سيناريو محتمل في ظل الموقف السوري الايراني حول حزب الله

حسن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيناريو محتمل في ظل الموقف السوري الايراني حول حزب الله

من النقاط العالقة بالنسبة للمطالب الأمريكية في المنطقة هي "وقف نشاط حزب الله العسكري" في لبنان وبالتالي حسب وجهة النظر الأميركية حماية أمن اسرائيل. وقد تكرر هذا المطلب اكثر من مرة من قبل الأميركيين على لسان سفيرهم في لبنان وخصوصاً من خلال تعليقهم على التشكيلة الحكومية الأخيرة، وأيضاً من خلال زيارة رايس الى لبنان آنفاً.
لذلك نجد انفسنا امام سؤال: ماذا يمكن ان يكون الرأي السوري الايراني بالنسبة لوضع حزب الله ولنشاطه العسكري في لبنان؟ وخصوصاً بعد الضغوط الكبيرة التي واجهتها وتواجهها الدولتين من الولايات المتحدة واوروبا. وهل يمكن ان يكون هناك سعي لحل موضوع عالق ما على حساب موضوع شائك آخر؟ بمعنى آخر ما هي التسوية التي تتحضر في الخفاء؟
حتى الآن سورية نفذت نسبياً وبالعناوين العريضة ما طلب منها في لبنان لجهة الانسحاب العسكري من لبنان وعدم التدخل المخابراتي في شؤونه، ومرت الانتخابات النيابية ووافقت عليها الدول الكبرى. أما ايران فهي لا تبدّي اي موضوع على الموقف الحرج الذي يتهددها من خلال الاستمرار في العمل لانتاج المفاعل النووي والضغوط التي تمارس عليها جراء هذا الأمر وآخرها التخوفات الأوروبية وخصوصاً الألمانية التي تعتبر صديقة لايران من المتابعة في هذا العمل.
لذلك ماذا اذا قدمت اميركا تسوية للبلدين تقتضي بارخاء الحبل قليلاً مقابل التنازل عن الدعم لحزب الله في لبنان، وخصوصاً بالنسبة لسوريا التي اتمت الشروط التي فرضت عليها بموضوع الانسحاب من لبنان من خلال التحرك الشعبي والضغط الدولي.
فمن الممكن ان يكون الطرح على سبيل المثال استبدال موضوع بآخر، فبالنسبة للسوريين اكثر ما يرهقهم ويشكل خطراً مباشراً عليهم حالياً، وطبعاً جراء انسحابهم من لبنان، هو امكانية ان تصب قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري في خانتهم تحريضاً أو تخطيطاً أو تقصيراً خصوصاً بعد اقتراب انتهاء اعمال لجنة التحقيق الدولية، باختصار امكانية ارتباط سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر بموضوع اغتيال الحريري، أمر لا شك ان سورية لا تريده الآن وستسعى لازاحته عن ظهرها اذا ما شاءت الظروف.
الأميركيين يسعون ايضاً لتثبيت موقعهم في لبنان، لجعله متنفساً لهم، وموقعاً مهماً لهم في الشرق الأوسط، لا توجد فيه التعقيدات الموجودة في اسرائيل. وهذا الأمر بدأ يبرز شيئاً فشيئاً من خلال الرؤى الأميركية للتمركز في لبنان، وآخرها كان اطلاق البدء باعمال بناء المركز التابع للسفارة الأميركية آنفاً والذي سيضم عدداً كبيراً من المشاريع الخاصة بالولايات المتحدة في لبنان والمنطقة.
لذلك ماذا ان حصلت التسوية على حساب حزب الله، اغلاق ملف الاغتيالات مقابل انهاء العمل العسكري لحزب الله.
فكيف عندها ممكن ان يكون الاخراج؟
اسرائيل لها مخططاتها الدائمة لانهاء حزب الله ولشن حملة عسكرية مختلفة الأوجه، طبعاً موضوع اجتياح عسكري هو امر مستبعد ولكن الضربات الجوية والاغتيالات امر وارد واسرائيل تتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال وسبق ان جربتها في ظروف عدة في لبنان وخصوصاً مع حزب الله.
فاذا قررت اسرائيل شن حرب عسكرية على حزب الله في محاولة لانهاءه، طبعاً بعد ان تكون التمست رفع الغطاء الاقليمي عن حزب الله بعد ان رفع دولياً وبعد ان يوجه لها الضوء الأخضر الأميركي. فذلك سيكون سريعاً ولكن مؤلماً وقوياً، وبما ان حزب الله لن يقف متفرجاً فستتطاير الصواريخ من والى اسرائيل، طبعاً سيتم التحرك بشكل سريع وسيتحرك لبنان دولة وحكومة وشعباً في المحافل الدولية، وسيطرح موضوع مزارع شبعا كموضع نزاع، سيرفع لبنان مطلب الانسحاب من مزارع شبعا ووقف العمليات العسكرية وسيكون المطلب الاسرائيلي وقف نشاط حزب الله.
وقد تسربت معلومات عن ان الأمم المتحدة تضع خطة في هذا السياق، تحسباً لأي طارئ، ممكن ان تطرح وتنال الموافقة الاسرائيلية وهي وضع القوات الدولية في مزارع شبعا مكان الجيش الاسرائيلي في حال التوصل الى الموافقة على الانسحاب، وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود. فبذلك تكون الأزمة قد حلت وتحقق جزء كبير من مطالب الطرفين. أما بالنسبة لحزب الله، فتقول مصادر اميركية انه ربما سيكون بحكم المنتهي أو انه سيأخذ بنصيحة اقليمية ويقوم بالتخلي عن السلاح مقابل انهاء الأزمة.
المؤشر المحلي الذي برز في الآونة الأخير هو موقف النائب وليد جنبلاط، وهو الوحيد في لبنان الذي يستبق الأمور، فالآن يقوم بشكل متزايد ومتكرر بطرح موضوع دعم المقاومة والحفاظ عليها، فهل يقوم بنفس الخطة التي قام بها قبل التمديد، وهي حفظ مكانه وتمتينه في انتماءه للعروبة وعدم ترك اي عذر لمعارضيه من ان يصله اي اتهام بتنفيذ مخططات اميركية في المنطقة، شعارات كهذه لا شك انها ستطال الكثيرين من رواد انتفاضة الاستقلال في حال حصول اي اعتداء على حزب الله.
طبعاً يبقى داخل هذه الاحتمالات، احتمالاً مهماً، وهو موقف الحزب بحد ذاته وحنكة امينه العام السيد حسن نصرالله الذي وبدون شك قد خرج وأخرج حزبه في السابق من الكثير من الأزمات الحساسة والدقيقة بذكاء كبير وحنكة مميزة.
حسن قاسم
[email protected] كاتب لبناني مقيم في بروكسل

#حسن_قاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات