أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - شرعية السلطة تستمد من الشعوب وقوة القانون لا يتم تثبيتها إلا بمشاركة مكونات المجتمع














المزيد.....

شرعية السلطة تستمد من الشعوب وقوة القانون لا يتم تثبيتها إلا بمشاركة مكونات المجتمع


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة تكثف التعبير ـ في بعض مدلولاتها الخاصة ـ عن عمليات صنع القرارات الملزمة لكل المجتمع، وهي قرارات تهم كل القيم المادية والمعنوية، كما أنها ترمز إلى حاجات ومطالب وانتظارات وضغوط، يتم التجاوب معها عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط وبرامج عمل جماعية أو مؤسساتية.

فالموضوعية تقتضي اليوم إبراز معطى جديد في حياتنا السياسية، ما فتئ تسجيله والتنديد به من طرف أغلب مكونات المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي، متمثل في الإرادة المعبر عنها من طرف الحزب الأغلبي في التحكم في دواليب مؤسسات الدولة وإطارات المجتمع، وتركيع كل الفاعلات والفاعلين وإخضاعهم لسياسة الأمر الواقع، بمبرر "تجنيب البلاد مآلات الخراب والدمار" التي تشهدها بعض البلدان في المدار الإقليمي والجهوي. وبذلك يصبح الطريق سالكا للعبث بقيم المجتمع المادية والمعنوية، وتصبح السبل سالكة نحو الضرب بعرض الحائط كل الحاجات والمطالب والانتظارات التنموية والديمقراطية والحداثية.

السياسة إذا، وبالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، هي علاقة بين حاكم ومحكوم. والسياسة إذا، هي تلك السلطة العليا في المجتمعات الإنسانية، حيث السياسة تعني ـ بالمباشر ـ القدرة على جعل المحكوم يقوم أو لا يقوم بأعمال وتصرفات وممارسات وسلوكات بقوة القانون، سواء أراد أو لم يرد، ـ لأنها ببساطة ـ تمتاز بكونها عامة تحظى بالشرعية وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة.

لكن دون أن يتم تغييب المعطى الأساسي في كل هذا، وهو المتمثل في أن شرعية هذه السلطة لا يمكنها أن تستمد إلا من الشعوب ذاتها، وقوة القانون لا يمكن تثبيتها إلا من خلال مشاركة جميع مكونات المجتمع الواحد في صياغتها وبلورتها واعتمادها، واحتكار وسائل الإكراه لا يمكنه أن يستقيم إلا بالابتعاد عن الشطط في استعمال السلطة وضرورة استخدامها فيما يخص تحقيق المصلحة العامة التي لا يمكن التعبير عنها بتمثيليات انتهازية أو مزيفة أو مراوغة.

وعلى الرغم من ارتباط كلمة السياسة بسياسات الدول وأمور الحكومات، فإنها تستخدم كذلك للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات...

وهو أمر لا يستقر شأنه بتلك الأشكال والأصناف من الإقصاء والتهميش، التي أصبحت تتخذ لبوسا متعددة في مجال الحد من فاعلية الأطر السياسية، سواء على مستوى الترقي السياسي أو المهني، فلا القرابات ولا الولاءات ولا الزبونيات ولا المحسوبيات السائدة لحدود اليوم يمكنها أن تحل محل الكفاءات والقدرات والطاقات المعبر عنها من طرف الأفراد والجماعات، ولا التخفي وراء تموقع الأعيان والمستثمرين والأطر الإدارية وخريجي المعاهد التكوينية التي تعد تحت الطلب يمكنه التعويض أو الاستعاضة عن الأطر السياسية الفاعلة التي يفرزها المجتمع ذاته من بين أبنائه، بغض النظر عن مواقعها الاجتماعية.

وببساطة يمكن التأكيد على أن أمر القيادة ومعرفة كيفيات التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة وبين تلك التفاعلات الجارية بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع ومؤسسات الدولة لا يمكن إسناده لمن يصدق في حقه المثل الشائع "فاقد الشيء لا يعطيه"، وإلا فإن الأمور ستستمر في إطار إسناد الأمور إلى غير أهلها، وهو ما مؤداه نتائج لا تحمد عقباها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسابات القوة والمصلحة وتفادي السقوط في كنف الوحشية المدمرة
- التطرف الديني وضعف الثقة في التخطيط للسياسات العمومية


المزيد.....




- ترامب عن محادثات وقف إطلاق النار: سنستعيد 10 رهائن من غزة قر ...
- واشنطن تلغي تأشيرات 8 قضاة برازيليين دعماً لبولسونارو
- -الأمير النائم- يغادر الحياة
- العشائر تتقدم في مدينة السويداء في ظل تعثر التهدئة
- بريطانيا تعتقل 55 شخصا خلال مسيرة لحركة -فلسطين أكشن-
- رئيس الوزراء السوداني: عودة المؤسسات التنفيذية إلى الخرطوم خ ...
- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - شرعية السلطة تستمد من الشعوب وقوة القانون لا يتم تثبيتها إلا بمشاركة مكونات المجتمع