المختصر المفيد..

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 11:19
المحور: الادب والفن
    

بسم الله الرحمن الرحيم
المختصر المفيد..

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي
المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد

للشيخين الجليلين محمد علي التسخيري و محمد سعيد النعماني

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على صدر نبيينا الأكرم محمد (ص) و لا ريب في ذلك مهما تغيرت الأزمان ، و تضاريس المكان ، يبقى القرآن الكريم شامخاَ عالياً ،يناطح السدوم، ومنهلاً صافياً لكافة العلوم،و هو القول الفصل ،يحمل ما بين دفتيه ما ينعش الفؤاد و يظللُ كالوابل رؤوس العباد ،و يغذي الوجدان من الفيض الإلهي الذي لا ينضب ؛و لا له انتهاء .. بتلاوته تستقر النفوس؛ و تقر العيون ؛و بذا أمسى القرآن الكريم هوية الانسان المسلم و هدية الله تعالى للبشرية جمعاء ..

والقرآن الكريم كما أسلفنا كلام الله تعالى فهو في منتهى البلاغة ؛ و عين الفصاحة ،قطوفه دانية قاصية ؛لذا سارع علماؤنا الأجلاء لتفسيره و توضيحه ،و ما أكثر تلك التفاسير التي جاءت كلّها لتفهيم القارئ و المستمع بما تحمل هذه الآية أو تلك من معان سلمية،و أبعاد راقية .

والتفاسير أنواع و مذاهب،و ألوان و مشارب،و قيل هنالك أكثر من ثلاثة آلاف تفسير للقرآن الكريم ،و سدد الله علماءنا بالمزيد من العلوم النافعة ،ففيها خير الأمة ورقيها، و قيل أنّ التفاسير الموجزة و المختصرة قد تفيد أكثر من التفاسير المفصلة في أجزاء متعددة ،لا سيما و نحن في عصر السرعة و الإختزال ،و نترك المفصلة لأهل الاختصاص و البحث ، من هناى ظهرت عدة تفاسير موجزة ومختصرة في المكتبة القرآنية منها:
1. موجز تفسير الميزان للعلامة محمد حسين الطباطبائي (قدس سره).
2. التفسير المبين للعلامة محمد جواد مغنية (قدس سره).
3. تفسير شبر .
واليوم بين أيدينا تفسير مختصر آخر وجد مكانه المناسب في مكتباتنا الاسلامية ،ألا و هو (المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد- للشيخين الجليلين محمد علي التسخيري و محمد سعيد النعماني).
و عندما تناولت هذا الكتاب الشريف واجهني أولاً (تنويه) بل توثيق مهم، وشهادة فريدة من إنسان عالم كريم ؛ لهذا التفسير الرائع ؛اذ يقول:من رسالة بخط يد المرجع الشهيد الامام السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) الى آية الله السيد كاظم الحائري حول هذا التفسير: {سرّني مشروع ولدينا العزيزين التسخيري و الشيخ محمد سعيد في تفسير القرآن الكريم على النحو المقترح كما سرني اطلاعكم على ما انتجا و ارتضاءكم له فأسأل المولى تعالى لهما التوفيق و التسديد و إكمال هذا المشروع العظيم.}

ثم يبدأ التفسير بمقدمة جميلة ورد فيها:
القرآن الكريم : هدية الله تعالى للبشرية جمعاء ..يهديها سواء السبيل القويم؛و يرسم لها معالم مسيرتها التكاملية ،و يعلمها كيفية الوصول الى غرض خلقتها من أقوم الطرق ،و أنّ تعاليمه الانسانية الحية هي المقوم الأساس للشخصية الاسلامية،ولذا فيجب أن تتركز في نفوس الأفراد جميعاً ،و تتحول الى منابع فيّاضة تصوغ الأحاسيس،و تصنع أنماط السلوك المطلوب انسانياً ..
ولن يفلح المسلمون يوماً الا اذا تحول القرآن في وجودهم الى معيار فاصل ،ورؤية وحيدة..يقول أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) و هو يتحدث عن القرآن الكريم كما ورد ذلك في نهج البلاغة: (إن الله سبحانه أنزل كتاباً هادياً بيّن فيه الخير والشر،فخذوا نهج الخير تهتدوا،و اصدفوا عن سمت الشر تقصدوا)
ثم يقول المؤلفان الكريمان :
و بدأ هذا المشروع فكانت الحصيلة ،بحمد الله ،هذا التفسير المبارك ،و يتمتع هذا التفسير بما يلي :
1. الايجاز الى الحد الممكن مما يجعل كل صفحة من القرآن الكريم تقابلها صفحة من التفسير تقريباً.
2. طرح الابعاد المختلفة للمدلول القرآني و منها البعد الاجتماعي الاصيل .
3. طرح التفسير وفق مختلف الآراء مهما أمكن مع التركيز على المروي عن اهل البيت (عليهم السلام) .
4. اعتماد المنهج التقريبي و تجنب الاستفزاز و التجريح .
هذا وكتاب (المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد - للشيخين الجليلين محمد علي التسخيري و محمد سعيد النعماني)،فعلاً إنّه مختصر و مفيد لمن أراد الخوض في غمار القرآن الكريم، لينهل من تلك المعارف والعلوم الإلهية ما يروي ظمأه،ويسكن خاطره،و يقر عينه،لا سيما و نحن في شهر شعبان المعظم، وعلى أبواب شهر الله شهر رمضان المبارك،والذي لقّب بربيع القرآن،و ما أحوجنا الى مثل هذه النفحات الربانية.
هذا والتفسير يقع في 604 صفحات من الحجم الوزير ،و قام بنشره المجمع العالمي للتقريب ربين المذاهب الاسلامية لعام 2010م .
أحمد الحمد المندلاوي

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل