أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن قاسم - ما بين السفارات ومطار بيروت، هناك تجدون شباب لبنان !!














المزيد.....

ما بين السفارات ومطار بيروت، هناك تجدون شباب لبنان !!


حسن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 597 - 2003 / 9 / 20 - 06:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ترددت مراراً قبل كتابة هذه الأسطر، ربما لأنني لم اشعر يوماً بالاكتئاب أو بالاقتراب من اليأس ومن امكانية العيش بسلام وكرامة في وطننا العزيز لبنان.

شعور ينتابني، منذ فترة، قريب جداً من فقدان الأمل من حصولنا كشباب لبناني على حياة كريمة، يكون حدها الأدنى ان نبقى على قيد الحياة، نأكل ونشرب وننام تحت سقف يأوينا. أمور باتت شبه مستحيلة، فكيف وبالأحرى ان كنا نطمع بان يكون لنا وطن ديمقراطي حر متقدم وحضاري، ينعم أهله بحياة سعيدة تتضمن كل متطلبات الحياة…

واذا كنت اسمح لنفسي بأن اكتب بصيغة الجمع، فذلك لأنني على يقين بانني اعبر عن فئة واسعة من الشباب اللبناني، ان لم يكن كل هذا الشباب فعلى الأقل ال 70% منهم الذين يصطفون على ابواب السفارات الأجنبية لساعات طويلة تبدأ من منتصف الليل وحتى بزوغ الفجر لعلهم يحصلون على تأشيرة الرحيل "من دون رجعة"، حالمين بحياة افضل ومستقبل "مضمون" اكثر، الى بلاد ربما اكثر ما يميزها حكومات صادقة، انظمة عادلة، قوانين تضمن الحريات، الحق فيها لكل انسان بالتعلم بشكل لائق واحترام شروط العمل وتأمين الضمانات الضرورية للصحة والسلامة العامة.

فماذا اذن يمكن ان يعطينا الأمل في البقاء؟ والى من نلجأ في ظل غياب الدولة عن واجباتها تجاه مقوّمات بقائنا، وحقوقنا المهدورة، وتجاه الاهمال اللاحق بنا وباحلامنا وبمستقبلنا؟

هل نلجأ الى الأندية الرياضية التي اصبحت مرتعاً للخلافات الطائفية ونسخة مطابقة للنظام غير المسؤول والتبعي.

هل نلجأ الى احزابنا المنشقة على بعضها، والتي نسيت المشاريع والأفكار، والتي تغض النظر بشكل مخيف عن أهداف نشوئها واسباب وجودها، منصرفة الى الخلافات الشخصية والى الكراسي والمناصب، وكأن كل شخص وُكل لأن يكون مدافعاً عن الجماعة، أصبح مدافعاً عن شخصه الكريم مستغلاً القواعد التي اوصلته والنضالات الطويلة لأجل حصوله على اكبر قدر ممكن من الامتيازات وكأنها اصبحت القاعدة في هذا البلد، فاعرق الأحزاب اللبنانية من يسارها الى يمينها تعاني من مشكلات عصيبة يصعب ايجاد الحلول لها.

هل نلجأ الى الجامعة اللبنانية، مرتع الوسائط والطائفية، المتدهور مستواها بشكل مخيف، وكأنه مقصود لها ان تكون متخلفة، ربما لأنه يراد لهذا الجيل الجديد ان لا يعي فعلياً مشاكل الوطن، ويبقى جاهلاً يدلي بصوته الانتخابي بشكل غرائزي مجدداً البيعة في كل مرة لجلاديه ولمن هم سبب تعثره الدائم في الحياة.

أم نلجأ الى الجامعات الخاصة، حيث يتسلى في كافيترياتها الفخمة ابناء الأرستقراطيين، أصحاب المداخيل غير المنظورة، "يتعلمون" وينظرون نظرات الى الأدنى حيث الشعب الفقير في نظرة طبقية مخيفة.

أم نلجأ الى اللهو حيث ان قصدنا ذلك فاجأنا ذلك الوحش المخيف، وحش الغلاء الفاحش، في الغاء جميع الأمكنة الصغيرة من مقاهٍ ثقافية واجتماعية، وحصرها في امكنة جل ما فيها تخدير للأحلام، وافراغ للجيوب، وموسيقى صاخبة تجعلك تشرد وتغض النظر عن كل ما يحدث حولك.

حتى ان قررنا الجلوس في البيت ومشاهدة التلفزيون، نجد ان لا مكان لقنوات معارضة لما هو سائد، حيث يتم اقفالها بشكل تعسفي قامع للحريات، هذه الحرية التي اصبحت استنسابية حتى في ميدان الصحافة والاعلام، ونكتفي بمشاهدة العارضات "المغنيات" بشكل عرض بورنوغرافي، ايروتيكي، يبيع سلعاً مباشرة على الهواء، أو تصبح قنواتنا مكاناً لكذب المسؤولين، وتبجحهم باطلاق الشعارات وبالاشادة بانفسهم وكأنهم ابطال هذا الزمان، وبعضهم متأثر جداً بالأفلام الأميركية حيث يستعرضون على المشاهدين بطولاتهم ونحن الغافلون.

نحن في وطن وكأننا في سجن، أسرى الواقع، نحاول الهروب الى ارض ليست ارضنا، لأن نعمل لانماء دول أخرى، حيث ان انماء بلدنا اصبح ملك الغرباء، وارضنا اصبحت تباع لأجل سد الديون، من اموال "مهدورة".

نذهب مطلقين العواطف والآمال الورقية، حيث اننا سنرجع ونعمل في بلدنا حاملين شهادات من دول أجنبية، ونحن نعرف في اعماقنا اننا لن نجد فرص العمل المناسبة لنا، فيكون الرحيل الى غير رجعة.

كنت دائماً من المحرضين على النزول الى الشارع والمطالبة بالحقوق، كنت دائماً من المدافعين عن الوجود في هذا البلد، كنت دائماً من وقف بوجه كل من حاول التفكير بالهجرة، ولكنني وبصراحة قضيت فصل الصيف كله وانا قابع في مطار بيروت، اودع الكثيرين من اصدقائي ومن رفاق الدرب، حتى بت لا أميز العدد وبت انسى في اي دول يقبعون، فأتسمر أمام شبكة الانترنت متابعاً اخبارهم مستعلماً عن وضعهم، محاولاً ايجاد التبريرات لأن اقنع نفسي رغماً عني بما هو اصعب علي من أي امر آخر، وهو الرحيل...!

                                                                            

 



#حسن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. فيضانات عارمة تجتاح إسبانيا مجددًا وتغرق الشوارع والم ...
- مصر.. الداخلية ترد على ادعاءات وفاة شخص -بسبب التعذيب- في أح ...
- سوريا: قصف إسرائيلي على المزة وقدسيا في دمشق وريفها.. وهذه ا ...
- وزارة الصحة بالمغرب تدق ناقوس الخطر: 2.7 مليون شخص و25 ألف ط ...
- الأمير تركي الفيصل لترامب: -سيادة الرئيس أمامك الكثير لإكمال ...
- نتنياهو أمام العدالة في 2 ديسمبر.. أول شهادة في قضية الفساد ...
- الفارق بينهما 31 عاما.. مايك تايسون يعود إلى الحلبة لمواجهة ...
- دراسة تعيد ملف سد النهضة إلى الواجهة
- المفوضية الأوروبية توضح تصريح فون دير لاين حول -الغاز الأمري ...
- كوريا الجنوبية تعوض المتضررين من بالونات -قمامة- الجارة الشم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن قاسم - ما بين السفارات ومطار بيروت، هناك تجدون شباب لبنان !!