أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - تانجري (ألإله - ألسماء)














المزيد.....

تانجري (ألإله - ألسماء)


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 14:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ ألعالم بكامله هو بيت ألله، فلماذا إذن تعيين مكان خاص لكي يحج ألناس إليه؟ ....... جنكيزخان أثناء مناقشته ألشهيرة مع إمام بخارى.

من بين كل آلهة ألشعوب ألآلتية ألأكثر أهمية وألمعروف بشكل أفضل هو بألتأكيد (تانجري) عند ألمغول وألكلموكوس، و(تينجري) عند ألبوريات و(تانجيرا) عند ألتاتار و(تينجي) عند ألبلطيق، ولفظ تانجري أي (تانري) كما يلفظه ألأتراك في تركيا ألذي يدل على إله وسماء ينتمي للمفردات أللغوية ألتركية وألمنغولية ألموجود منذ ماقبل تأريخ آسيا ومعروف منذ أكثر من ألفي سنة،
هذا أللفظ تمّ أستعماله عبر ألقارة ألآسيوية بكاملها من حدود ألصين إلى جنوب روسيا، ومن كامتشاتكا ألى بحر مرمرة، لقد أستخدمه "ألوثنيون" ألآلتيون لتعيين آلهتهم وربهم ألأعلى.
إنّ كلمة تانجري مستعملة لتعبّر عن ألإله، بصفته إلاها سماويا، فقد تأكد لدى ألهوينغ- نو في ألقرن ألثاني ق. م أنّ ألنصوص تظهر وكأنّه "سام" (أوزا) و"أبيض وأسود" (كوك) و"خالد" (مونجكا) و"متمتع بألقوة" (كيوك).
لقد دون في واحد من من ألنقوش ألباليوتوركية للأورخون (القرن ألسابع-ألثامن) مايلي:
"عندما صنعت ألسماء ألزرقاء في ألعلى، وألأرض ألمظلمة في ألأسفل تم صنع أبناء ألإنسان (=ألبشرية) بين ألأثنين"،
ويمكن تفسير ألفصل بين ألسماء وألأرض كعمل نشكوني ولكنه لا يوجد سوى إشارات للنشكونية بمعنى ألكلمة، صانعها هو تانجري، غير أنّ تاتار ألأكطاي وألياكوت يشيرون إلى إلههم "كخالق"، وحسب ألبوريات فإنّ ألألهة (تينجري) خلقت ألإنسان، وإنّ ألإنسان عاش سعيدا حتى ألفترة ألتي نشرت فيها ألأرواح ألشريرة ألمرض وألموت على ألأرض.
في ألمعتقدات ألدينية ألشعبية للمونغول أنّ تانجري خلق ألكل(ألنار، أللبن...ألخ) ولكنه لا يتعلق بنشكونية بمعنى ألكلمة.
وعلى كل حال، فإنّ ألنظام ألكوني، وبألتالي تنظيم ألعالم وألمجتمع، ومصير ألبشرية يتعلق جميعه بتانجري، وبألنتيجة فإنّ على كل ملك أن يتلّقى تنصيبه من ألسماء، ويقرأ في نقوش ألأورخون (نقوش منحوتة على نصب من ألحجر):
" تانجري ألذي رفع والدي ألخان....تانجري ألذي أعطى ألأمبراطورية... هذا ألتانجري أقامني أنا كخان (ذات ألمعتقد تأكد في فترة ألمونغول "كان خانا بقوة وسلطة ألسماء ألخالدة"). وعليه فإنّ ألخان هو أبن ألسماء حسب ألنموذج ألصيني.
إنّ ألملك هو مبعوث أو ممثل ألسماء – ألإله، وعبادة تانجري مدعومة في كل عظمتها وفي كل كمالها من قبل ألملك " وعندما تسود ألفوضى، وعندما تتفرق ألقبائل، وعندما لا توجد أمبراطورية ( كما في ايامنا) فإنّ تانجري يصبح إلها مفارقا ويترك مكانه لآلهة سماوية ثانوية أو يتفجر إلى أجزاء (تعدد التانجري).
عندما لا يوجد حاكم بعد، فإنّ ألسماء- ألإله سيتم نسيانه ببطء وتتقوى ألعبادة ألشعبية لتتجه وتأخذ ألمكان ألأول ( يعرف ألمونغول 99 تينجري، وألأكثرية منها، لها أسماء ووظائف محددة).
إنّ ألتحول من إله سماوي وحاكم إلى إله مفارق ظاهرة مؤكدة عالميا، وفي حالة تانجري فإنّ تعدده أو إبداله بآلهة أخرى يبدو أنّه قد تبعه تفجر ألأمبراطورية، غير أنّ هذه ألعملية تحققت في مالا يحصى من ألنصوص ألتاريخية.
ليس للتانجري معابد ومن ألمشكوك فيه أن يكون قد أبرز بشكل تمثال، وفي مناقشة جنكيزخان ألشهيرة مع إمام بخارى قال له:
" إنّ ألعالم بكامله هو بيت ألله، فلماذا إذن تعيين مكان خاص ( على سبيل ألمثال- مكّة ) لكي يحج ألناس إليه ؟".
وكما في أي مكان آخر فأنّ ألإله ألسماوي للآلتيين هو كلي ألقدرة، ويقول ألمونغول عندما يحلفون:
" لتعلم ألسماء..." وكان ألرؤساء ألمحاربون يصعدون لقمة ألجبال (صورة مميزة لمركز ألعالم) لكي يصلّون للإله، أو يعتزلون قبل ألغزوات في خيامهم أحيانا لثلاثة أيام، كما فعل جنكيزخان، بينما كان الجيش يدعو ألسماء.
كان تانجري يظهر عدم رضاه بعلامات كونية:
مذنبات، مجاعات، طوفانات. وكانت توجّه إليه ألصلوات (على سبيل ألمثال لدى ألمونغول وألبلطيار ...ألخ) وكان يضحى إليه بأحصنة وثيران وخراف، وقد تأكدت ألأضحية ألسماوية عالميا، وبخاصة في حالات ألمصائب وألكوارث ألطبيعية، غير أنّ في آسيا ألوسطى وألشمالية، كما في أي مكان آخر، فإنّ تعدد ألتانجري، متبوع بتمثيلها بآلهة أخرى (ألعاصفة، ألخصب ألكوني ...ألخ).
إنّ بيوك أوكان (ألكبير جدا) قد أبدل في ألألتاي بتانجري كيزكان (ألرحيم في ألسماء) وإليه تقدم ألأضحية بحصان.
يميز ألتباعد وألسلبية آلهة سماوية أخرى، وهكذا فإنّ ألبوغا (سماء) (عالم) للطنجوز لا يتلقى عبادة، فهو كلي ألقدرة، ولكنه لايتدخل في الأعمال البشرية، إنّه لا يعاقب حتى ألمذنبين فأورون آيتوجون للياقوت يسكن السماء ألسابعة، ويدير كل شيء ولكنه لا يفعل سوى ألخير أي لا يعاقب أبدا.
مصادر البحث:
تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد
ألمترجم
ألمحامي: عبدألهادي عباس



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلاألدين ألرومي-موسيقى-شعر ورقصات
- ألغطس في ألمياه في أساطير ألتكوين
- ألغزالي وألتوفيق بين علم ألكلام وألصوفية
- ألحلّاج- ألصوفي وألشهيد
- حوار صحفي مع ألشيطان
- بعض أعلام ألصوفية ألإسلامية من ذي ألنون حتى ألترمذي
- ألباطنية وألتصوف ألإسلامي
- ألتركمان في ضوء ألتطورات ألسياسية ألحالية في العراق
- قراءات في تاريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية – ألإسماعيلية، وت ...
- قراءات في تاريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية - ألشيعية وألتأوي ...
- ألموت
- بدايات ألأخروية في ألدين أليهودي
- أساطير ألتكوين
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-5- أل ...
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-4-إخو ...
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-3
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-2
- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي-1
- ألإعجازات ألعلمية ألجديدة للقرآن وألسنة
- هل ألإله ضوء في ألميثولوجيا؟


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - تانجري (ألإله - ألسماء)