أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الاسدي - اعجاز نخل خاوية















المزيد.....

اعجاز نخل خاوية


رياض الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 23:19
المحور: الادب والفن
    


-1-
بدت الأشياء لامعة على نحو غريب ( شاشة كبيرة لسينما صيفية قديمة وسط المدينة تظهر دعاية لمسحوق غسيل معروف وفقاعات تتحول الى لون الدم رويدا رويدا وصوت معلق مخربش: حان الوقت لتغيير مساحيق غسيلنا العادية! ثم طفت على سطح الغسيل المدمى فجأة ثلاثة من أعجاز النخل السود ليس لها مكان واضح حتى هذه اللحظة بالإعلان التجاري وهي تتحول الى فقاعات كبيرة من اللون الأزرق الأرضي السماوي: هل تعتقد ثمة مشكلة في القبعات الزرق وهي تغادر القرى المصابة بالأيبولا؟ كانت الأرض تستقبل نوعا من الطيف المغناطيسي في فيلم تال للإعلان التجاري) وكانت الأشياء حادة أكثر من أي وقت مضى, قاتلة هذه المرة, وحتى في الليل كان يفترض أن تبدو مثل كلّ يوم لكنها منذ المساء هذا وهي تزداد حدّة ولمعانا مثل سكاكين مطبخ صدئة وعلى نحو يثير الارتياب الداخلي..( ولاشيء غير أعجاز نخل خاوية قديمة تطفو على سطح الغسيل) لم يحدث ما يجعل الأشياء تبدو كذلك منذ نهاية الحرب الضروس الطويلة اللعينة, كما أن طبيب العيون أكّد إن عيني جدّ سليمتين وأن الأمر لا يعدو أن يكون حالة نفسية عابرة بسبب ذكريات الحرب وحدها وعذاباتها في اللاوعي وجهد العمل المضني على الحاسوب الصوتي في تلك الإذاعة القديمة التي بدأت (ببنكلة) سيخية, وبتلك المهنة المتعلقة بتقديم برنامج ( التراث الحي) هذا البرنامج الطويل حدّ الملل والمتعلق بالجانب الإنساني لتاريخ العرب والمسلمين ( أشكّ كثيرا بما اقدم على الهواء مباشرة لكنها المهنة واكل العيش وهذا السؤال الدائم: لم أعيش؟ من أنا؟ ولم أنا مهتم بتقديم هذا البرنامج الغريب؟ عمل ثمّ عمل أخر وكلها في التراث الذي لا يعني احدا غير سائقي التاكسيات الثرثارين, ولا جواب من أحد, ثمّ عمل جديد ولاشيء إلا عقود عمل ورقية جديدة وتهرّب دائم من الضرائب ( ولا أدري لم تبحث عني
دائرة الضرائب رغم أن دخلي لا يكفيني!)
- هل تعتقد انا من الضرائب؟ هل تتحامق؟
- من أنتم؟
- مجاهدون!
- مجاهدون شنو؟
- ألاتعلم؟ غبي!
- انا غبي!!
- استمر في تقديم برنامجك ( التراث الحي)
- وما علاقتكم ببرنامجي؟
- انجب!
( تكبر اعجاز النخل وتتحول الى وجوه غريبة تصاحبها موسيقى صاخبة بقيادة جورج كلوني)
تزوج جورج كلوني أخيرا بعد دعارة عمر كامل. فينيسيا تشتعل وتختبيء أخبار موت الأطفال في الشرق الأوسط. كانت موسيقى الجاز تبعث على تحريك شيء ما في دواخلي. قالت السكرتيرة الجديدة ذات الساقين البيضاوين النحيفتين:
ـ لست مرتاحا حبيبي؟
ـ أجل.
ـ هل تعاني من ألم ما؟
ـ لا.
- ماذا إذا؟
- كونك سكرتيرة..
- هل اعد لك فنجانا من القهوة لدي بن من ألأرمني؟
- لا.
ـ أنت متعب خذ قسطا من النوم فعلا.
ـ ربما.. فارغ هذا الكون!
ـ ماذا؟!
ـ لاشيء! انت سكرتيرتي ههههههه
كان من الصعب أن أقود السيارة أيضا. وبدت الأشياء أكثر حدّة وبدأت اسمع أصوات أولئك الذين رحلوا من سنين لأول مرة..
(هل تظن انك نجوت؟
- أبله!
- تقدم برنامج لايسمعه أحد ههههه وتظن انك مبدع خخخخخخ( تكتمل الشاشة الكبيرة بلون الدم الفقاقيعي العجيب ولا شيء غير اعجاز النخل الطافية المتباعدة تلك هذه المرة وسط فقاقيع الصابون, وصوت المعلق: استخدموا مسحوق (بمبشَ!))
- حققت نجاحات مهنية عظيمة انت فخر اذاعتنا؟
- بمبش!!
- ماذا؟
- بمممبش!!
- أهي نكتة؟
- من أيام بمبش. هل تعرف ماذا يعني البمبش؟
- لا.
- مازال بمبش معنا.
- ماذا تقصد؟
- ههههه نجاحات على مستوى معالجة الصوت!
- طرن! أيها الجندي!
- بمبشي! داعشي! باطشي ناهشي شاششي
- ما بك مجنون انت؟
- أنت ميت وهم ميتون
- خسرنا مخرجا اذاعيا والله
- هههههه الموت أكبر واعظ (هنا عبد الغفار العباسي هههههه بمبش)
- مابه؟ عبد الغفار هذا ايضا؟؟
- مات!!
- ومازال برنامجه قائما؟
- هذا الشبيه!
أخر مرة نمت مع سكرتيرتي كانت تموء مثل قطة تحتي وكان ذلك منذ يومين فقط ( يزيل المسحوق الجديدد بمبش كل انواع القذارات الصعبة جرب مرة واحدة واكتشف بمبش دعاية للسيارات السريعة ايضا). كانت سهرة صاخبة اخترت بها أغنية لنيوتن جون كررتها غير مرة. كرهت السكرتيرة ذوقي من علائم وجهها ثم نعتتني بالسبعيني المتطرف الملحد
- لست متطرفا أنا يساري فقط ولست ملحدا الملحدون اصدقائي السذج اليسار
- وما اليسار؟
- لا أدري!
- كنت معارضا لصدام
- قليلا..
- ومن جاء بعده
- ومن جاء بعده من الكلاب الأمريكية
- وستبقى هكذا؟
- رررربما. لعبة العالم لعبة الأمم!
لم أستطع إدارة المحرك وأغمضت عيني على كرسي القيادة وغططت في نوم عميق.
-2-
قال سعد بن منبه الملقب (خويصرة) وهو يصعد منبر الخلافة الخرافة في نينوى, وقد استطال شعر رأسه ولحيته القطنيين حتى بلغا ركبتيه وهو يتطاير بفعل الريح السوداء الغريبة: لا لم تكن ريحا ولا رياحا وما هي بزفرة ثور سماوي كبير. لا لا لا كانت لعنة من الرب العالي المتعالي العلي بمقدار فتحة الخاتم فقط. وكانت لعنة الحقت بخويصرة منذ قرون في برنامجنا اليومي ( التراث الحي) يعده ويقدمه ويخرجه لكم على الهواء مباشرة أنا العبد الفقير لله المدعو الجندي الهارب من سرايا الأعدام.. وكان الناس نياما كأنهم العافية, وادعون مودّعون في الأمان, صلوا على محمد! وهذا البرنامج الاذاعي ( التراث الحي) هو برنامجكم والى الجحيم كل البرامج التاريخية انا سأقول ما أشاء وقتما أشاء ولا سلطان عليّ الا ضميري.. على الرغم من إني لا أعرف ماذا يعني الضمير؟ ربما يعرف عنه المخرج الصوتي الذي يعرف الكثير عن الحرب وكوابيسها وتراثها وحقاراتها وانكساراتها وبلاداتها ويا حوم اتبع! انا محدثكم خويصرة ( من أين جاء بهذا الاسم؟ انه غير موجود في النص؟ هل جنّ الرجل فعلا؟ ومن خوووووويصرة هذا؟ اوقفوا البث فورا! فضحنا على الهواء
- لا منتصر في حرب
- لا
- من؟
- ابليس
- من؟؟ ( وهذا غير موجود في النص ياالهي نحن على الهواء مباشرة اوقفوا البث وضعوا موسيقى كلاسيكية وسنذيع نشرة الاخبارلاحقا ثمة خلل فني)
بيد أننا ومن أجل شيء ما يتعلق بالتراث الحي ( يا تراث؟ بني العباس أم الأموي أم السلطاني الذي توفي عام 1923 أم التراث الداعشي؟ حدد حدد!( شاشة كبيرة يظهر فيها أحدهم رافعا سبابته وقبالته أربعة رؤوس بشرية مقطوعة : هنا ابو قتادة الحضرمي).
خرج سعد بن منبه يركض خلفه عسس الخلافة وطلب اللجؤ الإنساني في بلجيكا ( هذه العبارة غير موجودة في النص المكتوب؟ اوقفوا البث ماذا تقصد تخريب برنامجنا ( التراث الحي) أم نشرة الأخبار؟ أم هو ضد الأحزاب الإسلامية؟).
-3-
وجدوا جثة المخرج الاذاعي الذي تم التعرف عليه بصعوبة طافية وسط بركة من الدماء مع عدد من المشتبه بهن بممارسة الدعارة في عاصمة الرشيد الذهبية عند صدر قناة الجيش وعند عدد من الأشياء الدائرية لم تتحقق منها جماعة الأدلة الجنائية أهي اطارات سيارات قديمة أم اعجاز نخل ميتة.



#رياض_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور الأولى للفكر الداعشي (2)
- الظهور الأخيررلكعب بن الأشرف
- أين هو المشكل يا مجلس النواب العراقي؟
- مرض الصداميين القديم-السايكوباثية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الاسدي - اعجاز نخل خاوية