنشاء القاعدة قانونية على الرغم من وجود القواعد الأخلاقية، التي اعتاد عليها المجتمع، كان بسبب قوة الإلزام التي تتصف بها تلك القاعدة القانونية ، وهذا الإلزام يرتب آثار مهمة جدا تصل إلى حد إنهاء حياة الإنسان أو سلب حريته أو مصادرة ممتلكاته وغير ذلك من آثار أخرى .
لذا فان القاعدة القانونية وكما أسلفت وليدة الحاجة ويقترن وجودها بوجود الحاجة إليها وحيث إن الحاجة متغيرة بحكم الزمان والبيئة والسلوك والتوجه وحتى مصدر وجودها التشريعي، وهذا ما يجعل من القاعدة القانونية متغيرة باستمرار وغير ثابتة ، لذلك نجد الأمم تشرع القوانين متى ما وجدت إن الحاجة تدعو إلى ذلك . وفي الواقع القانوني العراقي نجد ان بعض النصوص النافذة أضحت غير منسجمة مع الواقع الجديد سواء الزماني أو الاجتماعي والاقتصادي وفي أي مجال ذي صلة بتطبيقات تلك القاعدة أو النص القانوني .
وبعد الأحداث الزلزالية التي حلت بالعراق نرى إن الحاجات قد تغيرت وأسباب نشوء بعض القواعد والنصوص قد تغيرت واختلفت، حيث أن بعض النصوص نافذة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان والأخرى وجدت لمعالجة أوضاع انتهت في حينها او بعض النصوص كانت تعبر عن توجه سلطة التشريع القابضة، وكما يعلم المطلع في علم القانون إن فلسفة الأنظمة الحاكمة في الفترة السابقة كانت عملية التشريع فيها تنحصر في كون القانون يمثل فلسفتها كسلطة قابضة، لذلك نجد نصوص ذات غايات تدل على تكريس السلطة لفرد أو تحقيق مصالح فئوية أو شخصية .بالإضافة إلى أن الخلفيات الثقافية لرموز تلك الأنظمة كانت مختلفة ومتباينة ففي فترة نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان الحكام ورموز السلطة أبناء حواضر ومدن ويعبرون عن ثقافة المدينة ثم حدثت الانقلابات العسكرية مما أدى إلى وصول أبناء الريف وهؤلاء نقلوا ثقافة الريف فانعكست على عملية التشريع حتى وصل الأمر إلى العمل على وفق ثقافة القبيلة والتفرد وربط الكل بفلكه وهذه أيضا أفرزت وأوجدت نصوص معبرة عن تلك الثقافات والطروحات .
ومما تقدم فان القوانين النافذة التي لا زال العمل بها مستمر بحاجة إلى إعادة النظر بما ينسجم والتطور الزمني والنوعي لواقع التشريع القانوني ، ومن الجدير بالذكر ان القضاء العراقي لازال يعمل على وفق النص النافذ حتى لو كان القاضي يدرك ويعلم انه لا ينسجم مع المرحلة الحالية ومثله الموظف في أي موقع كان في هرم السلطة التنفيذية، ومن هذه الحاجة إلى إعادة النظر في القوانين النافذة، تنهض الدعوى إلى مناشدة كل مؤسسات المجتمع المدني لأخذ زمام المبادرة في تعميم النصوص النافذة وذلك من خلال تغلغلها في كافة القطاعات سواء كانت اقتصادية اجتماعية، علمية، فنية، اوغيرها، وبواسطة هذه المنظمات يمكن أغناء هذا الموضوع من خلال مناقشة كل فئة للقوانين التي تتعامل مع أنشطتها وتقييمها من خلال مدى تطابقها مع الغايات العامة التي تهدف إلى النهوض بالمجتمع العراقي الجديد ومن ثم رفعها إلى الجهات ذات العلاقة بالعملية التشريعية بواسطة الاتصال بمثلي الشعب أو رفعها بالمباشر إلى الجمعية الوطنية أو إلى الحكومة من اجل اقتراحه على الجهات التشريعية .
وارى إن الحكمة من ذلك هو رفع النفس السلطوي الذي تتوفر عليه اغلب النصوص النافذة خصوصا التي ظهرت بعد عام 1980، تلك الحقبة الزمنية التي سحقت المجتمع العراقي بالحروب المدمرة، بالإضافة إلى الأسلوب الانتقامي والحربي في آلية التشريع والتطبيق .
كما أرى إن هذا الأمر لو تم وبمشاركة فئات وقطاعات مهمة من المجتمع ستعزز من احترام أبناء المجتمع للقانون ليقينهم بأنه وجد بناء على رغبتهم ومن اجل خدمتهم وسنتمكن من خلق ثقافة لالتزام بالنص والقانون لا ثقافة الإلزام القسري للتقيد بالنص القانوني ، ومن كل ما تقدم اكرر الدعوى إلى كل الفئات الاجتماعية وتحت أي مسمى كان للعمل على وفق ما ذكر من اجل إيجاد منظومة قانونية معبرة عن واقعنا وملبية لطموحنا في بناء مجتمع سليم وعدم الاعتماد على ما تقوم به الدوائر الحكومية فقط، لان المواطن هو وعاء التطبيق ومحل التنفيذ وقد لا يدرك الموظف حجم المعاناة للمواطن من النص النافذ أو قد لا يعلم بوجوده لكثرة التشريعات النافذة التي وصلت إلى حد إصدار أكثر من إلفي فانون وقرار له قوة القانون في سنة واحدة في الفترة الماضية .



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي والثقافة القانونية
- المركز القانوني للمتزوج بأكثر من امرأة واحدة
- ضمانات رجل الاعلام في القانون العراقي
- قراءة في نص المادة 24 من قانون المحكمة الجنائية المختصة رقم ...
- سكن الزوجة في فترة العدة عند الطلاق
- الرقابة القضائية على أعمال مؤسسات المجتمع المدني
- مفهوم القاصر والحدث في القانون العراقي
- التفكير والتكفير


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم روضان الموسوي - مؤسسات المجتمع المدني واعادة النظر في القوانين النافذة