أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن قاسم - انور ياسين في رحاب الحرية














المزيد.....

انور ياسين في رحاب الحرية


حسن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 738 - 2004 / 2 / 8 - 04:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لكم طال الغياب يا أنور، ولكم كانت السنوات الستة عشر التي مرت من عمرك وعمرنا وعمر الوطن، طويلة وقاسية.
ستة عشر عاماً مرت ببطء، انت تنتظر الحرية في سجن عسقلان، ونحن ننتظرها في سجن الوطن، مرت السنوات، ونحن مستمرون في الحلم، حلمك، حلم الحرية وسعادة الانسان، وكم نتمنى لو ان هذا الحلم سيتحقق هذه المرة.
اعلم يا انور انك وأمثالك حررتم الوطن، ولكن اعلم ايضاً ان الوطن ما زال في الأسر ولكنه اسر من نوع آخر. اعلم اننا انتهينا من الحرب الأهلية، ولكننا تحت حرب اشد وطأة، نحن في حرب مع القمع والامتيازات، في حرب مع الضرائب، والرسوم، والبطالة، والغلاء، والهجرة.
اعلم يا انور ان الذين قاتلت وأُسرت لكي يندثروا، حكمونا، وان الذين ضحيت والآلاف من اجل ان ينسحقوا تحت اقدام الفقراء، يستبدون بالفقراء، ويحتلون الكراسي. اعلم يا انور ان الذين قاتلت معهم، بعضهم استشهد، وبعضهم الآخر مشتت في بقاع الأرض ينتظر فك أسره.
لست اقول ذلك، لكي افسد عليك فرحتك بالحرية، ولكنك يجب ان تعلم جيداً، انك بصمودك في المعتقل، احييت فينا روح الاستمرار، وأنرت ليالينا المعتمة، وجعلتنا نزداد ايماناً بوطن حر وشعب سعيد.
اعلم يا انور اننا كبرنا على حكاية صمودك واندفاعك في اعالي جبل الشيخ، ثائراً مناضلاً مقاتلاً لا يعرف الهزيمة ولا يذوق طعم الخسارة، بل يثور ليقاتل ويطلق الرصاص ابتهاجاً بنصر قريب، غير آبه لا بالأسر ولا بالتعذيب، غير خائف من الشهادة، بل يرتعش فرحاً عندما تطأ قدماه كل شبر من ارضنا العزيزة.
وطأت أهلاً في ارض وطنك الحبيب، بعد طول غياب، وأهلاً بك معنا في نضال جديد، لأجل استكمال المسيرة، وفاء لك ولتضحياتك، وللمسيرة الحمراء المكللة بالدماء، وبالعظمات، وبالأساطير.
لا تنظر يا انور الى الهزائم، ولا تستمع للحديث عن الانقسامات والتفتت، ولا يغرنك تصريح شاتم هنا، وتصاريح شاتمة هناك، لا نريد ان يلم بك ما ألم بنا من ضعف وضياع وخلافات. كنا نتمنى لو انك تجدنا الآن صفاً واحداً، ننعم بالديمقراطية والحرية، ولكن أسفاً انور، نعتذر عن هذه الاهانة، ونعتذر عما اقترفت ايدينا.
بالأمس كنا نستمع اليك والى كلماتك القوية الواثقة، والآن نستطيع ان نقول، أيها الرفاق، تعلموا من انور، تعلموا الثقة بالنفس وعدم التسرع. هذه هي المدرسة التي خرجتنا جميعاً، نستعيد مجدها الذي اضعناه بأيدينا، بتلك الكلمات المنيرة التي اطلقها أحد ابطالنا واساطيرنا، أنور ياسين.
قد انرت الفضائيات، وشاشات التلفزة، حتى ان احد الرفاق قد نقل الينا صوتك عبر شبكة الانترنت، كنت لنا عودة الروح ونحن نقبع بعيداً عن الوطن، بعد ان عصفت بنا رياح الهجرة.
ثق يا انور ان طريقك الذي اخترته وضحيت من اجله، هو طريق ما زال ايماننا به قوياً، ثق ان الكثيرين من الرفاق والقادة، ممن لن تجدهم امام عينيك، ما زالوا يؤمنون بطريق المقاومة والحرية، ولكنهم في منازلهم أو في منفاهم مغيبون قصراً، كئيبون، حزينون، لما آلت اليه الأوضاع، لم يتركوا الشعلة، ولا خانوا القضية، ستراهم يوماً ما، في طريق حياتك الطويلة الباقية، ستراهم عندما تضاء الطريق من جديد، ستراهم في معارك أخرى وساحات أخرى، ونرجو الا تراهم في الانحياز، والاصطفاف، وفجوات الحقد العميقة التي نمت بين بعض رفاق الأمس.
لك الحرية والمجد، ولك زفة العريس القادم من عرس الوطن، لك الورود والأزهار وحبات الأرز تنثر على جبينك، ولك ضمة امك المناضلة لك، وصمود اخوتك وأهلك ورفاقك.
ولنا ان نحلم بمستقبل أسرت وضحيت من اجله، ولنا ان تستمر في قلوبنا شعلة مضاءة، تعطينا روح الاستمرار، تلك الروح التي اشتعلت يوم تحرير سهى، وسليمان، ونبيه، والآخرين من الأبطال.

بروكسل ــ   حسن قاسم



#حسن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الأسرى والشهداء، فرح وحزن
- تيار عوني أم تيار وطني -حر-
- نقد لدور الشيوعي في معركة بعبدا عاليه
- بأي حال عدت يا عيدُ
- ما بين السفارات ومطار بيروت، هناك تجدون شباب لبنان !!


المزيد.....




- إيلون ماسك: أولاف شولتس أحمق
- إيلون ماسك ينضم إلى دونالد ترامب وعائلته في صورة -فرقة- النص ...
- ترامب يعين سوزي وايلز رئيسة لموظفي البيت الأبيض
- لبنان.. مقتل 3 مواطنين وإصابة 3 عسكريين في الجيش وعناصر من ا ...
- البنتاغون يرسل مذكرة للجنود حول نقل السلطة والبعد عن السياسة ...
- سياسة ترامب الخارجية.. رؤية جديدة لدور أميركا وسط تعقيدات عا ...
- مسؤول سابق في إدارة ترامب: الرئيس المنتخب يدرك الكارثة الإنس ...
- ترامب يعلن عن تعيين مديرة حملته سوزي وايلز في منصب بارز بالب ...
- قبل دونالد ترامب... رئيس أمريكي واحد عاد إلى البيت الأبيض بع ...
- بوتين: أهنئ ترامب ومستعد للحوار معه


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن قاسم - انور ياسين في رحاب الحرية