أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - على حسن السعدنى - وزير الأوقاف ومفهوم الفوضى














المزيد.....

وزير الأوقاف ومفهوم الفوضى


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 15:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


وزير الأوقاف بين فوضى الفتاوى وفوضى الخطاب الديني
الكلمات الخفاف في حق وزير الأوقاف
مؤخرًا طالعنا تصريح وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة الذي طالب فيه بتقنين الفتاوى وقصرها على مؤسسات الإفتاء، ولا أحد يختلف مع الرجل في مطلبه، كما أنه لا أحد ينكر على الوزير دوره المهم في ضبط المساجد من الناحية التنظيمة حتى وإن بقي فيها الجانب العلمي والدعوي يعاني الخلل والقصور في الخطاب الديني الذي هو صميم تخصص الوزير، والذي هو ليس بحاجة إلى قانون بقدر حاجته إلى ضبط وتجديد ليلائم الأوضاع بعد الثلاثين من يونية التي عولنا عليها الكثير، وحاجة الدعاة إلى العلم والتدريب؛ لأنه ليس شرطًا فقط أن يكون الداعية من خريجي الأزهر بل لا بد من شرط العلم لأنه صاحب رسالة تساهم في بناء العقول.
كان تصريحًا صادمًا بالنسبة لي حتى ولو لم يلتفت إليه البعض، فالرجل يريد ضبط فوضى الفتاوى، تلك المهمة التي لا تألو دار الإفتاء المصرية عن القيام بها بشتى السبل فهي من صميم تخصصها وهي المطالبة بضبطها، وبالفعل استطاعتالدار القيام بالدور الأسمى في ضبط الإيقاع ليصبح الإيقاع متناغمًا مع المؤسسة الدينية، واستطاعت في مدة وجيزة تنقية الساحة الدينية مما يعرف بفوضى الفتاوى للدرجة التي أصبحنا في غنى عن المطالبة بقانون لضبط فوضى الفتاوى، فقد قامت بجهود لا ينكرها أحد سواء من خلال العمل داخل المؤسسة أو من خلال ما تطالعنا به ليل نهار من أخبار الفتوى التي ترصدها وترد عليها للدرجة التي تجاوز فيها نشاطها إلى خارج الحدود المحلية وأصبحنا نرى دار الإفتاءتتصدر عناوين الصحف العالمية بجهودها الحثيثة في تنقية الساحة من أي فكر مغلوط وفتاوى شاذة.
على الأقل نريد من الأوقاف في تخصصها وصميم عملها أن تحذو حذو نظيرتها الإفتاء في كيفية علاج مناطق الخلل والضعف في الحقل التي تضطلع به وهو الحقل الدعوي، وبما أن الإفتاء هو حقل عمل دار الإفتاء فهذا أمر خاص بها، أما الخطاب الديني وتطوير الدعوة وإعداد الداعية الجيد فهذا شأن الأوقاف ووزيرها، إذًا فبدلاً من المطالبة بقانون للإفتاء، كان من الأولى وضع الآليات التي من خلالها نستطيع تجديد الخطاب الديني،ووضع الاستراتيجيات التي من خلالها نضبط الخطاب الديني.
وإذا جزمنا أنه توجد فوضى في الفتاوى فالوزير يناله قسط من هذه الفوضى ومسئول عنها لأنه تخرج من أئمة الأوقاف من على منابر المساجد المسئول عنها الوزير، وعليه فهو يشارك في هذه الفوضى بصورة غير مباشرة وبالتالي سيقع تحت طائلة القانون الذي يطالب به للقضاء على فوضى الفتاوى.
إذًا الإشكالية ليست في الفتاوى بقدر ما تكمن في الخطاب الديني، وإذا أراد الوزير صنعًا فعليه وضع آليه نستطيع من خلاله نرى كيف يعالج فوضى الخطاب الديني بنفس قدرته على معالجة فوضى الفتاوى، فالكرة أصبحت في ملعبه، ليرنا كيف يقدم الحلول التي نقضي بها على هذه الفوضى.
العملية ليست في حجب من يصعد المنبر أو مَن يعتليه بقدر ما هي مَن يصعد المنبر وفق الشروط التي يجب أن تتوافر في الداعية إلى الله، فالداعية يجب أن يتوافر فيه العلم والفهم والفقه والعمل والإخلاص في النية؛ لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب وما يخرج من الفم لا يتجاوز شحمة الأذن، كل هذا بالإضافة إلى الأسلوب الحسن الذي يصل به إلى قلوب الناس.
على وزير الأوقاف أن يقدم خطابًا دينيًّا من خلال دعاته يعالجالآفاتالتيألمتبالمجتمعوليسأكبرمنآفةالتكفيرالمنتشرةحاليًا،والتيهيبمثابةالسوسالذيينخرفيعظمالأمةالإسلامية،والذيمنشأنهأنيؤسسلمبدأالاقتتالفيالمجتمعالواحدالذينسألالتيتعالىأنيقيمصرنامنشره، فهذا ما نطلبه من وزير الأوقاف من خلال عمله.
كما أن على وزير الأوقاف إذا أراد ضبط الخطاب الديني أن يحث خطباءه على تقديم خطاب ديني وسطي معتدل يبني ولا يهدم يكون متأسٍّ بقول الله تعالى: {ادعإلىسبيلربكبالحكمةوالموعظةالحسنة}.
أنا أؤمن بفكرة التخصص وهذا ما أطالب به وزير الأوقاف فهو مسئول عن وزارة تقدم خطابًا دينيًّا للأمة، وليس مسئولاً عن الإفتاء حتى يتفرغ لها ويطالب بقانون لتقنين وضعها أو ما شأبه، هو مطالب بما هو مسئول عنه، عليه أن يقدم لنا ما يساهم في ضبط الخطاب الديني وكيفية النهوض بالدعوة وبمستوى الدعاة ليصلوا إلى المرجو منهم.

باحث فى العلوم السياسية والاستراتيجية
مستشار اعلامى للمجلس العربى الافريقى



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حسن السغدنى يكتب كيفية الحفاظ على الأمن القومي
- على حسن السعدنى يكتب : المشير ابو غزاله
- على حسن السعدنى يكتب ارهاب الفقر
- على حسن السعدنى يكتب : بين ثورتين: العلاقات المصرية الأمريكي ...
- على حسن السعدنى يكتب : الأبطال الشجعان
- العلاقات المصرية الصينية
- التخطيط الاستراتيجى
- على حسن السعدنى يكتب الامن القومى العربى
- على حسن السعدنى يكتب الآثار الاقتصادية للفساد
- على حسن السعدنى يكتب : ما هو لغز قوة داعش؟
- أبرز ملامح الذكرى الأولي لعزل -مرسي-
- على حسن السعدنى يكتب جهاز المخابرات العامة
- العلاقات المصرية السعودية
- على حسن السعدنى يكتب : العلاقات المصرية الاماراتية
- الشرطة القضائية
- على حسن السعدنى يكتب : التنظيم الدستورى لرئيس مصر
- التحريض الالكترونى
- اخر الهموم
- قطار الاختلاف السياسى
- روشتة سياسية قبل فوات الاوان


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - على حسن السعدنى - وزير الأوقاف ومفهوم الفوضى