أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن محمد طوالبة - حرب الفضائيات الى اين ؟














المزيد.....

حرب الفضائيات الى اين ؟


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 22:03
المحور: الصحافة والاعلام
    



قبل عقدين من الزمن كان مواطنو معظم البلدان العربية تشاهد محطة تلفزيون رسمية تبث باللونين الابيض والاسود , وعن طريق شبكة سلكية تنصب فوق الاسطح العالية . وكانوا راضين بما تجود عليهم من برامج سياسية وثقافية وصحية ودينية . وكانت وسائل الاعلام المحدودة ( اذاعة وتلفزيون وصحف ) تخلق توجهات سياسية معينة وثقافة موجهة وفق العقيدة التي يعتنقها الحاكم او الحزب الذي يحكم . ورغم ما قيل عن هذا النهج الاعلامي الا انه حافظ على الهوية الوطنية والقومية , وظل الانتماء للوطن انتماء صميما .
اما الثورة الاعلامية وثورة الاتصالات احدثت نقلة جديدة في التاثير على عقلية المتلقين وخاصة متلقي الفضائيات . اذ طغت الثقافة الاممية على الثقافة الوطنية , وصار المواطن العربي يتلقى ثقافات من العالم كله , ونظرا لان الوطن العربي ملئ بالثروات الطبيعية وخاصة النفط , فقد توجهت معظم الدول لانشاء فضائية ناطقة باللغة العربية , وحتى كوريا الجنوبية وجهت فضائية باللغة العربية , ودبلجت العديد من مسلسلاتها الى اللغة العربية بهدف الترويج لمنتجاتها الصناعية التي غزت الاسواق العربية .
انتشار الفضائيات ينسجم مع التطور التقني الذي ابدعه العقل البشري , وهو شيئ حسن , وايجابياته اكثر من سلبياته . ولكن اصحاب الايديولوجيات الدينية والمذهبية اسثمروا هذا الفضاء الاعلامي , وتسابقوا في فتح فضائيات تنهج نهجا خاصا يروج لدين معين ويطعن بالاديان الاخرى . وعلى سبيل المثال هناك فضائية ناطقة باسم الدين المسيحي , وهذا لا ضير فيه ضمن حرية الاديان , ولكن المؤلم ان هذه الفضائية ليس لها هم الا الطعن بالدين الاسلامي والتشكيك بالقران وصحة نبؤة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , وتبيان التعارض بين الايات المتشابهات وغيرها من الدس الذي لايقود في النهاية الا الاحتراب بين الاديان , في حين قلما تجد فضائية اسلامية تطعن بالسيد المسيح عليه السلام , وانما قد تجيب على اسئلة خاصة بشأن المسيح نبيا ام الها كما انه واحدا من اقنوم ثلاثي . وحسب ما ورد في القران الكريم . المشاهد لمثل هذه الفضائيات الدينية يستشعر الحرب المشابهة لما سبق من حروب شنها الغرب على العرب باسم المسيح , اولها حروب الفرنجة التي سماها الكتاب الغربيون بالحروب الصليبية ودامت حوالي مئتي سنه ما بين القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر , ثم الحرب التي شنها بوش الابن على العراق واسماها بالحرب الصليبية , او الحرب على " يأجوج ومأجوج " .
اما الحرب الطائفية التي يشنها نظام الملالي في ايران على اهل السنة والجماعة , باسم الحرب على النواصب – كما يسمونها – فهي اخطر وابشع , لان هذه الحرب اخذت طابع الهجوم على الطائفة المقابلة من خلال الهجوم على اصحاب الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى زوجه عائشة ام المؤمنين , بل ظهر على هذه الفضائيات خزعبلات توحي بان هؤلاء الدعاة يبشرون بدين جديد ليس له علاقة بالاسلام . من خلال التشكيك بالوحي الذي نزل على الرسول , والتشكيك بالقران وكونه منزل من الله تعالى . اضف الى النهج التضليلي الذي يغيب العقل ويستنفر الحس من خلال اللطم والبكاء والتطبير والهيجان العاطفي الذي يعيد هؤلاء الى عقلية القرون الوسطى , بحيث تصير معظم ايام السنة اعيادا ومناسبات لممارسة هذه الطقوس .
مقابل هذه الفضائيات ظهرت فضائيات من الطائفة المقابلة اخذت منهج الدفاع وتفنيد الطروحات التي يبثها الطرف الايراني او التابعين له . والامر المثير في هذه الفضائيات انها تبنت عشرات الدعاة الجدد الذين ادعوا انهم مجددون في المنهج والاسلوب , وقد تمكنوا من جذب اعداد من المشاهدين وصارت لهم شعبية كبيرة . المؤسف ان هؤلاء تضاربوا في الاجتهادات والتحليلات , وصاروا يتبادلون الاتهامات والفذف فيما بينهم , وصار المواطن حائرا يصدق من هؤلاء الدعاة .
اما الفضائيات التي اخذت جانب الشعوذة تحت غطاء ديني فهي تسهم في تعويم العقل وسوق الناس الى طريق الشعوذة والدجل والسحر والخرافات , وارجاع الناس الى القرون الوسطى . ويلتقي مع هذه الفضائيات تلك التي تدعى امتلاكلها الحلول لكل الامراض الطارئة والمستعصية بحيث لا يكاد يعسر عليهم مرض الا وله علاج من الاعشاب او بالسحر والشعوذة . والاخطر من ذلك ان هذه الفضائيات وصلت حد الاسفاف لانها تريد ان تحول البشر الى حيوانات ناطقة فقط , لا هم لهم الا الحياة الجنسية وارشاد الرجال الى كيف يصبحون احصنة قوية في ممارسة الجنس , وكيف يكبرون اعضائهم ويطيلون مدة شهوتهم , وكيف تكبر المراة ثديها او اردافها او شفاهها . والادهى من كل ذلك ان هذه الدعايات تعلن تحت اصوات احسن مقرئ القران الكريم .
مقابل هذه الفضائيات الدعائية الدينية والمشعوذة , فضائيات اعلانية سخرت جسد المراة لترويج صناعاتهم الخاصة بشعر المراة وتزينها وتقليم اضافرها وتنعيم كعوبها وغيرها ممن يعرفه كل الناس . نعم لقد سفهوا حقوق المراة وجعلوها دمية ليس فيها غير الجسد الممشوق الوجه الفاتن واللباس العاري .
اما الفضائيات السياسية فهي ابواق للبلدان التي تمولها وتنطق باسمها بصورة غير مباشرة لتكون مقبولة للبعض ممن لا يجيدون لعبة السياسة , وصار نهج هذه الفضائيات الكذب والاستقواء مستغلة التقنيات العالية التي تقلب الحقائق من خلال دبلجة الصور وتركيبها , فما ينشر عن داعش اليوم هو جزء من هذه الحرفة التقنية التي تجيدها استوديوهات الغرب وخاصة هوليود .
اما الفضائيات الخاصة بالاطفال فهي ايضا ذات نهج تعبوي يتبع دينا او مذهبا او طائفة او دولة بهدف ادخال عقلية خاصة في اذهانهم , وتلك اخطر من الفضائيات السياسية , لانها تزرع عقلية دينية او طائفية فيهم يصعب تحويلها .
ان المواطن العربي بات حائرا وصار لقمة سائغة لهذه الفضائيات تحاول حرفه بالاتجاه الذي تريده , ولم يفلت منها الا الذين يتمسكون بعقيدة ثابتة وعزم على معرفة الحقيقة .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العربي بعد احتلال العراق الى داعش
- أميركا تحارب بأموال العرب ودمائهم
- مخطط ملالي ايران خطر على العرب والمسلمين
- حق المرأة اساس حقوق الانسان في الشرائع السماوية والوضعية
- حق لن ينسى بعد 65 سنه
- المعايير الدولية لحقوق الانسان وعمل الشرطة في النظم الديمقرا ...
- حقوق الإنسان في الإعلانات والدساتير الدولية
- حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
- الانتخابات الاردنية .. فرصة للتزوير والرشوة
- كيسنجر يحلم ويهدد بحرب عالمية ثالثة
- المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013
- السلاح الكيماوي السوري ذريعة للتدخل
- الشرق الاوسط الكبير والاطماع الامريكية - فدرالية الاخوة العا ...
- انتصر الفلسطينيون رغم تهديدات اوباما ونتنياهو
- الغرب يزرع بذور الكراهية ضد العرب والمسلمين
- ضرب المنشأت النووية الايرانية بين استعجال تل ابيب وتأني واشن ...
- مخططات ايرانية توسعية
- الاصلات في الاردن الى اين ؟
- روسيا داعية سلام ام حرب في سوريه ؟
- قانون الصوت الواحد ( الجديد القديم ) في الاردن


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن محمد طوالبة - حرب الفضائيات الى اين ؟