كفاح طافش
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 10:12
المحور:
الادب والفن
لا تسالوا عنا الموت فهو يعرفنا جيدا .... حفظ كل تفاصيل الحكاية من ضعفنا حتى وهننا ... أدمننا لا يعرف سوى أن يمر ببيوتنا .. هل لك أن تسمع أيها الموت ... أصغي قليلا لبعض الكلام..
أنا الشعب المضرج بالأماني ...
يقوم من الصبر ليصبر من جديد..
أنا الطفل الممد في الأغاني ..
أخطأته قذيفة من عيد لعيد..
أنا الحزن الذي إن صام عني ...
أعود له من سبع أو ثماني..
أنا السكون الكاظم الغيظ عنيف..
لا تسل عني على الأرض تراني..
في شارع توزعت فيه الضحايا..
على مذبح الدول التي لا تراني..
أنا من أنا في كل حين؟؟
ضمائر لغة تفقد النطق عجزا..
وإذ بها تستجدي المعاني..
أليس اليوم في الشجاعية عرس..
يزف به شرف من عايش زماني..
أأنت يا من قذفت الموت صوبي ...
تعلم..
إنني لا املك غير ضعفي ..
ودعوات لرب لا يراني ..
كفانا موتنا لنقول إنا ...
من الضعف الذليل ..
لا نخلق سوى الهوان ..
وأي نصر قد يأتي ورائي ..
وأنا النصر المؤزر للاماني...
فموتوا شعب غزة في سكوت...
ولا تحرجونا وتجرحونا ..
فنحن كما كنا وسنبقى ...
فتات الأرض لا نستحق الحياة...
******
أسمعت يا أيها الموت العفي كلامي ..
وذرنا ...
فنحن نأكل لحمنا ونمضي..
في لعبة الحزن ..
فلسنا أنبياء ولن نكون..
فالنبوة تخط وجودها هناك في غزة ..
ونحن نلهو بموتهم كلاما نكتبه ترفا..
*******
في كل الأماكن والتفاصيل الرتيبة لا حاضر سوى الموت..
موت جميل رائع...
يزيل عنا ريبة الشعور وتردد المستقبل..
يتفتح على أعناقنا مثل معول..
يزرع برحم الأرض كقرآن منزل..
ويغدو أغنية خلود تنار على أضواء مشعل...
تلهو الأماني بالباقيات ..
ونغدو الغريبين عن أرضنا الساكنين في حدث مؤجل..
لا رحمة لنا يا أخي ..
لا بقاء..
فنحن مع الموت سنغدو أفضل..
ولنا مكانة الله في قلوب عباده.
ولنا نقش على روح المكان ..
إنّا لا هنا كنا ..
ولا عدنا مررنا من هنا ..
فنحن الزائدون على منطق البشرية...
فتات الأرض..
ولكن لنا شكل أرواحنا بصوت طفل ...
بقطعة لحم ..
تزين خلودنا بأنّا هاهنا كنا ..
وأننا سنبقى نمر من هنا..
فيا حضرة الموت خذ قسطا من الراحة ..
فمرورك من أرضنا لابد يؤجل...
كفاح طافش
#كفاح_طافش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟