|
العدالة المُغيبة
مختار عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 13:57
المحور:
المجتمع المدني
قال لي صديقي : يعني انت مش عاجبك المواجهة الامنية مع جماعة الاخوان ؟
طيب ازاي وانت شايفهم كل يوم ضرب قنابل ومظاهرات وتكسير وتخريب ، في الشارع وفي الجامعة وفي كل مكان يوصلوا له ؟؟
قلت لصديقي بداية انا لست ضد المواجهة الامنية ، فالقوة لا تواجه الا بقوة ، والفكر لا يواجه الا بفكر ، والتنظيم القوي لا يواجه الا بتنظيم قوي ، فأين قوة الدولة وفكرها وتنظيمها ؟؟؟؟؟ للاسف لا يوجد ، فمع تلاحق الضربات الامنية الاستباقية ، والمواجهات المتلاحقة مازالت القنابل تزرع وفي عقر دار الداخلية علي وجه الخصوص ، وكأنهم يخرجون السنتهم للداخلية ، وظني انهم يقولون لهم في رسالة مباشرة ، انتم في متناول ايدينا .... عندك مثلا في الغربية قنبلتين في نادي الشرطة ، قنبلتين في فناء مبني محافظة الغربية بطنطا ، تهريب مساجين من قسم بالمحلة الكبري ، قنبلة امام مبني البحث الجنائي بالمحلة الكبري ، وقبلهم استهداف كمين شرطة في السنطة ، واخرها في مولد العارف بالله سيدي احمد البدوي ، فماذا فعلت المواجهات الامنية ؟؟؟؟
لا شئ سوي زياده التعاطف معهم ، لا شئ سوي تفريخ مجرمين اشد اجراما ، بعد القبض علي شباب غض مشوه فكريا ومغيب عقليا .... تلك هي النتائج وكأن التاريخ يعيد نفسه .
سكت صديقي وعاد يسأل ... وما العمل ؟؟؟
قلت له ستبقي جماعة الاخوان علي تطرفهم وغلوهم ، بل سيزدادون تطرفا وارهابا كلما زادت المواجهات الامنية ، وتستقوي اكثر لان لديهم قضايا يتاجرون بها ، وهي قضايا ليست دينية بل دنيوية بحته ، وعلي فكرة ليست بينها قضايا الحريات والديمقراطية ، لانهم ببساطة لا يؤمنون بها ، ومن اهم قضاياهم غياب العدالة الاجتماعية ، والبطالة وارتفاع الاسعار وقضايا السكن والصحة والتعليم والامن ، تلك هي اهم القضايا التي يتاجرون بها ، وللاسف وبعد ثورتين لم نري بادرة امل ، علي تفعيل الاراده السياسية للبدء في حل تلك القضايا ، فالشرطة وقد عادت مرة اخري ترتدي نفس القناع القبيح ، ورغم تفهمنا لمخاطر تتعرض لها الشرطة من محاولات لاسقاطها ، الا ان هذا ليس مبررا كافيا لتكون الداخلية جهاز ترويع للمواطنين، كذلك الشباب القادر علي العمل والمؤهل له والكفء والمحتاج للوظيفة لا يجد فرصة عمل ، بل تجد الوظيفة تذهب الي من هم اقل كفاءة وقدرة واحتياج للعمل وباعلي الرواتب ؟؟؟
فالعدالة تقتضي ان تتساوي رواتب الموظفين الذين يقبضون رواتبهم من خزانة الدولة ، ومع ذلك تجد راتب الموظف في البترول غيره في الضرائب غيره في الكهرباء غيره في مجلس المدينة والمحليات والتربية والتعليم ، وجميع ما ذكرت جهات حكومية ، فأين العدالة ؟؟؟؟؟
تجد التشريعات المتعارضة والتي تخلق اوضاع متعارضة مع نصوص الدستور ، وايضا صعوبة اتخاذ القرار بتعديلها ، فكيف اسكن بايجار شهري الف جنيه في حين انني امتلك منزل الشقة فيه مؤجرة بخمسة جنيهات ، اين العدالة عندما تلد امرأة في الشارع لرفض المستشفي الحكومي توليدها ، اين العدالة وراتب المدرس الذي يربي اجيال لا يتجاوز الالف جنيه الا بقليل ، ويقولون ان دخله من الدروس الخصوصية يكفي اسر كثيرة ، وكيف تدّعون محاربة الدروس الخصوصية ؟ اليس هذا المدرس انسان له احتياجات ايضا ؟؟؟
التفاوت الرهيب في الدخل لذوي الوظائف المتماثلة في الجهات الحكومية التي تتساوي فيه المؤهلات ومواصفات شاغلي الوظيفة واستحالة تعديلها ، اين العدالة في ظل وجود صناديق لا رقيب عليها ويصرف منها للمحاسيب والرشاوي ، اين العدالة في مقعد البرلمان الذي يكلف صاحبه ملايين الجنيهات ، وهل تظن من اجل المقعد ليخدم الشعب ام لاستعاده ما انفقه عليه اضعاف مضاعفة ... القضايا كثيرة والهموم اكثر ،
والبداية ان تكون هناك اراده سياسية للحل ، وسوف يتحمل المواطن سنوات وسنوات في سبيل الا يعاني ابنه او حفيده مما يعانيه ، فقط نبدأ الان وليس بعد ساعة ، وان كانت جماعة الاخوان تقول الاسلام هو الحل ، فليكن شعار دولتنا العدالة هي الحل .... وعلي فكرة الاسلام هو دين العدالة
#مختار_عبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تباين الموقف السعودي .... مع الاخوان المسلمين
-
دستور 1971 كلاكيت تاني مرة
المزيد.....
-
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نعد مشروع قرار بشأن عدم قانونية
...
-
باريس.. عشرات آلاف يتظاهرون ضد ماكرون
-
-ذا ناشيونال-: اعتقال السلطات الفرنسية لدوروف يهدد التكنولوج
...
-
آلاف الفرنسيين يتظاهرون في باريس مطالبين بإستقالة ماكرون !!
...
-
الوزير الصهيوني الأسبق موشي يعلون: نتنياهو لا يأبه بآلام عائ
...
-
عشرات الآلاف يتظاهرون في لندن وستوكهولم دعما لغزة
-
الإعلام الحكومي بغزة: الإحتلال قصف في اقل من 24 ساعة مركزين
...
-
القسام تبث تسجيلا جديدا تحذر فيه من مصير الأسرى الإسرائيليين
...
-
المغرب يعلن تفكيك 177 شبكة إجرامية لتهريب المهاجرين منذ بداي
...
-
إعلام الإحتلال: 350 ألفا يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|