حكمة التفاحة

عفراء قمير طالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:37
المحور: الادب والفن
    

حكمة التفاحة
ْ
"للتفاحة أحيانا حكمة أقوى من شعور السّكين"

كنتَ في هديل ذكرياته
مخضوضرا به
عاريا منك
لا تلبس إلاّ شفتيه
وكنتُ للتّو خارجة من غفوة ريحانة
عليَّ حريرٌ ممّا رأتْ..
وشوش في أذني
"...الظلُ ثملٌ، و الربوة ُمائلة باتّجاه القلب
تفضحُ سرّهُ للرّيح .."
قلتُ : ترجّل يا شبيه الرّيح
كي نقرأ تفّاح النشيد
قلتَ:سنغدو تمثالين من حجرْ !
قلتُ:سيذكرنا الصّبحُ و السوسنُ و الطريق
و السماءُ أكثر رأفة من قلبين عاشقين
قلتَ:في ظلّه خلخالٌ لا يذكر ساقه
نخلة حانية تجمع ما تشظّى من موّال
نسوة يركضن في مدّه...
حافياتْ..
قد أوصى بعينيه لغير مسائِكِ
إنّه المنشغلُ عنكِ بتحرير الرّسائل!
قلتُ:ترجّل يا شبيه الرّيح
كي نقرأ تفّاح الرّسائل
اللّيلة كرنفال...
أنرتدي سمرته متنكّرين
و قد تسرّب من مقامه قمرا؟
أشتهي...أن..
قلتَ: ولـْدَانٌ مُخلـّـدونَ و أكوابٌ ثلاثة...
إني أشهد بأنّه قد جاء المساء
و عليه دم من عينيه!
يا التي فقـّستْ في غربتي
و ناوشتْ قصيدتي حتى بكيت ُ
و اعتلتْ ترقبُ شاعرَها يسفحُ ليْـلهُ
ما بين التفاحة و السّكين
من سينصفني وقد تواطأت كرمتان ِ
في ذاكرتي علي؟؟
قلتِ: ترجّلْ لعلّهُ يُنِصفنا تفّاحُ الغربة
أرحتُ عند منعطفِ السّجع ِالأخير ِ
و لمّا انتبهتُ..
فرّتْ حمامة من يدي
قلتِ: هذا ما كنّا نبغي
وٱ-;-رتدّ صوت من ورائي
...و رائحة
(( لقد فتح القلب نافذة
و بكت في البلاد البعيدة صفصافة
أحبكِ! هذا أنا أزغبُ مثل الطير
يجمعني بالرّياح الشتاتْ
و أنتِ على السّفح ساهمة بين رخـّين))*
ها هو يقترب.ُ.
شاعرا، زوبعة من بخور
مترفا كالبياض
مفعما بالكون
يجرّ شاربه الطـّويل قنديلا ً
يشحذ نرجسه على مجمرة العمر
فاجأني شذاه
كان أصغر من وردةٍ في خاطري
وكنتِ أكبر من البلاغة
قال لمّا مرّ ثِماركِ بيننا
و دنى كي يطفئ قلبه في راحتيّ:
...ها وحدها الآن
تغزلُ فِـتـنـتها للرّيح!
التفّاحة الدّانية!!
قلتُ: اقطف! سأصعدُ ما أمكنني تدلـّّـيها
قال: لا أحملُ كفـّي معي!
و أوحيتِ ( في خِضـّم المَـرْجَلـَـهْ !) أن اقتربا..
حــُــمرتي لا تؤذي أحدا !



عفراء قمير طالبي
13/01/2012



*لخضر فلوس

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل