أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - التطرف الديني وضعف الثقة في التخطيط للسياسات العمومية














المزيد.....

التطرف الديني وضعف الثقة في التخطيط للسياسات العمومية


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من كل تلك "العراقة المتأصلة" في العديد من الطروحات ووجهات النظر والآراء والمواقف تجاه المنحى المغالي في التشبث بالمرجعية الإسلامية. وعلى الرغم من كل تلك "الأصالة المتجذرة" في منطق التعامل مع تمظهرات وتجليات الغلو والتطرف الديني والمذهبي. وعلى الرغم من "الحنكة السياسية" المعبرة نسبيا عن نوع من "الواقعية السياسية" في التعاطي مع مخاطر الظرفية السياسية.
على الرغم من كل ذلك، لابد وأن نسجل بأن تيار التحديث والدمقرطة لم تتضح بعد ملامحه الفكرية، بالشكل الذي يسعفه في الوصول إلى تقديم صياغات تحدد طبيعة وشكل ميله ونزوعه نحو تكريس مركزية الإنسان بالنسبة للإنسان ذاته في التفاعلات السياسية الجارية.
فالتاريخ الثقافي الذي يسجل أن لا مناص للإنسان من أن يستمد معاييره القيمية والمبدئية من مرجعية تتماهى مع ذاته كإنسان، لأنه واع وقادر على الإدراك من جهة، ولأنه مستطيع للإحاطة والتغير من جهة أخرى، سيسجل أننا لم نصل بعد إلى أن نجعل من "الكينونة الإنسانية" مركز تفكير الإنسان وجوهر تحركاته وعلاقاته وتفاعلاته، وغاية تدخلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ورغم ذلك "العبق العقلاني" القديم المتجدد، لم يكن تيار التحديث والدمقرطة واضحا من حيث هويته ومقوماته وخصائصه، ولا جليا من حيث معالم طرحه الفكري والسياسي، ولا بينا من حيث اختياراته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا واضحا من حيث ملامح منظومته القيمية والمبدئية.
لقد أمعن التيار المحافظ/الديني في التعبير عن خلفيات ومنطلقات تبنيه "للمرجعية الدينية"، بحيث يكاد يستحيل التبرير لهذا التعبير الصارخ والمدوي عن الرغبة في تأسيس "مرجعية فكرية دينية" للجرائم التي ترتكب اليوم على مرأى ومسمع العالم كله لأجل العقيدة أو المذهب. ويصعب على الجميع اليوم الدفاع أمام من يعتقد أن الدين أو المذهب هو "الفكر الشرير" الذي يُقَعِّدُ لهذه المرجعية، ذات الخلفية الكامنة في تبرير ارتكاب كل هذه الجرائم الدموية. بل ويضعف أي خطاب أمام من يعتبر أن الدين ذاته أو المذهب هو الذي يسمح بارتكاب هذه المجازر في حق الإنسان والبشرية.
فالإنسان المتدين المثالي، أي "المؤمن" "التقي" "الورع" الذي يترفع عن الصغائر، ولا يفعل إلا الخير بفعل سريان مفعول المشيئة الإلهية في خلقه، لم يعد له وجود في الواقع. وقد بدا الإنسان على حقيقته بخيره وشره، بعجزه وجبروته، بل وقد أظهر جليا قدرته على ارتكاب أكبر المجازر والحماقات في حق أخيه الإنسان فقط بسبب الاختلاف معه في العقيدة أو المذهب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد كشف "تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام" وقبله تنظيمات السلفية الجهادية، عن الوجه القبيح لتوظيف الدين في الصراعات السياسية، أثناء الحروب القائمة اليوم والمدمرة، وبدا من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام والتواصل أنه قادر على ارتكاب أبشع الأعمال والمجازر.
فهل يمكن أن يطرأ شيء من التحول على تيار التحديث والدمقرطة فيما يخص موقفه من جماعات التيار الديني/المحافظ؟ وهل يمكنه أن يتعايش مع هذا النوع من الإنسان بمثل هذه المرجعية؟
ولنقلها بوضوح: إن مثل هذه التنظيمات، وكل هذه المجازر والجرائم التي تقوم بها قد وضعت حدا لأي ميل نحو التفاؤل من قبل الحداثيين والديمقراطيين، وضربت في العمق مزاعم المحافظين/الدينين المتمحورة حول وَهْمِ "الاعتدال"، وأضعف حظوظ الثقة بالنوايا المرتكزة على جعل الإنسان محور الاهتمام فيما يتعلق بالفعل السياسي والتخطيط للسياسات العمومية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البيت الأبيض: ترامب -فوجئ- بتصرفات إسرائيل في غزة وسوريا.. و ...
- وصفها بالمبادرة -غير المسؤولة-... وزير الخارجية الفرنسي ينتق ...
- كشفتها حبيبته الأخيرة.. نشر أسرار حصرية عن أينشتاين في كتاب ...
- محكمة مصرية تأمر بشطب اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قائمة ال ...
- -تروث سوشيال- مرآة لتقلبات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض ...
- مخاطر حقيقية بأفريقيا بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية ال ...
- وزراء ونواب إسرائيليون يطالبون بضم الضفة أسوة بالجولان
- إيران تستبق اجتماع اسطنبول بإتهام الاوروبيين بالتقصير بتنفيذ ...
- اختبار الثقة بين الإيكواس وتحالف الساحل
- هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - التطرف الديني وضعف الثقة في التخطيط للسياسات العمومية