أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم فنجان - في البدأ كان الموت














المزيد.....

في البدأ كان الموت


قاسم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدأ كان الموت
"اي نوع من الانكسار ... يبدو الخضوع اليوم دين مملوء بالخوف .. فكرة تفر بعيدا" (سلمان رشدي )
تمتليء الذاكرة بصور كثيرة اغلبها حزينة فمن ذاكرة الحرب الى الحصار الى الى الى .. منذ زمن ننام ونصحو وعويل نساء فقدن احبتهن في مشهد يكرر نفسه كل يوم وكل يوم مأساة تعيد نفسها على مدار سنين وسنين الام لا يمكن وصفها فمن حرب القوميين بقادسيتهم (المجيدة) الى نظامهم البوليسي المكثف نفسه بشخص القائد الملهم الى غزو الكويت الى ما جرى من احداث مروعة في اذار.حصار خانق موجع حد المبالغة في كل يوم تمشي في الشوارع لتجد قطع القماش السوداء معلقة على جدران البيوت وقد كتب عليها (الشهيد البطل)
حقبة دامت ثمان سنين مريرة ،حرب لا افق لها ،لا نهاية لها .لا تعلم لماذا بدأت وكيف بدأت وكيف ستنتهي والى ما ستؤول .كانت اسئلة تشغل هاجسك . وتبقى ذكرياتك تعاد دائما بتلك القطع السوداء فمن الشهيد البطل الى الشهيد السعيد ...كان بطلا في ما مضى واصبح سعيدا اليوم .من مفهوم ملحمي (بطولي ) الى مفهوم رومانسي (سعيد). لكن البؤس هو هو الحزن هو هو لا فرق عند من يحبونهم اكانو "ابطالا ام سعداء " لانهم مضوا ولا غير. العواطف الدينية تهدهد احزانهم وتخفف من جزعهم وصدقهم ولهذا فهو باق .
ثم يختتم عصر بطولات القائد الضرورة بعذاباته وألامه وخريفه الذي تساقطت فيه مليون ورقه ليبدأ شتاء الاحتلال وندخل في سيناريوهاته المظلمة التعيسة ..فكان دائما القادم اسوء . عزفوا سمفونيتهم الحزينة فكانت قداس موت بحق .اوتار الطائفية تدق وطبول القومية تقرع . اصبحت المدن مدن اشباح شوارع خالية ازقة تبحث عن ساكنيها ...بدأ الناس يتكدسون في مناطق سميت بأسماء طوائفهم وقومياتهم فصارت هذه المدينة للطائفة كذا وتلك للقومية كذا .وهذه وهذه وهذه ...
وبهذه المعزوفة خرج ملوك الطوائف والهة الحرب والموت ..اسسو كتائب افواج ،جيوش ، وفرق للموت .ولأول مرة لك مليء الاختيار بكيفية موتك بالمفخخة ،بالعبوة ، أم بالذبح أوالكاتم والقائمة تطول ..
وشاخت بغداد واصبحت ساقطة هرمة كأنها روما في عصورها المضلمة..... وعلى حد وصف احدهم "وغداة ذلك الصراع الرهيب ، وحتى قبل ان يقضي تماما ،استغرقت روما فترة اخرى ساقطة فاسدة في حماءة الفسق التي تهرم جسدها وتدنس روحها هنا معارك وجراح وهنالك حمامات وولائم .
في بغداد ايضا كان هنالك حمامات وولائم يقيمها الكبار الذين اتوا وجلسو في المنطقة الخضراء . وايضا اناس تموت كل يوم في الشوارع . لم تهدأ الامور وبدأت الاوركيسترا تعزف اقوى وعلا صوت الطبول فكانت ما يسمى (داعش) لا تجد له وصف وقد تلجأ الى هايدجر في تساؤله الميتافيزيقي ( ما هو الشيء) نعم ما هو (داعش) بدا انهم ثقب اسود يلتهم كل شيء يقترب منه او عندما يقترب هو لاحد. تنظر عبر شاشات التلفزيون فتجد الناس تركض ،تهرب بأنفسها .لا مجال لحمل اي شيء . اي تأخير يتسبب بنهايتك.
ثقب اسود براياتهم بعمائمهم بلبسهم بلغتهم .لا منجى لك منهم الا السفر عبر الزمن بكأس يذهب بك بعيدا . وتقول مع هاملت " هدوءا ايتها النفس ، ان الجرائم لا بد ظاهرة الى وضح النهار ، ولو غطتها الارض قاطبة لتخفيها عن اعين الناس .هدوءا ايها القلب ...."



#قاسم_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسي
- طائر الليل الحزين
- مرثية سلة مخلوقات
- ضفة النهر الثالثة
- سوأى بنت آرو


المزيد.....




- رأي لفريد زكريا: الرئيس ترامب قادر على تحقيق اتفاق أفضل مع إ ...
- WSJ: مالكو العملات المشفرة يتعرضون للخطف والابتزاز بكثرة في ...
- -انهيار كامل-.. احتجاجات في جزر الكناري ضد السياحة الجماعية ...
- كيف نتعامل مع تدخلات الآخرين في قراراتنا وحياتنا الشخصية؟
- ضغوط دولية تدفع إسرائيل للموافقة على إدخال مساعدات إلى غزة
- ماسك يعرب عن تأييده لمؤسس -تلغرام-
- ترامب يطالب بالتحقيق في تسديد مبالغ كبيرة لمشاهير خلال حملة ...
- -الغارديان-: رئيس فنلندا حاول إقناع ترامب بأن روسيا لم تعد ق ...
- إصابة سائق حافلة في هجوم بمسيرة أوكرانية في مقاطعة بيلغورود ...
- الفواكه المجففة الأكثر فائدة لكبار السن


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم فنجان - في البدأ كان الموت