أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد العروبي - إستحاله التنوير















المزيد.....


إستحاله التنوير


أحمد العروبي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 16:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


علي الاقل شعوبنا التي تعيش في الجغرافيا التي يطلق عليها حاليا العالم العربي و العالم الإسلامي
أولا لماذا نطالب بالتنوير أصلا ؟ الجواب سببه وجود إخلاف رهيب بين هذا العالم العربي و الإسلامي و بقيه العالم علي إختلاف بقيه هذا العالم في تاريخه و عقائده فالغرب اللذي كان مسيحيا و الشرق الاقصي الذي دان بعقائد هي أقرب لفلسفات منها لاديان كان لكل منهما عقائد مختلفه و تاريخ مختلف منذ بدايه تحضرهم حتي الخمسين سنه الاخيره الذي أصبح فيه تواصل بينهما جعل كل منها أقرب و أكثر شبها بالاخر و جعل الصراع بينهما متفوق حتي علي الصراع القومي الذي ظهر في بدايته في الغرب ثم أصبح شرقيا بظهور العنصريه و القوميه في الشرق أيضا و هنا أقصد الصراع الفكري بين الشرق الشيوعي و الغرب الرأسمالي فكلاهما يدعم فكره حديثه أنتجها فلاسفه تقدميين لم تقف عقائد و تاريخ الشرق أبدا كعائق للتقرب و التماثل مع الغرب و الصراع معه فيما أنتجه مما أوضح الصراع معه إننا متخلفين عن شئ تمت تسميته في البدايه (الحضاره الغربيه الحديثه) لكنها في النهايه أتضح أنها الحضاره الإنسانيه الحديثه بدايه بظهور الدوله القوميه و الصراع العنصري القومياتي في بدايه ال200 سنه الاخيره ثم الصراع الفكري بين الافكار الحديثه كالشيوعيه و الرأسماليه ثم تحول الصراع لتنافس إقتصادي و علمي مذهل بين الجانبين أوضح بجلاء أننا نحن فقط المختلفين و إختلافنا غير قادر علي أن يجعلنا نظير لهما (كما كان الإختلاف بين الجرمان المتخلفين و الحضاره الرومانيه حيث كانو نظير و مهدد للرومان رغم إنه غير متحضرين) و كذالك غير قادر علي مجارتهم أو حتي مجرد الإنعزال عنهم و البقاء متميزين حتي بتخلفنا عنهما لاننا يتم غزونا بنتائج تلك الحضاره عن طريق وجود منتجات سلطويه و سياسيه الدوله القوميه الحديثه و البرلمانات و غيرها و هي تخالف عقائدنا و تاريخنا كذالك وجود نتائج ثقافيها مثل العلم و الفلسفات الحديثه منها الإقتصاد الحديث الذي يخالف عقائدنا و العلم الحديث الذي يخالف عقائدنا و غيره من منتجات تلك الحضاره و هذا يعني غزو في القائمتين لاي نظام إنساني في التاريخ الثقافه و السياسه , لذالك أقول هنا إنتهت (قيمه و مضمون) التهمه التي تلقي في وجه كل تقدمي من أنه منبهر و موالي للغرب لانو من الواضح إننا لسنا متميزين حتي بتخلفنا بل نحن في قاع الحضاره و ليس لنا أي قيمه و لا حتي قيمه أخلاقيه عنصريه تتمثل في الإنعزال عن تلك الحضاره فحتي هذا لم نقدر عليه كذالك لم تعد حضاره غربيه فأصبح الان واضح تماما إنها حضاره إنسانيه إنسلخ فيها كل البشر حتي من فيها عقائدهم تمثل عائق لكنه عائق بسيط مثل عقائد الهنود , عن نفسي بالذات متأكد من إنتهاء قيمه تلك التهمه لاني شخصيا كنت مسانده للقوميه الدينيه في بدايه تشكل وعيي ثم القوميه العنصريه فيما بعد و التخلي عن الاولي ثم الثانيه ليس سببه إنبهار أو غيره بل سببه ما أسلفت
ثانيا كيفيه التنوير و لماذا ينجح بسرعه في الخارج شرقا و غربا و يفشل لدينا ؟ إجابه هذا السؤال موجوده في تاريخ تلك المنطقه , تلك المنطقه الغريبه في العالم حاليا لا يجمع بينها سوي العقيده الإسلاميه حاليا و ما يجمع الاقليه الاكبر فيها هي العقيده المسيحيه أما غير ذالك من المشتركات فهي خادعه في حال تم تعميمها (القوميه العربيه , القوميه التركيه , ظاهره اللادينيه) و هي محليه ضيقه جدا في حال تم تخصيصها (القوميه الكرديه و الامازغيه و الوطنيات المحليه مثل المصريه و اللبنانيه و السوريه) إذا المشترك الاعظم و الحقيقه الاوضح هي الدين و هنا تعامل كل مفكر حقيقي لمشكله تلك المنطقه مع الدين نفسه و إستهدف الدين الاعظم و هو الإسلام لكن حتي المسيحيه هي مفيده جدا في توضيح مشكله تلك المنطقه لانها دين مشترك بين أقليه شرقيه و دين الغرب السابق في العصور الوسطي , المهم بالنسبة لإستهداف الإسلام كان عن طريق مجموعة من المفكرين العظماء في تلك المنطقه علي رأسهم في العصر الحديث فرج فوده و خليل عبد الكريم عن طريق إبراز تناقضات الدين و نصر حامد أبو زيد عن طريق تحليل النص و محمد أركون عن طريق علمنه الدين و سيد القمني عن طريق التاريخ و مراد وهبه عن طريق إعاده إحياء إبن رشد حتي تكون لنا رشديه لاتينيه كما كان لدي الغرب لكن لتكون رشديه عربيه و غيرهم طبعا الكثيرين لكن ليس لديهم شهره و إبداع مثل من ذكرتهم سلفا و أبرز مثال عليهم حاليا هاشم صالح عن طريق إتباع خطوات الغرب في الوصول لما وصل له حاليا خطوه خطوه و عزمي بشاره عن طريق دعم الدين و تحمل أخطاره و هرائه حتي يتطور و يتعلمن مع مرور الوقت كما حصل في الغرب و كما هو واضح أي مفكر تعامل مع التنوير و مشكلته في تلك المنطقه بمعزل عن الدين فشل لانو يستحيل التنوير و التحديث في أي مكان دون التعامل مع حقائق هذا المكان و الحقائق هي دينيه بوضوح
ثالثا إستهداف الإسلام بكل تلك الطرق من خلال كل هؤلاء المفكرين لم يأتي بنتيجه تذكر بل تعقد الوضع أكثر لماذا ؟ في البدايه نوضح أن السبب هو تاريخ تلك المنطقه أيضا و هنا سنتحدث عن الإسلام ثم المسيحيه ليس بكونهم أديان جاهزه ذات منتج نهائي موجود أمامنا حاليا نصب عليه كل غضبنا و نري فيه دائما أنه السبب في مشاكل تلك الشعوب و هنا أتذكر وجهة نظري الثانيه في مشكله تلك الشعوب و عدم نجاح التنوير معها و السبب كان عدم قدره مفكرينا رغم عبقريتهم علي تنظيم أنفسهم و توجيه خطابهم و التعاون لتسهل خطابهم و توجيهه خطوه خطوه حتي يتقبله الناس البسطاء - بالمناسبه ألاحظ أن من يقوم بهذة الطريقه حاليا هو مفكر واحد لا يعتبر مفكر عبقري و ليس له شهره تذكر لكنه ناجح في هذا و أقصد هنا سامح عيد الإخواني المنشق من يلاحظ تصريحاته و كتاباته في أخر سنتين فقط سيلاحظ إنتقاله من فكره أدني لفكره أعلي مع بدايه أي تحول علي الارض في وجهات نظر المجتمع فقبل التحول بفتره بسيطه يلقي فكرته في مقاله أو لقاء تلفزيوني – أيا يكن كنت أظن أن هذا السبب و كنت أقول دائما عباقرتنا علي مر التاريخ مثل إبن سينا و إبن رشد و الفارابي و الكندي و و مجموعة العباقره إخوان الصفا و غيرهم في (العصور الوسطي) و (من أسلفت في ذكرهم في العصر الحديث) مع تلاميذهم و مناصريهم القلائل لم يقدرو علي تبسيط أفكارهم و توجيهها للناس البسطاء و الإحتفاظ بالافكار الاعلي لزمن متقدم في حال إتضحت تلك الافكار الادني للناس و تمسكو بها حتي يحدث التقدم تدريجيا قبل أن يلتفت الناس لخطر تلك الافكار علي عقائدهم و أعرافهم التي تسبب تخلفهم – بلاحظ إن التعامل مع الناس البسطاء أشبه بالتعامل مع قطيع من الحيوانات يدربهم الراعي خطوه خطوه حتي يجعل حياتهم و قدراتهم أفضل و هو يدربهم خطوه خطوه لانو في الغالب لا يتقبلو الخطوه الاخيره بل يصبحون حتي مؤذين لهذا الراعي أو ربما لو نموذج الحيوانات مزعج ممكن نلاحظ أنهم أكثر شبها بالاوعي الذي ما إن يستشعر تدخل الوعي حتي ينهار و يوقف الحلم علي سبيل المثال – أيا يكن هذا كنت أظن أنه سبب فشل مفكرينا في العصور الوسطي و الحديثه و لذالك الناس متخلفين لكن حتي قبل تلك الفكره كان لدي وجهة نظر أخري كانت الاولي لها علاقه بالسلطه فقط و أن السبب في تخلف الناس هو السلطه التي تحكمهم و إن مشكلتنا حلها في وصول التنويريين للسلطه و تغير مناهج التعليم لان في عصرنا هذا صعب التنوير عن طريق البيوت و الشوارع لان معظم وقت التعليم يكون في المدارس التي توفرها سلطه الدوله الحديثه و بعد تلك الفتره يعمل الناس في سوق العمل حتي يحصلو علي الاموال التي تجعلهم قادرين علي الحياه لكن هذا إتضح إنه هراء فوقي لا قيمه له و سبب هذا هو الناس أنفسهم و ليس السلطه كذالك ليس السبب هم المفكرين أنفسهم أو عدم تنظيمهم أو عدم ترتيبهم و تبسيطهم لافكارهم حتي تناسب البسطاء بل السبب هؤلاء البسطاء أنفسهم و هنا ننتقل للنقطه التاليه
رابعا كيف يكون البسطاء هؤلاء هم السبب في مشكله أنفسهم ؟ الان ظهر بوضوح من خلال التعمق أكثر في تاريخ تلك المنطقه إن شعوبها ليست ضحيه لسياسييها أو لمفكريها أو حتي لعقيدتها , وجهة نظري تلك التي أري أنها تطور لوجهتي النظر السابقتين تقترب أكثر من سبب المشكله من خلال التاريخ فالمشكله ليست عصريه حديثه فقط كما في وجهة النظر الاولي أو تمتد من العصور الوسطي فقط حتي الان كما في وجهة النظر الثانيه بل تمتد حتي من العصور القديمه فكيف هذا ؟ كما يقول دان دنيت في فكرته عن تطور الافكار و تشابهها مع التطور الطبيعي في الاحياء من الخليه الاولي حتي القرده العليا إن الافكار أيضا تبقي و تتكيف مع الوضع الذي تنشأ فيه و تنتشر أكثر كلما طورت نفسها أكثر و ليس شرطا أن يكون هذا التطور شئ جيد بالنسبة لنا كما لم يكن التطور في الاحياء شئ جيد بالنسبه لنا فحتي الان هناك الكثير مما تطور فينا لا يخدم هدف التطور في البقاء أكثر و أكثر كذالك الافكار في تطورها لا تخدم الهدف الذي يجب أن تتطور لاجله و هو مساعده البشر في التقدم أكثر و أكثر بل هي أقرب لهدف التطور الاحيائي الطبيعي في البقاء فقط حتي لو ساهمت في نكسات حضاريه لحماه تلك الفكره من البشر (بالمناسبة هو إستخدم أفكار الإسلام كدليل علي فكرته تلك و أتي بكلمات لسيد قطب تحديدا يوضح فيها الافكار التي تطورت و هي سيئه للغايه) , هنا الفكره التي نتكلم عنها هي الدين و تحديدا الإسلام و ما أريد أن أقوله هنا إن الإسلام ليس المجرم و ليس السبب المباشر في مشكله هؤلاء البسطاء كيف هذا ؟ الواضح من خلال تاريخ تلك المنطقه إن العقيده كانت هي الاهم في تاريخها سواء في العراق أو مصر أو الشام أو فارس و تلك المنطقه التي تسمي بالشرق الاوسط هي قلب العالم الإسلامي و العربي حاليا و تأثرت كل الشعوب حول تلك المنطقه بأفكارها الدينيه و إتبعتها سواء في فارس و فكره الخير و الشر التي أبدعتها الزرادشتيه أو فكره البعث و الخلود حجر الزاويه في العقيده المصريه أو الميثلوجيا العراقيه القديمه التي تحكي معظم أبرز القصص الدينيه في الاديان الناشطه المسيطره حاليا أو الميثلوجيا المصريه التي هي حجر الزاويه في العقيده المسيحيه – ملاحظ إن الدمج بين العهد القديم الذي نهل معظم أساطيره من العراق و الشام مع العهد الجديد الذي نهل عقائده و أساطيره من مصر هو دمج بين أفكار تلك الحضارت التي لم تجتمع أبدا إلا بعد ظهور المسيحيه - التي كانت مسيطره علي تلك المنطقه قبل قرون قليله كذالك القصص و العقائد الموجوده في المانويه و التي أخذ منها الإسلام الكثير أيضا القصص و العقائد الحرانيه و المدائيه و غيرهم و غيرهم من القصص الدينيه التي لم تكن المسيحيه و الإسلام بعدها سوي تجميع و تأطير لها حتي تكون تبشريه بقدر الإمكان لكن سيطره المسيحيه كان فيها خلل ما لولاه لما ظهر الإسلام و أنتشر مع الوقت و هنا ظهور الإسلام ليس مفاجئ بل وجود كثير من العقائد و الاساطير في تلك المنطقه خاصة التي كانت قريبه في ظهورها من العهد القديم و الجديد كالمانويه بالذات التي هددت عرش المسيحيه في الشرق المهم كلها كانت عباره عن أسس جاهزه لاي دين تبشيري جديد كالمسيحيه ينجح في تأطيرها و تجميعها في بوتقته و الإسلام فعل هذا و كل دارس لعقائد و أساطير الإسلام يري بوضوح هذا كما يري بوضوح أيضا هذا بوضوح في المسيحيه كذالك يري هذا في عدم إهتمام المبشرين في كلا الديانتين في بدايه ظهورهما بتشابه عقيدتهم الجديده مع عقائد من يبشرون وسطهم فالمسيح كان يشبه معظم آلهه الشرق ذات الميلاد العذري في هذا الوقت بل أصلا كانت متفقه مع عقائد ظهرت منذ فجر تاريخ الإنسانيه حتي ظهور المسيحيه نفس الشئ الإسلام الذي في الغالب بدايه ظهوره كانت في عهد الامويين بعد الغزوات العربيه لممتلكات الامبراطوريتين الفارسيه و البيزنطيه ففي الغالب لم يكن للعرب دين كامل وقتها لكن سلطتهم السياسيه و إحتكاكهم بشعوب مختلفه في هذا الوقت كانت عملاقه و رهيبه الاعداد بما فيه الكفايه بالنسبة للعرب حتي لا يجرؤ العرب أبدا علي تحديها و فرض عقيده ما عليها و إلا كانت ستسحق هؤلاء العرب قليلي العدد و هذا ما يخالف الإسلام الذي بين أيدينا الان و الذي يفرض نفسه علي أي عقيده أخري و يسحق أي عقيده أخري في طريقه , أيا يكن هنا الإختلاف بين العرب و بين الغزوات المغوليه أن المغول أعدادهم كانت خرافيه و كانو قادرين علي فرض عقيده ما مع ذالك لم يفرضو لتفاهة عقائدهم بل غزتهم عقيده مثل الإسلام لانها قويه و متطوره جدا عن عقائدهم التافهه , تطور ما يسمي بالإسلام و دمجه لعقائد و أساطير المنطقه في هذا الوقت كان له دعم سياسي بكل تأكيد و كان عكس المغول الذين غزاهم الإسلام غير قادر علي أن يقبل بالغزو المسيحي له لانه أصلا في صراع إمبراطوري مع إمبراطوريه دينها الرسمي هو المسيحيه !!!!! المهم إستغلال الدين كان طبيعي للغايه في هذا العصر فكما حصل في في البيزنطيه و إستغل الدين المسيحي بعد ما نضج بما فيه الكفايه ليكون دين الإمبراطوريه و يكون إسمنتها كان يجب علي العرب أن يكون لديهم إسمنت ديني لامبراطوريتهم و إلا كانت ستزول كما زالت بعدهم إمبراطوريه المغول و قبلهم الإمبراطوريه الفارسيه و اليونانيه و الرومانيه و كلهم إحترمو جميع الاديان و لم يكن لهم دين رسمي يجعل لهم القدره علي البقاء الطويل فأهميه الدين تتضح بجلاء في أوقات ضعف العرب تحديدا أفضل من إستغل الدين علي مر التاريخ حيث كان هو الشئ الوحيد الذي يحفظ إمبراطورياتهم من الزوال و هذا واضح في تاريخ الدوله العباسيه و التي أنقذها الترك من الزوال في فتره ضعفها و أبقاوها قائمه ضعفي عمرها و طبعا الترك هم حديثي الدخول للإسلام و هم من أنقذو تلك الإمبراطوريه و أبقو السلطه بيد الخليفه إبن قريش تلك القبيله التي لها قداستها في الإسلام , الاكيد بالنسبة لي حاليا إن الكثير من التطور الذي حصل في الدين الإسلامي هو تطور لفكره سببها تقبل الناس لها و جعلها تتكيف مع الواقع رغما عن أنف الواقع و ليس فرض الإسلام عليهم ببساطه المنطقه كانت متقبله له لانه كان عباره عن تأطير و صهر لعقائدهم كلها , المهم هذا الوجود للدين كان ناجح قديما في العصور القديمه حيث كانت حضارات الإنسان متركزه في تلك المنطقه و كان ناجح جزئيا في العصور الوسطي لكن تحديدا منذ القرن السادس عشر أتضح إن هذا النجاح الجزئي في طريقه للزوال و و إن تلك الافكار الدينيه ستكون أكبر معطل لتقدم هؤلاء البشر
سبب هذا هو بدايه التحول في الغرب و هنا علينا أن نذكر إن الغرب لم يكن للكثير من عقائده مساهمه وقت صناعه و تطور المسيحيه بل دخول المسيحيه للغرب سببها سياسي عن طريق تأثر القبائل الجرمانيه بها بعد إسقاط روما و كانت العقيده في معظمها جاهز و متطور لذالك فالاوروبيين لم ينتجو تلك الفكره بل تقبلوها و لذالك أيضا وقت تطورهم علام يبدو لم يكن لديهم مشكله في التخلي عنها و لو تدريجيا و هنا أذكر بشكل أكثر وضوحا سبب مشكله هؤلاء البسطاء التي سببوها لانفسهم فمثلا أري يوما بعد يوم بوضوح أكثر إن هناك مشكله في العقل في تلك المنطقه نفسه يجعله مختلف عن العقل الغربي و الشرقي خاصة الغربي إختلاف قد يكون سببه لاوعي جمعي يساهم في تمرير القواعد الاساسيه التي تحمي فكره الدين و تطورها مهما كان الضغط الحضاري رهيب عليها , قواعد سببها حاجة غريبه بتلك الشعوب ما يجعل الجمله المستفزه (شعب متدين بالفطره) مناسبه جدا لهم شئ غريب يشبه جسيم هيغز في الماده لكن هذا جسيم هيغز فكري هههه
في الغرب في بدايات القرن السادس عشر لم يكن مر سوي قرون قليله علي سيطره المسيحيه علي أوروبا مع ذالك ظهر كوبرنيكوس و أتباعه و كانو كلهم مؤمنين بالمسيحيه مع ذالك لم تمنع المسيحيه إبداعهم و تقف عائق له كما فعلت في الشرق حيث لا نجد أي عباقره مؤثرين من المسيحيين خاصة المؤمنين في أي مجال ليس هذا فقط بل حتي العظيم تيخو براهي المتدين أصلا و الذي واجه الكوبرنيكين نموذجه و رفضوه لاجل نموذجهم مركزي الشمس بأن الله هو يفعل هذا و هذا دليل علي عظمته خلق نجوم حجومها لا يمكن إستيعابها , فرغم تدين براهي لكنه رفض هذا التبرير و حاول يثبت صحه نموذجه ثنائي المركزيه (الارض و الشمس) طول الوقت و هكذا مع ظهور غاليليو و حتي نيوتن و ديكارت الذي كان كلاهما في صراع علمي يخدم كنسيه كل منهما !!! و غيرهم من العلماء كانو مؤمنين و الإيمان لم يمنعهم من الإبداع و لم يمنع تلك الشعوب من التطور التدريجي و كان كل خطوه يتخدوها للامام لا تقابلها 10 خطوات للخلف كما لدينا في الشرق الاوسط بل كان هناك تراكم مستمر للخبرات و المتعلمات لم يحدث لدينا قط بل أكثر من ذالك فالعالمانيه التي تعتبر بدايه كل هذا التقدم قد يكون سببها كتابات إبن رشد المنتمي للعرب و المسلمين و التي أنتجت تيار الرشديه اللاتينيه في أوروبا فيما يعني إن ظهور إبن رشد لم يستفد به العرب الذين كانو متقدمين خطوه علي الغربيين بل إستفاد به الغربيين و كان تقدمهم مستمر بينما كان تخلف العرب مستمر و تطويرهم للدين لحمايه هذا الضغط الحضاري مستمر , فالغربيين لم يقفو أمام إجتياح تيار الرشديه اللاتينيه سواء بحجج قوميه لها علاقه بعروبته أو بحجج دينيه لها علاقه بإسلامه أو غيرها بل المهم كان إن كلامه مهم و يجب التعامل معه حتي لو كان مختلف معهم , أكثر من ذالك فالكنائس في أوروبا كانت مقدمه للجامعات الاعظم التي نراها حاليا و كانت الداعم الاكبر للعلم قبل أن ينقلب عليها بسبب تطوره المطرد لكن حتي إنقلابه عليها و إنقسامها هي نفسها لاحقا لم يجعلهم أيضا يرجعو خطوه للوراء بل كانت خطواتهم كالعاده للامام و كل الدماء التي سالت في تلك السنوات كانت تساهم في تقدمهم خطوه بعد أخري حتي نصبو أنفسهم ملوك للعالم بحرا و برا و جوا و الان وصلو حتي الفضاء و هذا حصل في وقت قصير جدا و مرجح أن يمتد للابد
و لم يكن تقدم علمي فقط بل حتي ديني و هنا مثل ما كان تطور الدين لدينا معطل كان تطوره لديهم مفيد و السبب أكيد ما وصفته بإختلاف العقليه بينهما فالتطور الديني لدينا كان يساهم في بقاء الدين أكثر و أكثر و تضخيم دوره في المجتمع و السياسه أكثر و أكثر بينما لدي الغرب كان دوره يقل أكثر فأكثر في الغرب ظهور عظماء من رجال الدين نفسه كانو شجعان بما فيه الكفايه ليقولو كلمه الحق و يفرضو أرائهم مهما كان السيف مسلط علي رقابهم مثل العظيمين كالفين و مارتين لوثر في ترجمه الاناجيل للغات المحليه بينما لدينا رجال الدين من أجبن ما يكون و لا يقدرو إلا علي مجاراه الشعوب و السلطه الدينيه بإستمرار و ليس الخروج عليها و تحديها حينما يكون لديهم فكره ما شجاعه تثور علي التراث , و أيضا كان لديهم تطور سياسي جعلهم ينتجو دوله قوميه حديثه أنهت بدورها أي دور بعد ظهورها للدوله الدينيه و الدول الإمبراطوريه متعده القوميات
لذالك فالواضح أنهم سبب المشكله التي هم فيها منذ العصور القديمه حتي الان و عن نفسي لا أعلم هل كنا في البدايه في حاجة ماسه للدين حتي ننتج الحضاره التي أنتجناها في الشرق أم لا هل كان إستغلال مغامره العقل الاولي و التي كانت علميه بحثيه فلسفيه بحته و تقديسها و دمجها بالعرف و تحويلها لدين مهم حتي نصل لما وصلنا له في العصور القديمه أم لا و لا أستطيع أن أجزم بأهميه الدين أو عدمه نتيجه النظر للحضاره الاوروبيه في اليونان و روما لانها مؤكد تأثرت بالشرق فلم تحتج للوصول لمرحله الدينيه التي وصل لها الشرق الذي ترك للغرب منتجات حضاريه جاهزه قبل أن تنتج حضاراتها التي كانت أشمل من غيرها ؟ لكن لدينا الصين تحديدا كانت طوال الوقت بعيده كل البعد عن الهراء الشرقي و لم تحتج لدين بل كان لديها فلسفات خاصه و كان لديها حضاره عظيمه ممتده طوال الوقت و النكسات لديهم لم تكن طويله كما لدينا أو متوسطه كما للغرب , لكن الاكيد حتي لو كان الدين مفيد قديما فهو حتما كان معطل جزئيا في العصور الوسطي و معطل تماما في العصور الحاليه بل حتي هو الان يمثل حركه رده مروعه نحو مزيد من التخلف و هنا علي أن أقول ليس ما نقرأه عن الحضارات القديمه في مصر و سوريا و العراق شئ يجعلها مناسبه للعصر الحديث هي حضارات بالنسبة للعصر الحالي متخلفه و تافهه للغايه و لا يمكن لاحد أن يتعايش معها في هذا العصر بنفس الطريقه التي تمنعه أن يتعايش مع المسيحيه و الإسلام بل أكثر من المسيحيه و الإسلام لوجود مثلا التضحيه البشريه أو الإهتمام المروع بالحياه بعد الموت أو الخوف المروع من ألهة الشر و الحب العجيب لآلهة الخير و غيره و غيره مما يجعلها أسؤ حتي من الإسلام و المسيحيه إللي كانا رغم تأطيرهما و صهرهما للعقائد و الاساطير القديمه فقد تخلو عن كثير من الهراء الذي لم يكن مناسب للعصور الوسطي
أنا حاليا و غير السابق كلما تخيل فرد مسلم أو مسيحي فأنا أري في كل واحد فيهم مجموعة من الافراد كل منهم ممثل لعقيده قديمه ما مانويه , مدائيه , حرانيه , مصريه , كنعانيه , زرادشتيه , مزدكيه و و و و و و و و
و هذا يجعلني لا أري فيهم عدو كما في السابق بل هم إمتاد طبيعي لتاريخ و عقليه أجداد أجادهم حتي وصلو لما وصلو له الان من رده حضاريه .



#أحمد_العروبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المشير ؟؟؟
- أمامنا طريقيين
- المتأسلمين : جديد فوضي المصطلحات
- جنون نظرية المؤامره تعدي حدود المعقول
- شيخوخة الديمقراطيه يا حبيب !!!!!! يا إلاهي
- إيمان الاطلنطسيين و إيمان المتدينيين
- شكرا سيد القمني


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد العروبي - إستحاله التنوير