أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألإله ألبعيد














المزيد.....

ألإله ألبعيد


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 12:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ تاريخ ألكائنات ألعليا ذات ألبنية ألسماوية ذو أهمية رئيسية بألنسبة لمن يريد فهم ألتاريخ ألديني للبشرية في مجملها.
إنّ ألآلهة ألسامية ذات ألبنية ألسماوية تهدف إلى زوال ألعقيدة، إنّها تتباعد عن ألبشر وتنعزل في ألسماء وتصبح آلهة مفارقة، فهذه ألآلهة بعد أن خلقت ألكون وألحياة وألإنسان تشعر "كما يقال" بنوع من ألتعب كما لو أنّ ألمشروع ألضخم لعملية ألخلق أستنفذ طاقاتها، إنّها تنسحب للسماء تاركة على ألأرض أبنها أو خالقا لإكمال تصنيع ألخليقة.
وشيئا فشيئا يؤخذ مكانها بصور إلهية أخرى... فإله ألعاصفة ما يزال يحافظ على بنية سماوية، ولكنه ليس كائنا خالقا أعلى: إنّه ليس سوى مخصّب للأرض وأحيانا مساعدا للأرض ألأم.
إنّ ألكائن ألأعلى من بنية سماوية لا يحافظ على محلّه ألراجح سوى لدى ألشعوب ألرعوية، وهو يحصل على مركز وحيد في ألديانات ذات ألإتجاه ألتوحيدي (آهورا-مازدا في ألديانة ألزرداشتية) أو في ألديانات ألتوحيدية ( يهوه في ألديانة أليهودية) و ( ألله في ألدين ألإسلامي).

إنّ ظاهرة "بعد " ألإله ألأعلى سبق لها أن تأكدت على مستويات قديمة من ألثقافة، فلدى ألأستراليين من قبيلة كولين، خلق ألكائن ألأعلى بوندجيل ألعالم وألحيوانات وألأشجار وألإنسان، ولكنه بعد أن وهب أبنه ألسلطة على ألأرض، وأبنته ألسلطة على ألسماء، أنسحب بوندجيل من ألعالم وأقام على ألغيوم "كسيّد": في يده سيف كبير.
وبولوغا ألكائن ألأعلى للأندامنيين أنعزل بعد أن تم له خلق ألعالم وألإنسان ألأول.
إنّ تباعد ألإله يرافقه ألغياب ألشبه ألكامل للعبادة كألتضحية وألصلاة وعمل ألخير، وبألكاد تبقى بعض ألأعراف ألدينية ألتي مازالت تعيش ذكرى ألإله بولوغا : وعلى سبيل ألمثال " ألصمت ألمقدذس" للصيادين ألذين يدخلون ألقرية بعد صيد ناجح.
ويجري ألأمر كذلك لدى أكثرية ألشعوب ألافريقية:
فألإله ألسماوي ألأكبر وألكائن ألأعلى خالق وكلي ألقدرة ولا يلعب دور ذات دلالة له في ألحياة ألدينية للقبيلة، إنّه بعيد جدا أو طيّب جدا لتكون له حاجة للعبادة، وهكذا فإنّ أولورون "مالك ألسماء" عند شعوب أليورباس، بعد أن بدأ خلق ألعالم، أناط عناية إكماله وإدارته بإله أدنى، "أوبتالا" وأنسحب بعدئذ نهائيا عن ألقضايا ألأرضية وألبشرية، وليس له معابد، أو تماثيل ولا كهنة ومع ذلك فيتم ألدعاء أليه وألأستعانة به في أثناء ألكوارث.
إنّ نديامبي ألإله للهريوروس بإنعزاله في ألسماء ترك ألبشرية للآلهة ألأدنى منه.
" لماذا نقدّم إليه ألأضحيات ؟ يصرّح أحد ألمواطنين، ليس لنا ما نخافه منه، لأنّه على عكس أرواح موتانا لا يفعل لنا أي شر".
وألكائن ألأعلى للتومباكاس أكبر جدا من أن يشغل نفسه بألقضايا ألعادية للبشر.
ويقول ألبانتو: " إنّ ألإله بعد أن خلق ألإنسان لم يشغل به نفسه مطلقا ". ويؤكد ألنيقريل : " إنّ ألإله قد أبتعد عنا " وتلّخص شعوب ألفانج في براري أفريقيا ألأستوائية فلسفتها ألدينية في ألنشيد ألآتي:
ألإله نزام في ألأعلى، وألإنسان في ألأدنى
ألإله هو إله، وألإنسان هو إنسان
كل في محله، كل في منزله.

في هذه ألديانات ألبدائية، يبدو ألكائن ألسماوي ألأعلى قد فقد تحيينه ألديني، وأنّه غائب عن ألعبادة، وتظهر لنا ألأسطورة أنّه ينعزل عن ألبشر أكثر فأكثر، إلى أن يصبح إلاها مفارقا، وغالبا ما يعاد تذكّره ويدعى في آخر ألمطاف عندما لا تنفع ألدعوات للأرباب وألربات ألأخرى وألأجداد وألشياطين في دفع إحدىألكوارث.
وكما يعبّر ألأوراوون: لقد حاولنا كل شيء، ولكنك أنت موجود عندنا لإغاثتنا. ويضحون له بديك أبيض هاتفين:
" أيها ألإله: أنت خالقنا! كن رحيما بنا ".
مصادر البحث:
ألمقدّس وألمدّنس...... ميرسيا إلياد
ألمترجم
ألمحامي: عبدألهادي عباس



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تانجري (ألإله - ألسماء)
- جلاألدين ألرومي-موسيقى-شعر ورقصات
- ألغطس في ألمياه في أساطير ألتكوين
- ألغزالي وألتوفيق بين علم ألكلام وألصوفية
- ألحلّاج- ألصوفي وألشهيد
- حوار صحفي مع ألشيطان
- بعض أعلام ألصوفية ألإسلامية من ذي ألنون حتى ألترمذي
- ألباطنية وألتصوف ألإسلامي
- ألتركمان في ضوء ألتطورات ألسياسية ألحالية في العراق
- قراءات في تاريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية – ألإسماعيلية، وت ...
- قراءات في تاريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية - ألشيعية وألتأوي ...
- ألموت
- بدايات ألأخروية في ألدين أليهودي
- أساطير ألتكوين
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-5- أل ...
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-4-إخو ...
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-3
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-2
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-1
- ألإعجازات ألعلمية ألجديدة للقرآن وألسنة


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألإله ألبعيد