هل أتاك حديث كفيل السيسي ؟!

عبادي عذراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 21:00
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

أولا من الإنصاف والعدل أن أذكر أن العنصرية في الإسلام بواقع الحال خرجت من رحم الإسلام نفسه وبقول رسول الإسلام نفسه منشدا :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب
وصور العنصرية في الإسلام والتمييز بالمرتبة والطبقة كثيرة ولا يمكن حصرها أو ذكرها كلها لكثرتها وتعدد قبح أوجهها لكن قاسمها الرابط هو نظرة التعالي والكبر والخيلاء مصهورة بنظرة دونية وبإزدراء لكل ما هو غير محسوب على الطبقات الثلاث الرئيسية في الإسلام وهي طبقة الحكام وطبقة أهل الحل والعقد وطبقة العلماء ، فالإسلام من خلال كثير من نصوصه أوجد العنصرية والنظرة الدونية للمرأة وشرائح من المسلمين بعينها ثم نظرة أبشع منها تجاه ما هو غير مسلم ، فالعلو والأعلون وخير أمة هم المسلمون وغيرهم مشركون أنجاس ، وعبر تلك المفاهيم غير الأخلاقية والمتجردة من أدنى ذرة من إنسانية تفشت العنصرية بين العرب المسلمين على وجه الخصوص وترسخت حديثا بأبشع وأسوأ وأقبح صورة الآن في عقر دار ظهور الإسلام ومدفن رسول الإسلام في البلد المسمى السعودية وهو نظام الكفيل سيئ الذكر والصيت ، والغريب أن ذات التسمية بحد ذاتها لهذا البلد تؤكد حقيقة الاستبداد وفق المفهوم الإسلامي الحنيف وشريعته السمحاء ، نظام الكفيل حسب وصف أحد المكفولين المسلمين هو نظام استعباد يخلو من أي إنسانية ، مسكين هذا المكفول المسلم العامل الباكستاني لأنه يجهل الجاني الحقيقي الذي زرع مثل هذه العنصرية والنظرة الدونية والاحتقار وبشاعة السادية عند كفيله السعودي المسلم ابن ذات ملته ، لكن ما يدعو للغرابة أن ينتقل مفهوم الكفالة البغيضة بحسب الطريقة الإسلامية السعودية السمحاء من كفالة أشخاص إلى كفالة أوطان ورؤساء وشعوب ، إسلامية أيضا وإن كان يوجد بها مواطنون من غير المسلمين ، الكفيل السعودي تجاوز كفالة فرد ليكفل رئيس جمهورية ، جمهورية تملك أقدم حضارة إنسانية تقريبا فياللعار ، كفالة جعلت رئيسا يصعد لطائرة كفيله ، ويخضع له بالكلام والرأس ، كفالة رضي بها طلبا للدعم وفعلا حصل عليه بالمليارات لكن هل تغسل المليارات عار الكفالة وتمحي عنصرية ودونية النصوص بنظرتها تلك ؟! ، اللعنة على الاستبداد والقمع فكم من جرائم ترتكب عبره ، وكم من نفس بشرية أزهقت به ، وكم من احتقار وإزدراء طال الشرفاء من أربابه ، الكفالة صناعة إسلامية وليست صناعة خاصة سعودية ، وثمرة فاسدة لعنصرية نصوص كانت ولازالت وصمة عار في جبين الإنسانية.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات