أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - على حسن السعدنى - على حسن السعدنى يكتب : زواج الفن بالسياسة















المزيد.....

على حسن السعدنى يكتب : زواج الفن بالسياسة


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 17:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


الفنانة برلنتي عبد الحميد فقد تزوجت من المشير عامر عرفيا لدواعي الأمن، والتي تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته•• وقد كان حريصا على ألا يعرفه الناس، وكذلك كانت رغبة عبد الناصر• وأكدت برلنتي أن عبد الناصر لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما هي وزوجها•• وكان يشاركهما في المناسبات العائلية•• وقال للمشير مداعبا بيقولوا عليها حلوة قوي•• وكان يتصل بهما أكثر من مرة في اليوم الواحد أحيانا•• وفي أحيان كثيرة كان يداعب برلنتي ـ حسب قولها ـ بعبارة: اتركيه لعمله يا متوحشة• وقد قام جهاز المخابرات ـ آنذاك ـ بقيادة صلاح نصر بجمع تحريات عن برلنتي عبد الحميد، خوفا من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد•• وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم• والغريب أن الصحف ساعتها تجاهلت الخبر وتظاهرت بأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن في العالم العربي• وكانت برلنتي عبد الحميد تلقب بملكة الإغراء والتمثيل، إلا أنها تركت الأضواء والشهرة، عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها ( 1500 جنيه) أي ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم•• لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة في أدق وأحرج لحظات هذا العصر •

وشهدت هذه الفترة أيضا زواجا عرفيا آخر بين مطربة كبيرة وأحد ضباط مكتب الوزير، واعتزلت التمثيل إلا أنها كانت سعيدة بمميزات هذه الزيجة التي جعلتها تأمر وتنهي تحت حماية المنصب الجديد •

وفي حقبة الستينيات من القرن الماضي أيضا قام صلاح نصر، مدير المخابرات المصرية آنذاك، بالزواج عرفيا من النجمة اعتماد خورشد ـ عمة شريهان ـ وذلك بعد أن أجبر زوجها على تطليقها•• وقد شهدت خورشد ضده عند محاكمته، وقالت بأنها طارد عددا كبيرا من النجمات•• لدرجة أن البعض منهن هربن خارج البلاد خوفا من بطشه•• وقد أنكر صلاح نصر من جانبه كل هذه الاتهامات، بما فيها زواجه العرفي •

أم كلثـوم•• الـوزيـرة المـوقـوفة

ما لا يعرفه الكثيرون أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت ستكون أول وزيرة في حكومة جمال عبد الناصر، حيث رشحها ضمن 10 شخصيات نسائية أخرى لاعتلاء وزارة الشؤون الاجتماعية•• لكن المشير عامر اعترض على فكرة أن تكون هناك امرأة ضمن التشكيل الوزاري، فأرجأ عبد الناصر الفكرة•• حتى عرضها على الكاتب مصطفى أمين، والذي اقترح بدوره أن تكون أم كلثوم وزيرة للثقافة•• لكن عبد الناصر أراد أن تكون بمصر وزيرة واحدة، فاختارحكمت أبو زيد• والغريب أن أم كلثوم علمت بالخبر بعد أن رفض عبد الناصر الفكرة•• وكانت لأم كلثوم مواقف وطنية، وكانت قريبة من السلطة، فقبل قيام الثورة منحها الملك فاروق أحد الألقاب الرسمية، وبعد الثورة اعتبرها البعض معادية لها•• وقرروا عدم إذاعة أغانيها حتى تدخل عبد الناصر•• وكان لها موقف بطولي في أحداث حصار ضباط الجيش المصري في الفالوجا بفلسطين عام , 1948 • وقامت بجولات فنية في العديد من الدول العربية والغربية لجمع تبرعات لبناء وتسليح الجيش المصري عقب هزيمة , 1967 • وفي عهد السادات تبوّأت مكانة عالية أثارت غيرة الكثيرين •

الفنانـــون أبــواق دعـايــة

في فترة ثورة جويلية بمصر•• جندت أصوات المطربين المعروفين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، شادية، أم كلثوم•• لتعريف الناس بمبادئ الثورة وبث الحماس في نفوسهم، كما حدث في حرب 1956 وبناء السد العالي، فكان الفن بوق دعاية للثورة وأهدافها•• كما شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة•• فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين لعبد الناصر، وكان الأخير يطلبه لكي يلعب معه الشطرنج، وكان عبد الحليم ـ كما تردد ـ يستغل صداقته لكبار الشخصيات والقادة في الانتصار على منافسيه في المجال الفني، فكان العندليب الأسمر أحد أعمدة نشر مبادئ الثورة، وغنى العديد من الأغنيات الوطنية والحماسية•• وقد تأثرت علاقته بالسادات نتيجة اعتقاد السادات القديم بولاء عبد الحليم لعبد الناصر •

من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب سمير الاسكندراني•• فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال•• فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال بالجاسوس المصري رأفت الهجان داخل اسرائيل •

كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم (عماشة في الأدغال •• والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الاسرائيلي في شواطئ غرب افريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض•• استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الافريقية •

اللـغـــــز المحـــــــير

ومن القصص التي مازالت لغزا محيرا•• علاقة مارلين مونرو وجون كيندي الذي كانت تلتقي معه داخل إحدى الغرف الخاصة بالبيت الأبيض•• فعرفت مارلين الكثير من الأسرار من خلال علاقتها بكندي•• وعندما حاول إنهاء علاقته بها فشل، فقد وقعت في غرامه، ويقال إنها لم تمت منتحرة، ولكن قتلها رجال كيندي، ويقال أيضا إن إدمانها الخمور وفشلها العاطفي وراء انتحارها ومازال سر نجمة الإغراء غامضا برغم مرور أكثر من 55 عاما على رحيلها ••

وهناك حاليا الصداقة التي تربط عائلة كلينتون بالمطربين مايكل جاكسون والتون جون، وكان مايكل جاكسون يرافق كلينتون في حملاته الدعائية لرئاسة الولايات المتحدة •

المصلحـــة والمتـعـــــــة

الكاتب الراحل مصطفى أمين فسر هذا التزاوج بين الفن والسياسة بأنه من الطبيعي أن يجتمع المال والشهرة متمثلة في الفنانين مع النفوذ والسلطة•• فكل منهما يحتاج الآخر ومكمل له•• فالسلطة تريد بوقا دعائيا لأفكارها، وليس هناك أداة أسهل من فنان يتمتع بجماهيرية وشعبية طاغية يمكن عن طريقه توصيل أفكارها، كما أن الفنان كحالة تعويضية يحتاج الى سلطة ونفوذ يساعدانه لتحقيق طموحاته الفنية والشخصية•• بدليل أن أغلب الفنانين ـ وهم من قاع المجتمع ـ يسعون دائما للالتصاق بالقادة والشخصيات الكبيرة، كحالة تعويضية عن الذل والمهانة والفقر الذي عاشوا فيه •

أما علماء الاجتماع فيقولون إن الفن والسلطة لا يفترقان، فكلاهما يسعى نحو الآخر، والعلاقة بينهما علاقة نفعية قائمة على المصلحة والمتعة•• سواء الخاصة أو العامة، فالفنان يحتاج الى سلطة ونفوذ لتعظيم حجمه وتعويضه عن حياته السابقة•• وهو باتصال بالسلطة يستفيد لأنه يصبح من أصحاب النفوذ ويحمي بذلك عالمه الفني والخاص ••

والسلطة من جانبها تريد حماية أفكارها ومبادئها، كما حدث في عهد الثورة المصرية ونكسة 7691 ، فقد استغل الساسة الفن لتحميس الناس ونشر الأفكار الثورية•• وهناك جاذبية ما بين الشهرة والثراء من جانب والنفوذ من جانب آخر•• فكل منهما يكمل ويعوض الآخر•• وكل منهما يسعى لمغازلة واجتذاب الطرف الآخر
باحث فى العلوم السياسية والاستراتيجية
مستشار للمجلس العربى الافريقى



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حسن السعدنى : الأبعاد الإستراتيجية للتعاون العسكري بين م ...
- التفكير الاستراتيجي وتفعيل دور الإدارة الإستراتيجية
- على حسن السعدنى يكتب الإدارة الإستراتيجية وجودة التفكير والق ...
- وزير الأوقاف ومفهوم الفوضى
- على حسن السغدنى يكتب كيفية الحفاظ على الأمن القومي
- على حسن السعدنى يكتب : المشير ابو غزاله
- على حسن السعدنى يكتب ارهاب الفقر
- على حسن السعدنى يكتب : بين ثورتين: العلاقات المصرية الأمريكي ...
- على حسن السعدنى يكتب : الأبطال الشجعان
- العلاقات المصرية الصينية
- التخطيط الاستراتيجى
- على حسن السعدنى يكتب الامن القومى العربى
- على حسن السعدنى يكتب الآثار الاقتصادية للفساد
- على حسن السعدنى يكتب : ما هو لغز قوة داعش؟
- أبرز ملامح الذكرى الأولي لعزل -مرسي-
- على حسن السعدنى يكتب جهاز المخابرات العامة
- العلاقات المصرية السعودية
- على حسن السعدنى يكتب : العلاقات المصرية الاماراتية
- الشرطة القضائية
- على حسن السعدنى يكتب : التنظيم الدستورى لرئيس مصر


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - على حسن السعدنى - على حسن السعدنى يكتب : زواج الفن بالسياسة